![]() |
رواية رحيل السجينة الفصل السابع والعشرون بقلم سلمي ابو طبنجه
- ما رأيك بجاسر نظرت اليه رحيل بعدم فهم ..... رايى فى ماذا
ابتسم لها مختار بسعادة .... لقد طلب جاسر يدك منى رحيل بذهول ..... ماذا تقول لست موافقة بالطبع ولا داعى للحديث فى هذا الامر
- تعالى رحيل واجلس بجانبى لقد أتى طلبه فى الوقت المناسب
- ماذا تقول انا لا أفهم شيئا - ان لم يفعل ذلك كنت انا من سيطلب منه ذلك
هبت رحيل واقفة وملامح الصدمة تحتل وجهها ..... انت انت ماذا تقول كيف يعنى كنت ستطلب منه هذا وهى تشير لنفسها هل كنت ستطلب منه الزواج منى هل ترانى رخيصه لتلك الدرجه لكى تطلب منه هذا لا أصدق امسك مختار بيدها بقوة ليجعلها تجلس مرة أخرى - .اهدئ اولا حتى يمكنكى ان فهم ما أريد
كل ما أرغب به أن تظهر حقيقة ذلك الرجل للعلن
- وما دخل جاسر ذلك بالامر - كما اخبرتنى انه مجنون ويفعل اى شئ لتكوني له وجودك مع أحد اخر سيدفعه للجنون وسيخطئ وحينها سنكون نحن له بالمرصاد
اريده ان يعلم انكى تجاوزتى خوفكى منه وانه يمكنك بدء حياتك من جديد
احتل الخوف عينيها ...... لا أريد كما ان ذلك سيشكل خطر على حياته
قاطع حديثهم طرق على باب الغرفة كانت الخادمة تخبرهم بأن هناك أشخاص بالاسفل يريدونها
نظرت رحيل لمختار بقلق .......حسنا اذهبى انا قادمة
ارتدت ذلك الوشاح مرة أخرى ووضعته على رقبتها باحكام كان مختار ينظر لها بحزن
اقترب منها ووقف امامها ... قريبا جدا لن تحتاجى لوضعه مرة أخرى ولن تضطرى للاختباء خلفه او إخفاء اى شئ هيا ساعدينى لننزل سويا ونرى من القادم
هبطت رحيل للاسفل مع جدها وجدت سام ومازن ابتسمت لهم بفرحة ولكن ما فاجائها حقا هو دخول ذلك الرجل برفقة شهاب
ظلت تنظر إليه بذهول ......هل هذا انت حقا فتح ذراعه لها فهرولت إليه سريعا وعانقته بشدة وهى تبكى ليبادلها هو العناق بقوة اكبر .... اشتقت لكى كثيرا كانت تضربه بقبضتها على ظهره ....أين كنت كل هذا الوقت لما لم تاتى
- اسف سامحينى أن استطعت هل يمكنك فعل هذا
رحيل وهى تنسحب من عناقه...... لا اعلم ان كنت سأفعل ولكنى سعيدة بقدومك اقتربت منه رحيق أيضا ليحملها وهو يقبل وجنتها
كان جاسر يقف مكانه يغلى كالبركان اخر ما كان ينقصه هو عودتهم مرة أخرى وذلك الرجل الذى لا يعلم من هو إلى الآن ولكن على ما يبدو أنه مقرب منهم للغايه
لم يكن وحده من يشعر بذلك فهى لم يسبق له أن احتضنت جدها بسعادة هكذا حين رأته
- اقترب كلا من سام و مازن لمصافحه جاسر وشهاب أيضا كان يصافحهم على مضض رحب بهم الجميع
ليترك الرجل رحيق واقترب من مختار ليصافحه ...... معذرة ولكنى اشتقت للفتيات كثيرا ولم يسنح لى الوقت لتعريف نفسى ... انا نور الدين خال هولاء الفتيات ووالد شهاب أيضا
رحب به مختار .....اهلا بك بنى هيا بنا للداخل جلس الجميع بعدما تعرف كلا منهم على الاخر كان يجلس نور وبجانبه رحيل من جهه ورحيق من الجهة الأخرى ويحتضن كلاهم
كان جاسر يشعر بالغيرة الشديدة فهو لاول مرة يراها تقترب من أحدهم لتلك الدرجه ومختار أيضا كان ينقل نظره بينهم فهى تجلس بجانبه وهو يحتضنها بإحدى ذراعيه هى لم تكن قريبه منه هكذا ابدا وتلك الصغيرة التى تركته بمجرد قدومه إلى هنا
ولم يكن شهاب بأفضل منهم وكانت رحيل تعلم ذلك جيدا كانت تهمس له ببعض الأشياء لينظر إليه ويبتسم
اتى موعد الغداء تناول الجميع طعامهم فى جو من السعادة لقد تبدلت رحيل فى وجودهم تشعر انها عادت لطبيعتها ولو قليلا كان لم شمل للعائله فقط ما ينقصها هو والديها وحينها لن تهتم بحدوث اى شئ لها كانت ستنسى كل ما حدث لها تفتقد الجلوس معهم بشدة تحضير والدتها للطعام مزاحهم سويا مرح رحيق الذى كان يملئ البيت غيرة والدتها حين تراها برفقه والداها وجلبه لتلك الورود من اجلها تفتقد كل شئ
كم كان يخبرها انها تشبه اكثر شخص غالى على قلبه إلى أن علمت منه من تكون فقد كانت تؤامه والحقيقة من يراهم معا سيعتقد انها تؤامها هى
ولكن كل ذلك ذهب الآن ولن يعود مرة أخرى خرجت منها تنهيدة قويه لم تكن تلاحظ الموجودين حولها لقد سرحت فى ذكرياتها قام نور بالضغط على يدها يعلم ما تفكر به الآن
نور كان اقرب شخص إليها بعد والدها كان صديقها المقرب ولكن بسبب غيابه لفترات طويلة بحكمه عمله فى البحر وسفره المتواصل فهى لم تراه بعد فترة من وفاة والدايها كما ان اتصالاته انقطعت أيضا فجأة
كان نور يعرف كل شئ عنها فهم مقربين للغايه حتى اكثر من شهاب مما كان يثير غيرته بشدة
كم كانوا يشاكسونه بسبب ذلك ولكن افترقت طرقهم حتى استطاعت أن تتواصل مع شهاب من جديد
لم يكونوا مخطئين حين قالوا ان برحيل الوالدين يختلف كل شئ عن ذى قبل لم يعد الأمان موجود فى غياب والدها لم يعد الطعام مثل الذى كانت تقوم والدتها بإعداده
اصبحت فى هذه الحياة كالعصفور الصغير سجين داخل ذلك القفص الذى يعد منزله مجرد عصفور صغير يبحث عن الحريه والأمان ينتظر أن يفتح أحدهم الباب لكى ينطلق من ذلك القفص
خرجت من تفكيرها على حديث نور الدين.. سوف ننصرف الآن وساعود غدا لى حديث معكى رحيل ولكن ليس اليوم
الى ان قاطعه مختار ......لا داعى للذهاب إلى اى مكان لقد اصبحت الغرف جاهزة بالفعل - اشكرك سيد مختار على دعوتك ولكن لا استطيع كما انى لست بمفردى
- وان يكن المنزل كبير كما ترى ولن يضيق علينا أن بقيتم هنا لذا من فضلك اعتبره منزلك
مازن ... سيد مختار سيد نور معه حق نحن كثير لنترككم على راحتكم كما اننا قمنا بالحجز من قبل
- لا داعى للجدال معى لن يذهب احدا منكم من هنا أليس كذلك بنى
اومأ له نور الدين بطاعة .... حسنا كما تريد سنبقى ذهب أكرم مع الشباب وقام بايصالهم إلى غرفهم وذهبت رحيل للحديقة برفقه خالها ليتمكنوا من الحديث
فى الخارج
- اخبرنى خالى ما سبب قدومك حقا
- اذا ألم تشتاقى لى ولم تسرك رؤيتى أن كنتى ترغبين فى رحيلى سأفعل
- تعلم أن ذلك غير صحيح كما اعلم ان هذا ليس سبب قدومك فأنا لم أراك منذ سنوات اى لنقل منذ وفاتهم و قدومك برفقتهم يعنى شيئا اخر هل انا مخطئة
زفر نور بقوة قبل أن يتحدث فهى معها حق ولكن لم يكن الأمر بيده ..... معكى حق ولكن صدقينى لم يكن الأمر بيدى ابدا تعلمين جيدا ماذا تعنين لى
- اعلم و لذلك ها أنا اجلس واتحدث معك وإلا بعد اختفائك هذا لم اكن لارحب بقدومك - اعلم رحيل ولكن ما لا أعلمه كيف تحول منير بذلك الشكل واصبح بتلك الحقارة
رحيل بصوت مهزوز.... ماذا حدث - لقد علمت منذ حين عودتى انه سبب كل ما حدث حتى انى كنت على وشك دخول السجن بلا رجعه
شعرت رحيل بخوف ليخرج صوتها مهتزا ...... كيف
