![]() |
رواية رحيل السجينة الفصل الثامن والعشرون بقلم سلمي ابو طبنجه
- ليس هذا ما يهم الآن هناك ما هو أهم ولا اعلم حتى
قاطعت رحيل حديثه فهى تعلم ان هناك شئ وراء قدومه.... رجاءا اخبرنى مباشرة لا داعى لاطالة الأمر
- طلب منى ارجاعك إلى هناك والا اتسعت عينيها بصدمة كيف وصل إليه ..... والا ماذا صمت نور الدين قليلا فالحديث ثقيلا عليه جدا.... يهددني بشهاب
اتى مختار وعلى ما يبدو أنه استمع لحديثه ...... رحيل لن تذهب إلى اى مكان سيد نور الدين هل لهذا أتيت هل تريد أن تقدمها له من أجل حمايته
نفى نور الدين بصدق ... بالطبع لا انا لست مستعدا للتضحية باى منهم إن كان شهاب ابنى فهى أيضا ابنتى يمكننى أنا افديها بحياتى أن تطلب الأمر
انت لا تعرفنى سيد مختار ولكن هى تعلم جيدا مقدار حبى لها
هدء مختار قليلا فقد شعر بصدق حديثه هو فقط مجرد اب وخائف
فاكمل نور حديثه ...... هل تعلم بشأن منير اومأ له مختار ..... اجل وانت كيف علمت بالأمر
- حينما عدت من السفر جاء وأخبرني بذلك والمضحك فى الأمر انه كان سبب بقائي طوال تلك الفترة وهو من أعادني أيضا
لقد اخبرني صراحة انها يريدها والا فى المقابل ستكون حياة شهاب
بالطبع لم يسلم الأمر من شجار بيننا ولكنه لم يهتم بالأمر مطلقا فهو واثق بنفسه وبما هو قادر على فعله
ولكن ما يحيرنى كيف وصل الأمر إلى هذا الحد يجب أن تخبرينى رحيل من البداية لقد رفض شهاب أن يخبرنى باى شئ وعلى ما يبدو لى انه لن يترك الأمر لقد بدا لى كشخص مجنون
- معك حق يجب أن نعرف عدونا جيدا لكي نستطيع التصدي له
رحيل بألم وهي تتلاعب بذلك الكوب الموجود امامها ...... معك حق كلمة مجنون هى وصف بسيط لما هو عليه هذا حقير لأقصى درجه لا اعلم كيف خدعنا جميعا منذ البداية بتلك السهولة
بعد وفاة والدى كان يبدو كشخص متفهم ساعدنا كثيرا لم تمر سوى فترة قصيرة وبدأت تصرفاته الغريبة تظهر للعلن كان هناك ذلك الشاب احمد جارنا انت تعرفه
ليومئ لها نور وجدني مرة وانا برفقته كان عائد للتو من السفر وعندما علم بحادث والداى جاء ليعزينى
أخبرني انه لم يصدق ما قيل بشأن الحادث وعلمت حينها انه طلب يدي من والدي ويعتبر انه اخذ موافقته وانه كان ينتظر فقط أن أنهي دراستي حتى يصبح الأمر رسميا
وبالصدفة حدثته عن الأمر بطبيعة تواجده معنا في اغلب الأوقات فلم يكن هناك سواه كان يهتم بكل شئ يخصني انا ورحيق
في اليوم التالي به كان يريني بعض الصور لأحمد مع بعض الفتيات بصورة غير لائقة ومنعني من مقابلته مرة أخرى
وحين رايته فى المرة التالية واجهته بالحقيقة لكنه أقسم لى بانه لا يعلم اى شئ عن تلك الصور وانه لا يمكنه فعل ذلك ابدا وانا صدقته
فى الحقيقة انا أيضا لم اكن اصدق كان لدى بعض الشكوك فاحمد ليس بتلك الشخصية نحن نعرف بعضنا منذ الصغر لا يمكنه فعل تلك التصرفات خاصة وهو شخص متدين وخلوق
وافقت على الخطبة بعد ان أعاد طلبه مرة أخرى وفى يوم الخطبة علمت بوقوع حادث خطير له وعندما بدء يتعافى اختفى تماما هو وعائلته ولم يظهر مرة أخرى
كنت الاحظ تلك النظرات الغريبة في كل مرة كان يتواجد بها احمد معي كانت نظراته غريبه ومختلفة كانت تشعرني بالخوف ولكن كنت اكذب نفسي كنت غبية حقا لم أستطع معرفة حقيقته ....صمتت قليلا
مر شهر على تلك الحادثة وفوجئت أن والدي ترك وصيه وهو لم يخبرني بشيء كهذا من قبل فنحن بطبيعة الحال كنا سننهى كل شئ هناك ونعود وبالطبع كان هو الوصي على كل شئ وهناك توكيل من ابى له بإدارة كل شئ
حتى أتم الخامس والعشرين من عمرى وحتى تكبر رحيق كان ذلك اول شئ دفعني للشك فى تصرفاته
صمتت مرة اخرى وهي تتطلع إليهم فالقادم حملا ثقيل حقا ربت نور على كفيها يحثها على الاستمرار وافقت على ذلك فليس لى حل آخر وانا بطبيعة الحال لم أنهي دراستي بعد فكنت في العام الاخير منها ولا اعلم شئ عن طبيعة العمل وإدارة تلك الشركات مر شهر اخر اصبحت زيارته لنا تزداد كأنه يفرض وجوده علينا أصبح يتحكم في كل شئ في دراستي أصدقائي ملابسي كل شئ
وان رفضت كان يهددني بانه يستطيع منعي من إكمال دراستي
وذات مرة صارحني بانه معجب بى كانت تلك صدمة قويه بالنسبة لي ولكنى رفضت بالطبع واخبرته انى اراه صديقا لوالدي ليس إلا
منذ ذلك اليوم واصبحت معاملته قاسية ومختلفة كليا اصبح يمكث معنا بالمنزل بعد ان اخبرني بكل وقاحة انه اصبح منزله الآن كان يمنعنى من الخروج من المنزل كلما راى نظرة اعجاب من أحدهم لى كان يجن جنونه اصبح الحراس يحيطوا بالمنزل من كل اتجاه لم أستطع الذهاب لاى مكان
لم يقتصر الأمر على ذلك فقد عرض على الزواج مرة أخرى وتلك المرة رفضت بشده ان كان رفضى في البداية فارق السن وانه صديق لوالدي ..... الا ان الآن اصبحت الأسباب اكثر
ذلك اليوم تبدل إلى وحش كليا اصبح ينهال على بالضرب والصفعات لم ادرى والا انا مستيقظة فى اليوم التالى فقد غبت عن الوعي
كان وجهى مشوه من تلك الصفعات وبعدها وتوالت الأشياء اصبح يهددني برحيق بما انها نقطة ضعفى الوحيدة فى كل مرة ارفضه او أرفض طلبا له كان يهددني بها ويجبرنى على الخضوع والموافقة على ما يريد إلى أن استطعت التواصل مع شهاب وحدث ما حدث واتيت إلى هنا
انهت حديثها وهى تلتقط أنفاسها بسرعة كبيرة وكانها تركض
عم الصمت المكان فالجد ونور الدين كان مصدومين مما تعرضت له ولم يتمكن احد من الحديث بعد ما تعرضت له على يد ذلك المختل
تركتهم هى ورحلت فيكفى هذا القدر لا تستطيع النظر إليهم تعلم أن هناك تساؤلات كثيرة والكثير من الأشياء التى يريدون أن يعرفوها
ولكن هى ليس لديها القدرة على التحدث اكثر من ذلك ففي النهاية مهما قالت وتحدثت لن يكون ذلك واحد فى المائة مما كانت تشعر به فشعور القهر والاجبار الذى عانت منه لا يمكن وصفه باى شكل
فى اليوم التالي
مكث مختار مع رحيل ونور الدين مرة أخرى
- لم ارد أن اضغط عليكى بالحديث بالأمس ولكن بعد كل ما حدث ستفعلين ما اقول رحيل ولا أريد اعتراض ستتم خطبتك على جاسر كما قلت لكى
كان شهاب ومازن خرجوا إليهم واستمعوا إلى رد رحيل
- لقد اخبرتك من قبل انى لا استطيع لما لا يمكنك أن تفهم ذلك كما انى لا أرغب فى ذلك - لقد اخبرتك بالأمر وشرحته لكى هذا الأمر سيجعله يخطئ وسيكون بين ايدينا. ... يجب ان يعلم انكى تخطيت امره ومستعدة للبدء من جديد دون الخوف من اى شيء
وانه لم يعد لديه تلك السيطرة عليكى لاخضاعك له من جدبد
تدخل مازن يدعم كلام الجد
- جدك معه حق رحيل فطبيعة منير انه شخص متملك لأقصى درجة وجود شخص آخر بجانبك سيدفعه للتهور والتصرف سريعا خشية ان تكوني لشخص آخر بعد كل ما فعله لن يجازف بخسارتك
صرخت رحيل بعصبية ...... كيف أخبركم بهذا لن أستطيع حقا لن أستطيع حتى وان كان الأمر كما تقولون هل تريد منى ان اعرض حياة احدهم للخطر ان كان فعلا ما تقولونه ما هو رد الفعل الذى تنتظرونه ان يقوم بقتله ام ماذا
حاول مختار الاحدث معها بهدوء ......ألم تخبريني انكى ستثقى بي وستفعلين ما أريد جاوبيني الآن ألم تعديني بذلك صمتت لبعض الوقت تحاول أن تهدء نفسها وتجد حلا آخر ولكن لم يسعفها عقلها لتجد حلا اخر
- حسنا ان أردت ذلك يمكنك أن تختار شخصا اخر أشارت إليهم...... هناك مازن وشهاب وسام وأكرم أيضا اختر من تريد ففى النهاية هى خطبة زائفة ولن تدوم
استمع جاسر لما تقول فهو لاحظ عدم تواجدهم فصدم بحديثها لم تكرهه إلى هذه الدرجة اتفضل تواجدها مع الجميع على تواجدها معه ما الذي فعله معها ليجعلها تكرهه بتلك الطريقة حتى وان كانت المواقف بينهم ليست جيدة ولكن هذا لا يستدعي كل هذا
انصرف إلى الداخل بعد ان كان سيجلس معهم فيكفيه إلى الآن ما استمع إليه ليصرخ بها مختار .... ستفعلين ما اقول هذا الأمر لا يتعلق بكى انتى فقط
هناك رحيق من جانب وشهاب أيضا من جانب اخر لذا سيحدث ما اقول
ليتركهم وينهض ولكن قبل رحيله ....... غدا ستذهبين مع جاسر لتختاري فستانا للخطبة ستكون فى نهاية هذا الأسبوع وهذا آخر حديث بشأن هذا الموضوع
ليتركها ويذهب وهى تنظر فى اثره بصدمة وعندما هم بالعودة لغرفته استمع لصوت فى غرفة مكتبه فتوجه إلى هناك وجد جاسر يتحدث مع إياد في الهاتف
- ماذا فعلت إياد
- لقد اعطى جدك تعليمات صارمة بشأن هذا الموضوع لذا لم أستطع الوصول لشيء
جاسر بغضب وهو يقبض على الهاتف بقوة ..... إياد يجب أن تعلم ما هو الأمر بحلول الغد مهما كانت الطريقة ولكنى أريد نتيجة
- حسنا سأحاول
- لا اريدك أن تحاول ستفعل والا سأفعل انا
لينهى الاتصال تزامنا مع دخول جده للغرفة .
- ماذا هناك جاسر ومع من كنت تتحدث تحدث جاسر دون أن ينظر إليه...... لا شئ كنت أتحدث مع إياد
- حسنا بما أنك هنا هناك شئ أريد أن أتحدث معك بشأنه ابتسم جاسر بسخريه .... بخصوص الخطبة ام هناك شئ اخر
- إذا لقد استمعت إلينا حسنا تجهز من أجل الغد ولا خروج بدون حرس جاسر
- وما الذى يجعلك تعتقد انى سأوافق خاصة وأنى استمعت الى رفضها ففي النهاية تلك الخطبة ليست حقيقة
- لنفس السبب الذى يجعلك حزينا هكذا ....انا وانت نعلم لماذا هذا اولا
و ثانيا مهمتك هى حماية تلك العائلة ان كنت قد أخطأت في شئ اخبرني وان كنت لا تستطيع القيام بهذا اخبرني أيضا لن اعترض يمكنني أن اجد احدا اخر
