![]() |
رواية يامسافر وحدك وفايتني الفصل السادس بقلم هند سعد
_ مفيش راجل حر ياخد ست بالغصب يا عمر..
ـ إنتي عارفة إني محبتش غيرك يا زينب..
ـ تفتكر ده مبرر للي إنت عملته؟ تقولي هتجيب ستات البيت وعاوزني أخدم عليهم ولما أرفض تاخدني بالغصب!
ـ إنتي شايفة نفسك مظلومة؟
رجولتي كانت فين لما بعتي واحد يقولي" سيب لي خطيبتك أصلي بحبها" ؟ وإنتي تقعدي تكرهيني فيكي كل ما تشوفيني، ويوم فرحنا كنت لبانة في بوق حريم الشارع" مراته حبيبها حضر حنتها" ؟ ساكتة ليه يا زينب؟
يمكن لو ماكنش عمل عملته كنت أشفقت عليه، سبته ودخلت أخدت شاور، ناديت عليه يناولني البشكير..
ـ عمر من فضلك ناولني البشكير..
وأنا واقفة ورا باب الحمام سمعت ٣ ضربات على الباب، معرفش ليه قلبي طب، حسين بنغزة في قلبي فجأة، فتحت حتة بحرص شديد..
لاقيت اللي بيديني البشكير مجدي أخو عمر الكبير، لمس إيدي بطريقة مش مريحة!
لبست هدومي وطلعت على المطبخ اعمل شاي للضيف..
ـ أهلا وسهلا يا بنت عمي..
اتخضيت بوجوده المفاجئ في المطبخ، فوقعت مني علبة السكر اتكسرت..
نزلت على الأرض ألم السكر والإزاز، فإيدي اتعورت..
سحب إيدي ومسح من عليه الدم..
سألته..
ـ هو عمر فين؟
ـ عمر مشي راح الشغل..
ـ اومال إنت دخلت هنا إزاي؟
ـ بالمفتاح..
بان عليا الضيقة..
ـ طيب لو سمحت يا مجدي استناني في الصالة وهجيب الشاي واجي..
وقفت واديته ضهري
صبيت الشاي في الكوبايات، حسيت بإيد بتلمس وسطي، بلف عشان أضربه بالقلم مسك إيدي..
ـ إنت بتعمل إيه، عيب اللي بتعمله ده..
ـ طاوعيني ومش هقول لعمر حاجة..
ضربته بالقلم وهددته بالسكـ.. ينة اللي معرفش سحبتها إزاي من درج المطبخ، ضحك عليا باستهزاء ومشي..
فضلت قاعدة على سريري بترعش، لحد ما جه عمر بالليل، والغريب كان فايق وجايب لي شيكولاتة وبونبوني..
لما شافني كده، جري عليا..
ـ مالك يا زينب؟
وكإنه فتح حنفية عيني، فضلت أعيط واتشحتف، خدني في حضنه وهو مخضوض..
وبعد ما هديت..
ـ حصل إيه يا زينب، احكي لي، أنا جوزك وابن عمك..
ـ أخوك مجدي كان هنا..
ـ وبعدين..؟
ـ خد لي حقي يا عمر، أخوك حط إيده عليا بس والله وقفت له..
ـ إنتي إيه اللي بتقوليه ده، إنتي اتجننتي خلاص.
ـ أخوك معاه مفتاح شقتنا ليه؟
ـ عادي لربما تحتاجي حاجة ثم إن أخويا مش ضيف يا زينب..
ـ الأصول إنه يستأذن قبل ما يدخل البيت يا عمر، الدين والأصول بتقول كده..
ـ والله هو ده اللي عندي، أخويا جزمته فوق راسك وقبلي في البيت..
ـ إنت معندكش نخوة بقولك أخوك حط إيده عليا..
قام وهو بيزعق..
ـ وأنا إيش عرفني إن اللي بتقوليه صح، إنتي يا زينب واحدة فلتانة ومش غريب عليكي تكوني غويتي أخويا ولما شوفتيه هيفضحك جاية تتبلي عليه..
قومت من مكاني ومسحت دموعي..
ـ تمام، تحب اثبت لك؟
ـ يا ريت، ولو طلع إنتي السبب، هتشوفي ذل ماتتخيليهوش..
ـ تمان يا عمر، قوله وإنت نازل إنك رايح الشغل واطلع بعدها واقف شوفه بنفسك..
عدى يوم واتنين، اسبوع، جر أسبوع..
كنت بدأت انسى الموضوع واعتبره ذلة شيطان أو تخيلات مني..
عمر كان هادي خلال الفترة دي، ماكنش بيشرب حاجة، كان بينام من نفسه برا، محاولة منه عشان يتأسف على اللي حصل، بيجيب لي ورد كل يوم وهو جاي من الشغل وبيشغلي عبد الحليم" بحلم بيك أنا بحلم بيك، وبأشواقي مستنيك، وإن مسألتش فيا، يبقى كفاية عليا، عشت ليالي هنية بحلم بيك.. أنا بحلم بيك"
كنت ببتسم وبدأت ارضى بالأمر الواقع، ومحسش إن عمر سيئ للدرجة البشعة اللي كنت متصوراها..
باس راسي وهو نازل الشغل..
ـ عاوزة حاجة يا زوزو أجيبها لك وأنا جاي؟
ـ زوزو!
استغربت بس ماكنتش متضايقة، أنا كنت مستغربة إنه يوم عن يوم بكتشف لطفه..
ـ مش بتحبي الاسم ده؟
ـ لأ أحب أوي، أنا بس استغربت.. قولي طيب تحب تتغدا إيه النهاردة؟
وقف يتدبدب برجله في الأرض زي الولاد الصغيرين..
ـ أنا مش بحب أكل أم محمد يا زينب، أكلها دسم وأنا الأكل ده تقيل عليا..
ضحكت على حركاته الطفولية..
ـ طيب يا سيدي لحد ما أشوف واحدة غيرها هضطر اممممم...
كان منتظرني بترقب بينما أنا رايحة جاية اتنقل بين كراسي السفرة ألعب بأعصابه..
ـ ها يا زينب..
ـ هضطر اعملك أنا الغدا يا عمر..
ـ يا ربي يا زينب، حرام عليكي تعاقبيني بالطريقة السخية دي، خلاص ام محمد اكلها حلو..
قعدت أضحك وكان صوتي عالي أوي..
كان بيضحك وبيبص عليا، فاتحرجت..
ـ صوتي عالي أوي..؟
ـ ضحكتك حلوة أوي يا زينب متحرمنيش منها ولا من بشاشتك..
اتحرجت واتوترت..
ـ طب قولي لي بتقرئي إيه..
ـ بقرأ الوسادة الخالية، بحب إحسان عبد القدوس..
ـ عقبال ما تحبيني أنا ممكن أكون شاعر عشانك، إنتي بس تؤمري..
ـ يلا يا عمر على شغلك، بدل ما اعملك الغدا..
نزل من البيت وأنا بقول لنفسي " يمكن عمل كده عشان كبرياؤه كراجل مش أكتر"
حسيت بحد بيضربني بهزار بالكتاب على راسي، ضحكت..
ـ يا عمر يلا على الشغل..
بلف وشي لاقيت مجدي، فضلت ابعد بضهري، لحد ما اتكعبلت على السرير..
معرفش جات لي الجراءة منين فضلت أنادي على عمر..
ـ هتفضلي تناهديني كتير؟
ـ ما يصحش يا مجدي، أنا زي أختك، أنا مرات أخوك..
ـ بصي يا زينب أنا راجل عملي، مش بعمل أي حاجة ببلاش، ساعدت أخويا في جوازه عشانك، إنتي من حقي يا زينب وهو عارف..
قومت بسرعة، مسكني من ايدي الاتنين وقفل عليا دراعاته..
ـ ريحتك حلوة يا زينب، إنتي كتير أوي عليه يا زينب..
لمحت بعيني عمر واقف ورا الحيطة اللي قصادي مستخبي وبيعيط، فضلت اناديه..
بص مجدي وراه، كان عمر اختفى..
ـ افهمي يا زينب، يا تبقى لي زيه يا هخلي حياتك حجيم..
زقيته وجريت لحد الحيطة، ومسكت بإيد عمر..
وقفتهم قصاد بعض..
ـ يا عمر شوفت إني ماليش ذنب..
اخوه مسكه من كتفه وقاله..
ـ انا عملت بالاتفاق، اعمل إنت بكلمتك..
مشي مجدي ووقفت من غير فهم قصاد عمر..
ـ إنت مأخدتليش حقي ليه؟
ـ ده أخويا يا زينب، اعمله إيه؟
ـ طب وأنا يا عمر..؟ رجولتك فين؟ كرامتك فين؟ ..
ـ ما ينفعش يا زينب، هي دي حياتك معايا لاخر يوم في عمرك، محدش هيصدقك.
ـ طلقني يا عمر
