![]() |
رواية قيصر العشق الفصل الثامن والثلاثون بقلم عروبة المخطوب
رفعت زمردة حاجبيها باستغراب لتعلو أنظارها بالاتجاه الذي يشير له رسلان ... اتسعت عيناها بصدمة ووضعت يدها على فمها تكتم شهقة سعيدة .... ثم هتفت بعدم تصديق وهي تنظر ارسلان : ايه ده 111 رفع كفيه نحو وجهها يحتضنه بأصابعه همس لها بصدق وابتسامة رجولية جعلت روحها ترقص طربا" وهو يقول :
يحبككككك هي دي نقطة ضعفي .
رفع تغره باتجاه جبهتها وحانت منه قبلة بعدما نطق بتلك الأحرف التي جعلت كيانها يهتز من فرط الحب الذي يغدقه اتجاهها ودقات قلبها تتراقص متناسية ما حولها ..... ابعد رأسه الترفع كفين يديه اللتان ما زالتا موضوعتان على خديها مزيحة اياهن عن وجهها ومسكت بهن تنظر لعينيه بعشق وحب وتعلق قالت بنبرة حنونة ينبع صدقها من أعماق قلبها وتتدفق مشاعرها وأحاسيسها متمنية أن يديم الله هذا الحب والحنان للأبد :
وانا بحبك اوي اوي اوي لو فضلت طول عمري أنطقها مش ها تعبر ولا تدي اللي جوا قلبي
تنهدت بابتسامة وأعينها تلمع رافضة لمجرد تخيل او فكرة عدم وجوده بحياتها فهو أصبحكالترياق .....
ووجوده شریان يزودها ويضخ الحب الذي يسري باتجاه قلبها ليمنحها الحياة ... لا يختلف عن وجود الشريان التاجي الذي يزود عضلة القلب بالدماء المحملة بالأكسجين قالت :
- انا مش متخيلة اني بيوم أعيش من غيرك يا حبيبي انا كل يوم بعدي بحياتي بقيت بتعلق بيك ويحبك أكثر من الأول ربنا يخليك ليا ......
ضمنت قليلا" وهي تنظر لعيونه تاركة يده ومن ثم عاودت النظر للأعلى وعيونها تقرأ اسمها المرتبط بكلمة فندق باللغة الانجليزية ( Zomorrodah Hotel) انزلت حدقتيها باتجاهه نقول :
بس ده کثیر اوی أو رسلان انا مش عارف القول ايه .... بجد مش مصدقة انت ازاي بي كدة !!
رسلان بثقة :
مش عايزك تقولي حاجة ..... عشان دي حاجة تخصني .......
رفع كف يده يداعب خصلات شعرها وهو يقول يفخر لتواجدها بجانبه و الابتسامة تزين نغره :
- انا عايز الدنيا بحالها تعرف ان انتي بالنسبالي خط أحمر ومش ها سمح لحد يهوب ناحيته .
وأن انتي ملك الرسلان العطار وبس .... وان انتي جنة واتفتح بابها بالنسبالي ......
صمت قليلا مبعدا" كف يده عن خصلات شعرها مشيرا يعيناه باتجاه الفندق قائلا بنيرة
واثقة وأمرة:
من هنا ورايح مكانك هنا ......
اسبلت زمردة عيونها باستغراب وهتفت بتساؤل وعدم فهم :
ازاي يعني هنا ؟؟ بتقصد ايه يا رسلان ؟!
رسلان مجيبا" إياها بثقة :
ها يبقى ده مكان شغلك الجديد وها تمسكي إدارة الفندق ......
زمردة بعدم تصديق :
انت أكيد بتهزر يا رسلان صح ؟؟ عشان ده مستحيل يحصل ومينفعش
رسلان رافعا" حاجبيه بتساؤل غبى :
وليه ده بقى ان شاء الله ؟؟؟ هو ايه اللي مينفعش ؟؟
زمردة يغيظ لتساؤله وهتفت بتوضيح
وجهة نظرها بثقة وصدق :
بص يا حبيبي انا مش ها قبل ولا ها رضى أخد حاجة مش من حقى انا حبيتك انت مش فلوسك ولا طمعانة بحاجات زي دي انا طمعان بحاجة وحدة بس هي حبك ليا غير كدة مش عاوز ... و بعدين انت ازاي تقولها كدة عادي عاوز تسلمني إدارة اوتيل كبير زي ده من غير خبرة ولا حاجة ... جو الواسطة ده مش هينفع معايا ع فكرة مش ها قبل كفاية ان انت سميت الفندق ع اسمي انا مش عاوزة حاجة تاني ... وارجوك يا حبيبي ما تسبنيش اتحط
بموقف محرج قدام نفسي وقدام الناس كفاية حبك ليا .....
رفع رسلان حاجبيه بإعجاب واقتناع وابتسامته الجذابة الرجولية التي بدت على ثغره وهو يقول :
طب بالراحة مش كدة خلاص يا حبيبيتي انا مش ها جبرك ع حاجة بس عاوزك تعرفي ان الفندق ده ليكي ومش ها تتغير حاجة ...... ودلوقتي اركبي العربية يلا عشان ها تجهزي نفسك بالقصر .......
زمردة باعتراض :
ملوش لازمة يا حبيبي انا انا هاعمل كل حاجة بالبيت عندنا .....
رسلان يتأفف وصوت حاد نسبيا" :
وبعدين بقى بعنادك ده ... يلا يا حبيبيتي بلاش رغى كتير وانا بعثت ورا الحارس ها يا خد
طنط زينب ع القصر وعمى مدحت اول ما يخلص شغل ها يحصلنا ....
اطلقت زمردة تنهيدة ثم قالت باستسلام و تذمر
هو انت حد يقدر يقولك لا .....
رسلان بتساؤل وهو يتوجه نحو السيارة مستديرا" نحوها :
مش سامع قلتي حاجة ؟؟
زمردة وهي تهز رأسها برفض :
لا مفيش يا حبيبي بينا ع القصر ....... ركب كل من رسلان وزمردة السيارة متوجهين نحو القصر
داخل حديقة قصر العطار
بدأت التجهيزات والترتيبات المكثفة على قدم وساق كلف معتز طاقم كامل من اجل الزينة والديكور وطاقم آخر للضيافة دار معتز عيناه تجوب حوله محاولا تذكر كل شيء وعدم نسيان اي شيء استوقفه صوت عمار وهو يأتي من الكراج بعدما صف سيارته ينظر حوله
بانیهار قائلا:
ايه الجمال ده يا عم ده القصر كان فلة دلوقتي بقى قلة شمعة منورة ...
هتف معتز بغرور وغمزة
عشان تعرف بس شد حيلك عشان اعملك زي كدة .....
عمار :
ما تقول لنفسك يا عم .....
معتز بتنهيدة :
سيبك مني انا خلاص مش مفكر بالجواز ولا عاوز اتجوز ......
عمار مضيقا ما بين عيونه بتساؤل ونبرته المرحة تحولت الجادة :
بتقصد ايه يا معتز ؟؟؟
معتز بإيجاز وتهرب من الخوض بهذا الموضوع اكثر :
ميقصدش حاجة سيبك مني دلوقتي كويس انك جيت انا عايزك بكام خدمة كدة .....
عمار :
قول يا عم انت تأمر وسيب التنفيذ على .....
معتز باستغراب :
من ايمنة بقيت لحلوح كدة ؟!!!
حمحم عمار بارتباك ثم قال :
من دلوقتي يا سيدي هو انت زعلان ليه ؟؟؟
معتز رافعا" حاجبيه :
مش زعلان ..... المهم عمار انت ها تهتم بطاقم الحراسة وهاديك صورتين توزعهم ع الحراس رسلان مش عاوز اي حد فيهم يخش القصر طول ما الحفلة شغالة فاهم ؟؟؟
عمار بقطنة واستنتاج:
تقريبا" عرفت واحد منهم انما الثاني مين هو في حد غیر امیر اخو رسلان ؟؟
معتز بإيجاز
مش وقته يا عمار المهم عاوزين حراسة مشددة ومش يعتب ع عينهم حد ويدققوا
بالداخل والخارج
عمار وهو يومىء برأسه :
ماشي عاوز حاجة ثانية ؟؟
معتز محركا" رأسه للأعلى :
لا انا هاروح اشيك ع كاميرات المراقبة وورايا حاجة مهمة لازم اعملها ......
عمار بتساؤل مستوقفا" اياه :
- حاجة ايه دي ؟؟
معتز بتنبيه:
ها قولك بس مش عاوز حد ثاني يعرف دي ها تبقي مفاجأة .....
عمار بفضول : أنجز يا عم مش هاقول لحد
معتز : النهاردة رسلان ها يكتب ع زمردة عشان كدة انا هاجي ومعايا الشيخ ....
عمار : يا ابن اللعيبة يا ابن خالتي ......
معتز بتحذير : ركز ع الشغل يا عمار مش عاوزين حاجة ناقصة بلااا .....
استدار معتز ليذهب لكنه تذكر أمر الصحافة ليستدير مرة أخرى قائلا:
أه صحيح يا عمار ابقى اتفق مع الصحافة مفيش غير 5 دقایق ها بخشوا بيها الحفل وبعد
كدة ولا هايبقى واحد وممنوع التصوير غير بإذن .......
اماء عمار براسه بإيجاب :
ماشي متقلقش ....
ذهب معتز لاكتمال ما ينتوي على القيام به وعمار كذلك ذهب نحو الحراس يوزعهم على
إرجاء القصر ويتفق مع الصحافة ....... ليجعلوا من كل شيء مثالي لحفلة خطوبة رسلان العطار التي بانتظارها جميع رجال الأعمال لطالما كانت حياة رسلان العطار بالنسبة لهم وللجميع حياة غامضة هادئه مثالية ولا يعرفوا عنه سوى القليل ويسمعون عن اسمه فقط
يتداول ما بين الصحف بسبب عيشه لسنين ببلاد الخارج .......
داخل قصر العطار
هبطت فاتن الدرج وهي تنادي بصوت قريب للعالي على ام سعاد بعدما تفقدت غرفة نورهان ولم تجدها وعدم رؤيتها لها بالقصر بأكمله فلجأت لام سعاد لعلها تعرف مكانها :
ام سعاد يا ام سعاد انتي فين ؟؟
عجلت ام سعاد من خطواتها بعد ما سمعت فاتن تنادي عليها وهي تقول واقفة امام فاتن :
انا اهو يا فاتن هانم اتفضلي .......
فاتن يتساؤل :
ام سعاد شفتي نورهان فين ؟؟ بقالي من الصبح مش شايفها ومش باوضتها !!!
سعاد مجيبة وهي تهز رأسها على علم :
ايوا يا هانم هي خرجت من الصبح وراحت ع بيوتي سنتر عشان الحفلة بتاعت رسلان
باشا وقالت مش ها ترجع غير اما الحفلة تبتدي .....
فاتن يغضب واستغراب : راحت ليه ؟؟ ادينا جينا البيوتي سنتر بحالها ع القصر هنا .....
ام سعاد بعدم معرفة :
معرفش یا هانم هي قالت كدة ......
اماءت فاتن برأسها بشرود ثم قالت :
خلاص یا ام سعاد روحي كملي شغلك .....
ام سعاد قالت جملتها وعادت لإكمال عملها :
- حاضر يا هانم ......
تحدثت فاتن يخفوت مع نفسها وهي تقول بضيق :
البنت دي عاوزة تجنني بس ما تعطش حاجة عبيطة هي ناقصة ........
فطيمة من وراءها وهي تتكئ على عصاها التي تستخدمها في بعض الأحيان قالت بتساؤل
بعدما استمعت لصوتها ينادي على ام سعاد من أعلى:
مالك يا فاتن صوتك طالع كدة ليه ؟!!!
اجابتها فاتن بتبرير :
مفيش يا امي بس انا كنت عاوزة اسأل ام سعاد عن نورهان ......
فطيمة بتوجس : خير مالها بنتك يا فاتن هي فين يتسألي عنها ليه ؟؟؟
أجابتها فاتن بهدوء راحت ع بيوتي سنتر وقالت مش ها ترجع غير اما الخطوبة تبتدي ......
اسبلت فطيمة عينيها بضيق وهي تتوجه نحو الباب الزجاجي الذي يطل على الحديقة وفاتن تمشي وراءها باحترام ، فطيمة بتنبيه
خلي بالك يا فاتن من بنتك نورهان انا وياكي عارفين وكويس اوي انها من زمان عاوزة رسلان ليها مش عاوزين تعمل مشاكل بالذات مع خطيبة رسلان ....
فاتن بنيرة طمانينة : متقلقيش يا امي مش هاسيبها تعمل حاجة .....
اماءت قطيمة رأسها وهي تنظر امامها بنظرات متفحصة للعمال وما يقومون به
والتجهيزات التي تحدث قائلة بنبرة راضية:
ما شاء الله شغل يليق بحفيدي
فاتن وهي تقف بجانب فطيمة موافقة الرأي :
يجد عاملين شغل جامد ..... اضافت فاتن بتساؤل : هي فين مريم .....
فطيمة بابتسامة : مريم فوق ...... بترت جملتها حينما استمعت لصوت مريم وهي تأتي من
الخلف لتستدير فطيمة وفاتن على صوتها :
رسلان كلمني وقال ان هو وزمردة بالسكة وشوية هايوصلوا ..........
فطيمة : كويس يا بنتي حضري كل حاجة مش عاوزين ينقص ع العروسة حاجة .....
مريم بسعادة وضحكة : متقلقيش يا امي زبطت الأوضة ليها ودلوقتي البنات مستنينها عشان يجهزوها .....
مرت عدة دقائق حتى وصل رسلان وزمردة للقصر .
التفتت زمردة الرسلان وهي تقول بارتباك :
- انا متوترة اوي
التقط رسلان كف يدها قائلا ينيرة بنت يقلبها الطمأنينة :
متخافيش يا حبيبتي انا معاكي وبعدين ده الطبيعي تبقي متوتره بيوم زي ده عشان
ها يبقى نقلة نوعية بحياتك كلها ......
ابتسمت زمردة له لشعورها بالأمان أنه بجانبها ويقول لها تلك الكلمات التي بالنسبة لها كل شيء وتجعل توترها يقل تدريجيا" غير أبهة بالعالم أجمع ... فهي على علم ودراية انها اليوم ستظهر لعالم مغاير تماما" للعالم التي نشأت به ومجتمعا آخر مختلف تماما ، رسلان تارکا
يديها وهم بالنزول من السيارة :
انزلي بقى عشان انا هاموت والليلة دي تعدي ....
زمردة باستغراب وهي تنزل من السيارة :
ليه يا حبيبي دي مجرد حفلة خطوبة مش فرح مش ها يتغير حاجة يعني .....
حمحم رسلان بارتباك وابتسامة خبيتة ظهرت على ثغره وهو يقول بعدما نزلا كلاهما من السيارة :
هو انا قلت غير كدة ... انا بس بقول يعني
تابع مشيرا باتجاه بوابة القصر قائلا:
بعدين يصى اودامك وشوفي مين ببص لينا .....
زمردة وهي تلتفت بالاتجاه الذي يشير نحوه قالت بعدما وجدت مريم وقطيعة وفاتن :
صدق مش واحدة بالي......
رسلان بنبرة امرة هادئة
امشي اودامي انتي ها تسلمي عليهم وبعد كدة ها يا خدوكي عشان تجهزي ......
زمردة بتوتر وتساؤل :
انت ها تسيبني لوحدي معاهم ......
رسلان بنبرة جعلتها تستمر :
ما تخافيش هما مش بياكلو حد .
زمردة بغيظ :
رسلااان
اجابها رسلان قائلا وهو يقترب منها ممتصا" خوفها وتوترها:
بعدين بقى بتصرفات العيال دي
زمت زمردة شفتيها بغيظ وهي تقول :
دلوقتي انا تصرفاتي زي العيال ؟؟؟ ايه رايك بقى اني مخاصماك ومش عاوزك تتكلم معايا
اقترب رسلان منها اكثر ليجعلها تشعر بالخجل قائلا لها بهمس وابتسامة حبيتة ونظراته
المتفحصة لها :
وانا ميرضنيش زعلك .....
زمردة باعتراض وهي تتلفت حولها بخجل فقد كانت انظار هن مسلطة عليها هي ورسلان التقول مبعدة اياه :
رسلان ما بلاش قلة ادب عشان انت شايف طنط وجدتك ازاي بيضوا لينا ......
ابتعد رسلان عنها قائلا بغرور :
انا كمان عريس وعاوز أجهز نفسي مش بس انتي يا هانم ، يلا اودامي
زمردة برفض : على ايه انت تفضل كدة احسن ولا عاوز الستات يفضلوا باصين ليك
ويسبوا بعيونهم ليك ......
ابتسم رسلان قائلا وهو ينظر لعيناها بهيام :
ايه رأيك بقى ان الدنيا دي بكفة وكوم وانتي بكفة وكوم تاني خالص .......
توردت وجنتيها في خجل من كلامه الذي يتدفق لقلبها كمعزوفة ايطالية تجعله يقع صريعا " في عشق تلك المعزوفة ويتراقص بسعادة على دندنات تلك الكلمات الصادقة ... وأشاراته المستمرة التي يمنحها لها لترسل تدريجيا " لنبضات قلبها وعقلها تتأكد من حبه الصادق والعظيم لها ، هتفت زمردة بتهرب من نظراته والخجل البادي على وجهها ليبتسم رسلان
باستسلام لقيودها:
انا انا ها روح اسلم ع طنط وتينه ......
احتراما" لها ومن ثم رفعت جسدها قائلة:
ازيك يا نيته عاملة ايه ....
رفعت فطيمة يدها على خصلات شعر زمردة وهي تقول :
الحمد لله يا بنتي ماشاء الله عليكي ... ثم وجهت ابصارها نحو رسلان وهي تقول :
زين ما اخترت يا ابني ......
اماء رسلان رأسه بفخر وابتسامة لجدته ... سلمت زمردة على مريم وفاتن ليقول رسلان موجها حديثه لهن :
انا هاسيب زمردة معاكوا وانتوا عارفين ها تعملوا ايه طنط زينب شوية وهاتيجي ......
مريم وهي تقترب منه واضعه يدها على ذراعه بحنان وابتسامة :
متقلقش یا ابني دي زمردة بعينيا دول وزي بنتي .....
صعدت زينب مع فطيمة ومريم وفاتن لتبدأ بتحضير نفسها اما رسلان فقد توجه للحديقة
..... للاطمئنان أن كل شيء بسير بشكل صحيح وكما هو يريد ......
داخل قصر امیر
وبالتحديد بغرفة هند بعدما انتهت من مكالمتها لوت شفتيها بسخرية بعدما علمت بأن اليوم
حفلة خطوبة رسلان العطار ثم قالت :
بقى كدة النهاردة حفلة الخطوبة بتاعت ابن مريم ......
امالت رأسها وقالت بنبرة وابتسامة خبيثة ممتلأة بالحقد :
دلوقتي انا عرفت ازاي ها يوصل أمير القصر ... لوت شفتها بضحكة سخرية ونظرات لا يعلم خباياها ونواياها غير الله .... بعدما خطر على ذهنها خطة ستجعل الأمور تتعقد اكثر
داخل فيلا رحيم السيوفي ........
وضعت ريم عدة فساتين على سريرها ثم هتفت بتساؤل وهي تتطلع بحيرة للفساتين
موجهة حديثها لعفاف:
انا محتارة اوي يا ماما اليس اي فستان من دول كلهم جداد ومش مليوسين ايه رأيك ..... أجابتها عفاف : معرفش يا بنتي البسي اللي انتي عاوزاه كلهم احلى من بعض .......
ريم بحيرة هتفت يتذمر
- لا انتي بكدة ساعدتيني يا ماما ........
هنفت بنذكر : اه صحيح يا ماما يوسف هايجي معايا الحفلة النهاردة
عفاف بتساؤل وغضب : وهايجي ليه ان شاء الله بلاش جنان يا ريم .....
ريم باقناع : في ايه يا ماما يوسف يبقى زميلي ومفيهاش حاجة لو عزمته ع خطوبة ابن خالتي وبعدين رسلان راجل اعمال و مشهور یعنی اكيد كده كدة ها يحضر الحفلة
عفاف بتوجس خوفي تكوني ناوية ع حاجة تانية يا ريم انا عارفة انتي ها تسيبي يوسف بروح معاكي الحفلة دي ليه ..... يا بنتي انتي الغلطانة مش معتز والراجل معاه حق بكل.
حاجة بيعملها .......
ريم بحزن : معاه حق پايه يا ماما انتي كمان... هو انا عشان قلت مش ها نتجوز دلوقتي يسيبني ده حتى مش بيسأل ولا حاجة اللي بيحب حد ما بيعملش كدة وع فكرة انا قررت
من زمان ادي فرصة ليوسف ........
عفاف : ها تديه فرصة ازاي وانتي قلتي لمعتز انك مش عاوزة تتجوزي انتي بتستعبطي يا بت انتي ولا ايه هما الرجالة لعبة ما بين ايديكي بس تخلص الحفلة دي انا ها يبقى ليا تصرف ثاني معاكي وهاشوف اخوكي يتصرف معاكي .........
ريم بقرار واصرار : لأ المرادي غير كل المرات انا خلاص حدث قراري ومش ها تراجع تاني الكلام مش ها يجيب نتيجة ولا هايسيبني اتراجع عن قراري .......
هنفت عفاف بيأس وهي تقول : ربنا يصبرني عليكي هايجي اليوم وتندمي ع تصرفاتك يا
ريم انتي ها تضيعي الواد من بين ايديكي انت فاكرة أن معتز يتقارن بالشباب اللي انتي
عارفاهم دول كفاية ان هو صاحب ابن خالتك رسلان وانتي عارفة كويس اوي رسلان عامل ازاي وملوش بالحركات بتاعت شباب الايام دي والصاحب ساحب يا بنتي ولو عوزتي تعرفي
حد يبقى إسالي مين صاحبه .....
ريم : وانتي تعرفي ده كله منين يا ماما انتي ناسية انهم بقالهم سنين عايشين برا و یا عالم
هما مهببین ايه كل السنين دي .....
عفاف بيأس : النقاش معاكي عقيم يا بنت انتي عاوزة تبوطي صورة الواد كمان وابن خالتك ماشي يا ريم حسابك معايا بعدين ....... انا ها روح أجهز نفسي واروح عند خالتك ده انتي بنت مفترية .........
ريم بعدم مبالاة عاودت النظر للفساتين لتثبت عيناها على إحداها تلتقطه بابتسامة شيطانية :
انا عرفت هاليس ايه ........
مع اقتراب المساء وموعد الحفلة .
يقف أمام مرأته يصفف شعره بطريقته المعتادة، ثم التقط جاكيت بدلته البيج الموضوع على السرير وارتداه فوق القميص الابيض، نظرة إعجاب ورضى بدت على عينيه وهو ينظر بهيأته فهو يعترف حقاااا بأنه وسيم وملامحه رجولية جذابة إضافة لجسده الرياضي ...... استدار على صوت فتح الباب ليطل منه عمار ووراءه معتر ........
هتف عمار بمرح واعجاب :
اوبااااا.. ايه الشياكة والجنتلة دي يا مان
ابتسم بثقة وغرور وهو يستدير امام المراه يلتقط عطره الرجولي المفضل وينثره على
ملابسه قائلا:
طول عمري شيك ايه الجديد يعني ؟؟؟
عمار بإصرار :
النهاردة ها تعمل قلقان ما بين الستات ......
يا سيدي محنا عارفين ده بس انت النهاردة غير بص لوشك ازاي بيضحك خد بالك اهوووو
رسلان بعدم مبالاة :
وانا مالى يا عم بالستات زمردة بيهم كلهم ........
قطع حديثهم معتز وهو يزيح عمار عن طريقه :
اوعى بقى انت من أول ما دخلنا وانت رغى سيبني مع صاحبي شويه .......
عمار وهو يجلس على السرير :
انا اهو سكت تفضل يا عم خد راحتك ........
اقترب معتز وهو يمد يده التي تحمل علية خشبية مربعة باتجاه رسلان ليجعله يستدير نحوه
انت ها تلبس دى النهاردة .......
رسلان بتساؤل رافعا شفتيه بتعجب وهو يحرك العلبة :
- ايه دي ؟؟
معتز : دي ساعة مني ليك هدية الخطوبة المهم تلبسها
فتح رسلان العليه ثم نظر لمحتواها قائلا بإعجاب
زوق يا صاحبي ... هالبسها حالا
اقترب عمار بفضول ينظر الساعة ويلتقطها من يد رسلان :
هو مفيش وحدة لصاحبك الثاني ولا هو صاحب واحد وخلاص .....
رسلان وهو يأخذ الساعة من يده :
سبب يا بني دى بتاعتي ... ابقى اتجوز وهاتله واحدة زبها بالزبط يا معتز ......
معتز : ده أنا هاكرمه مش وحدة وخلاص عشرة زيهم ......
قاطع حديثهم صوت رنين هاتف رسلان الذي بدأ يصدح بالغرفة استدار رسلان يتناوله على عجالة وكأنه ينتظر مكالمة محددة تحت انظار كل من عمار ومعتز ........
وضع رسلان هاتفه على أذنه واستمع لصوت المتصل بصمت ثم قال يصوت اجش بجدية
وهدوء :
- انا نازل حالا"
أغلق رسلان المكالمة وهم دون كلام بالخروج من الغرفة، أوقفه معتز قائلا بتساؤل :
على فين ؟؟؟
رسلان باستعجال :
مش وقته یا معتز هانتكلم بعدين ...........
خرج رسلان بخطوات سريعة من الغرفة هابطا" للأسفل ........
معتز باستغراب وتساؤل ناظرا" لعمار :
هو راح فين ده !!!
عمار محركا" رأسه بقله حيلة وهو يرفع كتفيه :
باين صاحبك انكل ع الله وهرب من هنا
معتز بضيق:
هو ده وقت رخامك دي ........
نظر معتز باتجاه البلكونة الخاصة بالغرفة قائلا وهو يتقدم بخطواته نحوها :
للحفل ......
انا ابص من هنا هو راح لفين اكيد مش ها يخرج الساعة دي من القصر مش فاضل ساعة
في الأسفل
وقف فادي عند البواية الخارجية للقصر ينتظر قدوم رسلان تلفت حوله ينظر للحراسة التي تملأ القصر والتجهيزات التي أتمت ثبت انظاره امامه حينما وجد رسلان يتقدم نحوه ........
رسلان وهو يمد يده يسلم عليه بترحيب :
اهلا با فادی
فادي بابتسامة :
- مبرووك الخطوبة يا رسلان باشا .....
رسلان مجيبا" اياه
ربنا يبارك بيك يا فادي هاااا ايه الاخبار اكيد مش جاي احد هنا بنفسك عشان تبارك ......
...........في الأعلى""
نادي معتز على عمار وهو يقول بتساؤل :
تعالا يا عمار مش ده فادي ولا بتهيالي ؟؟؟
عمار بعدما نظر بتدقيق
مش بتهيالك ولا حاجة ده فادي بجد ، بيعمل ايه هنا ؟؟؟
معتز بعدم معرفة متابعا" بفضول : معرفش
"" عودة للأسفل """"
فادي وهو يفتح جاكيته الجلدي يخرج منه ملف بلون بني مغلق بإحكام ومن ثم مده باتجاه رسلان يعطيه إياه :
- دي الحقيقة مكانش ينفع حد غيري يسلمك الملف ده يا رسلان باشا .
رسلان بقلق زرع بقلبه وتساؤل حرك رأسه لليسار بحركة جعلت فادي يعلم جيدا" معناها
...... أضاف فادي مجيبا" على إيماءة رسلان :
الافضل انك تبص بنفسك يا باشا وانا اوعدك اني مش هاسيب الموضوع ده غير اما اجيب ....... قراره
عودة للأعلى عند عمار ومعتز ........
معتز بتساؤل : زي كان اداه ملف ، غريبة ايه الورق المهم للدرجادي اللي يسيب فادي يجي لحد هنا !! تعالا اما نشوف رسلان ........
" في الأسفل
نكس رأسه ينظر للملف المغلق بعدما غادر فادي كانت طريقة كلامه توحي بأن هذا الملف
يحتوي على معلومات ليست بالمألوفة وان هناك شيء مريب .... قلق عصف بصدره و تردد
ايفتحه الان ام لا هل هو ريب من أن يعلم السبب الحقيقي وراء ما يفعله امير ام انه خوف وقلق من أن يكون هناك ما يجبره على التماس العذر والمسامحة ابتلع ريقه بغصة وهو يهم
على فتح الملف ... قاطع فعله صوت معتز الآتي من الخلف :
رسلان مش ده الي كان هنا من شوية فادي ؟؟؟
رسلان مستديرا" بجسده وقد تغيرت ملامحه المتجهمة، دون أن يجيب ....
عمار باستغراب : مال وشك عامل كدة يا عم هو انت اتحسدت ولا ايه ؟؟
رسلان بغضب وتوتر واضح : مفيش انتو ورايا ليه عاملين في طاقم الحراسة ما تروحوا تعملوا حاجة وشيك انت وهو ع الحراسة والكاميرات عشان مش فاضل كثير .... القى بجمله
المتواترة ودخل للداخل
عمار وهو ينظر المعتز :
شفت ازاي تهزأنا دي اخرة الى يسمع كلامك....
معتز بتأفف : نقطني بسكوتك يا عمار عشان الليلة دي باين مش ها تعدي ع خير ......
بعد عدة دقائق فتح باب مكتبه الخاص به بداخل القصر مغلقا الباب خلفه ، أطلق تنهيدة باستعداد وبحركة سريعه نزع اللاصق عن أعلى الكيس ليفتحه قاطع فعله صوت هاتفه ليخرجه من جيبه ناظرا" للشاشة ليجد المتصل عز ....
رسلان بنبرة جدية : ابوا يا عز
عز الدين وهو يبلغه ما حدث بالتفصيل ونتائج بحثه :
يا باشا المعرض اللي الست هانم راحت ليه ده ملك لوحدة اسمها هند الحكواتي واللي كانت ماسكة الإدارة اسمها نوران الحكيم بس الغريب والمهم بالموضوع ان النهاردة يا باشا
القيت المعرض متقفل بالكامل ومفيش فيه حاجة حتى عربيات مفيش ......
اتسعت حدقتيه ثم ضافت ابعدم فهم يحاول استيعاب ما سمعه توقفت البرمجة العصبية لديه عند ذلك الاسم عاود التدقيق ثم قال بنبرة أمرة لعز يطلب منه ان يكررما قاله لعله سمع
بشكل خاطيء :
انت قولت المعرض ده ملك لمين ؟؟؟ عيد ثاني !!!
اعاد عز الاسم على مسامع رسلان :
وحدة اسمها هند الحكواتي يا باشا
رسلان بعدم تصديق واستنكار لما يسمعه :
انت متأكد من اللي يتقوله يا عز؟؟؟
عر بتأكيد : الا متأكد واوي يا باشا المصدر اللي وصلتني منه المعلومات دي ثقة ..........
اغلق رسلان المكالمة ثم هتف باستغراب :
هند الحكواني !!!!
مش دي نفسها ام امير !!!!!
رفع رسلان ذراعه مخللا" أصابعه بخصلات شعره وهو يتوجه نحو المكتب الخشبي ويتمتم
بتساؤل وحيرة :
ازاي ايه اللي وصل زمردة للمكان ده !!!!
حرك رأسه برفض وهو يقول :
مستحيل تكون دي صدقة !!!!
جلس على الكرسي الجلدي ملقي الملف على الطاولة امامه واضعا " كف يده على جبهته يحاول التفكير بشكل أدق وربط الأمور لاحت على ذاكرته لقاء زمردة بامه مريم ليقول باستنتاج :
معقول ده بخص الحاجة اللي مخبياها زمردة !!؟؟؟ وان كان كدة هي ماما عاوزة توصل لایه ؟؟؟ وازای تورط زمردة معاها !!!!
فرك وجهه بكف يده بشده ثم تعلقت عيناه على الطاولة باتجاه الملف ليتا تقطه سريعا " يفرغ محتوياته يحتوي على أوراق فيها معلومات عن حياة امير بالكامل ، صوب حواسه وتركيزه على محتوى تلك الأوراق لحظة حتى بدأت الحروف تتراقص امام عيناه لا يستطيع قراءتها وكأنها طلاسم غير قابلة الفهم والتصديق كانت عيونه تسير ما بين الكلمات والحروف حتى أنه شعر بغصة بقلبه ليبتلع ريقه بحزن تمتم بخفوت وحيرة امثلات قلبة .
- غيبوبة سنتين !!!!! وبحادثة عربية بس ده كان بعد ما اتخانقت انا وياه بيوم مش بالليلة نفسها !!!!!!...... ازاي امه تيجي وتقول ان هو مات !!!!!!!!
اغرورقت عيناه واضعا كف يده على فمه بعدم تصديق بعدما غير الصفحة ليقول بعدم وعي :
حادث مدبر !!!!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وقف بأعين ثاقبة رفع كفين يديه باتجاه رأسه والورق بإيديه ضاغطا" على رأسه وهو
يغمض عينيه ثم هتف يقهر :
- يعني امير فاكر ان انا اللي ورا الحادثة دي ......
صك على اسنانه يقهر محركا" رأسه لليمين واليسار رافضا" ما علمه في لحظة أحس بأن ليس هو فقط من تألم وتعذب وعاش حياة بائسة مميته بل أيضا " أخيه امير ذاق المر وتألم أيضا وهو ضحية لسوء فهم أو حتى لعبة كبيرة وخطيرة هتف بتساؤل وهو يجوب ذهاب وايابا" المكتب
غبی ازاى يصدق اني انا ابقى ورا اللي حصله !!!!
ثم قال بتفكير : انا لازم اعرف ايه اللي حصل بالتفصيل وايه اللي يسيب امير يفكر بالطريقة دي ........... مستحيل اكيد في حد ورا الموضوع ده انا لازم افكر كويس واربط كل حاجة ببعضها عشان اوصل للحقيقة .
في تلك الاثناء
بدأ المعازيم بالتوافد للقصر ...... اما بالأعلى وبالتحديد في الجناح الذي تتجهز به زمردة انهالت الاطراءات من قبل امها ومريم وقطيمة وملك اللواني كائن يجلسن بنفس الجناحبانتظار جهوزية زمردة بالكامل ......
امثلات السعادة بقلب زمردة حينما رأت نفسها بالمرأة فكان فستانها مناسب تماما" لخطوبة ملكية ... كت طويل ومميز مصنوع من القماش الدانتيل في الشيفون ومنفوش في الأسفل بشكل بسيط لا مبالغ فيه منسدل على الأرض ولونه لون الكشمير وشعرها المرفوع بشكل بسيط أعطاها إطلالة ساحرة
مريم : بسم الله ماشاء الله عليكي يا بنتي زي القمر..
اقتربت ملك وهي تحتضن زمردة :
ده انتي يا روزو عاملة في يتوع الحكايات
زمردة بخجل : حبيبيتي يا موكا وانتي كمان شكلك تحفة النهاردة ........
""" في الأسفل
هتف معتز بتساؤل : هو رسلان راح فين الحفلة هاتبندي هو ده وقت يختفي ........
عمار بغباء : مش بقولك هرب يا عم بس انت ما يتصدقش ........
عودة لداخل مكتب رسلان أعاد الاوراق الداخل الكيس البني ...... تحرك باتجاه الخزنة ليفتحها ويلقي الملف بداخله ...... و من ثم توجه نحو الباب الخشبي واضعا" يده على الباب توقف للحظه مسند ظهره بثبات مطلقا " تنهيدة مرتديا القناع الذي يجب ارتداؤه بهذا اليوم متناسي ما حصل وما علمه قبل قليل ثم همس بخفوت و نظرات جمود اكتستها عيناه :
ده وعد مني لنفسي وليك يا امير ها عرف مين السبب باللي حصلك .
تسريب لقطة من مشهد في الحلقة القادمة .
"" بخطى ثابته وأعينها التي لم تحيد عن امامها وهي تتقدم نحوه بنظراتها المرعبة التي تحترق احمرارا من شدة البكاء، تجرد منها اى تفكير بالعقل بل سيطر على كيانها حرقة قلبها ولوعتها على ابنها الذي يصارع ما بين الحياة والموت وقفت امامه تمد يدها ممسكة بذراعه لتجعله يستدير بجسده تحوها وبكل غضب وجبروت أطاحت بيدها على وجنته ليبقى
ويسمع صدى صفعتها تحت انظار ودهشة الجميع .
