رواية رحيل السجينة الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم سلمي ابو طبنجه



 رواية رحيل السجينة الفصل الرابع والعشرون  بقلم سلمي ابو طبنجه 



تحدث مختار بصوت عالى .... أين كنتى رحيل ولما لا تردين على هاتفك

صفاء .... مختار ...اهدء الحمدلله انها أمامنا وبخير تحدثت رحيل بتعب ... انا بخير لقد تحطم هاتفه لذا لم أستطع التحدث 

وعندما همت بالصعود امسك مختار بيديها بقوة وصرخ بها بانفعال وحدة .... ما تلك اللامبالاة التى تتحدثين بها نحن هنا نكاد نموت من القلق والخوف وانتى تتحدثين بتلك الطريقة وكان لا شئ يهم 

حاولت رحيق الافلات منه ولكن دون جدوى .... اتركنى من فضلك أريد أن اذهب الى غرفتي 

اكمل مختار بعناد ... لن اترككى قبل أن اعلم أين كنتي واين ذهبت طوال هذا الوقت

  الا يكفىك تأنيبا لضميري وقلبي طوال الوقت ألم توافقي على منحنا فرصة ولكنكى لم تفعلي تشعرين بالراحة في عذابي أليس كذلك تريدين ان اعانى طوال الوقت هل هذا ما تريدين هكذا ستأخذين انتقامك حاول الجميع تهدئته ولكن دون جدوى 

انتى أنانية رحيل هل تفعلين ذلك لاترككى تغادرين هل هذا ما تريدين الوصول إليه.           

    اتى جاسر على صوت جده العالي ولكن لم يستطع إيقافه هو الاخر كان الجميع يرى مظهره ولكن يبدو أن قلقه وخوفه كان يعميه عن رؤية حالتها

ولكن لن ادعكى تغادرين رحيل ...... او تعلمين لقد سئمت أن اردتى يمكنك الرحيل بمفردك ولكن رحيق ستبقى هنا 

لم تستطع كبح نفسها أكثر من ذلك افلتت يديه وقامت بالتصفيق له .... برافو سيد مختار برافو 

لقد اثبت لي انى كنت محقة في فكرة الرحيل من هنا تتحدث عن فرصة ثانيه وها انت مع اول شيء مستعد لتخلى عنى وكأنى لا شيء 

تحدص مختار بانفعال اكبر .... وهل تركت لي المجال لفرصه ثانيه 

نظرت اليه رحيل بعتاب ......هل هذا ما توصلت إليه برافو حقا                                                 

   هل تخبرني أنك كنت قلقا من أجلي لأني تغيبت لعدة ساعات 

أين كان ذلك القلق والخوف على ابنك الصغير هاه أخبرني تركته يعاني لسنوات لم تسامحه على خطأ لم يكن خطئه جعلته يعاني لسنوات بمفرده دون عائله 

عن أي قلق تتحدث وانت تركت احفادك بمفردهم بعد وفاة والديهم انت لن تشعر بما عانيته يوما 

اتتهمنى انى انانيه ولكن في الحقيقة انت الانانى لم تشعر به قط كيف ستفعل ذلك الان ... انت فقط تريد تغطية ذنبك وتريح ضميرك بأن نبقى أمامك تريد ان تنسى المك الذى تدعيه وجودنا يعيدك الى تلك السنوات التي مرت برفقتهم وكان شيء لم يكن 

ان كنت تحبنى كما تقول. ..الم ترى حالتي تلك وهى تشير الى نفسها ألم تلاحظ ارتعاشه يدي وانت مقبض عليها بتلك الطريقة 

نظر إليها مختار بصدمة وذهول من حديثها .... كم مرة طلبت منكى أن تخبريني ولكنكى رفضت في كل مرة 

رحيل بصراخ وصوت عالي فقد فاض بها.... هل تعتقد انه يمكننا التحدث عن كل شيء هكذا بسهوله الا تعلم أن هناك أشياء يعجز الشخص عن الحديث معها 

هل تخبرني اننى انانيه انت لا تعلم شيئا عن تأنيب الضمير والان انت من تلومني 

اتعلم حقا ما هو اللوم ؟....هل تفعل الان معي مثلما فعلت معه لقد ظللت تلومه على شيئا لم يفعله إلى أن رحل ومات هناك 

لسنوات طويلة لم ترغب في أن تسمع منه ما حدث جعلته قاتل لم ترى المه ولم تستمع لأي تفسير منه ألم يكن الجميع شاهد على ذلك ولم يتحدث أحد ستخبرني أنك تتألم من فراقها ألم يتألم هو الم تكن تؤامه ونصفه الاخر تشاركوا كل شئ سويا من البدايه .... كان مجرد حادث لا دخل له فيه أرادت فقط أن تتعلم القيادة وفعلت ذلك حتى دون أن يعلم بالأمر ما خطئه في ذلك أخبرني 

ابعدته عنك وعن الجميع جعلته يعيش لسنوات بمفرده كنت اراه كل يوم وهو ممسك بصورة كنت اعلم انها تخصك كان يبكي بمفرده                                              

 كنت انظر إليه من بعيد وأبكى لكيلا يراني كان ينتظر منك أن تبحث عنه أن تسامحه مجرد إشارة واحدة منك كانت ستكفى كان سيعود راكعا اتعلم انت السبب في كل ما انا فيه اليوم لو لم تتركنا بمفردنا ولو بحثت عنا أبكر قليلا لم يكن هذا ليحدث لم أكن مضطرة لعيش كل تلك الأشياء بمفردي كنت أبحث عن أحدهم فقط حتى يمكنني.. ولو حتى البكاء في احضانه أن يخبرني أن كل ذلك سينتهي ....ولكن لم يكن هناك احد

لقد فعلت كل شيء من أجل حماية اختى الصغيرة لقد بقينا هكذا بمفردنا نصارع لذا لا تأتى الآن وتخبرني بحقوقك وما الذي يجب عليا فعله لقد رفضت تصديق ما اخبرتك به ……لتشير اليه بتحذير وهى تنظر اليه بقوة بعد ان ازالت دموعها بعنف .. لذا احذر أن تقوم انت او أي شخص في هذا المكان وهى تنظر إلى جاسر كانت نظراتها متوحشة اتجاههم أن يخبرني احدا بما افعل لتقترب منه أكثر وهي تنظر فيه عينيه بكل غضب .. او انه يمكنني الذهاب من هنا دون أن تكون رحيق معي 

صدقني سأقتل كل من يحاول أن يبعدها عنى مهما كان انت لا تعلم ما الذي عشته وما الذي ضحيت به من اجلها لتأتى انت هكذا بكل بساطه وتخبرني انه يمكنني الرحيل بدونها 

كان مختار ينظر إليها بصدمة وذهول لم يكن يستطع حتى النطق بحرف واحد                         

  اقتربت منهم صفاء وهي تبكي بشدة .... هل ما تقوله صحيح مختار هل مات يوسف 

الن أتمكن من احتضانه ولو لمرة اخيرة لن أستطيع ان اعتذر له... رحل هكذا 

هرولت رحيل إلى غرفتها دون أن تستمع إلى المزيد كيف يمكنهم أن يحاسبوها هكذا هل ستظل تعاني الا يكفيها ما حدث 

حتى يأتي هو يخبرها انها انانيه متى كانت كذلك هي لم تكن هكذا ابدا. لا أحد يمكنه الشعور بما تعانيه 

لقد ماتت رحيل فقدت نفسها منذ وقت طويل واصبحت مجرد دميه في يديه ولا زالت إلى الآن كيف تشرح له ما حدث معها كيف سينظر إليها 

اصبحت حال الجميع سيئة فقد مرضت صفاء بعدما علمت بوفاة يوسف                             

  مرت على تلك الحادثه عدة ايام لم تخرج رحيل من غرفتها ابدا حتى انها كانت تتصنع النوم عند قدوم رحيق إلى غرفتها حتى ترحل 

قام جاسر بشراء هاتف جديد من اجلها وقام بإرساله مع رحيق فلم يتواجه أي منهم بعد هذا اليوم 

حاول جاسر أن يتحدث معها عدة مرات ولكنها لم تخرج من غرفتها مطلقا لقد تغير شكلها كثيرا لم تكن تتناول الطعام اصبحت تتناول ذلك الدواء بكثرة حتى يمكنها النوم 

ليت جاسر لم يقم بإعطائها ذلك الهاتف فهو لم يتوقف عن إرسال تلك الرسائل              

 واصبحت تلك الأصوات بداخلها تعلو شيئا فشيء 

قرر مختار الذهاب إليها والحديث معها ظل يطرق على باب غرفتها دون رد فهي على ما يبدو قد قامت بأغلاقه 

مختار من الخارج ..... سأظل هنا رحيل ولن اذهب حتى تفتحي الباب 

مرت عدة دقائق وهو مازال واقفا إلى أن استمع لصوت الباب 

دلف وجدها تجلس على ارضيه الغرفة وعلى ما يبدو أنها قامت بتحطيم بعض الأشياء نظر إليها كانت مختلفة كثيرا يبدو أنها خسرت بعض الوزن عيناها متورمة ويحيط بها السواد ويبدو انها جرحت يديها اثناء تحطيمها ذلك الزجاج

نظر اليها مختار وقد هاله مظهرها ..... رحيل ما هذا لم تفعلين هذا يا ابنتى انا اسف حقا انا فقط كنت قلقا لم أرد أن اخسركى ذلك الشعور يقتلنى هل يمكنك مسامحتك 

نهضت رحيل من مكانها وقامت بإغلاق الباب تحدث مختار بقلق ... ماذا يحدث معكى رحيل 

هذا يكفي تشعر انها على وشك الموت حقا لذا لتخبره كل شئ كما أراد ولتدع الأمر له طوال تلك الأيام وهي تفكر ان تنهى حياتها وهكذا ستتخلص من كل شئ 

تحدثت رحيل اخيرا ..... أردت أن تعلم بحقبقه الأمر أليس كذلك                                        

نظر اليها مختار بتأكيد ........ اجل حتى أتمكن مساعدتك اعلم انى مخطئ ولكن لن تندمي على ذلك صدقينى سأكون بجانبك مهما كان الأمر

رحيل.... حسنا سأخبرك...

الفصل الخامس والعشرون من هنا

stories
stories
تعليقات