رواية غوثي الفصل الثاني 2 بقلم اسماء علي

 


 رواية غوثي الفصل الثاني بقلم اسماء علي

_ مُؤمن!! 

همست بيها بعدم وعي لنفسي، 
وکأن كل اللِ إستوعبته من الكلام هو إسمه.. 

فُقت علي صوت خالتو وهي بتقول: 
_ وأتمني توافقوا، وعامةً مش هلاقي لِ مُؤمن بنوتة زي مريم. 

ضيقت عيني، وضحكت بسخريه. 
وأنا بفكر إني لسه مخلصتش من البلوة الأولي عشان تطلعلي التانيه. 

شِلت السنية بهدوء، ودخلت بإبتسامه وکإني مسمعتش حاجه، 

حطيت السنية علي الترابيزة، وكنت هخرج، بس.. 

_ مريم، إقعدي عايزينك. 

صوت بابا وهو بيوقفني قبل ما أخرج، 
هزيت رأسي بهدوء، وقعدت جانب ماما، وبصيت لِها وأنا بحرك راسي بمعني " في إيه؟ ". 

غمضت عينها وهي بتهز رأسها بهدوء. 

_ خالتك طالبة إيدك لِ مُؤمن! 
 قالها بابا وهي بيبص لي بهدوء، 

بصيت له بهدوء، وحركت نظري علي مُؤمن اللِ كان بصصلي بإبتسامه. 

أفعاله غير اللِ شوفتها من شويه، 
وبرودة إتحول لِ هدوء خلال دقايق، 
وبقي بيبتسم في وشي. 
يا فرج الله. 

وزعت نظري علي الکل وأنا مش عارفه أعمل إيه ولا أقول إيه؟ 

_ ها يا مريومه قلتي إيه؟ 

بصيت لِ خالتو بتوتر، وبلعت ريقي وأنا بحرك نظري علي ماما، 
اللِ هزت رأسه بمعني إني أوافق. 

لاحت في دماغي فكرة الجواز من الراجل اللِ بابا قالي عليه، 
وأنا مش موافقه علية ومفيش حاجه هتخلي بابا يتراجع عن قراره. 

وطالما هو قالي علي طلب خالتو، يبقي موافق ومعندهوش مشكله، 
بس الحوار هيكون في صالحي أنا كمان. 

إبن خالتي، 
وشاب لسه في بدايه حياته، 
وعايش في لندن 
ومعرفش بيشتغل إيه 
ولا أعرف حتي عُمره كام
ولا أعرف حاجه عنه ولله الحمد 
کل اللِ بحوذتي أنه واد عسل شكلاً. 

_ أوافق عليه وأخلص من الحوار وبعد كده أبقي أفركش. 

كلمات قلتها بهمس لنفسي كتشجيع للفكرة. 

_ مريم! 
قالتها وماما وهي بتحط إيدها علي رجلي، 

بصيت لها وقلت: 
_ نعم؟ 

_ قُلتي إيه يا حبيبتي! 

وزعت نظري علي ماما، وعلي الأرض، وقلت: 
_ اللِ تِشفوه. 

_ يبقي علي بركه الله. 
قالها بابا بهدوء. 

قربت ماما مني وحضنتني، وقالت بحنان: 
_ أنا كده هكون مطمنه عليكِ، وصدقيني مش هتندمي علي قرارك. 

إتنهدت بتعب، وبادلتها الحضن، وقلت: 
_ أتمني يا ماما. 

_ تعالي يا مريومه. 

قمت ورُحت قعدت جانب خالتو، ومؤمن. 
حضنتي، وقالت بفرح: 

_ أنا الفرحه مش سيعاني والله. 

إبتسمت بخفه، وانا ببادله الحضن، وقلت: 
_ تدوم الفرحه علي قلبك يا خالتو.  

_ حبيبة قلب خالتها. 

فضلوا يدردشوا علي باقي الأمور، 
وحددوا الخطوبة الأسبوع الجاي، 
وإتفقوا علي كل حاجه، 
إلا إن مُؤمن قال حاجه خلتني مش عارفه أتكلم من كُتر الصدمه. 

_ بس في موضوع عايز اقولك عليه يا عمي. 

_ إتفضل يا بني، قول! 

مسح مُؤمن وشه بإيده، وقال بهدوء: 
_ أنا راجع لندن الشهر الجاي، وإحتمال كبير منزلش غير بعد خمس سنين، فعشان كده بطلب من حضرتك إننا نكتب كتب الكتاب خلال الشهر عشان هأخد مريم معايا. 

أنا فتحت عيني وبوقي من الصدمه، وهزيت رأسي بعدم تصديق او فهم للكلام، 

وزاد الطينه بلة لما بابا، قال:
_ مفيش أي مشكله. 

بصيت لماما بصدمه، وأنا بهز رأسي ب "إيه ده؟". 
وحركت نظري علي بابا وكنت لسه هتكلم إلا إن ماما قالت: 

_ مريم. 

بصتلها بضيق، وهزيت رأسي بإنفعال وقلت بهمس: 
_ إيه؟ 

_ ممكن تهدي وأنا هفهمك کل حاجه، بس إهدي. 

رفعت رأسي وأنا بغمض عيني بغضب، 

_ إيه رأيك يا مريومه؟ 

بصيت لِ خالتو بطرف عيني، وبعدين بصيت لِ مؤمن اللِ بصيلي بهدوء و إتزان. 

إبتسمت بمجامله، وقلت: 
_ اللِ بابا يشوفه. 

وإبتسمت بغضب، 
وأنا حاسه إن جوايا بُركان وهينفجر. 

إتفقنا، 
وروحت خالتو وإبنها، 
ودخلت أنا أوضتي من غير كلام، 
وسبت ماما كانت قاعده مع بابا. 

خدت شاور، 
وقعدت علي المكتب بتاعي وأنا ماسكه كوباية شاي، 
مسكت قلم وفتحت النوت بتاعتي، 
وحاولت أكتب اللِ جوايا إلا أنا مكنتش عارفه أوصف شعوري، مش قادرة أوصف حالتي. 

سبت القلم وقفلت النوت، ومسكت كوباية الشاي، ودخلت البلكونه. 

كنت واقفه ببص لِ السما، وأحداث اليوم بتلف في دماغي، 

کل حاجه حصلت بسرعه، 
أنا معرفتش استوعب حاجه، 
معرفتش أفرض رأئي وأثبت كياني، 
حاسه إني تاية، مش عارفه أقرر حاجه، ومش فاهمه أي حاجه. 

إتنهدت، وقلت: 
_ يمكن أنا شايفاها بمنظور غلط، وده أصلا نصيب غامض لِ عوض كبير قدام. 

وإبتسمت، ورددت جزء من الآيه اللِ بعتهالي الشاب اللِ إسمه مؤمن: 

_ والله يعلم وأنتم لا تعلمون. 
لعلها تأتي أجمل مما ظننتها. 

عديٰ أسبوع علي الأحداث دي، 
والمفروض إن النهاردة هتكون الخطوبه.. بس سي مؤمن إتفق مع بابا إننا هنكتب الكتاب. 

أنا تقبلت الموضوع وبقيت سيباها علي الله، 

لبست دريس أبيض وأسع من فوق لتحت، بسيط من غير أي نقوش أو زينه، وکان حقيقي مميز ولطيف أوي. 

ولبست عليه حجاب أبيض طويل ودي کانت أول مرة ألف حجاب طويل وساتر بالشكل الجميل ده،
وقررت إن ألبس شُراب أبيض وخلاص. 

بس ماما قالت إننا هنروح المسجد ف لازم تلبسي الهيلز، 
لبست كوتشي أبيض.. 

وعامةً الأوتفيت من إختيار مؤمن. 

في المسجد، 
والجو هادي، 
والشباب تحت، 
والحريم فوق، 
وصوت الشيخ وهو بيتكلم وبابا بيردد وراه، 
ومُؤمن قاعد قصاده 
وهو لابس بدلة سُودة، أنيقة وشيك، 
متجسده عليه، 
وکأنه معموله ليه ومكنتش هتليق علي غيرة. 

كنت قاعده فوق، وأنا نظري كله عليهم، 
ببتسم ببلاهه، 
وعيوني دمعت دمعه غصب عنها. 

بقيت عروسه، 
وبيتكتب كِتابي، 
وباين عليا كبرت 
وهبقي ست بيت 
وأنا والله لسه بسمع إسبستون. 

بس أنا مرتاحه، 
ماما طول الأسبوع وهي بتتكلم علي مؤمن، 
وبتقولي ده إبن ناس وهيحافظ عليكِ، ومهما كان إنتِ بنت خالته، حتي لو إنتِ متعرفهوش، 

مع الوقت ومع کتر الكلام إتقبلت الموضوع، 
وبقيت أتكلم مع مُؤمن بكل إيجابية، 
حتي بالأمارة إن هي مرتين اللِ إدته وش ورديت عليه. 

وسط ما أنا منغمسه في أفكاري، وفي عالم تاني، سمعت الشيخ وهو بيقول: 

"بارك الله لَكما وبارك عليكماَ وجمع بينكُما في خيرَ". 

قلبي ساعتها دق جامد، 
وعيوني بدات تدمع، وبعد دقيقه محدش قادر يسكتني. 

ماما حضنتني، وقالت: 
_ مالك يا مريومه يا حبيبتي؟ 

_ مليش يا ماما. 

_ أومال ليه الدموع يا حبيبتي؟ 

طلعت من حضنها، وقلت وأنا بمسح دموعي: 
_ مش عارفه، زي ما بيقولوا دموع الفرح. 

_ ربنا يديم فرحتك يا نور عيني. 

إبتسمت بُحب، 
جه بابا وأخدني لِ تحت عشان أوقع. 

خلصنا كل حاجه 
وأنا ما زالت بعيط 
وحقيقي مش عارفه إيه السبب. 

شدني مُؤمن له، 
ووقفني قدامه، رفعت عيني له بتوتر وانا بحاول أرسم إبتسامه مرتعشه. 

إبتسم بهدوء، 
ورفع إيده وحطها علي وشي، وبدأ يمسح دموعي بإبهامه، 

غمضت عيني بتأثر وحاولت أرجع ورا، 
إلا إنه مسكني من وسطي، وقربني منه. 

بلعت ريقي بتوتر، وقلت: 
_ مؤمن! 

_ عيونه؟! 

_ ممكن تبعد، ميصحش كده. 

_ إنتِ مراتي. 

خدت نفس كبير، وخرجته، وقلت: 
_ طب يلا نخرج. 

بصيلي بهدوء وهو ساكت، وبعدين قرب وقال: 
_ ممكن أحضنك؟! 

وزعت نظرى بسرعه علي الأوضة كلها بتوتر، 
وحركت نظري عليه، وبصيت في عيونه، 
كانت كلها هدوء ورجاء، 
إبتسمت بتوتر، وهزيت رأسي بالموافقه. 

إبتسمت بفرحه، وحضني.. 

حسيت إني عضمي هيتكسر من كُتر ما هو حضني، 
وماسك فيا جامد، 
رفعت إيدي وحطتها علي ضهره بهدوء.. 

فضلنا شوية علي الحال ده، 
وبعدين بعد مؤمن عني، وقال: 
_ مريم! 

رفعت نظري له بتساؤل، 
بصيلي، وقال: 
_ إنتِ مغصوبة علي الجواز مني؟ 

هزيت رأسي بمعني " لا "، وأنا راسمه إبتسامه لطيفه علي ملامحى، 

إتنفسي براحه، وقال بإبتسامه: 
_ أنا كده إرتحت. 

ومد إيده ليا، وقال: 
_ يلا نخرج. 

بصيت لإيده بتوتر، وحطيت إيده في إيده، 
ضغط علي إيدي براحه وهو بيبتسملي.. وخرجنا. 

عَديٰ اليوم، 
ما بين تَرحبيات وتهنئات الأهل والصُحاب والأحباب، 
فرح لطيف بسيط، من دون أي ذنب أو إختلاط، 
فرحنا کُلنا بس بما يرضي الله. 

خرجنا انا ومؤمن، عشان نتصور 
هو قالي إننا هنروح أماکن جميلة اوي وهنتصور هناك. 

وحقيقي الأماكن اللِ رُوحناها كانت مُبهر، تحسيها خارجه من عصر الفيكتوري. 
إتصورنا صور كتير، وروحنا أماكن كتير، 
وإتعشينا مع بعض، 
وروحنا الملاهي، ومُؤمن إشترالي بوكيه ورد تُحفه أوي. 

وخُلص اليوم ومؤمن بيصولني عند باب البيت. 

_ عجبك اليوم؟ 

إبتسمت إبتسامه واسعه، وإتكلمت بحماسه، وقلت: 
_ تُحفه أوي أوي يا مُؤمن. 

_ إنعكاس عيون مريومه. 

_ شكراً يسطا. 

مسكني من خدي، وقال بمرح: 
_ في غزالة قمورة تقول لِ جوزها يسطا يا مريومه. 

بصتلها بعيون واسعه، وبرئيه وقلت: 
_ أنا. 

ضحك بصوت عالي، وقال: 
_ يخلاثي سُكر. 

ضربته علي كتفه بمرح، وقلت: 
_ خلاص بقي بتكسف، آله! 

ضحك بصوت عالي، وقال: 
_ خلاص يا ستي. 

_ يلا تصبح علي خير. 

_ وإنتِ من أهلي. 

إبتسمت بهدوء 
وروح مؤمن، ودخلت أنا البيت، 
وكنت في قمه إنبساطي. 

وأنا داخله الأوضه حضنت بوكيه الورد من فرحي، 
وأنا بدور حوالين نفسي، 
كنت مبسوطه أوي وأنا بتذكر أحداث اليوم، 
اليوم محتاج يتبروز ويتعلق في قاموس حياتي. 

دخلت أخدت شاور، 
وغيرت هدومي، وحطيت بوكيه الورد جانبي علي الكومدينو، 
وقعدت علي السرير بتعب من اليوم. 

نمت وأنا مثبته عيني علي السقف، 
بفكر في کل اللِ حصل، وإزاي الأحوال إتغيرت بالسرعه دي، وللأفضل، 

إبتسمت بخفه، ودعيت إن الأيام اللِ جاية تكون حلوة. 

ودخلت في ثبات عميق، 
ثبات أول مرة أحس بالراحه الرهيبه دي. 

عدت أيام ومؤمن بيجهز ورق السفر، وكل يوم يجبلي شوكلاته وورد، وحاجات حلوة كده، كنت نفسي أطفحها وأنا في الثانوي. 

حاليا انا بطفح فراشات لما بقول يا كِفه. 

الأيام ماشيه بطبيعتها، وأنا مؤمن بقينا قريبين من بعض جداً، 
بس معرفش ده حُب ولا إعجاب. 

ده خيبة وهبل مني مش أكتر. 

بُكره هنسافر انا ومؤمن، وأنا قاعدة طول النهار والليل أعيط وأقول لِ ماما مش عايزة أسيب مصر، 

وأمي كل ما تشوفني تضحك عليا، بقيت مسخره، مش عايزة أسيب بيتي وعائلتي ولا حياتي، 
انا هناك مش هكون عارفه حد غير مؤمن، وكمان مش عِز المعرفه، 
أنا حقيقي هكون وحيدة هناك.. بس مؤمن قال مش هيسافر من غيري. 

عدت الليلة، 
وجه اليوم التاني، وأنا كنت مجهزة شنطتي، وكل اغراضي، 

وإحنا حاليا واقفين في المطار بنودع العيلة، 

_ ماما هتسبيني اروح معاه بالسهوله دي؟ 

_ إبقي صوريلي البلد هناك يا مريومه. 

بصيت لماما بصدمه، وقلتها: 
_ أصورلك البلد، هو إنتِ مش هتعيطي وتقوليلي متمشيش يا مريومه البيت هيبقي فاضي من غيرك وحاجه من الأمهات بتعملها دي. 

ضحك مؤمن بصوت عالي، وقالت ماما: 
_ يا حبيبي أنا خايفه علي البلد منك والله. 

ضحك مؤمن جامد، وقال: 
_ أنا عُمري ما شوفت سيناريو شبه ده في فيلم قبل كده، لا. حقيقي شابوه إنتوا بتعملوا عظمه..إستمروا  

بصيت لِ مؤمن بصدمه، وهزيت رأسي، ولفيت ضهري ومشيت وأنا بضرب كف في كف، وبقول: 
_ اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه. 

جَريٰ مؤمن ورايا بعد ما سلم علي العيلة. 

_ ها مستعده؟ 

_ لا.. 

كنا واقفين قدام الطيارة، وأنا خايفه انا أول مرة أجرب. 

مسك مؤمن إيدي بحنان، وقال: 
_ طب يلا ياغزالتي وأنا معاكِ. 

بلعت ريقي بتوتر، وإتقدمت خطوة معاه، 
وفجأة سبت إيدة، وقلت: 

_ لا انا رايحه عند ماما. 

ولفيت عشان أمشي، سمعت مؤمن بيقول: 
_ يا صبر أيوب. 

إتجاهلت كلمته وإتحركت.. 

أنا وأنا ماشيه لقيت نفسي في الهوا، ومؤمن بيقول: 
_ إستعني علي الشقي بالله. 

وركبا الطيارة ومؤمن شايلني. 

تعليقات