رواية ممنوع من الحب الفصل الثالث
: عايزة تتجوزي من وراء أهلك ، أنتِ مجنونة صح؟!
جملة سارة التي قالتها بعصبية إلى نور، و هي لم تجيب عليها.
كتبت على هاتف نور رسالة إلى مصطفى و كان محتواها:
_ السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ، ازيك يا مصطفى أنا سارة، و خلني ابدا كلامي أني مصدومة فيك.
أرسلت هذه الرسالة و أكملت:
_ مش قادرة اتوقع أنك تتعمل كده في عمك، عايز تكسر عمك، ترضي كده على نور.
و ارسلت الرسالة، و استقبلت منه رسالة صوتية، فتحت الرسالة و سمعت بانتباه و هي التي تجلس بجانبها تبكي فقط:
_ و عليكم السلام ورحمه الله وبركاته ، و أنا فكرت في كده بعد ما تعبت من عمي و مفيش حل قدمي تاني، اسالي محمد عن حقيقة مشاعري و من احنا أطفال،أنا مقدرش أعمل كده في عمي و لا فيها، كانت لحظة شيطان، بس بجد أنا تعبت حتي بابا أتكلم مع عمي اكتر من مرة و مفيش فايدة.
يظهر على نبرة صوته الحزن و قلة الحيلة ، أرسلت رسالة أخري مكتوبة؛
_ لو أنا مش واثقة من حقيقة مشاعرك أو أنك شخص كويس عمري ما اكلمك, اوعدك أن شاء الله أكلم بابا يكلم عمو عبدالله و كمان ماما تتكلم عمتو و ربنا يقدم اللي فيه الخير.
أرسل رسالة مكتوبة:
_ شكرا.
أخذت ثواني و هي تكتب :
_العفو، يلا اقفل علشان عندنا محاضرة.
ما أثر إعجاب سارة من مصطفى ،غير أنها على يقين أنه يعشق نور منذ الطفولة،هو اعترافه بالخطأ و بادر بالندم.
أعطتها الهاتف و قالت بعصبية:
_ كفاية عياط بقا، و يلا نروح الحمام و اغسلي وشك علشان المحاضرة.
سألت بدموع:
_ ناوية تكملي خالي.
زفرت بضيق:
أن شاء الله ، بس يا نور لازم تتعلمي تقولي عن مشاعرك بنفسك.
وضعت يدها على يد سارة و قالت بحب:
_ مش محتاجة كده ، طالما أنتِ موجودة و كمان المجنونة التانية، و بعدين احنا كده نكمل بعض، مريم المجنونة.
و أشارت على نفسها و قالت:
ـ الطيبة.
ثم على سارة و قالت:
_ العصبية.
_ تمام يلا نقوم، تشربي الليمون.
و قبل أن تجيب نور ، أخذت هي الكوب
وضعت الكوب و هي تقول:
_ حسيت نفسية تعبانة محتاجة ليمون.
و نهضت الفتيات إلى الحمام ثم قاعة محاضرات ،و اليوم لديهم ثلاث محاضرات.
في شقة أحمد
رن جرس الباب ، فتحت أمينة و قالت:
_ مريم اللي نزلك و أنتِ تعبانة.
عانقتها و هي تقول بدلع:
_ وحشتني و مقدرش على بعدك، بقالك كم يوم من غير ما تسالي عني.
رتبت على ظهرها بحنان و ابتسمت وهي تردف:
_ و أنتِ كمان وحشتني ،حقك عليا، بس ملك جاية من السفر ، و بقالي كم يوم اروح شقتها مع البنت اللي تنظف اقف على أيدها.
ابتعدت عنها و سألت بسعادة:
_ بجد ملوكة راجعة.
: أيوة يا حبيبتي، تعالي احنا واقفين برة ليه.
= عمو احمد هنا صح هو إجازة النهاردة.
تحدث و هو يجلس في الشرفة:
ـ من و أنتِ عيلة صغيرة عارفة مواعيد إجازتي.
تحركت في اتجاه و قالت:
_ طبعا كل تاريخك عندي.
تعالت أصوات ضحكاتهم و قالت باحترام:
_ عمو ممكن أتكلم حضرتك؟
أشار على المقعد المقابل لمقعده و هو يردف بمزح:
_ أستر يارب.
توجهت ناحية المطبخ و قالت:
_ أعمل شاي و أجاي علشان عايزة أعرف.
ابتسمت و قالت:
_ بلاش فصول يا طنط.
ثم أكملت بهدوء:
_ اكيد حضرتك عارف المثل اللي يقول إن الخال والد.
حرك رأسه بنعم و منذ أن سمع صوتها بالخارج ، تبين له سر زيارتها و خصوصا أنها لم تتعافي بالكامل، مازال ذراعها معلق بحامل و لا تستطيع تحريكه.
و بنفس النبرة الهادئة، و تحمل بين طياتها ببعض كلمات المدح والثناء عليه حتي يقف بجانب نور، أكملت :
_ طيب أنت عارف حضرتك من و أنا عيلة صغيرة و اكون قعدة معكم أنت و بابا و عمو عبدالله،و احس كده أن حضرتك العاقل الرزين ، اللي مخه يوزن بلد.
أشار بايده أن تكمل و هو يبتسم :
_ كملي، كملي.
وضعت يدها السليمة تحت ذقنها و قالت بنبرة حزينة:
_ أكيد حضرتك مش هتقبل أن نور تجوز غصب عنها، أنا شخصيا مستغربة تصرف عمو عبدالله، و أظن من حق نور اختيار شريك حياتها ، و أن الدين الاسلامي أمر أن البنت توافق على شريك حياتها صح.
ابتسم و قال:
_ صح.
أكملت بنبرة مرتفعة قليلة:
_ يبقي أقول ل عمو عبدالله أن كده يعمل ذنب في حق نور، و كل اللي يسكت و يقبل بكده يتحمل نفس الذنب.
: هي نور بتحب مصطفى ؟
سؤال أحمد الذي جعل مريم تشعر بالتوتر، فليس من حقها الإجابة على السؤال، أجابت بذكاء:
_أنا هنا مش بتكلم عن مصطفى ، أنا بتكلم على أبن صاحب عمو عبدالله ، و أظن مش كل بنت ترفض عريس يبقي في حد تاني، نور صلت صلاة الاستخارة امبارح و حست بعدم الراحة، و أظن برضو أن دي ممكن تكون إشارة من ربنا.
ابتسم على ذكائها في التهرب من الإجابة حتي لا تبوح بسر بينها و بين نور و سارة، و أجاب بهدوء :
ـ من غير ما تقولي كنت ناوي أكلمه.
ابتسمت بسعادة و هتفت بصوت عالي، و كأنها في مظاهرة:
ـ يعيش عمو أحمد يعيش.
قال بهدوء:
_ اسكتي الناس تتفرج علينا.
نهضت من مقعدها و قالت:
ـ طيب اطلع أنا بقا، و أنت قوم اتوضا علشان العصر قرب، و كلم عمو في المسجد علشان روح المكان الطاهرة تبارك الموضوع و عمو يوافق يلغي الخطوبة دي.
أبتسم و قال:
_ طيب يا اختي امشي.
تحركت خطوتين ،ثم التفت و سألت:
ـ من وقت ما جيت و طنط قالت تعمل شاي هو فين؟
نهض من مقعده و قال:
_دي عزومة كده و خالص ، المطبخ في حالة حظر طالما هي تحضر الغداء.
سار أحمد و هي خلفه، غادرت الشقة بعد أن أخبرت امينة، و ذهب أحمد بعد الوضوء إلى المسجد و تحدث مع عبدالله بهدوء:
_ صلي على النبي.
: عليه افضل الصلاه والسلام عليك يا حبيبي سيدي و تاج راسي..
= أنا فاهم وجهه نظرك و عارف أنك مش نسي جيرانا اللي حصل بينهم مشاكل بسبب النسب، بس يا عبدالله صوابعك مش زي بعضه، و نفكر براحة، خايف تخسر اخوك، طيب تفتكر اخوك يبقى عليك بعد كسرة قلب ابنه و بنته ما هي نور بنته،
لما توافق في إحتمال أن شاء الله ميحصلش مشاكل، أما لو رفضت اكيد يحصل مشاكل و كتير، بنتك تحزن و يا عالم يحصل لها ايه، اخوك يزعل على زعل ابنه،ده غير كسرت راجل زي مصطفى ، نور زي بنتي و أنا لو في عريس زي مصطفى و بنتي موافة كنت وافقت عليه لان ده هو اللي يحافظ عليها، و لو ضحكت على الكل ما تضحكش عليا ،مفيش عريس و لا حاجة ، قولت كده علشان تخلص من زن مصطفى.
أخذ نفس عميق، بعد إنهاء حديثه، ليجيب عبدالله بهدوء:
_ عندك حق مفيش عريس، و كل كلمة قولتها صح ، بس أنا خايف بجد.
_وافق يا عبدالله و ارمي حمولك و خوفك على الله
أبتسم و قال:
_ و نعم بالله ، توكلنا على الله.
بلغ أحمد أمينة و هي بلغت مريم، التي أرسلت رسالة الى نور.
في قاعة المحاضرات
سارة مندمجة في الشرح أما نور لا تسطيع التركيز بشكل كامل.
أما أدهم الذي يحاول جاهداً التركيز، لأنه من الحين والآخر ينظر لها، و يتمني لو تخطا و ترفع رأسها ، لكن منذ بداية المحاضرة، و هي تسجل كل كلمة يقولها ،دون أن ترفع عيونها، حتي قرر فعل شئ, صاح في الميك:
_ آنسة سارة.
شعرت بالارتباك لا يوجد غيرها بهذا الاسم، و هي من النوع الخجول ،الطالبات التي تعلم الإجابة لكن تخجل أن تجيب و ليس الآن بل من المرحلة الابتدائية.
نهضت بتوتر و هي ، تجذب حجابها إلى الامام، و تنظر إلى الأسفل ، و أجابت بصوت غير مسموع حتي نور التي بجانبها لا تسمع:
_نعم.
صاح بصوت غاضب:
_ مش سماع حاجة ، أنتِ خرساء.
ببعض الطلاب ابتسموا عليها، أكمل هو.:
_ مش عايز أسمع صوت، اتفضلي يا انسه سارة عيدي آخر حاجة شرحتها.
ابتعلت الغصة العالقة في حلقها ، و تحدث بصوت مرتفع , و بدأت تتذكر كل حرف هو قاله، و كأنها كمبيوتر سجل كل شيء ، ينصت لها باعجاب، لكن لم ينال مراده بعد، فهي تنظر إلى الأسفل ، ضغط على يده بغضب و هو يفكر ،كيف يجعلها ترفع رأسها من الأرض، و بالنسبة له هي تصرفاتها غريبة.
هي مازلت تكمل الشرح و تنظر إلى الأسفل ، حتي صاح بصوت مرتفع:
_ ايه ده يا انسة؟
شعرت بالذعر من صوته ليست هي فقط بل الجميع و قد نال مرداه و رفعت عينها لتري ماذا حدث؟
و سألت بتوتر:
_ في ايه يا دكتور؟
لكن هو لم يجيب و سرح و هو ينظر بتمعن في وجهها، و ليس مسحورا لأنها جميلات الجميلات و لم تكن هناك فتيات تشبهها ، هي فتاة عادية، بشرة بيضاء بعيون سمراء ، و ملامح صغيرة، لو شئ مميز فيها، فتكون النور الذي يكسو على ملامح وجهها، و أيضا في زمن أصبحت معظم الفتيات تضع ادوات التجميل فهي مختلفة لأنها لم تضع هذه الأشياء.
هو مسحورا لأنها و اخيرا وصل لشئ كان يرى أنه صعب الوصول اليه، و أيضا هذه الأشياء البسيطة التي تميزها أعجبته،فهو علاقاته النسائية ، نساء تفعل كل شيء خطأ..
طال الوقت و هي تنتظر أن يتحدث لم يتحدث ، و يكاد يحرقه بعيونه التي مثل النار .
فاق على نفسه و قال:
_بقول برافو عليكِ ،مسجلة كل كلمة أنا بقوله، اتفضلي.
جلست و هي تنفجر غيظ منه.
مالت عليها و همست:
_ هو مجنون ولا ايه؟
تحدثت بغضب:
_ هو معندوش ذوق لانه احرجني و ضحك الناس عليا.
رتبت على يدها و قالت:
_ يضحكوا على نفسهم ،أنتِ ما شاء الله عليكِ ممتازة و الكل متغاظ و أنتِ تشرحي أحسن من الدكتور نفسه.
نظرت لها بعيون ممتلئة بالدموع و هي تردف:
_ بس أنا زعلانة من نفسي ،يعني ازاي أنا إنسانة عصبية و في نفس الوقت بكسف من خيالي، و ليه سمحت لدكتور و ليهم يضحكوا عليا.
: بس هو مضحكش.
= هو السبب.
منذ أن جلست و هو متابعها بعيونه و رأى أنها حزين، و تأكد أنه أخطأ في حقها، لذا يجب عليه الإعتذار.
بعد إنتهاء المحاضرة
بدأ يغادر الجميع ، و هي تغادر مع نور، قال:
_ آنسة سارة عايزك لو سمحتي.
و حتي لا يشك أحد من الطلاب، مد يده بورقة و قال:
_ اكتبي اسمك بالكامل هنا، علشان تاخدي العلامة الكاملة على شرح النهاردة.
بعد سماع الحديث، غادر الطلاب و هما يحسدون سارة ، و ظلت سارة و نور و هو، قال:
_ آنسة نور ممكن تستني برة.
تعجبت نور و سارة ،و سألت:
_ ليه أخرج برة.
يستغل سلطاته و أنه الدكتور ،فصاح بغضب:
_ يلا يا آنسه.
غادرت نور و سارة تنظر الى طيفيها بحزن،و سألت بتوتر:
_حضرتك عايز ايه ؟
أجاب في نفسه بغيظ منها:
عايز بس ترفعي رأسك من الأرض ، ايه ده بتدوري على حاجة.
ثم أكمل بهدوء:
_ أنا آسف.
لم تجيب، أكمل هو:
_ يمكن طريقتي غلط معكِ، أنا فعلا آسف يا سارة.
لا يعلم لماذا شعر بلذة و هو ينطق باسمها دون القاب، لذا قال حتي يشعر بنفس اللذة:
_ سارة آسف ، أنا زعلان من نفسي لاني خليتك زعلانة ،أنا شوفت دموعك المحبوسة، حقك عليا يا سارة.
بالنسبه لها الامر غريب, لماذا يعتذر بهذا الشكل وهو الدكتور وهي مجرد طالبة؟ و تشعر بالأنزعاج لأنه ينطق إسمها بدون القاب لذا حتى تنهي هذا الحديث أجابت باقتضاب:
_ محصلش حاجه يا دكتور وعن أذنك.
وتحركت من أمامه حتى تغادر القاعه، لأن وجودههم بمفردهم خطا كبير كان يشعر بضيق لمجرد أنها ترحل لا يعلم لماذا؟
لذا حتى يمنعها من الرحيل، صاح بصوت عالي:
_سارة، سارة استني.
كرر إسمها مرتين،ولم يكتفي ، يريد يكرر هذا الاسم اكثر واكثر.
أما هي تشعر بالضيق من وجودها في هذا المكان، التفتت بهدوء و قالت :
_نعم يا دكتور.
لا يعلم ماذا يقول؟ شعر بالتوتر ثم قال:
ـ كنت عايز أسألك على مريم.
_بخير.
ورحلت مسرعه قبل أن يقول شيء آخر هي تشعر بالريبة من الحديث معه وسؤاله الان على مريم لماذا يسالها هي؟
قال بصوت غير مسموع :
استني يا سارة ، بلا تمشي يا سارة.
نور تنتظر في الخارج، مجرد أن رأتها سالت :
_كان عايز ايه؟
اجابت بعصبية:
_ أنا عارفه ده مجنون، الاول يعتذر و بعدين يسالني عن مريم.
عقدت حاجبيها بتعجب و سألت :
_ و يسالك أنتِ عن مريم ليه هي مش بنت خالته؟!
اخذت نفس عميق و قالت:
_ ما هو ده اللي مخليني متوتره وحاسه في حاجه سيبك منه.
ارتسمت ابتسامة جميلة على شفتيها وقالت:
_ عندي ليكِ خبر حلو.
نظرت إلى الوجهه المشرقة و توقعت أن يكون الموضوع له علاقة بمصطفى، اردفت بحماس:
_ سمعني.
مدت يدها بالهاتف ،لتقرا سارة رسالة مريم، قالت بابتسامة:
_ جدعة البت مريم دي.
سارت و هي تقول :
_ أنا مبسوطة ،يلا نرجع البيت بسرعة
سارت سارة خلفها و هي سعيدة لأجل سعادتها.
في المساء
ذهب مصطفى مع والده و والدتها لخطبة نور و تمت قراءة الفاتحة...
في شقة أدهم
يرن الجرس ويذهب يفتح وهو عاري الصدر ، فهذا الشخص يملك عادات سيئة كثيرة و نضيف هذه العادة أيضا.
سامي باستغراب:
_ ايه يا ابني المنظر ده؟
أخذ رشفة من زجاجة الكحول و أجاب:
_ مش في بيتي.
اغلق رامي الباب و قال:
_ حتي لو ،تخيل كان حد تاني مش احنا
جلس على البار و أجاب :
_ ايه المشكلة؟
جلس سامي أمامه و قال:
_ نفسك اشوف فيك ميزة يا بعيد.
وضع الزجاجة بعنف على الطاولة و قال:
_ سامي أنا مش عايز نصائح من حد، و طالما بعيد عنكم سبوني في حالي.
نظر سامي الى رامي بحزن، تحدت رامي:
_ في ايه مالك اهدا كده هو خايف عليك.
_ مش عايز حد يخاف عليا، أنا عارف أني الشخص السيئ في حياتكم ، اقولكم بدل النصائح اعملوا ايه، ادعو أني أموت علشان ترتاحوا و أنا أرتاح.
لم تكن أول مره يقدم له سامي ورامي النصيحه بل هو ينزعجك عندما يسمع النصيحه من عماد لكن منهم ياخذها بصدر رحب،لكن هو الان في مزاج سيء،، فهو منذ العودة من الجامعة يفكر فيها،ولا يقدر على عدم التفكير فيها، وهذا الشيء حجيم بالنسبه له، كيف يفكر في فتاه مسلمة؟
قال سامي بحزن:
_ أنا آسف يا أدهم.
و غادر المنزل، أشار لها أدهم أن يذهب خلفه.
و مجرد أن اغلق الباب، التقط الزجاجة و القها على الأرض و هو يصرخ:
_ اطلعي من دماغي بقا، كفاية اللي أنا فيه.
خبط على دماغه بقوة و هو يقول:
_افصلي و بطلي تفكير.
ظل طول الليل يحتسي الكحول بشراهة ،لاجل أن يستطيع عدم التفكير فيها....
تمر الأيام و الأسابيع ،و حدث بعض الأمور الجديدة:
عادت ملك (شقيقة سارة )من الكويت فكان يعمل محمود زوجها في الخارج لسنوات طويلة ثم قروا الاستقرار في مصر, بعدما أكملت ابنتهما الوحيدة جوري ست أعوام.
و سامي (شقيق مريم ) يحضر لزفافه.
و تمت خطبة مصطفى و نور في إطار عائلي و الزواج بعد إنتهاء الجامعة.
و سارة لم يحدث جديد في حياتها، الجميع يريد أن تقدم على خطوة الخطوبة ،لكن هي دائما ترفض و السبب أنها لم تشعر بالراحة، تقدم لها مثل ما يقال، زينة الشباب و لكن لم تشعر بالراحة لذا ترفض بدون رؤية أحد منهم.
أما أدهم الذي أصبح أكثر سوء في تناول الك،،حول و السه،،ر و العلاقات النسا،،ئية ،و لكن هنا الأمر مختلف في البداية كان يفعل هذا بكامل أرداته، لكن الآن يفعل ذلك، حتي يكون بلا واعي و يستطيع نسيان من خطفت قلبه و عقله في وقت قصير، يقضي الليل و هي يكرر اسمها، و احببب الجامعة لأجلها ، و إذا اعتذار اي دكتور عن محاضرة ، يأخذها هو بصدر رحب ، بعدما كان شبه قاطع علاقته مع خالته ، أصبح يزورها يومياً على أمل أن يراها لو صدفة، و دائما الصدفة تخونها و لم تظهر أمامه..
حياته تحولت إلى جحيم كلما يتذكر أنها مسلمة و لا تجوز له...
في شقة ملك
في المطبخ
تنهدت بضيق ثم قالت:
_على فكرة أنا زعلانة منك يا ملك، مش فاهمة ليه نفسكم تجوزني و خلاص وبالطريقة دي؟
جلست أمامها و قالت بابتسامة:
_ ساعدني في السلطة.
حركت رأسها بالنفي ،بينما أكملت ملك الحديث:
_ مالها يا حبيبتي الطريقة، طالما مفيش حد في قلبك ، تبقي طريقة كويسة.
أجابت بنبرة مرتفعة:
_يا جماعه أنا مش عايزه أتجوز.
تنهدت بعدم رضا و سألت:
_ يعني ايه مش عايزة أتجوز؟
نهضت من مقعدها و أردفت بحزن:
_انا أقابل العريس علشان خاطرك و خاطر محمود ، بس عمري ما أنسي طريقة الخداع دي، تعالي يا سارة علشان نتغدا سوا و الحقيقة عريس الغفلة..
ولم تعطي ملك فرصة للرد، دلفت إلى غرفة جوري ، ظلت تلهو معها ، حتي أتت ملك بالطعام ، لكي يتناول الطعام معنا ، و محمود و صديقه في غرفة السفرة ، و جلست سارة مع صديق محمود حتي لا تحرج محمود ، و أيضا رفضت..
في طريقة العودة الى المنزل
تفكر سارة في موضوع الزواج
لماذا ترفض كل عريس يطلب منها الزواج ؟ رغم أن كل عريس يكون أفضل من السابق ، لماذا لم يدق قلبها حتي الآن ؟ تستعد لمواجهة المعركة في المنزل ، لماذا رفضت العريس؟ حتي هي لا تعلم لماذا؟ فهو شاب وسيم و لديه وظيفة مرموقة، ماذا يحدث معها؟
عادت إلى المنزل ، و انهالت أمينة عليها بالأسئلة و لماذا رفضت؟ و كانت الإجابة لم يأذن الله بعد...
و دلفت إلى غرفتها أخذت حمام ،و هرولت إلى الصلاة ،و تنجي ربها أن يختار لها الأفضل......
في الجامعة
مثلما يوجد مسلمين ومسيحيين يرفعون شعار أنهم مصريون ،يوجد أيضا من يبحثون عن زرع فت،،نه بينهم و الهدف يكون التفرقة بين المصريين..
توجد صديقة معهم في الجامعه مسيحيه ولكن تشعر بالغي،رة الشديده من علاقه مريم مع ساره ونور وبالاخص سارة.
في الكافتيريا
قالت مريم:
_ أنا اروح اجيب قهوة بسرعة.
أجابت سارة:
_ بسرعة يا مريم علشان نور.
رحلت مريم و سألت :
_ أنتِ تعبانة اوي.
وضعت يدها على رأسها بتعب و نزلت دموعها و تقول:
_دماغي تنف،جر.
قالت بحزن:
_ بعد الشر عليكِ يا قلبي، اشربي القهوة و نروح على طول.
تقف الينا في طريق مريم و تسأل ببرود:
_ مش كفاية يا مريم؟
سألت باستغراب:
_مش فاهمة.
الينا بحقد :
_ سارة و نور مش زينا.
لم تفهم مريم أيضا ماذا تقصد؟ حتي وضحت الرؤية و قالت، عن الفرق بين المسلم و المسيحي.
أجابت مريم بعصبية:
_ مسلم أو مسيحي احنا مصريين و بطلي كلامك ده ،لان بسبب اللي زيك مصر تض،يع،احنا في رمضان نزين الشوارع و نشتري الفوانيس قبل المسلمين ، ليه عايزين د،مار البلد بالفت,نة بين الاخوات؟
وذهبت مريم إلى مكان بعيد تبكى ولا تعلم السبب، ورأى أدهم مريم و ذهب إليها بخوف:
_ في ايه مالك.
لم تجيب و تبكي فقط، كرر السؤال أكثر من مرة حتي قالت له ما حدث؟
أبتسم و سأل :
_ أنتِ زعلانة ليه هو كلام لينا صح.
بدون تفكير أجابت:
_لا طبعا
تحدث بهدوء:
_يبقي سيبك منها دي غيرانه منكم ،امسحي دموعك و يلا.
ابتسمت له بهدوء، و هي الجميع لاحظ تغير جذري في تصرفات أدهم من حيث أنه أصبح مؤخر يهتم بالجميع و يراعي مشاعر الآخرين...
عند ساره ونور
مازالوا ينتظرون مريم التي تأخرت كثيراً ،قررت سارة الذهاب إليها لأجل نور.
عندما رأت الينا سارة تأتي في اتجاهه ، قررت أن تحرجها أمام الجميع ، و قفت أمامها و ضعت قدمها ، تعسرت في السير و اختل توازنها ، وكادت أن تسقط ارضا ، لكن ركض أدهم و سقطت سارة في حضنه ، تنهض بغضب و دون تفكير تصفعه بقوة ، تحت صدمة الجميع.
و لم تصمت إلى هذا الحد، بل صرخت بنبرة حادة و لاول مرة ترفع صوتها خارج المنزل:
_ أنت ازاي تلمسني يا حق،،ير؟
لم يجيب أدهم، و لكن ينظر إلى الأسفل لأول مرة في حياته يشعر بالاحراج، فهو مثل ما يقال عنه، بارد و لا يهتم.
أكملت بنفس نبرة الصوت:
_ أنت ساكت ليه؟ معندكش كلام يتقال صح، اياك تفكر تقرب مني أنت فاهم؟
لم يجيب أيضا و قرر الصمت أفضل لأنه اذا أجاب سوف يجعل حياة هذه الفتاة جحيم ، و هذا عكس شخصيته هو عصبي ، لا يتحكم في العصيبة ، لكن لا يريد أن يفعل شئ يزعجها
اما مريم التي كانت تشاهد حزنت من سارة بسبب ما فعلتها مع أدهم و لا تهتم بمظهره لأنه دكتور في الجامعة أو بمشاعرها هي وأنه يعني لها
تحدث الأخري بغضب شديد:
_ أظن كفاية بقا يا سارة، .
نظرت لها بغضب و لم تجيب ،و التقطت حقيبتها و رحلت و خلفها مريم .
كل هذا و نور تقف في ذهول و ذهبت خلف الفتيات و هي تشعر بالتعب الشديد.
و الينا سعيدة، و تحقق ما تريد.
و رحل أدهم في صمت .
أمام باب الجامعة
تسير سارة و خلفها مريم و خلفها نور .
مريم بصوت عالى:
_ استني يا سارة ، اللي حصل مع أدهم غلط.
نور بهدوء:
_بهدوء بنات ، نروح البيت و نتكلم .
توقفت عن السير و سألت:
_ هو أنتِ زعلانة اوي كده ليه يا مريم ؟
أنتِ مالك؟
أجابت بهدوء شديد:
أنتِ عندك حق أنا زعلانة ليه؟
و أكملت بصوت عالي :
_ أدهم مجرد ابن خالتي ، سبب مش مهم ،صح يا سارة.
قالت ببرود:
_ ما تولعي أنتِ و ابن خالتك، هو اللي غلطان مش أنا.
كل هذا و مازلت نور مصدومة من تصرف سارة و مريم ، و التعب يزيد عليها ،تتحدث بصوت ضعيف أنها متعبة، لكن لم تسمع اي منهن:
_ يا بنات أنا تعبانة اوى.
و للأسف الاتنين أصواتهم غاضبة و عاليا لا يسمعون هذه المسكينة التي صوتها ضعيف، و قبل أن تنطق بحرف آخر ، سقطت على الأرض ، و هنا انتبهوا بصدمة و تذكروا أنها كانت متعبة قبل هذا الشجار...