رواية قيصر العشق الفصل الاربعون
قبل وقوع الحادثة بلحظات "" .
توجه عمار تحو معتز ووقف منتظرا" ان ينهي حديثه مع مجموعة من رجال الأعمال الذين
يريدون المغادرة ، أردف عمار القول بتساؤل وهو ينظر لمعتز :
معتز شفت رسلان راح فين ..؟؟؟
اسبل معتز عيونه باستغراب من سؤاله ليقول :
رسلان !!! بتسأل ليه ؟؟ ها يكون راح فين يعني ؟؟؟
عمار بعدم معرفة وجدية :
يا ابني هو انا لو اعرف كنت سألتك !! زمردة قالت ان في واحد صاحبه كان عاوز يشوفه
معتز باستغراب :
- انت بتقول ايه؟؟ صاحب مين ده !!!
دار بعيونه باحثا عن رسلان قاطع حديثهم صوت إطلاق النار الذي ظهر صداه للجميع بأنه . قريب جدا، نظرات حائرة متبادلة لاحت على عيون الجميع وكأنهم يتسائلون عن مصدر
الصوت ومن أين ؟؟؟؟
ترتحت مريم بوقفتها والفلق يسيطر على قلبها شعور منهالك ومتعب استحوذ على كيانها وعصفت الافكار تنبأها بحدوث شيء سيء امسكت زمردة بيدها من جهة وعفاف من جهة
أخرى ، زمردة برعب :
- ايه الصوت ده !!! نظرت حولها والخوف يتملك من قلبها لعدم وجوده بجانبها وأعين
دامعة همست بحملة اخترقت قلب مريم لتزيدها رعبا " :
رسلان لحد دلوقتي مجاش راح فين يا رب .....
عمار بقلق ناظرا" لمعتز بتساؤل وشك :
انت سمعت اللي سمعته ؟؟؟ ده صوت ضرب نار و قريب اوي .......
صمت معتز وهو يدور حول نفسه لتجفلهم جميعا " صوت صيحة رسلان المستنجدة، عجزت الكلمات عن النطق وهرولا كلاهما باتجاه الصوت ليلحق بهم من تبقى بالحفلة .......
عز راكضا" اتسعت أعينه بصدمة لما يراه ليهرول باتجاه رسلان قائلا بصوت مرتعد :
في ايه يا باشا انت كويس حصلك حاجة ......
صرح رسلان بقوة ليجعله يرتعد من الخوف :
حسابكو معايااااااا بعد ينننننن هاتووووو العربية بسرررررعة
هرول عز راكضا " نحو الكراج لجلب العربية ، في تلك الاثناء .......
وصل معتز ووراءه عمار .... رفع معتز بداه على رأسه ينظر امامه بصدمة تلاه الجميع ليففوا دون حراك يحدقون أمامهم بصدمة .
وضعت كف يدها على وجهها بصدمة غمضمت قائلة :
رسلااااان !!! مستحييييل !!!
تعلقت عيناها على تلك المرأة التي قاربت على الانهيار مدركة ما ترى امامها وان المسجي امامها غارقا " بدماءه لم يكن سوى ابنها امير ، صرخة موجعة تابعة من حرقة قلبها وطياته
المتألمة ببكاء:
امییییييررررر ..........
امسكت زمردة بها تمنعها من الاقتراب اكثر وتحاول تهدأتها والسيطرة عليها ودعمها في هذا الموقف الصعب المؤلم بالنسبة لأم ......
معتز بتساؤل واقفا" ينظر الرسلان الذي يضع جاكيته مكان الإصابة ضاغطا" عليه يحاول إيقاف نزيف الدماء :
رسلان ايه اللي بيحصل هناااا؟؟؟ ازاي ازاي ده يحصل ؟؟؟؟
رسلان بصوت مبحوح :
مش وقته شیل معايا بسرررعة لازم تلحقه للمشفى بسرررررعه با معترزززز .......
تمتمات الجميع وتساؤلاتهم ونظراتهم المستنكرة لما يحصل هنااا ، صرخات امه وبكاءها وشهقاتها المتتالية جميعها كالرنين بأذنيه بل كالأجراس لكن لا حيلة لدى دماغه وبرمجته العصبيه على استيعاب ما يحدث حوله ... كل ما لديه الان هو أن ينقذ الذي بين يديه وضحى بروحه فداء له .........
"" في المشفى ""
لم يسمح لأحد بالذهاب معه سوى معتز وعمار، في سيارة أخرى بعدما غادروا للمشفى اجهشت مريم بالبكاء وأصرت على اللحاق بهم لتضطر زمردة ان تذهب معها بعدما استأذنت ابيها وامها الذين عادوا للمنزل بعدما حدث وفضلوا عدم التدخل ، ذهبت مع مريم لمساندتها والوقوف معها فهي تعلم جيدا كم ان الموقف حساس وبالذات بأن رسلان لا يعلم بأن امير هو ابنها الحقيقي
"" امام غرفة العمليات ""
يقف على الحائط متكىء عليه يحدق امامه بجمود وصمت دون أن ينطق بحرف وأمامه كل من معتز وعمار .....
عمار بتساؤل وصوت منخفض :
ازاي ده حصل معقول رسلان هو اللي عمل كدة ؟؟؟
معتز بغضب مكبوت أجابه بصوت لا يصل المسامع رسلان وشدد على كلماته بجدية :
انت اتجننت يا عمار ولا ايه ؟؟ بص حالته عاملة ازاي رسلان مستحيل يعمل حاجة زي دي وانت تعرف ده كويس .......
عمار بتأفف عارف يا معتز پس ازای ده حصل القصر تحت حراسة مشددة وكاميرات مراقبة مزروعة بكل حتة ......
معتز بوعيد : المهم الموضوع ده بعدي ع خير وبعد كدة ها تعرف كل حاجة وازاي ده حصل
"" عند زمردة ومريم ..........
رينت زمردة على كتف مريم تحاول تهدأتها:
بطلي عياط يا طنط صدقيني ها يبقى كويس ....
مريم بحسرة : ابني ابني ها يضيع مني تاني اااااه يا وجع قلبي ..... ياااااا رب يااااا رب.....
زمردة برجاء بعدما نظرت باتجاه رسلان :
ارجوكي يا طنط حاولي تهدي شوية ....... احنا مش جاهزين للحقيقة دلوقتي وانتي شايفة
حالة رسلان عاملة ازاي ........
کفگفت دموعها و همت بالقيام وهي تقول :
انا هوريه ازاي يعمل كدة با خود.......
زمردة بعدم فهم : انتي نقصدي ايه يا طنط .... لم تستمع مريم لها بل توقفت وتحركت بخطواتها باتجاهه تحت انظار كل من عمار ومعتز الذين عدلوا من جلستهم فور رؤيتها .
بخطى ثابته وأعينها التي لم تحيد عن امامها وهي تتقدم نحوه بنظراتها المرعبة التي تحترق احمرارا من شدة البكاء، تجرد منها أي تفكير بالعقل وسيطر على كيانها حرقة قلبها ولوعتها على ابنها الذي يصارع ما بين الحياة والموت وقفت امامه تمد يدها ممسكة بذراعه لتجعله يستدير بجسده نحوها وبكل غضب وجبروت وت ) أطاحت بيدها على وجنته ليبقى ويسمع صدى صفعتها تحت انظار و دهشة الجميع ........
عمار بصدمة : ابيه ده !!!!
زمردة بعدم تصديق تلعثمت مقتربة : طط طنط انتن
اوقفتها مريم عن الكلام وهي تقول بحدة :
سیبینی یا زمردة اتكلم عشان الواد ده عاوز ترباية من أول وجديد ....
تراجعت زمردة بأعين متسعة وصمتت مجيبة تنظر الرسلان يحزن وقلة حيرة، اسيلت عينيها باستغراب وهي تراه يطالع امه بملامح جامدة باردة وكأنه لم يحدث شيء فقط ينظر دون ان ينبس بأي حرف ......
أردفت مريم القول يعتاب وقسوة ويحكم مسبق بأنه هو الفاعل :
انت مش ابني رسلان من ابني اللي يعمل كدة انت ازاي جالك قلب تعمل بأخوك كدة .... انت ازااااي مبقاش بقلبك رحمة ده اخوك عارف ايه يعني اخوك .
عمار باستغراب : هو مين اينها بالزبط !!!!
رفع معتز كف يده يفرك شعر رأسه وتمتم قائلا:
مش مصدق طنط مریم ازاي تقول كلام زي ده !!! هي بجد بتشك برسلان ان هو السبب باللي حصل الأمير !!!؟؟؟؟
لاحت ابتسامة باهته على شفتيه ثم قال بجمود وبرودة أعصاب وكأنه الجاني بالفعل :
دهیاره مش اختیاری ........
جحظت زمردة عيناها بصدمة تنظر الرسلان بعدم تصديق ايعقل انه هو من اطلق النار على أخيه ؟؟؟ حرکت رأسها برفض و اقتربت من رسلان تنظر لعيونه بنبرة راجية :
رسلان حبيبي انت ايه اللي بتقوله ده ، انت ملكش دعوة باللي حصل لأخوك صح انت مستحيل تعمل كدة ......
رفع رسلان رأسه بشموخ وثبات مصطنع ثم قال بثقة وغموض نظر لها مراقبا ردة فعلها :
- ايوااا انااا السبب .
عمار وهو يحرك رأسه بعدم تصديق هو الآخر :
هو ايه اللي بيحصل ؟؟ انت سمعت رسلان قال ايه
تراجعت زمردة يقهر وصدمة بخطوات للوراء واضعة يديها على أذنيها تنفي ما سمعته :
!!!..... أبيبه .....!!!! مستحيل انا مش مصدقة
رمقته مريم بنظرات لن ينساها ابدا" نظرات ليس لها علاقة بأي صلة بالأمومة ...... اقتربت منه ممسكة به و هزت جسده وهي تقول بقهر وسط بكاءها :
- لو حصله حاجة
رفعت يدها مشيرة بها امام عيونه ثم أضافت :
ها سلمك بايدي دووول وانسى انك بيوم ابني ومش ها رحمك يا ابن سليم ......
رمقها بنظرات شك وهي تعاود الجلوس على المقعد ، ضيق ما بين عينيه رافعا حاجبه ثم
قال لها بملامح باردة :
انتي بكدة مش نسيتي بس لااااا مسحتيني من الوجود ......
عاودت الاقتراب منه معترضة على ما يقول وبنبرة حانية ورجاء :
متقولش كدة يا ..... قاطع حديثها قائلا :
كفاية مش عاوز اسمع حاجة ......
في هذه الأثناء خرجت الممرضة وهتفت قائلة:
المريض بحاله حرجة وخسر دم اوي زمرة دم المريض A
لم تكد تنهي الممرضة جملتها حتى زادت مريم من بكاءها ولوعتها لاحظت زمردة التفات رسلان المريم ونظراته الغير مفهومة بل هو متعجبا من ردة فعلها المبالغ بها بالنسبة لامرأة من بالداخل ليس بابنها بل این زوجها ولم يعيش معها أي فترة من حياتها .... ذهبت زمردة بسرعة المريم متداركة الأمر تحاول تهدأتها وهي تقول محتضنة اياها :
- معلش يا طنط عارفة اد ايه انتي معتبراه زي ابنك وخايفه يحصله حاجة بس صدقيني
ها يتحسن ......
عاود رسلان النظر للممرضة قائلا بحزم وقرار :
دي نفس زمردة دمي انا هاديله......
اماءت الممرضة رأسها وقالت بموافقة :
انفضل حضرتك معايا .....
اوقفه معتز معترضا" ساحيا" اياه على جنب :
استنی هنا با رسلان رايح فين ......
اطلق رسلان تنهيدة متوقفا" :
ها روح فين يعني اعتقد ان انت سمعت رايح فين.....
معتز بتحذير :
يا ابني انت ناسي ولا ايه انت منقدرش تتبرع لحد بدم ......
رسلان بإصرار
مش ها يحصل حاجة دي مش اول مرة .......
معتز بتساؤل :
ازاي يعني مش اول مرة ...... توقف للحظة ثم قال متذكرا : متقولش ان انت اللي اديتني
رسلان بجدية غير قابل للنقاش :
غور من شي يا معتز ولتعتني بالدماغ .. الراجل اللي جوا ده اللي حصله بسببي عارف يعني ايه بسببي يعني الرصاصة ساي الليته ما بين الحياة والموت دي كانت قاصداني
انا مش هو .
ابعده عن طريقه واستمر بالسير نحو غرفة التبرع نارکا معتز بدهشته، قاطع تفكيره صوت
عمار وهو يقول : في ايه يا معتز ؟؟؟ قالك ايه ؟؟؟
معتز : رسلان ملوش يد باللي حصل لأخوه ، واللي ضرب النار كان ناشد رسلان مش امیر
عمار بدهشة واستغراب : ازاي كده ؟؟؟ بس هو قال ان ده اختیاره ......
معتز باستنتاج: يقصد بكدة ان امير اختار باخد الرصاصة بداله ......
وضع معتز كف يده على جبهته يفركها :
انا ما بقيتش فاهم حاجة .....
عمار : تصدق ولا انااا
"" داخل قصر العطار ""
يجلسون جميعهم بداخل الصالة الا عبد الحميد الذي يقف غاضبا " يريد تفسير لما حصل ......
انا عايز افهم ايه اللي بيحصل هنااا بالقصر المهيب ده وازاي ابن سليم يطلع عايش وكان
فين كل السنين دي !!!!
موجها " حديثه الفطيمة :
انتوا ازاي حاجة زي دي متقولهاش ليا هو انا مكانتي ايه بالقصر ده انتوا اكيد انجننتوا... انا حالا هاروح للمشفى اصلا انا معرفش ازاي قبلنا اننا نفضل هناااا متكتفين و
اللي بالمشفى ابن اخوياااا....
فطيمة مشيرة بعصاتها أن يجلس على الكنبة بجانبها :
تعالا وااقعد هنا يا عبد الحميد وانا ها حكيلك كل حاجة ... ثم نظرت لكل من فاتن ونورهان ..... قائلة
انا عايزة اتكلم مع عبد الحميد كلمتين لوحدنا .........
حمدي : يخربيتك يا كمال ويخربيت اللي يرد عليك انت هتودينا بداهية انا ايبيه اللي خلاني اردع كلامك والحق العربية دي ......
كمال: انت عبيط يلا الراجل ده كان خارج من نفس الحته اللي دخل منها الباشا ....
حمدي بعصبية : واحناااا مالنا انا شغلانتي افضل مستنى الباشا وخلاص .... تطلع امامه منتبها للطريق ..... يا نهاااار اسود دي السكة بتاعت قصر الباشا هو ايه اللي بيحصل انا اللي اعرفه أن الباشا لوحده دخل ومفيش حد غيره .....
کمال ما جايز ده الباشا بنفسه .
حمدی بانتباه متابعا " النظر امامه :
انا حاسس ان في حاجة مش متزبطة كدة بالموضوع ده .... دي العربية دخلت جوا
عودة للمشفى
بعد انتهاءها من أخذ الكمية الكافية من الدماء امسكت بكيس الدماء وتوجهت لغرفة العطيات فورا ، عدل جلسته ونظر حوله بتعب واضعا " قدميه على الأرض نكس رأسه فاركا" وجهه وطيف امير وهو يرمي بنفسه امامه يتلقى تلك الرصاصة ما زال عالقا " امام عيونه ....
كلمات عتاب داخليه بروحه كيف انه وقف عاجزا عن التصرف بتلك اللحظة مستسلما " لما براه امامه غضب داخلي وعتاب روحى يجعل أنفاسه تختنق ... وضع كف يده على وجنته التي صفعتها امه ليجز على اسنانه حتی برزت عروق رقبته الزرقاء ... وكلماتها التي صبت عليه كالسموم...... وقف يتعب متوجها " للخارج ما هي الا لحظات حتى وصل الطابق غرفة العمليات ...... نهضت زمردة بسرعة متوجهة نحوه تقول بقلق وحزن :
رسلان حبيبي انت كويس .....
رمقها رسلان بنظرات سخرية وخيبة فهمت مقصده دون أن ينطق بأي كلمة أوجعها قلبها رؤيته بهذا الحال ووجهه الذي يبدو عليه شاحب رغم الجمود الذي يكسوه الا انها تشعر بأنه يتألم بداخله .
ترجلت عفاف لداخل الطابق المتواجدين داخله ووراءها ريم ... اقترب عمار من امه بتساؤل:
- ماما !!! انتوا يتعملوا ايه هنا ......
عفاف: معلش يا ابني انا عايزة اتطمن مش ها نتأخر ......
تلاقت عيونها يعيون معتر لترفع رأسها بغرور و اشتاحت وجهها باتجاه آخر......
غمغم معتز باستغفار.... استغفر الله البنت دي مجنونة وأخرتها ع ايدي ........
جلست عفاف بجانب مريم ونظرت لحالها ....
متزعليش نفسك يا اختي الزعل مش كويس ع صحتك ......
كادت أن تجيبها لولا خروج الطبيب من غرفة العمليات معلنا" انتهاء العمليه ....
الطبيب وهو ينظر للجميع بت كلماته المطمأنة:
الحمد لله ع سلامته المريض اتعدى مرحلة الخطر ....
ابتسمت مریم براحة ورفعت رأسها شاكرة الله عز وجل لتقترب منها زمردة تهنأها .......
لاحت على ثغره ابتسامة راحة وطمأنينة ليعاود الاتكاء على الحائط بتعب بادي على جسده شعور راوده عدة مرات قاومه بكل ما أوتي من قوة في سبيل إظهار قوته وعدم ظهور ضعفه امام اي احد تعلقت عيناه على امه التي بدت السعادة عليها وفرحتها بشفاء امير اغمض عيناه متذكرا" ما قالته قبل قليل مرة أخرى ها هي على استعداد تام بأن تتخلى عنه. لا يجد أي تفسير لتصرفاتها يكاد عقله أن يجن ... تذكرة الماضي وما عاناه عاود الاستقرار والظهور بأنه شيء قاسي يضغط على صدره يكتم أنفاسه فتح عينيه ليجد زمردة امامه تمسك بيده تنادي باسمه ..... بعد يدها عنه رافعا "كف يده على قمة قميصه يفكف
العلوي وهو يحاول تنظيم أنفاسه واستنشاق الهواء .
زمردة برعب جلى على ملامحها هتف بنبرة متسائلة قلقة : رسلان حبيبي مالك .......
لم يرد عليها بل اثنى جسده قليلا وهو يضع كف يده على رقبتة الحمراء يشعر بأن ما حوله لهيب من تيران حارقة تزيد خانقته تدريجيًا شهيق وزفير لكن دون جدوى احتجز وجهه وعلت صوت انفاسه.
جملتها جعلت الجميع يلتتفت لها ..... اتسعت أعين معتز بتعجب وصدمة وهو يرى رسلان لا يستطيع التنفس تلك الحالة المألوفة بالنسبة له وحدثت امامه في كثير من المرات ..... لكن كيف ورسلان بنفسه قال بأنه اوقف علاج وعكات الربو التي كانت تقتحم جسده كل فترة
انتفض قلبها خوفا وقلقا لنهرول راكضة نحوه تقول بنزعتها الامومية ....
في ايه رسلان يا ابني ما الك ... تطلعت المعتز وعمار وهي تقول بنجدة ......
حد يشوف دكتور يبص ابني ماله .......
رفع ونطق ما بين أنفاسه المتسارعة وهو يبتعد بخطواته للوراء :
انا كويس محدش يلمسني ..... ارتفع صدره لأعلى وعيناه المحمرة :
انا اتخنقت ... ها ... رج اشم شوية هوا ... نطق كلمته وسهل ......
هرولت نحوه زمردة باعتراض وترقرقت الدموع بعينيها وسالت على خديها بفرع من الرؤوس
بهذه الحاله المها قلبها واهتزت جوارحها حزنا يحاول الاقتراب منه :
رسلان يا حبيبي ... بص لنفسك انت تعبان اوي ارجوك عشان خاطري سيب دكتور يكشف عليك ......
بثبات مصطنع ضاغطا" على نفسه :
مش ها عيد الكلام تاني ........
غمغمت قائلة يحزن محدثة نفسها : يا رب انا قلبى واجعنى وانا بشوفه كدة مش قادر اصب بعنيه وانا مخبيه عنه حاجة زي دي يا رب ساعدنا نكشف الحقيقة ......
نظر معتز لعمار واشار له :
انا هاروح اصب الرسلان ماله خلى بالك منهم ......
"داخل قصر امیر
أزاحت بيديها ما على الطاولة وصرخت بصوت عالی وندم :
اناااا ازاااي ماخدتش بالی از اااای مخطرش ع دماغي ان امير يعمل كدة ........ لو امير مات كل حاجة هاتتدمر عارفة يعني ايه كل حاجة هاتتهدم يا نوران .......
نوران : اهدي كده يا هند لاحسن حد يسمعك .
هند وهي ترتجفي :
أهدى ازاااي وانا معرفش ان كان امیر عایش او میت....... تابعت بتلعثم وت رائعة كالمجنونة :
اتصرفی با نوراااان حالاااااا عاوزة اعرف امير فين وان كان عايش او ميت
....... انصررررررفي
نوران وهي تهز رأسها بإيجاب
طيب طيب يا هند انا ها تصرف حالا بس انتي اهدي كدة وسيبينا تعرف تلملم الموضوع ده ...... كنتي اصبري واي ما يديكي اللي انتي عاوزاه بعد كدة خدي طارك انما دلوقتي ها تعملي ايه لو امير مات .......
هند بصرااااخ : وانا اعرف منين ان هو هابرمي نفسه قصاد ابن مريم ويحميبيه ....... ما
تفضليش ترغي وانجزي يا نوراااان ........
في تركيا ......
غطت اللحاق على جسد طفلها البالغ الخامسة من عمره ثم استجابت لصوت هاتفها بعدما
صدح صوت رنينه بالغرفة .......
المكالمة تمت باللغة الانجليزية وتمت ترجمتها
المرأة بتساؤل : انت ماذا تقول ؟؟؟ هل انت متأكد ......
الرجل : نعم سيدتي رأيت هذا بعيني ......
المرأة بنيرة امرة انت استمر بمراقبة كل شيء وأخبرني بما يحدث ........
الرجل : حاضر سيدتي .......
أقفلت المكالمة تنظر امامها تم قالت يتوعد وإدراك لما تقوله جيدا" :
اقتربت نهايتك يا هند سوف تدفعين ثمن أفعالك وتحصلي على عقابك ايتها الافعى ......
"" عودة للمشفى "
مد يده الممسكة بتلك العلبة الزرقاء ونظر بعتاب الرسلان الذي يجلس على المقعد خارج المشفى ... رفع رسلان ابصاره لتتعلق على علية الدواء ومازالت أنفاسه لم تنتظم بعد ويشعر بضيق واختناق النفط العلية من يده ووضعها على فمه يستنشق حبل نجاته ما هي الا لحظات حتى انتظمت أنفاسه بالكامل وشعر براحة وارتخاء بجسده ....
معتز بضيق وصوت اجش مستنكرا" افعال صديقه :
ليه ما قولتش الحقيقة وكذبت بحكايه علاجك وقلت انك وقفت العلاج ... افرض حصلك النهاردة حاجة انت مجنون ولا ايه ......
رسلان متأفقا " : معتز ارجوك مش ناقص دماغي واجعاني من الكلام والرغي مش عايز اسمع حاجة
معتز بجدية : يا صاحبي انت لا تصرفاتك ولا ردود افعالك بمكانها انت حتى ما دافعتش عن نفسك قدام طنط ومراتك لااااده انت قولت كلام ما يتقالش انت فاكر ايه بكلامك اللي
قولته انت بوظت كل حاجة ......
رسلان بانفعال واقفا" وقد فاض ما به من تعب ليقول بقهر ساكيا" كل ما بداخله مرة واحدة :
هو مين اللي بوظ كل حاجة يا معتز انا ولا امي اللي اصلا ابتديت اشك انها امي هاااااا دي حتى مسحتني من الوجود وكان اللي جواده ابنها وانا ابن مرات جوزها مش العكس ... دي حتى مكلفتش نفسها تسمع رأيي ولا تبص انا عامل ايه وازای ده حصل ولییییه
تابع يقهر اكثر وهو يشدد على كلماته ما بين مد وجزر :
لاااااا هي كررت غلطة زمان اللي بسببها انا فضلت مريض نفسي السنيننننن ...... بقيت مريض اكتئاب و محدش بص الخلقتي اللي بسببها انا كنت ها نهي حياتي بإيدي من غير حتى ........ما فكر
اضاف بسخرية : هي اختارت حزنها على امیر وسایت ابنها الحقيقي ان شاء الله يولع ...... انا امي اللي عملته بيا زمان يا معتز لحد دلوقتي مقدرتش انساه و النهاردة غلطت نفس
الغلطة ورجعتنا ثاني من الصفر ......
ضحك بتهكم وغيظ : حتى البنت اللي حبيتها تقتها بيا عاملة في المرجيحة وبتتأرجحشمال ويمين انا تعبتتتتت بجدد ومش عارف اعمل ايييه ... وأمير اللي معرفش مين يبلعب بيه لعبة قذرة وعايش جوا كذبة كبيرة وفاكر ان انا السبب بالحادثة اللي حصلتله وان انا حاولت أقتله ........ النهاردة رمى نفسه وضحى بروحه واخد الرصاصة اللى المفروض انها رايحة ليا قاصداني ابوااااا انا لا عارف اتصرف ولا اعرف اتعامل ازاي بكل اللي بيحصل ...... انا تعبان لدرجة اني معرفش انا اعمل ايه .....
رمق معتز بنظرات عجز وهو يقول بصوت مختنق :
تصدق انا كنت واقف عاجز بتفرج وهو امير بيوقع ما بين ايدي .... حتى اللي ضرب النار مقدرتش امسك بيه ولا فكرت ثانية اني أجري وراه .... انا ساعات بحس نفسي وحيد يا معتز ووحدتي اللي كنت عايش بيها بقالي سنين مش سايباني ولا فادر انساها.... انا خايف ارجع لوحدتي ثاني .........
جلس وابتلع ريقه بغصة بأعين دامعة وغمغم بخفوت ويأس .....
ساعتها مش ها قدر استحمل ثاني .
على الجانب الآخر.
انفطر قلبها وكاد أن يتطاير شظاياه من هول ما سمعته ... وضعت يديها على فمها تكنم صرخة احست بأنها ستنطلق منها على وجعه ومعاناته .... كانت على علم مسبق بأن داخله معاناه وحزن خفي لكن ليس بهذا الهول وهذه المعاناه التي عجزت كلماته عن التعبير عنها .... اختنقت العبارات في حلقها وهي تخطو بخطواتها نحوه و هتفت بحروف اسمه وعبراتها التي تبلل وجنتيها :
ورسلان .... انتفض قلبه لسماعه صوتها واستدار تو هجت عيناه وهو يراها امامه واول ما تداول داخل ذهنه هل استمعت لما قاله ...!!! انسحب معتز بهدوء تاركا" لهم المجال للحديث فهو يعلم بحاجة رسلان للحديث مع محبوبة قلبه وأنها هي الوحيدة التي تستطيع جعله يتغلب على حزنه الدفين وامداده بالقوة ........
اقتربت زمردة منه تنظر له بنظرات حزينه ذابلة ممثلأة بالحب وضعت كف يدها على وجنته تمسح تلك العبرة المتمردة من عيونه وهو الذي يملى عيناه منها أغمض عيناه يستشعر بقربها و وجودها أخيراااا.. احتضنته بقوة بمشاعر متأججة صادقة ممزوجة بالحنان والدعم وكأنها تقول له انا هناااا لن اتركك ، اسند رأسه على كتفها وهمس بصوت مبحوح : ما تسبنيش انا محتاجك
هتفت بنبرة صادقة وهي ترفع كف يدها تمسح بها شعره : مش هاسيبك يا حبيبي انا جمبك طول ما جوايا روح ......
