رواية خلق من الصدف حياة الفصل الرابع بقلم نورا سمير السري
_أنتِ مبتشوفيش عشان تخبطيه؟ مبتعرفيش تتنيلي علي عينك تسوقي بتركبيها لي؟؟
قال بخوف:
_والله كُنت متعلمه وبجرب امشي لوحدي بيها بس..
قولت بغضب:
_ بس اي؟ جربتي تدوسي واحد!
قال بابا:
_ خلاص يالين كفايه عليها كده حرام يابنتي
قولت بسخريه:
_وهو مش حرام تمشي تدوس في خلق الله كده
قالت بأسف:
_انا عارفه اني غلطانه انا اسفه بجد
حسيت اني زودتها وهزقتها بما فيه الكفايه، الحمدلله هو بخير ومجرلوش حاجه وهي اعتذرت
اتنهدت وقولت:
_حصل خير
قالت بتوتر:
_طب ممكن ادخل اطمن عليه معاكم؟
بابا هز راسه فقولتلها:
_ايوا
دخلنا نطمن عليه، راسه ملفوفه بشاش وايده ودراعه لسه هيتجبسوا بس مش انهارده عشان الورم
مبسوطه اوي انهُ بخير ومعايّ، متشلفط اه بس بخير ومع الوقت هيكون احسن
انا بس خايفه من رده فعل امي اللي هتودينا كلنا ورا القمر مش الشمس
قربت مِـنه وحضنته وقولت بإبتسامة:
_ ياعم سلامتك ولا بتعرف يعني غلاوتك!
ضحك وباس راسي وقال:
_ الله يسلمك ياحبيبه قلبي
قال يوسف بإبتسامة:
_الف سلامه عليك ياحبيبي كده قلقتنا عليك داحنا كنا هننتحر ياراجل
قال بابا بإبتسامة:
_الحمدلله ان أنتَ كويس، أنتَ مشوفتنيش وانا جايلي تلفون بيقولوا لي فيه انك عملت حادثه سبحان من صبرني لغايه دلوقتي!
قال بإبتسامة:
_الحمدلله يابابا انها اجت علي قد كده، اوعوا تكونوا قولتوا لماما!
هزيت راسي بنفي وقولت:
_ طول عمري بداري عليك
ابتسم وحضني تاني فقالت البنت اللي خبطته:
_ حمدالله علي سلامتك وانا اسفه بجد علي اللي حصل
ابتسم وقال:
_حصل خير قدر الله وماشاء فعل!
هزيت راسها وقالت بتوتر:
_ واسفه مره تاني بجد وعن اذنك هسيبك مع مراتك وعيلتك!
ضيقت حاجبي بإستغراب وقولت انا وخالد في نفس واحد:
_ مراتك!
مشيت وانا روحت وراها، كنت عايزه افهمها بس ملقتهاش خالص!
البت دي شبح ولا اي!
دخلت جوا وقولت بضحك:
_البت مشيت وهي فكراني مراتك!
ضحك وقال:
_ سبحان الله عشان شافتنا بنتعامل مع بعض كويس افتكرتنا متجوزين، كان لازم يعني اجيبك من شعرك عشان تعرف انك اختي ولا اي
بصتله بغضب فضحك
قال يوسف بسخريه:
_والله عيب ع الرجالة بقي حته بنت تشلفطك كده!
ضحكت وقولت:
_قصف جبهه، حقي جالي
وانا بضحك عيني جت علي يوسف اللي كان بيبصلي بتركيز، عيونه فعلاً تشد او يمكن نظرته! اتوترت وبعدت عيني وانا ببلع ريقي وقربت تاني من خالد
_يامصبتي! اي اللي حصل ياخالد
ده كان صوت ماما بعد ماوصلنا البيت فقولت بهدوء:
_متقلقيش هو بخير ياماما
قالت بزعيق:
_أنتِ تتنيلي تسكتي
اي ده؟ انا بتهزق! واي ده! يوسف واقف
هعيط م الاحراج والله
_قوليلي كده اخوكِ مالو؟
ضيقت حاجبي بإستغراب وقولت:
_بتكلميني؟
قالت بغضب:
_امال بكلم امي، اخوكِ مالو بقولك
سقفت علي ايدي وقولت:
_لا حول ولاقوة الابالله العلي العظيم مش أنتِ لسه قيلالي اتنيل اسكت
قالت بضيق:
_ده مش مبرر انك مترديش!
قولت بسخريه:
_عايزه تعرفي اخويا مالو؟ مدشمل قدامك اهو
قالت بغضب:
_بعد الشر عليه
قربت مِـنه وقالت وهي بتتفحصه بتركيز:
_ اي اللي حصلك ياعين امك أنتَ
ضحك وقال:
_مفيش ياماما مانا كويس اهو
قالت بسخرية:
_ مفيش؟ امال لو فيه كُنت هتجيلي عامل ازاي؟
هنقذ نفسي من التهزيق واقوم انفرد بنفسي، استئذنت منهم فماما قالت بسخرية:
_ تروحي فين ياعنيا؟ أنتِ عايزه تدبسيني؟روحي اطبخي لاخوكِ شربة خضار يقوي بيها عضمه!
ضيقت حاجبي وقولت بسخرية:
_ شربه خضار اي اللي هتقوي عضمه؟ هي شوربه لحمه! وبعدين اي دخل شوربه الخضار في كل حدث تاريخي انا مش فاهمه، صابعك اتعور اشرب شربه وقعت علي سنانك اشرب شربه، معدتك وجعاك اشرب شربه! اكلت مال اليتيم بلع بشوربه! في اي ياجدعان
خالد ويوسف وبابا ساكتين ومضحكوش عشان ماما بس لما بصيت ليهم انفجروا في الضحك فقالت ماما:
_أنتِ ايش فهمك أنتِ
فقال يوسف:
_ علي فكره شوربة الخضار غنيه بفيتامينات والمعادن وغنيه بالألياف وبتعزز المناعه ده غير انها منخفضة السعرات الحراريه
قاطعته وقولت:
_أنتَ بتحبها
قال بنفي:
_لا
ابتسمت وقولت في سري:
_ تبقي تسكت خالص
_بتقولي حاجه
هزيت راسي وقولت:
_لا أبداً كنت بتقول ان هي منخفضة للسعرات الحراريه مش كده
هز راسه وقال:
_ده اكيد
قولت بضحك:
_لي شايف خالد برميل ولا اي!
خالد برق بصدمه وقال:
_ انا برميل يايوسف
ضحكت ودخلت وانا بقول:
_ابلع!
_ اي ياريماس
_ عايزين نخرج انهارده مخرجناش بقالنا فترة
قولت بتفكير:
_تصدقي عندك حق، عندك مكان عايزه تروحيه ولا هنجرب مكان جديد
قالت بإبتسامة:
_مكان جديد
فقولت بإبتسامة:
_ومغامرة جديده
وقولنا مع بعض في نفس واحد:
_ومصيبه اكبر!
_ها نشرب اي بقي
ده كان صوت نيرة فقالت ريماس:
_ نشرب اي ياحبيبتي ده انا جايه علي بطن فاضية
بصتلها بقرف وقولت:
_يابنتي احترمي اننا في مكان راقي والله انا لو من اصحاب المكان لطردنا!
هزت راسها وقالت:
_حبيبتي والله طول عمرك صاحبه واجب
ريماس ونيرة دخلوا التواليت وانا فضلت قاعده
راميه نظري ورا ازاز المطعم
شايفه الجو مغيم وحاسه بالجو بارد ومُنعش
الغيوم جميله بشكل لا يمكن وصفهُ، طلعت فوني وخرجت برا المطعم
صورت الغيوم والاشجار،و ورق الشجر اللي نازل عليه مطر
كُنت ببتسم ابتسامه غير عاديه الاجواء دي بس اللي بتقدر تسعدني!
شكل المطر يخبل والهواء نقي جداً، حاسه اني دلوقتي بس بتنفس والحياة حلوة!
اي ده الوقت اخدني! انا بقالي وقت يعتبر طويل برا، المنظر فعلاً جذبني!
دخلت جوا بس وقفني منظر من ورا الإزاز، ريماس ونيرة باين عليهم الغضب والظاهر بيتشاكلوا مع حد بس مش باين لانه مداري في الحيط جمب الازاز! دانا فاتني عمري كله والله
دخلت وانا بقدم خطواتي بسرعه وقربت منهم وانا بقول:
_اي اللي بيحصل في اي
رميت نظري للشخص اللي واقف وقولت:
_في اي حضرتك بتزعق ليهم كده لي؟
قال ريماس بزعيق:
_ حضرتهُ ، ده منظر واحد يتقالهُ حضرتك
بصتله من تحت لفوق وانا بقول بإستغراب:
_ ايوا مالو!؟
قالت نيره بتوضيح:
_ الاستاذ ده عايز يقعد في المكان بتاعنا!
قولت وانا بحاول احل الموضوع:
_ خلاص حضرتك تقدر تاخد التربيزه اللي ورانا!
قالت ريماس بضيق:
_حضرتك بردو، بردو حضرتك!!!
الشاب قال:
_ انا عاجبني المكان ده وانا جاي قبلها
اتكلمت ريناد بنبره عاليه وكأنها شعله:
_جاي قبل مين ياعنيا؟! انا اللي جايه الاول!
قولت بإصرار:
_ خلاص هي عيزه التربيزه اتفضل انت!
قال بإبتسامة لريماس:
_ياستي مش مهم اهم حاجه كلمه عينيا اللي زي السكر دي
النار هديت وريماس بدل ماكانت حمراء من الغضب بقت حمراء من الكسوف وانسحبت وقعدت في التربيزة اللي ورا.
والله؟ وانا اللي عماله اوجع في قلبي وطالعه معاها في الطالعه وكنت شويه وهخبطه في وشه في الاخر كلمه توقعها علي الارض كده!
البنات دي بيضحك عليها بمنتهي السهوله والله البت من كلمتين بقيت مش ريماس صاحبتنا خالص! لو مكنش قال الكلمه دي كان فاتنا في المستشفي هو بيضمد جرحه وهي معمولها قضيه!
_ تصدقي يابت يانيرة احنا اللي غلطانين! البت من كلمه مشيت وسابتنا احنا أصلاً
قالت بضحك:
_ريماس طلعت بتتثبت
قالت ريماس بغضب وتلعثم:
_ اتثبت اي يابت اللي بتقوليه ده انا مقدرش اتثبت غير بمطوة لاكن مليش انا في التثبيت ده
بعد شويه ريماس طلبت قهوه للشخص ده والنادل نزلهم فقولت بإبتسامة:
_ اه ده أنتِ كمان طلبتيلهُ قهوه! قومي يانيرة بسرعه ناخدها ونروح بسرعه لنلاقيها جايباله الدبل كمان شويه
ابتسمت بخبث واضح وقالت:
_اتفرجوا بس
اتصدمت، بصيت ورايّ الشاب كان بيسعل بطريقة صعبه
بصيت لريماس بشك فهزت راسها مؤكدة
الظاهر حطله ملح في القهوة!!!.
قمت انا وهما نمشي فقربت منه ريماس وقالت بعيون خبيثة وبسمه انتصار وهي بتخبط علي التربيزة:
_ عشان متبقاش تلعب معايّ انا مفيش حاجه بتتاخد مني غصب عني!
عينيه كانت حمراء بغضب وابتسم في نفس الوقت وهو بيهز راسه بتوعد
_اه براحه!
ده كان صوت خالد وانا بغيرله علي الجرح فقولت بأسف:
_معلش حقك عليّ، بس اعدل دماغك بس عشان اظبط الرباط
ضمدتله جرحه وبوست راسه وانا بقول بإبتسامة وعيون بتلمع:
_تعرف ياخالد، انا كنت عارفه اني بحبك بس معرفش انك غالي عندي اوي كده، انا لما عرفت كُنت هموت ومُغيبة تماماً عن الدنيا أنا ساعتها عيطت كتير جداً وكنت خايفه افكر اي تفكير يزعلني او يقهرني عليك! أنتَ اخويا وحبيبي، حياتي بطولها متخيلتش انك تبعد عني لحظه، طول حياتنا واحنا مع بعض في الحلوة والمُرة وأنتَ علي طول ليّ الأخ والسند وعمرك عايش عشان تراضيني فترة سفر بابا محسستنيش بإي نقص وعوضت جزء كبير من وجود الاب والأخ! بتشاركني كل اهتماماتي حتي لو وراك شُغل لو كان حصلك حاجه كنت هموت والله
طبع بوسه علي جبيني وقال بحب:
_ بعد الشر عليكِ ياحبيبتي، انا اللي لو كان حصلي حاجه كنت هزعل اني بعيد عنك، انا بحسك كُل حاجه ليّ مش بس أخت، انا مليش غيرك اشاركه ويشاركني، مع ان الشباب بيتخنقوا من الحوارات دي بس اي حاجه معاكِ انا حاببها وعايز اعملها حتي لو فكره متهورة هنتهزق عشانها سوا، يوم ولادتك كان اسعد يوم في حياتي لان كان نفسي في أخت العب معاها ومبقاش وحيد ومن يوميها وانا مش وحيد في وجودك!
ابتسمت وقولت بفرحه:
_انا بحمد ربنا ان رزقني بأخ زيك
_ الله الله ياست أنتِ وهو بقي قاعدين هِنا وسايبيني محتاسه برا
ضيقت حاجبي بإستغراب وقولت:
_ محتاسه؟؟
كملت وقالت:
_قومي ياحبيبتي اغسلي المواعين كفايه عليّ غسيل الهدوم!
قولت بخوف:
_ اي غسيل اي؟؟ هدوم!
قالت بسخريه:
_اي غسيل المواعيد معداش علي مسمعك خالص!؟
نغذت خالد وانا بقول:
_طب قوم ساعدني!
قال بإبتسامة وهو بيتوجع:
_مكنش يتعز والله
قولت بغيظ:
_المفروض وواجب عليك تساعدني مش قولت اني أختك!
قال بضحك:
_ طلاما في حوارات الغسيل دي ولا اعرفك
ربتت علي صدري وقولت:
_الله يخليك
الاخوات دول خاينين شبه الصحاب بالظبط صحابي جريوا ساعه المواجهه وخالد كذالك اتبرى مِني!
_أنتِ يابنتي! أنتِ نايمه في المحاضرة! اطباق اي اللي بتغسليها يابنتي أنتِ في محاضرة بقولك!
فتحت عيني وشوفت يوسف، هو اي اللي جاب يوسف اوضه نومي!
يادي النيله دانا في المحاضرة، الظاهر اني كنت بهلوس وانا نايمه اصل انا تعبت امبارح وفضلت سهرانه
_ اي يابنتي شطفتي الاطباق ولا لسه، عايزين نبدأ المحاضرة
محستش غير بالمدرج وهو بيتهز من الضحك وصوت الضحك عالي لدرجه بيتردد كأن المكان فاضي
الظاهر اني بقي بيتعمل عليا نكت وانا نايمه اصحى بس يايوسف وانا هعمل منك كفته
من غير مايعرف طبعاً انتوا عايزيني اترفد في آخر السنه ولا اي
خلصت المحاضرة ودخلت مكتبه وقربت مِنه وانا بقول بضيق:
_ اي اللي أنتَ عملته ده
رفع عينيه من علي الورق وقال ببرود:
_ عملت اي؟
قولت بغضب:
_ أنتَ ازاي تاخدني محتوي للناس اللي قاعده لي فاكرني اراجوز؟
_ أنتِ واحدة كُـنتِ نايمه ولا كأنك في البيت كان لازم اعمل كده عشان احظرك
قولت بغضب وانا بجز علي سناني:
_كنت تقدر تاخد ضدي اجراء مش تاخدني محتوي وبعدين انا.. انا
قام من علي المكتب وقرب ناحيتي وقال بتركيز:
_ أنتِ اي
_وأنتَ مالك!
اي الهبل اللي بقوله ده ابقي بكلمه واما يبقي عايز يعرف بقوله اي اقوله أنتَ مالك!
قرب كمان خطوه وقال:
_انا اي؟؟
بعدت وبلعت ريقي بتوتر وقولت:
_انا.. انا لازم امشي
جريت من قدامه وخرجت، شهيق وزفير لغايه ماقدرت اخد نفسي طبيعي، انا لما بتوتر نفسي بيضيق
عم محمد بتاع الكافتيريا قرب مني وقال بسرعه:
_ العميد عايزني، خدي القهوه دي واديها لدكتور يوسف
ملحقتش اكلم واقوله اني أصلاً هربانه منه وهو اللي هرب
اعمل اي دلوقتي ياربي
مفيش حد في كل الممر غيري وكان الكليه دلوقتي فضيت!
خبطت وهو اذن ليّ بالدخول، رفع راسه وقال بإبتسامة سخريه:
_ راجعه لي يا انا... انا
اتعصبت وحطيت القهوة علي المكتب فوقعت علي الورق اللي قدامه!
بصلي بغضب وقام من مكانه وانا اتصدمت من اللي حصل!
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
