رواية لما قابلتك الفصل الخامس بقلم نوري
: يا سيف، الفطار جاهز
* جاي يا أمي
منمتش طول الليل من التفكير، دماغي كانت مُشتتة جداً ومليانة سيناريوهات مرهقة ومرعبة بالنسبالي، اتهمت نفسي اني اناني، بستمتع وانا بشوف مشاعرها ناحيتي وبحسسها بمشاعري تجاهها لكن من غير دليل ملموس تملُكه، متأكد انها زيي، مُشتتة وبتفكر طول الوقت وخايفة، لكن مني مش من الظروف، لأنها مش متأكدة من مشاعري ليها رغم أنها حاسة بيها، لكن أنا قررت انهي كل دة، هقولها واعترفلها بكل حاجة عشان تهدى وترتاح، وانا كمان ارتاح واشيل الحمل دة من على كتافي، مش هفضل طول عمري عايش في التجربة اللي فاتت وأحط جميلة مثال قدامي، لازم اتحرر من القيود اللي مكتفاني دي واتشجع واقولها من غير خوف من رفضها، بس لازم الاقي الوقت المناسب اللي اكلمها فيه
قومت اتوضيت وصليت الصبح، لبست هدومي عشان اكون جاهز ومتأخرش عليها
* صباح الخير يا حياه
: صباح النور يا قلب حياه، اقعد أفطر يلا
* مش قادر معلش، هشرب الشاي بس مع كام قرصة
: من بتاعتي ولا بتاعة ليلى
كانت ساندة على ايديها وبتبتسملي ف ضحكت تلقائي
* اية الجو دة
: اصلك مبقتش تحب اغلب الأكل غير من ايد ليلى
* انا؟ مين قال كدة
: انت بتحبها مش كدة
* يا ماما انتي رايقة على الصبح
كنت هقوم لكن مسكت أيدي واتكلمت بجدية
: ليه ساكت دة كله
* ساكت على اية
: على انك تقولها
اتنهدت بتعب وسندت راسي بأيدي
* انتي عرفتي منين
: من قلبي اللي بيحس بيك
* خايف يا ماما،خايف اترفض تاني، والمرة دي هتبقى ضربة جامدة عليا، انا بحبها، بحبها اوي
: ليه شايف جميلة في ليلى، انسى يا سيف، انسى عشان تعرف تعيش حياتك بقا
* غصب عني، انا لما حبيت جميلة ولقيتها بتبادلني نفس المشاعر طرت من الفرحة والدنيا مكنتش سايعاني، ولما سابتني انتي بنفسك شوفتي حصلي اية، خوفت يحصل كدة مع ليلى، خوفت اخسرها والاقيها بتروح لحد لغيري،مش هستحمل كدة أبداً
: جميلة الله يسامحها خدعتك، عرفتك وحبتك وانت ظروفك صعبة وأوهمتك أنها هتقف قدام أهلها عشانك لكن لما روحت حصل العكس وسمعت كلامهم وبصت للفلوس وسابتك، رغم أنها متأكدة من حبك ليها وانك كنت هتعافر وتعمل المستحيل عشان متحسش بفرق بين بيتك وبين أهلها، لكن ليلى لا، ليلى عاملة زي العوض اللي ربنا بيبعته بعد وجع طويل، البنت اللي عمرها ما حسبتها بمادة ولا بمنصب ولا بشكل، البنت اللي لو كانت بصت للفلوس كانت زمانها وافقت على العريسين اللي كانو متقدمينلها، وكانوا أغنى منك مليون مرة، بس هي قالتهالي بعضمة لسانها، قالتلي يا حياه انا بدور على الطيبة والحنية و الاحترام، والبساطة انا عايزة قلب يشيلني جواه
ليلى مش زي جميلة، انا متأكدة أنها مش شايفة فيك الشاب اللي جاي من نقطة تحت، هي شايفة فيك راجل طالع لفوق برجليه رغم التراب اللي كان مغطيه، شايفة فيك مجهودك، تعبك، خوفك، حنيتك، وحبك اللي بتحارب جواك عشان ما يطلعش بدري وتتجرح تاني
بس المشكلة إنك اتعلمت من الوجع إن المشاعر ساعات بتكسر أكتر ما بتبني، وإن اللي بيفتح قلبه من غير سند بيتساب واقع ومحدش بيشيله، وعشان كده ساكت، وعشان كده واقف بعيد، بتحب وبتخاف في نفس الوقت
بس يا سيف .. هي مش جميلة، ومش كل الأبواب اللي اتقفلت قبل كده هتتقفل تاني، يمكن ربنا بعت ليلى مش عشان تحبك بس، ده بعتها عشان ترجع جواك ثقتك بنفسك اللي اتكسرت يوم ما حد شافك قليل، قولها يا حبيبي،قولها وريح قلبك وقلبها، دة الكل شايف حبكم لبعض في عيونكم، معقول الخوف يسكنك رغم اللي بتشوفه في عينيها؟
مسكت ايديها وطبعت عليها بوسة خفيفة وانا ببتسملها، انا دلوقتي بس ارتحت، بيقولوا حمل الليالي بيبقى اخف لما يشيلوه اتنين، اهو دة اللي عملته امي بالظبط، طول عمرها بتشيل عني همومي وأحزاني و ولا مرة اشتكت ولا ملت، أمي الوحيدة اللي ليها فضل عليا بعد ربنا سبحانه وتعالى، الوحيدة اللي تستاهل كل الحلو اللي في الدنيا
* ربنا يخليكي ليا يا أمي، مش عارف من غيرك كنت هعمل اية، كنت هضيع في الدنيا دي
: عمرك ما تضيع فيها طول ما ربنا معاك وبتوكله امرك
* ونعم بالله
: يلا، أفطر بقا عشان متتأخرش عليها هي وشهد، وعايزة ازغرط قريب ها
غمزتلي ف ضحكت
* يا سلام دة من عيوني
: يا سلمى، سيبي الكتاب شوية وتعالي ساعدينا
° مينفعش
: ودة ليه إن شاء الله
° عندي شامل بكرا وعايزة اجيب درجة كويسة
: يعني هما الكام دقيقة دول اللي هيفرقوا
° ايوا طبعاً، هي الدقيقة اللي بتضيع دي مش انا اولى بيها
: هاجي اقطعلك كتبك دي
_ خلاص يا شهد سيبيها متعطلهاش
: ما هي قاعدة أربعة وعشرين ساعة بتذاكر
_ سيبيها براحتها ما أنا معاكي اهو
: والله انت بالدنيا كلها يا جميل
• انتوا لسة مخلصتوش، يلا عشان ابوكم ميتأخرش
_ احنا خلاص قربنا اهو
• طب هاتوا اللي خلص ارصه على السفرة
ناولتها كام طبق خرجت بيه ورجعت انتبه للطعمية اللي ريحتها كانت مالية البيت، قربت شهد تسرق واحدة ف ضربتها على أيدها
: ايييية
_ هو اية اللي اية يا حرامية، سيبيها عشان تكفي
: واحدة بس
_ لا
: طب نص
_ لا
: طب حتة
_ لا
: انتي عليكي عفريت اسمه لا
_ يا ستي ما هي هتتحط وهناكل كلنا
: اعمل اية مش قادرة اقاوم ريحتها، سبحان الله انتي الوحيدة اللي لما بتعمل طعمية في البيت بيكون ريحتها زي المطاعم
_ النفس يا بنتي
: يا جامد، دة الواد سيف دة هياكل منك اكل
_ بس هو ينطق
: هينطق، عيب عليكي خطط اختك متخرش الماية
_ استر يارب
: بتقولي حاجة
_ بقول يلا نطلع بباقي الفطار عشان عمي
: يلا يا أختاه
طلعنا سوا ورصينا الاطباق على السفرة وقعدنا
• عاملة اية دلوقتي يا ليلى
_ الحمد لله يا عمو احسن
• الحمد لله، ما تسيبي الكتاب من ايدك شوية يا بنتي
° يا بابا عندي امتحان ومخلصتش نص المذاكرة
اخد منها الكتاب وقفله
• اية اللي انتي عاملاه في نفسك دة، مش شايفة بقيتي عاملة ازاي
• قولها عشان غلبت معاها
° يا جماعة اعمل اية يعني، مذاكرش واسقط
• هو انتي يا كدة يا كدة
شخط فيها ف قامت ودخلت الأوضة وهي بتعيط، لأول مرة اشوف عمي متنرفز كدة وبيتعصب على حد فينا، خصوصاً سلمى اللي تعتبر دلوعته لأنها اخر العنقود، ساب الأكل هو كمان وقام دخل اوضته
_ خليكي معاها يا شهد وانا هدخله
: بلاش يا ليلى، بابا متعصب دلوقتي وممكن عصبيته تطولك
_ متخافيش مش هيحصل حاجة
خبطت على باب الأوضة لكن مسمعتش رد، خبطت تاني لحد ما جالي صوته
• ادخلي يا ليلى
دخلت لقيته قاعد على السرير وباصص للفراغ، عاقد حواجبه بأنزعاج وماسك سبحته بيسبح، قعدت جمبه وانا ببصله وببتسم
_ عرفت منين إنه انا
• من ريحتك الحلوة اللي سابقاكي دايماً في اي مكان تخطيه
_ متزعلش من سلمى، هي بس مضغوطة
• حد يفضل زعلان بعد ما يشوف الابتسامة الحلوة دي، وبعدين انا مش زعلان منها، انا زعلان عليها، شوفتي شكلها عامل ازاي، في داهية المذاكرة اللي تعمل فيها كدة
_ انت اللي بتقول كدة يا عمي
• ايوا، صحيح ربتكم على إن التعليم مهم وهو سلاحكم في الحياة لكن مش معناه انها تموت نفسها بالشكل دة، بتيجي على نفسها بزيادة، متعلمتش منك انتي وشهد
_ كل واحد غير التاني، انا وشهد كنا مهتمين بمذاكرتنا لكن لكن بنهون على بعض عشان قرب سننا، لكن هي محدش غيرها في البيت دلوقتي اللي كدة، وكمان الثانوية دلوقتي اختلفت عن ايامنا يا بابا
رفع عينه يبصلي بسرعة وهو مصدوم، عجز لساني عن نطق باقي الكلام من صدمتي انا كمان، انا قولتها، قولتله الكلمة اللي عاش طول السنين دي يستناها مني، ولا مرة ضغط عليا عشان اقولها، لكن كنت بشوفها في عينه، في لهفته كل ما اندهله، وفي انزعاجه بعد ما بقوله يا عمي
• انتي قولتي اية
_ انا..
• انتي قولتيلي يا بابا صح
_ ايوا
• قوليها تاني
بصيت للهفته والفرحة اللي اترسمت على وشه، افتكرت كل موقف وكل كلمة قالهالي من ساعة ما جيت البيت دة، كان احن واحد عليا في الدنيا، كان ومازال احسن وأفضل من أبويا الحقيقي مليون مرة، اترميت في حضنه ودموعي سبقتني
_ انا بحبك اوي يا بابا
ضمني ليه وفضل يمسح على شعري
• يا قلب ابوكي، اخيرا سمعتها منك قبل ما اقابل وجه كريم
_ متقولش كدة ربنا يطولنا في عمرك يارب
• عارفة، كل ليلة بدعي الدعوة دي عشان بس اطمن عليكم و اشوف احفادي
_ هتشوفهم وتفرح بيهم وتلعب معاهم كمان
• يارب اعيش لليوم دة
_ طيب ممكن تراضي سلمى، زمانها قاعدة جوا بتعيط
• مقدرش على زعلها أبداً، تعالي
خرجنا بأتجاه اوضتنا لقينا سلمى مش مبطلة عياط وشهد جمبها بتهديها
• لوما قلب ابوها من جوا
بصيتله وعيطت اكتر مجرد ما قال كدة وخدها في حضنه
• حقك عليا اني اتعصبت عليكي
° انا غصب عني يا بابا والله، انا مضغوطة
• عارف يا حبيبتي، انا بس اضايقت عشانك لما شوفتك كدة، ذاكري واجتهدي بس لنفسك وجسمك حق عليكي يا بنتي، وانتي عارفة اني فخور بيكي كدة كدة لأني متأكد انك مبتقصريش، اوعديني تهتمي بنفسك وبصحتك اكتر، اتفقنا
° اتفقنا
: خلاص بقا عشان هعيط
_ يا شيخة منك لله بوظتي اللحظة
: بتدعي عليا
_ مقدرش دة انتي اختي حبيبتي
• طب تعالوا في حضني انتوا كمان يلا
جرينا عليه ودخلنا في حضنه واحنا مبسوطين وبندعي ربنا ميفرقش لمتنا دي أبداً، بعد شوية نزلنا لسيف وكان مستنينا في العربية، ركبنا ورا وكان بيتكلم من وقت للتاني هو وشهد لكن مكنتش بدخل في الحوار زي ما قالتلي ومسكت تليفوني كأني مشغولة بيه، لو خطتها عكت الدنيا همسكها اعجنها واروح اعترفله بحبي ومبدهاش بقا
بعد ما نزلت شغلها فضلت انا وهو والمزيكا في العربية
" بتلومونى ليه .. بتلومونى ليه، لو شفتم عينيه .. حلوين أد إيه، هتقولوا انشغالى و سهدى الليالى مش كتير عليه "
بصوا بقا بصوا المش محترم بصوا، أية المزيكا دي، وآية الأغنية دي .. وأية الضحكة الحلوة دييييييي، متبصيلوش يا ليلى متبصيلوش، كأنه هوا، امسكي ابتسامتك دي شوية
* بتقولي حاجة
_ انا؟ لا هقول اية
* قولي اي حاجة بس متسكتيش
_ عادي مش ساكتة
* طيب قوليلي عملتي اية امبارح في المصنع
_ اشتغلت
* يا شيخة؟ بحسبك لعبتي
_ بتتريق؟
* أبداً مقدرش، بس فعلا حابب اعرف يومك مشي ازاي امبارح، لو حابة برضو
شوفوا الواد السهونة اللي بيدخلي من ثغراتي شوفوا
_ احم، مفيش يعني عادي روحت وقابلني عمو بدير وعرفني على الناس هناك وبعدها بقا قعدت على مكنتي واتعلمت كام حاجة بسيطة كدة
* اتعلمتي اية
_ غرزة السراجة
* يعني اية غرزة السراجة
_ هقولك
* قوليلي
_ غرزة السراجة دي أسهل غرزة في التطريز، يعني زي اللي بنتعلمها وإحنا صغيرين، بتبقى غرز صغيرة ورا بعض على خط كده، كإنك بتعمل نقط وبتوصلهم ببعض، بنستخدمها عشان نمسك القماش بسرعة أو نحدد الرسمة قبل ما نشتغل عليها بجد، يعني كده غرزة تجريبية ولطيفة، تمهيد للحاجة الكبيرة، بس من غيرها مفيش أساس للشغل
* واو، طب وانتي عملتيها صح
_ ايوا طبعاً
* أشطر كتكوتة كدة كدة
ضحكت على كلمته اللي أول مرة يقولهالي، لكن في ثانية افتكرت كلام شهدت وسحبتها
* طب ليه طيب
_ انا هنزل بقا، شكراً على التوصيلة
* طب استني طيب، استني بس
لفيتله وانا ببصله بأستعجال
_ عايز اية هتأخر كدة
* عايز اديكي حاجة
_ اية هي
سابني وجري على العربية، فتح التابلوه اللي قدام وطلع منه علبة ورجعلي
* اتفضلي
_ دي اية
* هدية عشانك
_ عشاني انا؟
* ايوا
فتحتها وكانت عبارة عن اسورة فضة فيها فصوص صغيرة ملونة مخلية شكلها يهبل
_ الله، تحفة يا سيف
* عارف انك بتحبي الفضة ف قولت هتعجبك
_ عجبتني جداً، بس اية المناسبة
* اعتبريها عشان نزلتي الشغل
ابتسمتله وانا فرحانة من جوايا بجد
_ شكراً يا سيف، بجد يعني انت اخ مفيش منه اتنين
* ها؟
_ عن اذنك عشان متأخرش
سيبته واقف مصدوم وجريت على المصنع وانا ببتسم بخبث، مش احنا اخوات؟ اوكي، خليني معاه للأخر
دخلت المصنع وانا بضحك لدرجة إن اللي حواليا لاحظوا ف اتحرجت وروحت على مكنتي على طول، جت المسؤولة الفنية اللي بتشرف علينا و وقفت جمب كل واحدة تشوف هتعرف تعمل اللي اتعلمناه امبارح صح ولا لا
: براڤو عليكي، اسمك اية
_ ليلى
: جميل يا ليلى، شكلك بتتعلمي بسرعة
_ دة من زوق حضرتك
: كملي على كدة، ممكن بس تعديل بسيط هنا
_ حاضر
عملت اللي قالتلي عليه وفضلت مركزة معاها لما جت تعلمنا حاجة جديدة لحد ما جيه وقت البريك، قعدت لوحدي وفتحت العلبة اللي ادهالي سيف، يا عيوني .. زوقه حلو بشكل
: قاعدة لوحدك ليه
_ روان
: اة روان، اية خاصمتيني
_ لا هخاصمك ليه
: اومال مكلمتنيش ليه من الصبح ولا صبحتي عليا
_ لا عادي انا بس كنت عايزة اركز مع ميس أمينة
: مممم، وأية اللي في ايدك دي، وريني كدة
شدتها من ايدي وفضلت تتفرج عليها، بس عيونها مكنش فيها انبهار، مش زي لما نشوف حاجة حلوة حتى لو مش بتاعتنا وننبهر بيها
: سيف اللي جابهالك مش كدة، شوفتكم من الشباك وانتوا واقفين تحت، باين عليه بيحبك اوي
_ لا عادي .. دة عشان نزلت شغل بس
: مش منطقي يجيبلك هدية زي دي عشان نزلتي شغل وهو مش حاسس ناحيتك بحاجة، بس لذيذة
شهقت بخضة مصطنعة لما وقعت من ايديها، جريت عليها اول ما شوفت أنها اتكسرت وفص منها مبقاش موجود
: انا اسفة جداً يا ليلى، معرفش وقعت من ايدي ازاي
بصيتلها بغضب والدموع في عيني، ليه الأذية دي، دة انا كنت فرحانة بيها اوي، لميت اللي اتكسر منها وحطيتها في العلبة ومشيت من قدامها وانا حاسة بقلبي بيتخنق، صوتي اتحشر في زوري ومقدرتش أنطق ولا كلمة، خرجت برا وقعدت في مكان لوحدي، وجت الدمعة اللي كنت ماسكاها بالعافية
ليه؟ ليه الأذية دي؟ أنا كنت ماسكة الهدية دي كأنها حاجة من روحي، حاجة حسيتها طالعة من قلب حد بيحبني، حتى لو هو عمره ما قال، حتى لو لسة مش عارفة حاجة
مسكت العلبة والجزء المكسور بأيدي وفضلت أبص فيه، مش لأن قيمته كبيرة، لكن عشان معناه كان كبير، حاجة جات من سيف .. حاجة أول مرة تلمسني بالشكل دة
ابتديت أجمع الكسر كأنه لو رجع مكانه كل حاجة هتبقى كويسة، بس الكسر كان واضح، زي حاجة جوايا اتشرخت فجأة، عيطت، عيطت كتير اوي وانا ببص عليها في أيدي .. وكأن قلبي اللي اتكسر مش هي
رجعت الورشة من بعد ما وصلتها وانا مضايق ومش شايف قدامي، أيدي ماسكة الراچيت وبشد مسامير العربية زيادة عن اللزوم، و نفسي طالع نازل بسرعة من كتر غضبي
: بشمهندس سيف .. انت كويس
رميت الراچيت من ايدي بعصبية اكتر وانا بنهج، جملتها بتتعاد في دماغي كل شوية وقايدة النار في قلبي
* بقا بترديلي اللي عملته معاكي امبارح؟ ماشي يا ليلى، واللي خلق الخلق ما هسيبك غير وانتي على ذمتي
