![]() |
اسكريبت سيرتي الحلوة الفصل الاول بقلم مها زايد
حرام عليك، هنمشي نروح فين دلوقتي، إحنا في نص الليل، طب سيبنا للصبح بس وهنمشي.
كلمات خرجت من قلبٍ محترق من قسوة البشر.
كانت "سيرة" فتاة عشرينية تعيش مع والدها القعيد في شقة إيجار قديم، تتعرض للتهديد بالطرد كل يوم، إنذارات صاحب العقار لها بأن هذا اليوم الأخير لها في هذا المنزل في تزايد مستمر.
مما جعلها تشعر بقلة الحيلة والتعب الجسدي والنفسي، إلى أين ستذهب هي وأبوها الذي لا حول له ولا قوة.
لملمت "سيرة" نفسها وبعض الأشياء المهمة والملابس لها ولأبيها بشنطة السفر المختبأة فوق هذه الخزانة المتهالكة،
التي بليت من قلة الاستخدام، فهي لم تستخدمها منذ وفاة والدتها منذ أكثر من عشر سنوات.
فهذه الفتاة ذات السابعة والعشرين لم تُسافر منذ أن توفيت والدتها وأخوتها إثر حادثة جعلت والدها قعيدًا.
صرفوا كل ما يملكون حتى نفد المال، فاضطرت لبيع أثاث المنزل قطعة تلو الأخرى حتى أصبحت تفترش الأرض لتنام هي وأبوها.
لم تكن تلعن حظها، لكن تلعن الظروف التي أهانتها بعد أن كانت معززة، فالشعور بالذل والحاجة وقلة الحيلة يُضاهي ألم الموت.
خرجت "سيرة" وهي تجر ذيول الخيبة وشنطة سفرها وأباها بكرسيه المتحرك، تسير في شوارع خاوية من البشر كقلب المالك الخالي من المروءة.
ظلت تسير حتى لم تعد تتحمل قدماها السير أكثر، فجلست بالقرب من مقهى يعلوه منزل مكون من خمسة أدوار.
مر وقت طويل على جلوسهما على رصيفٍ يُغطيه الثلج من كثرة المطر.
كان يراقب "ثائر" الوضع منذ فترةٍ لا بأس بها، لكنه كان يخشى أن يتدخل فتُحرجه تلك الفتاة.
لكن مروءته ولين قلبه انتصرا في النهاية، فذهب ليستفهم عن أحوالهما ويعرض عليهما المساعدة، بدأ حديثه بالسلام.
ردّت عليه "سيرة" السلام، فأكمل حديثه مستفسرًا عن سبب جلوسهما كل هذه المدة في هذا الجوّ السيّئ.
روت له "سيرة" ما حدث، وبمجرد أن أنهت حديثها ارتفع أذان الفجر، فتردد صداه في الأفق البعيد.
