![]() |
رواية رحيل السجينة الفصل السادس والعشرون بقلم سلمي ابو طبنجه
- لا شيء جاسر ولكن يمكنك القول اننا تفاهمنا وقمنا بتصفية كل شئ ..... ولكن ما بك انت لا تنظر إلى نظر له جاسر بتوتر.... لا شئ فقط لقد كنت قلق من أجلك - أخبرني جاسر ماذا حدث
لخفض جاسر رأسه ..... ألم تخبرك هى ليكمل مختار حديثه بتلاعب....... انتظر أن تخبرني انت وتفهمني ما الذي حدث
- حين رأيتك هكذا شعرت بالخوف من ان يحدث لك شئ لا اعلم كيف فعلت ما فعلت ولكنى كنت اعلم انها السبب لذا لم اتمالك نفسي وقمت بصفعها
صرخ به مختار بعصبيه...... كنت اعلم أنك من فعل هذا فلن يجرؤ احدا على فعل ذلك غيرك
تحدث جاسر بندم ... انا اسف حقا تعلم انى لم اعتذر من قبل ولكنى حقا اسف لم اقصد ما فعلت
- انت غبي جاسر كنت اعتقد أنك الوحيد الذي يمكنني أن ائتمنه عليها ولكنى كنت مخطئ - ماذا تقول جدي تعلم انى لست كذلك لقد كانت لحظة غضب وحدث ما حدث
- انا لا اعلم جاسر لقد اصبحت مختلفا واصبحت أخشى عليها معك
نظر اليه جاسر باندهاش .... كيف تخشى عليها معي لقد اخبرتك ان ما حدث كان في لحظة غضب لأني كنت قلقا من أجلك اكمل مختار باستفزاز .... وماذا سيحدث ان تزوجتها هل ستقوم بصفعها كلما شعرت بالغضب اخرج جاسر وقم بإيصال الجميع ولكن دع رحيل أن ارادت
صمت جاسر وكأنه لم يستمع إلى ما قال - لم تجلس هكذا اذهب وقم بإيصال الجميع فجدتك مريضه أيضا
جاسر وكأنه وعى الآن إلى حديثه ...... انت ماذا قلت قبل قليل جدي
- ما بك جاسر هل اصبحت أصم طلبت منك الذهاب و إيصال الجميع
جاسر بنفي ..... لا لم اقصد هذا لقد قلت إذا تزوجتها هل تقصد رحيل
مختار بمراوغة..... لا لم اقصد رحيل لقد قلت إذا تزوجت
جاسر بنفاذ صبر..... جدي
- اذهب جاسر واطلب لي الطبيب - هل تشعر بالتعب أخبرني
- اذهب جاسر واطلب من رحيل القدوم أيضا ولاتنسى الطبيب
وعندما هم بالخروج تحدث مرة أخرى...... هى لم تخبرني بشيء جاسر
خرج جاسر إلى الخارج استدعى الطبيب وقام بإيصالهم للسيارة تحت رفضهم الشديد للمغادرة دون أن يتمكنوا من رؤيته وطلب من الحرس ايصالهم بعد ان طمنهم انه بخير وسيكونون غدا في المنزل
عاد جاسر للمستشفى مرة أخرى وجدها تجلس في الخارج على احدى المقاعد وهي يبدو عليها الإرهاق الشديد كانت تغمض عينيها وتتكئ برأسها على الحائط خلفها
كانت تسترجع ما حدث.... حديثه معها ستفعل ما قاله حقا ستتوقف عن الاختباء هكذا ستتوقف عن كره نفسها بهذا الشكل هى ليست مخطئة فيما حدث لها
شعرت بوجود أحدهم يقف امامها تسارعت دقات قلبها وفتحت عينيها برعب خوفا من ان يكون هو وكأن ما حدثت به نفسها منذ قليل ذهب مع الريح وكأن كل شئ تبخر
نظ. لها جاسر بألم وهو يرى تلك النظرة في عينيها...... رحيل هل يمكننا التحدث قليلا
لم تجيبه رحيل فضلت الصمت صحيح انه لم يكن منير ولكن تولد شعور بالكره ناحيته شعرت انه مثله حنى ولو لم يكن كذلك
همت بالوقوف والابتعاد عنه ولكنه قام بإيقافها وجلس بجانبها كان يتحدث بندم حقيقي ....... رحيل انا حقا لا اعلم كيف فعلت هذا فقط خوفا من حدوث شئ لجدي شعرت انكى السبب فيما حدث له لذلك فعلت ما فعلت أقسم لكي بهذا و انى لم أفكر في اذيتك ابدا
صمتت رحيل مرت بضع لحظات انتظر أن تتحدث ولكنها لم تفعل
في الداخل
مختار للطبيب..... أريد منك شيئا - تفضل سيد مختار ماذا تريد
- أريد أفضل طبيب تجميل ولا أريد أن يعلم احدا بالأمر - بالتأكيد سيد مختار كما تريد
- لا أريد تأخير
- لا تقلق سأذهب واتحدث إليه الآن
خرج الطبيب وهمت هى بالوقوف حاول أن يمسك يدها ولكنها ابتعدت فورا لا تستطيع أن تنسى صفعته إلى الآن وان كان ما قال صحيح لم يكن الأمر جسديا بقدر ما كان نفسيا فقد أعاد لها ذكريات جاهدت الا تتذكرها في الحقيقة هى كانت تتمنى لو فقدت ذاكرتها ولم يكن باستطاعتها تذكر أي شئ من ذلك
وعندما اقتربت من الغرفة كادت أن تدلف التفت إليه ارادت أن تتحدث ولكن سبقها هو
جاسر بصدق ..... رحيل انا حقا اسف اومات له برأسها ودلفت للداخل
ابتسم مختار وهو يراها هنا لقد بقيت من اجله ولم ترحل جلست على الكرسي امامه - لماذا لم تعودي للمنزل نظرت له بابتسامة حنونة .... سنعود معا
ابتسم مختار ولكن سرعان ما تلاشت ابتسامته وهو يتذكر تلك الجروح على جسدها لينظر لها بحزن .... هل ما زالت تؤلمك.. صمتت ولم تجيب لقد تحدثت إلى الطبيب وقريبا جدا سيكون كل شئ بخير
ابتسمت له رحيل - انا اسف بالنيابة عن جاسر لا اعلم ما الذي يحدث له هذه الفترة .... هو لم يكن كذلك ابدا
تعالى رنين هاتفها كان مازن المتصل استأذنت من مختار وخرجت لكي تجيب وجدته يتحدث مع أكرم في أمر ما
وعندما لاحظ خروجها وهي تتحدث هى الأخرى قام بإنهاء المكالمة
- اجل ..... انا بخير لا تقلق - هل ستاتي حقا متى
- لقد أخذت الأذن بمواصلة التحقيق - متى ستصل
- من المحتمل غدا كما ان هناك مفاجأة من أجلك ابتسمت رحيل ...... مفاجأة وما هى
- وكيف ستكون إذا اخبرتك انتظرى للغد وستعلمين انهت المكالمة وعندما التفت وجدته ينظر بفضول لتتركه وتذهب إلى جدها مرة أخرى
وحينما دلفت إليه مرة أخرى وجدته قد غفى لتخرج مرة أخرى حتى لا تتسبب في ازعاجه كان جاسر قد طلب بعض الطعام من أجلهم
- هيا رحيل لقد طلبت بعض الطعام
- شكرا لا أريد - اجلسى رحيل وتناول طعامك سنظل هنا للغد هل ستبقين جائعة
تحدثت رحيل بصوت منخفض .... هذا ليس بشيء جديد وصل صوتها لجاسر ولكنها لم تدرك ذلك
- ان اردتى يمكنني الذهاب ويمكنك تناول الطعام على راحتك 'ليس هناك داعي
جلست وتناولت بعض اللقيمات الصغيرة - لا تقولي انكى انتهيت - انا حقا لا أريد لست جائعة
'- ان اردتى شئ اخر يمكنني جلبه
صمتت رحيل قليلا...... - تحتاجي للقهوة أليس كذلك
- اجل
ذهب جاسر وعاد بعد قليل ومعه كوبين من القهوة
- الن تكمل طعامك - لا لقد انتهيت كما انى لا أستطيع تناول الطعام بمفردي
نظرت رحيل إليه وصمتت
مر اليوم دون أي حديث اخر بينهم خرج مختار في اليوم التالي وكان سعيد بعد ان أخبره الطبيب انه بعد اجراء بعض العمليات الجراحية ستتمكن من محو تلك الآثار
ولكن بالطبع سيأخذ ذلك بعض الوقت كما أنه قام بوصف عدة مراهم وكريمات تضعها بانتظام
لاحظ جاسر ان هناك شئ مختلف بجده وتلك الابتسامة على شفتيه وذلك الطبيب الذي كان برفقته ولكنه سيعلم بالأمر عاجلا ام اجلا
عادوا إلى المنزل كان الجميع سعيد بعودته وانه أصبح بخير الآن
كانت رحيق اول شخص في استقبالهم بعد ان علمت بقدومهم
ركضت إليه واحتضنته بقوة .... جدي لقد اشتقت اليك كثيرا مختار وهي يبتسم لها بسعادة ..... وانا أيضا حبيبتي اشتقت اليكى كثيرا
قامت صفاء باحتضانه وهي تبكي ربت على ظهرها وهو يطمأنها انه أصبح بخير الآن جلس ورحيق تجلس بحضنه كما اعتادت وأعتقد هو الاخر وكم يسعده هذا الأمر
كلما نظر الى عينيها تذكر يوسف ابنه وكم ظلمه ولم يمنحه فرصة
لقد اشتاق إليه كثيرا كان يخشى ان يعترف بذلك يوما ولكنه يشتاق اليه حقا ولكن ما يهون عليه الأمر الآن هو وجود تلك تلك الصغيرة يرى فيها طفولة يوسف وكم كان متعلقا به كما تفعل هى الآن
كانت صفاء تنظر إليه وتعلم بما يفكر فيوسف ورحيل كانوا متعلقين به جدا ولكن بعد حادثة رحيل تغير كل شئ
فمختار ابتعد كثيرا عن يوسف وكذلك يوسف أيضا استمر الحال لسنوات حتى لم يستطع تحمل الأمر وغادر من هنا دون عودة وها هو رحل دون أن تراه حتى كانت تبكى دون أن تشعر احتضنها حسن وقبل راسها لتترك رحيق جدها وتحتضنها هى الأخرى وهى تطلب منها أن تتوقف عن البكاء
فى غرفة يوسف غرفه رحيل حاليا
فهى تمكث بها منذ ذلك اليوم دخل مختار إليها....... كيف حالك اليوم
- انا بخير لماذا أتيت - هل يزعجك وجودي
- لا لا لم اقصد هذا انت فقط متعب ووكان يمكنك أن ترسل أحدهم وكنت ساتى على الفور - انا اعلم حبيبتى كنت امزح فقط هناك امر ولابد إن اخذ موافقتك اولا رحيل باستفهام ..... موافقتى على ماذا
