رواية الورث الفصل الثاني 2 بقلم كوابيس الرعب



رواية الورث الفصل الثاني بقلم كوابيس الرعب 


ومن الليلة اللي سمعت فيها صوت التخبيط من المخزن،

وأنا عرفت إن البيت ده

مش بس مليان أسرار…

ده بيت بيختار ضحاياه.


عدت ايام وشهور، محاولتش خلال الفترة دي اني اقرب من المخزن وكنت بتجاهل صوت الخربشة ، واقنعت نفسي اني دي خربشة الفيران .

 وفات علي جوازي سنة ومفيش خلفة وحماتي بدأت تلقح عليا بالكلام ،نظرات مع تلميحات وبتهددني انها هتجوز عبد الجواد من بنت تانية تقدر تجبله الولد .

وكلام تاني كتير مليان سم ، كان بينزل عليا زي مية النار .

كتير حبست نفسي في اوضتي اعيط بالساعات ، وجوزي مكنش بيهش ولا بينش واقف في النص، لا معايا ولا ضدي.


بس الحقيقة كل اللي كان فارق معايا اني ماسيبش القصر وارجع لعيشة الفقر تاني . لا فارق زعل ولا حب.


ومن الوقت دة قررت اني افكر في حاجة تخليني انا صاحبة القصر .

صحيت تاني يوم على صوت صياح ديك برة،

والشمس داخلة من الشباك

بس الغريب ان الجو كان كله كآبة.

ولا كأني في بيت فيه حياة.

عبدالجواد كان صاحي بدري،

قاعد على طرف السرير،

ضهره ليّا،

وساكت.

سألته: – «مالك؟»

ما ردش…

بس شفت كتافه بتترعش

كأنه بيستخبى من حاجة مش شايفها غيره.

نزلت المطبخ.


الحجة مبروكة كانت واقفة قدام الحلة،

تقلب الأكل ببطء

وبتتمتم بكلام مش مفهوم.

ريحته؟

ريحة حريقة خفيفة…

مش أكل.

قالت من غير ما تبصلي: – «البيت ده يا بنتي…

اللي يدخلُه يسمع كلمتي .

كلمتي انا وبس 

ضحكت.

ضحكة صغيرة

بس جوايا حاجة اتقبضت.

من اليوم ده

عبدالجواد بقى يتغير.

كان يرجع من الغيط متأخر،

هدومه مليانة تراب

بس التراب كان أسود

مش لون أرضنا.

بالليل،

كان يصحى مفزوع

يصرخ بأسامي

مش فاهمها.

مرة صحيت على صوته وهو بيقول: – «مش دوري…

مش دوري أنا…»

وفي مرة تانية،

لقيته واقف قدام باب المخزن

حاطط إيده على القفل

وعرقه نازل

كأنه ماسك نار.

قربت منه… قلت: – «في إيه جوه؟»

لفّلي ببطء

وعينه كانت محمرة

مش عين واحد صاحي.

قال: – «لو فتح…

البيت هياخد اللي باقي.»

ومن يومها

مرض.

الدكتور جه

قال مفيش سبب

قال أعصاب

قال إجهاد.

بس أنا؟

أنا كنت شايفة الموت

واقف مستنيه.

في ليلة مطر،

صوت الرعد كان بيهز الحيطان

والترعة ورا البيت فاضت

الميه قربت من السور.

عبدالجواد شرب الشاي

وساب الكوباية في نصها

وقال: – «لو جرالي حاجة…

الورث ما يطلعش برة البيت.»

بصلي

نظرة طويلة

كأنه بيسلمني مفتاح

مش وصية.

الفجر

صحيت

لقيته بارد.

مش نايم…

بارد.

والحجة مبروكة؟

ولا دمعة.

ولا صرخة.

قالت وهي بتلف طرحتها: – «البيت اختار.»

والبيت…

لسه ما خلّصش اختياره.

اغمي عليا وقت ماعرفت ان عبد الحواد مات .


مكنتش فاهمة حاجة ولا معني الكلام اللي بيتقال .

اشمعني انا اللي يخصلي كدة ، اه ماكنتش بحبه بس كان ضهر وسند ، وضل راجل .


لما فوقت لقيت حماتي واقفة جنبي ومرات اخو جوزي الصغير يحيي وبيقولولي مبروك انتي حامل .


مبقتش عارفة اعيط ولا اضحك .

الدكتور قال لازم راحة في السرير، حمايا حرمت عليا اني احضر دفنة جوزي واني أودعه الوداع الاخير .


وعدت الليالي عليا بطيئة ومملة ، لغاية ما في يوم شوفت حلم غريب غير حياتي تماما.

الفصل الثالث من هنا

stories
stories
تعليقات