رواية بين انياب الاسد الفصل الثاني بقلم حسام العجمي
كان خالد يقف علي محطة الأوتوبيس و قد استحوذت عليه ذكرياته فبدا وكأنه قد إنسلخ عن العالم تماما لا يسمع ما يجري من حوله و إذا بأحد الرجال الواقفين بجواره يلكزه في ذراعه
الرجل : يا استاذ ...يا أستاذ ...ما تشوف الراجل اللي معطل الدنيا ده و عمال يكلكس لك ده ...
انتبه خالد الى ما يحدث من حوله ونظر في اتجاه السيارة التي أشار له الرجل عليها واخترق نداء سائق السيارة لإسمه أذنيه .
اقترب خالد من السيارة فإذا بقائدها شابا أنيقا فى الثلاثينات من عمره يرتدي بدلة كحلية وقميصا أبيض بلا ربطه عنق .
الشاب مناديا : أ.خالد... أ.خالد
اقترب خالد مرتبكا بعض الشئ من نافذه السيارة : أنا ...أنا حضرتك
الشاب بأدب: أيوه ..أيوه حضرتك ممكن تركب ...كنت عايز أتكلم مع حضرتك فى موضوع مهم
خالد : معلش أنا ما بركبش مع حد ما أعرفوش
يصمت الشاب لثوان وقد بدأت أوتوبيسات المحطة الواقفة خلف السيارة فى اصدار نفيرها لحثه على التحرك حتي تتمكن من الولوج الى أماكن تحميل ركابها.
الشاب : طيب بص أنا هركن فى الباركينج اللي هناك ده ..ممكن تحصلنى و مش هاخد من وقت حضرتك أكتر من خمس دقايق
بعد خمس دقائق كان الاثنان يقفان أمام السيارة وقد بدا علي خالد القلق
الشاب : شوف يا أ.خالد ....هختصر عليك الموضوع ...أنا طالب من حضرتك خدمه كبيره ...وصدقني هتتقدر فيها أوى ( خالد ينظر إليه ولا يرد ) أنا عارف أن قضيه حسن بيه المنزلاوى ملفها معاك.
خالد متصنعا حسن النية : فعلا ..و لو حضرتك محامي و عايز تطلع عليها تقدر تشرفتي الصبح
يبتسم الشاب : لأ... الموضوع مش كده ( متلفتا من حوله ) من الاخر كده في ورقة مهمة الناس اللي باعتني محتاجها...
خالد : معلش مش فاهم ..بس الاول عايز اعرف انت مين ؟ وعلاقتك ايه بالموضوع ؟
الشاب : انا مين دي بعدين وعلاقتي بالموضوع اعتبرني رسول ( صمت لثوان مولعا سيجاره ) تدخن ( أشاح خالد بوجهه رافضا) خليني اقول لك المطلوب و تمنه ( إعتدل خالد في وقفته ) أكيد انت عارف إن حسن بيه متهمينه فى قضيه مخدرات ظلم
خالد بهدؤ : ظلم إزاي و المخدرات ماسكينها في مخزنه
الشاب : المخزن اللي لقوا فيه المخدرات هو أساسا كان مأجره لواحد ( يصمت متصنعا الحزن ) لا اله الا الله... أقول ايه بس و الواحد ده عقده كان أصلا خلص وطلب يمد المدة ويعمل عقد جديد واتفق فعلا مع حسن بيه علي العقد الجديد بس نعمل ايه
خالد بسخرية : يا سلام
الشاب : اه صدقني يا أ. خالد ، وللأسف عقد الإيجار الجديد ما كانش لحق يسجله حتى شوف أهو العقد وممضي من الاتنين أهو
مد الشاب يده داخل السيارة مخرجا منها ورقة كانت موضوعة علي الكرسي المجاور له ، تناول خالد الورقة وأخذ يقرأها
الشاب مكملا : و كل اللي عايزينه منك ...إننا نحط عقد الإيجار ده بدل التاني
خالد : مش فاهم ..
الشاب : أ. خالد أنت هتساعدنا نخرج برئ... الراجل اللي مأجر المخزن هو صاحب المخدرات ودلوقتي هو بره وحسن بيه مسجون ظلم بداله
خالد : طبعا علشان ما الضبطية حصلت بعد تاريخ الإيجار ما خلص حسن المنزلاوى بقي صاحب المخدرات
الشاب مبتسما : الله ينور عليك
خالد : طيب ما تقدموا عقد الإيجار الجديد
الشاب : عيب عليك ...أنت راجل بتاع حقوق ...وعارف أنه مش هيتاخد بيه والمتهم الاصلي مش عايز يعترف ....فكر كده ...
خالد وقد بدأ الغضب يتمكن من ملامح وجهه فقاطعه بحده : اسمك ايه
الشاب : لما نتفق هقوله لك
خالد بغضب : مافيش اتفاق
الشاب : طيب فكر
خالد مشوحا بيده : مافيش تفكير ...مرفوض... المبدأ نفسه مرفوض ليكم حق خدوه بالقانون
استدار خالد لينصرف فأمسك الشاب بذراعه : طيب مش تسمع العرض الاول .. حتة الورقة دى تمنها نص مليون جنيه ...اسمعني نص مليون جنيه ..روح بيتك وفكر ...وده رقمي
وضع الشاب كارتا بلا اسم مدونا عليه رقم محموله داخل جيب قميصه
أخرج خالد الكارت من جيبه وقام بتقطيعه ثم ألقى به أرضا وهو ينظر في وجه الشاب بكل ثبات و قوة : لو شفت وشك تانى ...هوديك فى داهيه ....أنت فاهم
الشاب : طيب تلات تربع مليون جنيه ....فكر
خالد : وأنا حذرتك
ترك خالد الشاب واقفا بمكانه وتوجه الي محطة الأوتوبيس آما الشاب فسرعان ما أخرج محموله ليتصل بشخص ما : أيوة... رفض ومشى
لحق خالد الاتوبيس الخاص به وطوال الطريق أنشغل عقله بما حدث مع هذا الشاب وكيف سيواجه ما يجرى وما الذى سيفعله حتى يحافظ على هذا الملف .
ساعه الا ربع هي المدة الزمنية التي يقطعها خالد في طريق العودة الي منزله كل يوم و ما إن وصل الى أول حارته ، حتي لاحظ حركه موتوره بين أهل الحارة الذين تجمع أغلبهم تحت بيته .
نهش القلق قلب خالد وتسارعت دقاته حتى بات صوتها كطنين طبول فهرول مسرعا وما ان وصل الى مدخل البيت حتي لمح وجود مسحه حزن علي الوجوه وإذا به يسمع حوقلة العديد من الواقفين.
خالد : هو فى ايه ؟؟ هه فى ايه ؟؟
ما زاد من قلقه وحوله الى رعب أن الاجابات كانت كلها من عينة ربنا يصبرك ... ربنا يقدرك ...عندها أيقن بأن هناك مصابا جلل لأحد أفراد بيته ...أتكون أمه العجوز ...أم أخته المريضة ...
وكوحش مفترس يلتهم فريسته ...أحس بأن الجزع والهلع قد بدأا فى التهام قلبه تماما فأسرع صاعدا ينهب درجات سلم البيت نهبا... وعلى باب شقته فؤجئ بتجمعا أخر كل ممن فيه يتحدثون فى أن واحد
- أهدى بس يا امينه
- يا بنتي ما ينفعش كده
- والله ربنا هيسترها
إقترب خالد ببطء من زوجته وهو يزيح الواقفين داخل الصالة الذين ما إن رأوه حتي بدأوا في إفساح الطريق له.
فإذا به يري أمينة جالسة على الأرض تحتضن أبنتهما أمنية وهما تبكيان بانهيار تام ، أدار خالد رأسه فإذا بأمه هي الأخري موجودة و جالسة على كرسيا قريب من زوجته وهي تحتضن إبنه علي ويبكيان معا .. ثم لمح عائله أمينه تجلس علي أريكة الصالة.
خالد صارخا : فى أيه ؟؟؟....أمينه ....فى ايه ؟؟؟ أختي فين ؟؟؟.. حصل لها حاجه ....
ما إن سمعت أمينة صوت خالد حتي رفعت راسها ناظرة إليه لثوان ثم هبت من مكانها وهي تبكي مهرولة لترتمي بين أحضان زوجها ليزداد بكاءها و دون أن تترك يد إبنتها أمنية
خالد بهلع : أمينة فهميني ...طيب ( ناظرا لابنته ) أنتي ماسكة في أمنية كده ليه ( بصوت واهن ) هي تعبانة ..( صارخا وهو يتلفت ) حد يفهمني في ايه
وانتشرت عدوى البكاء بين اركان البيت بين كل النساء الموجودين
تنظر أمينه فى عينيه ودموعها لا تتوقف كسيل من السماء في ليلة شديدة الامطار : الحقنى ..الحقنى يا خالد ....أميرة إختفت ...أتخطفت يا خالد ..اتخطفت ( ثم ارتمت مره أخرى بين ذراعيه )
لم يستوعب خالد ما تقول فأخرجها من بين ذراعيه : مش فاهم ...أميرة ...مالها ...يعني ايه اتخطفت ؟ وليه ؟ ومين ؟
أمينه بانهيار : اتخطفت ...اتخطفت بنتي اتخطفت
خالد : إزاي يعنى
وبدأت قطرات الدموع فى التجمع بين مقلتيه ثم أمسك بذراعي إبنته
خالد : أمنية ...أختك فين ...أنتم ما بتسيبوش بعض ...فكري كده يا حبيبتي و قولي
أمنية وهى تنتفض بين يديه : مش عارفه يا بابا ( تنهنه) احنا نزلنا نحيب حاجات من البقالة اللي فى أول الحارة ...دخلنا سوا اشترينا وقفت أحاسب خرجت مالقبتهاش ( تبكى ) افتكرتها روحت ولما جيت برضه مالقيتهاش ( تبكى بحرقة )و اللهي مش أنا اللى ضيعتها يا بابا ( تنهار مرتمية في حضنه ) أنا عايزه أميرة يا بابا ( تنهار)
ظل خالد صامتا يحاول استيعاب كل ما تقوله ابنته وما يقوله أهل الحارة بانهم لم يتركوا شبرا الا وقد بحثوا عنها فيها
خالد متلفتا في وجوه جيرانه بحسرة : طيب حد كلم البوليس
جار : أنت عارف أن البوليس مش بيتحرك الا بعد اربعة وعشرين ساعه من أي إختفاء
أبعد خالد أمنية عنه : أنا هروح أدور عليها فى المستشفيات لتكون عملت حادثه لا قدر الله ولا حاجه
جار أخر : كلنا معاك
جار ثالث : ممكن أ.خالد تكلم حد من القضاة اللي بتشتغل معاهم يوصي علينا عند البوليس يمكن ساعتها يهتموا أكتر
نظر اليه خالد : نشوف بس المستشفيات اللى حوالينا وبعدين نطلع على البوليس
جار : طيب أحسن حاجه نقسم نفسنا على المستشفيات علشان نكسب وقت
خمس ساعات مرت وأخيرا عاد خالد يملأه الحزن والارهاق الشديد وداخل البيت ، استقبلته زوجته بلهفه والتي ما أن رأته قسماته اليائسة الحزينة حتى انهارت تماما وعادت النحيب مرة أخري وشاركتها أمه وكل من البيت
أمينه بحسرة : يعنى البت كد ضاعت ...أنا عايزه بنتى يا خالد ..اتصرف ...أتصرف هات لى بنتى .....أه يا أميرة ( تبكى )
نظر إليها بحزن شديد وقد تلاطمت الأفكار بين ثنايا عقله كموج لبحر عاصف وأخذ يحدث نفسه
خالد :يا تري تاهت فعلا ...أم اختطفتها عصابه لبيع الأطفال أم للتجارة فى الأعضاء البشرية أم لتشغيل الأطفال ( ثم هب فجأة واقفا وعيناه زائغتان وبصوت عال) أنا هروح اصلى
امينه : طيب و أميرة
دخل خالد غرفته دون أن يرد علي زوجته و أثناء الركعة الثانية لصلاته، أخذ هاتفه يطلق رنينه لأكثر من مرة ، ألا أنه لم يتسرع فى انهاء صلاته ودعائه لله باكيا طالبا منه مساعدته فى عوده .
استمر جرس الهاتف يرن حتى وجد أمينه تدخل عليه وعيناه قد تورمتا من البكاء و إسود جفنيها فنظر إليها وهي تناوله محموله فاذا بكلمه رقم مجهول على شاشته.
خالد بصوت مرتجف : ألو....
-صوتا الكترونيا : عامل ايه يا خالد
خالد : مين معايا
الصوت : أنا عايز أطمنك على ....( وصمت )
خالد : انطق
الصوت ضاحكا : اهدى ..اهدى ...بنتك الأمورة معايا ....أميرة صح ... و زى الفل كمان
التفت خالد الي زوجته و أخذ يشير لها علي هاتفه : بنتى أميرة كويسة ...طيب هي فين ؟؟؟ أخدتها ليه ؟؟؟...عايز منها ايه؟؟؟ إديني اكلمها ...أرجوك ما تأذيهاش
قاطعت أمينه استرسالهما : بنتى...أميرة ..مين ده ....انطق ...وعايز منها ايه...ايه اللى هو عايزه ...والنبي والنبي...قول ...طمني
الصوت : ممكن المدام تهدى شويه علشان نعرف نتكلم ونتفاهم علشان البنت ترجع
أشار خالد لزوجته بالصمت : حاضر ...حاضر..هتسكت ..هتسكت اهو
الصوت : انا مش عايز منها ..أنا عايز منك أنت يا خالد
خالد : مش فاهم
الصوت : خرج المدام بره ...ونبه عليها ما تجيبش سيره المكالمة نهائي مع الناس اللى قاعده معاكم فى الصالة بره .
فؤجئ خالد بما يقوله الصوت : أنت معانا ولا أيه فى الشقة
يضحك الصوت : أنا هبقي معاك من النهارده لأسبوع كامل مش هفارقك ..خرج المدام بقى
خالد : اطلعى بره يا أمينه ( حاولت التمنع ) أمينه هو طلب كده ...أطلعى وهطمنك وماتجبيش سيره باللى بيحصل هنا معايا ( أمسك بذراعيها ) ياللا يا حبيبتي علشان نطمن
خرجت أمينة وهى تحر قدميها جرا تنظر في عيون زوجها تتوسل إليه : إعمل له اللي هو عايزه ..هه يا خالد ...أرجوك ...هات لي أميرة ...اعمل اللي عايزه يا خالد ابوس ايدك
خالد وهو يخرجها من الغرفة : حاضر ...ما تخفيش..حاضر
بعد أن أغلق الباب خلف زوجته
الصوت : تمام كده ...من الأخر كده ...من هنا للأسبوع الجاي هطلب منك تلات طلبات عليك تعملهم وفى الأخر هنرجع لك بنتك ومعاها ربع مليون جنيه ...ايه رايك بقى يا عم
خالد :ربع مليون ... ده أكيد ...حاجه شمال...وأنا ماليش فيه
الصوت : شمال يمين ... مش مشكلتك ...أنا مش بخيرك تعمل ولا ما تعملش ...أنا بأمرك ...قدامك ساعتين تفكر فبهم ...هتصل بيك تقول موافق ...ساعتها هنبدأ ....مش موافق ...يبقى تترحم على بنتك اللى مش هتشوفها تانى وهتبقى أنت السبب ...دلوقتي علشان تعرف أن ليا قلب هات المدام تكلم بنتك بعد عشر دقايق تكون فهمتها أننا مش عايزين شوشرة وهى بترد عليها
أحضر خالد زوجته وقص لها ما جرى وما طلبه الصوت منه ومنها و مرت الدقائق العشر ولم يتصل الصوت وبدأت حالة من الرعب تجتاح الأبوين واخيرا بعد نصف ساعه اتصل الصوت
الصوت : معلش يا مدام ..أصل الأمورة كانت بتتعشى
أميرة : ايوه يا ماما ...ازيك وحشتينى أوى... أوى
تبكى أمينه بحرقه : حبيبتي ...حبيبتي ...عامله ايه ...أنتي كويسة
أميرة : أيوه يا ماما ..أمنية فين ...وحشتنى هي كمان أوى .....وبابا و تيته وعلى كمان
تنهار أمينه فى مكانها فيأخذ خالد المحمول منها : أيه يا أميرة ...عامله ايه يا حبيبتي
أمنيه : وأنت كمان أوى يا بابا
الصوت : ثوانى يا حبيبتى ...أدينى المدام يا أ.خالد( بعد أن ردت أمينه عليه ) شوفي يا مدام ...اعتبرى الأمورة فى رحله مع المدرسة ...و صدقينى كل الى هى عايزاه حواليها ومبسوطة كمان ...وعايز أطمنك أنها سهل ترجع...بس بشرط ( ويصمت ) خالد يساعدنا فى اللى هنطلبه منه سمعاني يا مدام...وهى هترجع لك ومعاها هديه كبيره كمان
أمينه : ايوه أيوه ...حاضر حاضر...أنا مش عايزه غيرها بس ...ربنا يخليك
الصوت وبصوت قاس :اسمعى لو خالد ما نفذش اللى أنا عايزه يبقى تقولى على بنتك الأمورة دى يا رحمن يا رحيم ...أما لو وافق ...ليكى عليا كل يوم هتسمعى صوتها زى دلوقتي لحد ما نخلص شغلنا معاه بس شطارتك معاه علشان جوزك اصله حنبلي حبتين ( ودلوقتي هاتيه )
خالد : ايوة
الصوت : قدامك ساعه ونص ...ترد عليا فيهم موافق ولا ...
خالد : بس أنا ...
الصوت : مفيش بس ....ساعه ونص ....
وأغلق الصوت المكالمة
أمينه : أعمل اللى هما عايزينه يا خالد ..أرجوك ....ابوس ايدك ..انا عايزه بنتى ...والنبي
وانكفأت على يديه لتقبلهما فأسندها : حتى لو اللي هيطلبوه هيخليني أخالف ضميري أعصي ربنا
أمينه بعصبية : أنا ما اعرفش الكلام ده ..انا أعرف أن بنتى مخطوفه وأنت ابوها و في ايدك يا ترجعها ...يا ..يا ....تموتها ( وتنهار من البكاء ) سامع تموتها وساعتها عمري ما هسامحك أبدا
مرت الساعه ونصف ،خرج خالد قبل انتهائها شاكرا جميع من كانوا بالخارج ولوقوفهم بجانب عائلته مقدرا مشاعرهم ثم طلب منهم الانصراف وجلس الزوجين بعدها فى انتظار مكالمه الصوت
أمينه : الراجل قرب يتصل ...هتعمل ايه
نظر اليها والحزن يملأ عيناه وقطع رنين المحمول حديثهما
الصوت : هه يا خالد
خالد : اشمعني انا ?
الصوت ضاحكا : بحبك و عايز انفعك
خالد زافرا : هنعمل ايه
الصوت : الاول توافق
خالد : موافق
الصوت : تمام .....حاجات بسيطة هتوصلها لناس معينه بس
خالد : حاجات زى ايه
الصوت : مالكش فيه واياك تفتح اي حاجة منهم
خالد :طيب أعرف بس انا بوصل ايه...ما أنا مش هرجع البنت علشان أروح فى داهيه
الصوت : لا ما تخافش ....وده شرطى ...
خالد : طيب وأنا كمان ليا شرط
الصوت بضجر : مع أن مالكش حق تشرط بس اتفضل ...اسمع وأقرر لو ينفع
خالد : هأمن نفسى وأعمل بلاغ بغياب بالبنت ...بكره الصبح ..فى القسم
الصوت بعد تفكير : طيب المدام جنبك
خالد ناظرا لزوجته : ايوة
الصوت : طيب افتح الاسبيكر
خالد : اتفضل اتكلم ....
الصوت : ماشي أنا موافق تعمل بلاغ بس خللي بالك هبقي حواليك فى القسم ...أى كلام غير البلاغ ...صدقني هزعلك أنت والمدام ....و بنتكم ساعتها تقولوا عليها يا رحمن يا رحيم...مدام من هنا للصبح تنصحيه مايتهورش علشان الأمورة ترجع بسلام
أمينه وهي تمسك بيد زوجها : لا هيعمل اللى انت عاوزه ...مش كده يا خالد ...واللهي هيعمله
الصوت : بكره الصبح تروح تعمل المحضر وترجع علشان تشوف هنعمل ايه...واخر مرة اقول لك هتلاقي رجالتنا في القسم حواليك اياك تقل بعقلك
خالد : طيب إشمعني أنا ...ليه انا
الصوت : في نهاية الأسبوع هتعرف مع السلامة
أغلق الصوت الهاتف وظل الزوجين يجلسان بجوار بعضهما بصمت
