رواية يامسافر وحدك وفايتني الفصل الخامس 5 بقلم هند سعد


رواية يامسافر وحدك وفايتني الفصل الخامس بقلم هند سعد 

 ـ إوعى يا عمر، ما يصحش أنا بنت عمك، يا بابا الحقني، يا ياسين.. 

ـ جحا أولى بلحم طوره يا زينب، أنا أولى بيكي من السويسي، هو حلال ليه وحرام ليا.. 

ـ اخرس قطع لسانك، أنا أشرف من الشرف..

دخل ياسين، ضربه وحاشه عني، بإيد سندني ووقف قصادي، وبالايد التانية مسك عصاية وضرب بيها عمر، اللي اغمى عليه من أثر الضرب.. 

قعدت على الأرض أضرب على صدري من الوقعة السودة اللي أنا بقيت فيها، قعد قصادي ياسين أخويا.. 

ـ طمنيني يا زينب، محصلش حاجة صح؟

ـ منولتوش حاجة.. 

ـ طب الحمد لله، خاين وغدار ومالوش أمان.. 

ـ هنعمل إيه يا ياسين؟ ده سايح في دمـ... ـه، يا لهوي ياني.. 

دخل بابا وماما وباقي إخواتي، نظراتهم كانت بتتهمني في شرفي.. 

وقف بابا بعكازه يبص لنا..

ـ فوق ابن عمك يا ياسين.. 

ـ ده كلب ما يسواش.. 

ـ الناس ملمومة تحت مش ناقصين فضايح.. 

رفض ياسين ف بابا طرده من البيت، جريت وراه، أخويا ناصر قفل الباب وحكم عليا مطلعش.

 فاق عمر.. 

أخده بابا لأوضة الضيوف وأنا مهتمتش أعرف كلامهم، أنا عارفة بابا هيجيب لي حقي وهيفسخ الخطوبة، وترجع كل حاجة زي ما بتمنى.. 

دخلت أغير هدومي، وفكيت شعري، وشغلت الراديو لقيت وردة بتغني" اشتروني واعرفوا قيمة غلاوتي، واسمعوني يا اللي مش عارفين حكايتي" 

كنت بغني معاها، محستش بصوت الباب وهو بيتفتح، اتخضيت لما لاقيت بابا وعمر في نص الأوضة.. 

ـ أنا اتكلمت مع عمر يا زينب، وعاوز يعتذر لك..

ـ مش قادرة أقبل اسفه يا بابا..

خلعت الدبلة وحطيتها في ايد عمر، لقيته ابتسم لي بطريقة مش مريحة..

ـ البسي دبلتك يا بنتي، كتب الكتاب والدخلة هتبقى الأسبوع الجاي. 

ـ إيه اتجوزه إزاي يا بابا، ده بني ادم حقير ولا يؤتمن.. 

ـ روح بيتك يا عمر يا ابني وجهز نفسك وجهز بيتك.. 

مشي عمر ومعرفش جبت الجرأة منين أقف قصاد بابا.. 

ـ إزاي تدمرني بالشكل ده، إنت لاقيني؟ هو أنا مش بنتك وقلبك بياكلك عليا، ده اتعدى عليا، ابن عمي اللي انت ماشي فخور بيه اتعدى على حرمة بيتك يا ابو ياسين.. 

ـ عشان كده لازم تتجوزوا، الناس كانت واقفة في الشارع وأكيد سمعت، وأنا حاولت افهمهم انك غلطتي وابن عمك بيربيكي فوق وهتتجوزوا.. 

ـ بس أنا معملتش حاجة، إنت بتنجيه من الجمر وبترميني بيه؟ إنت زلتني وكسرت نفسي، يا خسارة، كنت فاكراك هتحميني! 

ـ يا أم ياسين زينب فرحها الاسبوع الجاي زغرطي.. 

كانوا بيزغرطوا على دبحـ.. ـي، فكرت في مية فكرة عشان أخلص نفسي من العذاب.. 

دخلت الوابور جوا الحمام، وحطيت حلة الماية، طلعت وبرمي عيني لاقيت سجاير أبويا مركونة، معرفش إيه خلاني أخدها وأخد الولاعة.. 

دخلت الحمام وأنا بتلف في دماغي حاجة واحدة بس.. 

كان الدارج وقتها اللي بتزهق من حياتها تصب عليها جاز وكبريت ومعاناتها بتنتهي.. 

صعبت عليا نفسي أعمل فيها كده، لقيت السجاير قصادي مركونة، سحبت منها واحدة وشربتها! 

ومن يومها وأنا كل ما بتضييق بيا بعمل نفس الحاجة.. 

حبسوني في البيت، كنت بكتب جوابات كتير وابعتها مع ابن أختي لحسن، كنت بترجاه ييجي ياخدني من هنا، كنت بستعطفه عشان نهرب سوا! 

ساعتها بعت لي " هاخدك قصاد الدنيا بحالها هتشوفي يا زينب، أنا مش عاوز اسرقك ، أنا عاوز أتطمن، الحياة متبقاش عادلة لو خلتني أعيش طول عمري خايف ومحروم من وجودك.. " 

كان كلامه بيهديني رغم إيماني إنه كلام وبس، هو مفيش حل واحد غير نهرب سوا ولو ده محصلش فـ مش هيحصل أي حاجة تانية.

يوم الحنة جه وجه معاه حسن، أول نظرة بعد انتظار اسبوعين، الناس بتزغرط وتهني وأنا قاعدة مش حاسة بحاجة غير إن اعدامي بكرة..

كان واقف بعيد وبيبكي، وهو حاطت إيده على شفايفه، معرفش عملت كده إزاي، قومت زي المجذوبة وعقلها زاهد، وقفت قدامه، مسحت بإيدي دموعه..

ـ متخافش عليا يا حسن، واضح إن مش كل الأحلام بتتحقق..

ـ هو إنتي كنت حلم بعيد يا زينب ولا أنا اللي مكتوب عليه مياخدش أي حاجة نفسه فيها، مكتوب عليا اعيش محروم وخلاص ..

ـ الظاهر يا حسن العالم ده مش بتاعنا، يا ريتنا أتولدنا في زمن تاني يقرب ما يبعدش..

ـ ليه كده يا زينب غيري يشمك وأنا بتنفس عشانك..

الدموع كانت بتنزل مطر من عيني، أمي وخالاتي والجيران بيعيطوا معانا، جواهم حاجة زعلانة علينا، بس إيديهم مربوطة..

مسح دموعي بطرف صوابعه وحطها على راسه..

ـ كان نفسي أحطك فوق راسي يا إسكندرانية، هيفضل مكان دموعك علامة شيب تعرفيني بيها مهما اتقابلنا في زمان ومكان تاني..

اداني ضهره، مسكت إيده، خدني في حضنه، وصوت عياطنا اتحول لنحيب..

ـ خدني معاك يا حسن، أنا بحبك..

وقف زلف لي وهو مبتسم بوداعة..

ـ مش عارف اضحك ولا أحزن، اضحك عشان نولت حظي وطمنتي قلبي، ولا احزن عشان ده وداعنا الأخير.

مشي وراحت معاه روحي! 

اتجوزت عمر من أسبوع..

ملمسنيش..

دايمًا سكران، مهمشني كإني طيف هو مش شايفه..

ـ يا زينب..

ـ نعم يا عمر..

ـ جاي لي ضيفة، عاوزك تهتمي بيها هتقعد معانا يومين..

ـ أهلا وسهلاً بس هي مين..

ـ واحدة متعرفيهاش..

قالها وسابني، وقفت له..

ـ ولما هي غريبة، إيه هيدخلها بيتي..

ضحك بطريقة هيستيرية..

ـ بيتك؟ هو إنتي فاكرة نفسك ست؟ يا زينب أنا اشتريتك زي أي فازة من دول، اقدر اكسرها وقت ما أنا عايز، وأقدر اسيبها في حالها زي ما انا سايبك في حالك..

ـ بقولك مين دي..

قرب عليا، رفع إيديه وملس على وشي، بدأت أحس بشعور غير مطمئن..

ـ إوعى يا عمر إيدك..

حاوطني بإيديه، كان قربه منفر..

ـ أنا هجيبها لإنها بتحبني، بتعشق لمساتي وهمساتي اللي إنتي قرفانة منها يا زينب.. فلو عندك مانع ماشي، تعالي إنتي بدالها..

زقيته ومعرفش إزاي ضربته بالقلم..

ضحك وبعدها شدني من شعري ووقعني على السرير، ضربني اقلام كتيرة على وشي من شدتها محستش بالدنيا اللي حواليا..

صحيت على صوت عياط عمر جمب مني، وحسيت إن هدومي مش موجودة..

كنت بعيط قهرة وذل..

 " ليه يا زينب كده، أنا كنت عاوزك تيجي لي بحب، تقولي جوزي حبيبي، كده تضطريني أخدك بالغصب؟" 

الفصل السادس من هنا

غير معرف
غير معرف
تعليقات