رواية يامسافر وحدك وفايتني الفصل السابع 7 بقلم هند سعد



 رواية يامسافر وحدك وفايتني الفصل السابع بقلم هند سعد 

ـ إحنا صعايدة يا زينب، معندناش طلاق. 

ـ بعد اللي حكيتهولك يا بابا، بقولك أخو جوزي اللي هو ابن عمي اللي دمنا واحد، بيطالب بحقه فيا وفـ جسمي قصاد جوزي ويقولي عاوزاني أعمل إيه، ده أخويا! 

لف بوشه، ماكنش وقتها قادر يواجهني ويشوف ظلمه في عينيا.. 

ـ متروحيلهومش يا زينب ولا ييجو عندك وهناخد من مجدي المفتاح، ويا دار ما دخلك شر.. 

ـ يا بابا متظلمنيش أرجوك، أبوس ايدك ورجلك.. 

ـ كلمة مخلصة نفسها مفيش طلاق، إحنا جوازنا جواز قبط.. 

كنت عيلة ١٧ سنة، اتعلقت ف رجله يمكن يعفو عني، على ذنب أنا بريئة منه، كنت ببكي كإن مات لي ميت! 

كان صوت عياطي طالع من قلبي.. 

ـ حرام عليك مش هعرف اتحمله ولا أشوفه راجل فـ عيني.. 

ـ عيب يا زينب ده مهما كان جوزك، إنتي أصلا شبطانة في الطلاق ليه؟

 إحنا لو طلقناكي هنقعدك هنا في البيت تخدمينا، داهية لتكوني مفكرة نفسك هترجعي ست هانم من تاني، إنتي الجزم هيكون ليها كرامة عنك، إنتي هتبقي ناقصة ومعيوبة، والبنت غير الست، المقامات هتتغير. 

كنت في حالة ذهول، الدموع نشفت من عيني فجأة، ماكنش عندي حيل ولا صحة اتعكز عليهم حتى عشان أعيط وانهار، كان أبويا واقف قصادي عريان من كرامته وعزته! 

ـ إنت شايف كده يا بابا؟ 

ـ اه يا زينب، عندك كلام تاني بعد كلمتي؟

ـ يعني جبتوني الدنيا عشان تكتبولي حياتي سطر ورا سطر وفق معاييركم وأصولكم والحلال والحرام بتاعكم مش بتاع ربنا، ظلمتوني في كل سطر، ولسه مكملين وعاوزين تخلوني جلاد وأنا بتجلد منكم! 

ـ ده العُرف، عاوزة الناس تاكل وشنا؟ وإخواتك الرجالة يبصو في عين الناس إزاي؟ ولما يروحوا يطلبوا واحدة يقولوا علينا عيلة ما بتعمرش في بيوت، لازم تضحي يا زينب عشاننا.. 

ـ أنا متعزش عنكم، لو تطلبوا عين اديكم الاتنين بابتسامة راضية لكن متظلمونيش أكتر من كده.. 

ـ عاوزة الخراب يا زينب، وده مش هيحصل غير لو ودتيني القبر الأول، ده أخر كلامي. 

سابني ومشي من غير حتى ما ينصفني ولا يقولي معلش، معطانيش مبرر أداوي بيه روحي.. 

فات ليلة ورا ليلة والبيت أصبح فارغ من كل معالم الحياة، بيت بارد.. 

عمر مش بييجي البيت، وخزين البيت اللي كان موجود خلص، والجوع هد حيلي، مجاليش عين أروح لأهلي حتى عشان أكل لقمة، كنت اشرب ماية واخد مكعب سكر أسد بيه وجع بطني.. 

بعد أربع أيام كنت خلاص بدأت محسش بالدنيا، يا ترى أنا نايمة ولا صاحية ولا مغمى عليا! لحد ما شوفت حسن..! 

داخل عليا البيت بيبتسم، بيقولي يا زينب أنا بحبك، هتبقي عروستي دنيا واخرة.. الغريبة كان بيعيط وملهوف عليا..

ـ بتحبيني يا زينب؟

ـ بحبك أوي يا حسن.. 

ـ خبيني يا حسن، حبيبتك تعبانة من الدنيا وقساوتها..

فوقت لقيت نفسي في المستشفى، وجنبي عمر! 

مطلعش حسن كان عمر.. 

محدش من أهلي جه غير ياسين.. 

ـ حقك عليا يا زينب، إيدي قصيرة، وجوزك ظالم وإيده طايله، هددني بشرفك يا زينب. 

طبطبت عليه وحضننا بعض وعيطنا.. 

طلعت من المستشفى إنسانة مختلفة، منزوع منها الحياة.. 

بصحى الصبح اجهز الفطار وادخل اقعد في البلكونة، شوية واقوم اعمل الغدا ييجي عمر ياخد حقوقه الشرعية ويسيبني لحم مرمي على السرير من غير حتى ما يداريه! 

مش بتكلم، طول الوقت ساكتة، ولما معجبوش حالي مد إيده عليا، لدرجة إنه قطع لي شعري.. 

شعري الطويل! 

فاتت السنين ومش بخلف! 

قالوا العيب فيا وإني ماعون مخروم! 

طلقني عمر أو رماني عضم! 

يوم طلاقي كنت حاسة اني عاملة حاجة تستاهل اتدارى واتكسف منها! 

كانوا متجاهليني كإني مرض معدي.. 

باكل واشرب لوحدي، مش من حقي اقف في البلكونة ولا انزل الشارع ولا ألبس حاجة كويسة وإلا أكون قليلة ادب، خفيفة ويتخاف منها، عاوزة تمشي على حل شعرها! 

شعرها اه! 

كان عيد ميلادي الواحد والعشرين.. 

صحيت لأول مرة شفايفي عارفة طريق الضحك..

كانوا عمر وسناء جايبين ليا رواية نجيب محفوظ وشريط لعبد الحليم" سواح" 

جه لي أبو عماشة يطلب إيدي لعماشة..

ـ هتجوزني واحد اعمي والناس كلها عارفة إنه درويش الشارع.. ؟

ـ يا زينب مش درويش هو طيب..

ـ العيال بيهزقوه يا بابا، وعقله مش موزون..

ـ يا زينب ده عيلته كبيرة أوي في قنا، هيجيبولك دهب ييجي ٢ كيلو ولا بيتهم ده قصر..

مسكت سـ.. كينة وحلفت لأخلص على روحي لو ده حصل! 

لحد ما جالي علاء.

لأ ثانية واحدة، الباشمهندش علاء جارنا الجديد، أجمل ما مر في العمر ولو عمري يتعاد من تاني هختار كل تفاصيله بس أفوز في الأخر بعلاء.

الفصل الثامن من هنا


غير معرف
غير معرف
تعليقات