رواية أعمال سفلية كامله جميع الفصول بقلم محمود الأمين
القصة معظم أحداثها حقيقية وعلى لسان صاحبها
.....
استغفر الله العظيم.. استغفرك ربي وأتوب إليك.. أنا عارف يا رب إني عصيتك، عارف إني خرجت من رحمتك لما أشركت بيك.. بس بطلب عفوك يا الله، سامحني يا الله...
خرجت من الجامع تايه وحزين، لكن فجأة صوته اخترق عقلي من جديد:
انت غبي.. انت فاكر إنه ممكن يغفرلك؟ كمل يا صلاح، كمل العهد اللي بيني وبينك.. أنا مش عايز آذيك، انت عندك قوة تخليك تسيطر على البشر، هتضيعها من إيدك ليه؟
صرخت وأنا بقوله:
كفااااايه!.. بسم الله الرحمن الرحيم
اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ... إلخ
صدق الله العظيم.
بدأت أسمع صرخاته، وبعدها قال:
هنتقم منك أشد انتقام...
رجعت البيت، وأول ما دخلت الشارع لقيت البيت بيولّع.. وصراخ طالع — صراخ أهلي.
جريت على البيت، والناس منعتني من الدخول.. والنتيجة: موت عيلتي بالكامل.
ليه كل ده حصل؟
أكيد دلوقتي بتسألوا نفسكم...
الجزءالأول
أنا الشيخ صلاح عزت.. عندي ٣٢ سنة، متجوز منار، وعندي بنتين: هدى وإيمان.
أبويا وأمي عايشين، وليّا أخ واحد اسمه وليد على وش جواز.
أنا بشتغل زي ما مكتوب قبل اسمي "شيخ".. أنا شيخ الجامع والإمام، والناس بتقول عليا مولانا.
وأنا كمان معالج أيوه زي ما جيه في بالك بعالج من المس والسحر والتلبّس.
اتعلمت ده على إيد والدي الشيخ عزت.. كان الأب والمعلّم.
درست كتب كتير لحد ما بقي عندي قدرة أعالج أي حد، مهما كان السحر قوي.
لكن كل قوي فيه اللي أقوى منه. ومن هنا بتبدأ قصتي...
أنا ساكن في قرية معروفة إن فيها حالات مس وأعمال وأذي كتير وده عشان القريه اللي انا فيها مليانه دجالين وسحرة . كل يوم ناس تيجي عندي عشان أفك سحر،
وكان فيه ناس مؤذية بتيجي تعمل سحر، وكنت برفض وأطردهم، كانوا بيعرضوا مبالغ كبيره اوي ورغم ان الحاله الماديه عندي مش تمام الا اني كنت برفض دايما، مستحيل اعمل حاجه تغضب ربنا.. قبل كل جلسة كان لازم اقعد مع نفسي واعمل خلوه استجمع فيها كل حاجه اتعلمتها، اصل مواجهه الجن مش سهله، والجن مش كله خدام ساعات بيكون الجن من الملوك، ودول مواجهتهم عاوزه ثقه بالله وثقه بالنفس.. عالجت حالات كثير جداً، وما فيش حاله وقفت قصادي وكل ده بفضل الله، لحد ما جه اليوم اللي غيّر حياتي.
كنا في الشتا شهر واحد واليوم ده بالذات الجو كان مقلوب والدنيا كانت بتمطر ، وعلى الساعة ١٠ بالليل.
الباب خبط.. قومت وأنا بقول: مين جايلي دلوقتي؟
فتحت الباب، لقيت بنت حوالي عشرين سنة، باين عليها التعب السواد اللي تحت عينيها هو اللي بيقول كده، ومعاها راجل كبير في الخمسينات من عمره باين عليه الحزن
اتكلم الراجل وقال
_ السلام عليكم يا مولانا.. أنا عطا من سكان القرية ودي بنتي شهد، وعاوزينك ضروري في امر مهم جداً
= اتفضلوا.
شكل البنت كان يوحي إنها ما بتنامش.. وشها شاحب، عينيها جاحظة.
دخلتهم أوضة الشغل وقولت: اسمع الموضوع بهدوء.
الراجل كان لسه هيتكلم، بس انا قولتله
_ تشربوا ايه يا حاج الاول؟
= تسلم يا مولانا بارك الله فيك، احنا جايين في امر مهم واتمنى حضرتك تحله، وانا عاوز احكيلك اللي حصل
_ طيب يا حاج انا عايز اسمع منها هي، ممكن؟
= اكيد يبني زي ما تحب
بصت شهد لباباها قبل ما تتكلم وهز دماغه انها تتكلم
اتكلمت شهد وهي بتترعش:
_ أنا مش عارفة إيه بيحصلي.. الموضوع بدأ معايا بكابوس، كنت بشوف نفسي عروسة في كوشة، وجنبي واحد ملامحه مطموسة.. كان بيبقى ماسك ايدي ولما ببص على ايده بلاقي ضوافره طويله ق
اوي، وبعدها بسمع صوت عالي زي صوت طبل وبشوف ناس لابسه اسود في اسود بس ملامحهم مش زينا شكلهم يخوف ومره واحده كلهم بيصرخوا في وقت واحد
لكن الكوابيس زادت.. وبدأت أسمع صوت يخترق عقلي ويقول: انتي مراتي.. ما كنتش ببقى عارفه مصدر الصوت ده جاي منين؟.. وفي مره من المرات لقيت حد بيشيل الغطا من عليا وانا نايمه، قومت مفزوعة ووقتها شوفت حد بيجري بسرعه من قدام السرير، صرخت وصحيت البيت كله بس لما دخلوا عليا ما كانش في حاجه والكل قالى ده كابوس
وبقيت أشوف شخص واقف على باب الأوضة بالليل.. أصرخ وأصحّي أهلي، ومكانوش بيشوفوه. بطلت أنام.
حتى الصلاة.. كل ما أجي أصلي دماغي تتمسح، بنسى كل اللي حفظته رغم اني متدينه من زمان وبصلي، وبحس ان في حد بيضربني وبيحاول يمنعني من الصلاه، ولما كنت بكشف دراعي كنت بلاقي عليه كدمات وعلامات زرقا
سكتت شويّة، فوالدها قال:
_ لحد ما لقيتها بتصلي في الحمّام...
طلبت منها تغمض عينيها، وحطيت إيدي على دماغها.
وقريت آية الكرسي والمعوّذتين وبعض الآيات.
شهد بدأت تتشنّج.. رغاوي بيضا طلعِت من بقّها.
والدها قال لي: كفاية يا شيخ.. بنتي هتروح مني.
سكت.. واخد بنته، وقلت له يجي تاني بعد يومين.
الجلسة كانت مرهقة. دخلت أنام.. نمت نوم عميق، وصحيت الساعة ٢ ونص بالليل، تعبان.
دخلت المطبخ أشرب، وفجأة اتجسّد قدامي كائن ضخم:
وشه شبه وش الجدي، له قرنين، ورجليه حوافر بتخربش في الأرض، وقال بصوت غليظ:
ابتعد.. وإلا ستهلك.
واختفى.
دعكت عيني وقلت: اللي شوفته ده بجد؟
بعد يومين، جالي الراجل وبنته. قريت على ميّة وقلت لها:
= اشربي.
_ لأ.
= بقولك اشربي!
شربت.. وصرخت.
حطيت إيدي على دماغها وقلت:
أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق...
كانت بتتشنّج بجنون، لحد ما فجأة فتحت بوقها، وخرج منه دخان أسود كثيف.
وبعدين قالت:
_ إيه ده؟ أنا فين؟
= حمد لله على السلامة يا شهد.
أبوها فرح وشكرني ومشي.
بعدها بساعة، الباب خبط.
راجل كبير وشه غضب:
_ إزيك يا مولانا؟
= انت مين؟
_ أنا سعدون البطّاش.. جاي أقولك كلمتين وردّ غطاهم.
= اتفضل؟
_ ابعد عن سكّتي.. وسبّني أكل عيش. انت قاطع عليا رزقي. كل حالة تجيلك تعالجها من تاني جلسة..
أنا بنبّهك.. ابعد. مش عايز أذيك.
= اطلع برا يا راجل إنت.. وإياك تيجي هنا تاني.
_ ماشي.. هخرج. بس استحمِل اللي جاي.
مشي.
عدّى ٣ أيام. ولا حاجة حصلت.
لحد ما في يوم كنت راجع ببنتي هدى من درسها.
قلت لها:
= اطلعي البيت على طول، أصلي العصر وأجيلِك.
سبتها.. وببص ورايا شفت أغرب من الخيال:
عربية فاضية.. ماشية لوحدها.. وبأقصى سرعة ناحية هدى.
صرخت:
حاسبي يا هدي!
لكن العربية دخلت فيها بقوة.
هدى طارت في الهوا، ووقعت على الأرض.
اتشليت.. مش قادر أتحرك.
مراتي خرجت تصرخ.. والناس جريت ناحية العربية اللي اتقلبت في الترعة..
ولقيوها فاضية.
شالوا جثة بنتي.. دم مغرق وشها، جسمها كله جروح، مكنتش مصدق حاسس اني في كابوس، كنت سامع صوت صراخ مراتي وهي واخدة البنت في حضنها، أما أنا كنت في دنيا تانيه، كل حاجة بعدها حصلت بسرعة من تغسل وتكفين لحد ما وصلت
عربية الموتى، وأخدوها للدفنة.
رحنا المقابر.. الشيخ قرأ الفاتحة والبقرة ويس والتكاثر.
الناس حواليّا بتعيط.
رجعنا من الدفنة.. وأنا تايه.. مصدوم.
لحد لما لقيت... يتبع الجزء الثاني
....