رواية بين انياب الاسد الفصل الثالث 3 بقلم حسام العجمي

 

رواية بين انياب الاسد الفصل الثالث بقلم حسام العجمي


فى صباح اليوم التالي، توجهه خالد مبكرا الى مكتبه بالمحكمة مقدما طلب اجازه لمديره والذى لم يكن قد وصل بعد الى مكتبه.
إضطر خالد لترك الطلب مع زميله فريد وحكى له عن تغيب ابنته عن البيت وبأنها قد تاهت من والدتها بالأمس فتعاطف معه زميليه وطلب منه فريد أن يساعده فى البحث عنها وعلي الرغم من شكره إلا أن فريد أصر و أبلغه وبأنه سيمر عليه بالمنزل بعد إنتهاء العمل .

وبعد رحيله 
مسعد : أنت كده دبستني ولازم أروح معاك 
فريد : مش شايف الراجل عامل إزاي ...وبعدين يا حدق دى هتبقي بجميله عليه يمكن بعدها يظبطنا 
مسعد : يا ابن اللئيمة ...فكره برضه 

انطلق خالد الى قسم الشرطة بعدما أخذ كارتا من المستشار رئيس المحكمة ليقدمه الى ضابط المباحث لعله يهتم .
ومع دخوله الي القسم أخذ يتلفت حوله وينظر في وجوه المتواجدين لعله يلمح أحدا من رجال الخاطف الذين سيراقبونه إلا أن إزدحام القسم منعه من التعرف علي احد.
ظل خالد واقفا ينتظر دوره أمام منصة الضباط الذين يتلقون البلاغات و ما إن وصل حتي حكي الضابط عن اختفاء إبنته بعدما قدم له الكارت الخاص لرئيس المحكمة والذي تناوله الضباط بإهتمام وقرأه جيدا و احتفظ به ثم بدأ في كتابة البلاغ .

مكث خالد بالقسم ساعه الا ربع خرج بعدها متوجها الى بيته علي الفور وقد نهشت الأفكار عقله عن ابنته ومن قد يكون اختطفها ولماذا ؟ ولما هو بالذات؟
وأخيرا وصل الى بيته وظل جالسا فى انتظار مكالمة الصوت وبجانبه أمينه تبكى وأخيرا انطلق رنين الهاتف 

- ايوه يا بابا ...أنا أميرة ...عاملين ايه ...
خالد باكيا : انتى كويسة يا حبيبتى ...وحشتينى 
وقبل أن ترد خطفت أمها المحمول منه : أميرة حبيبتى ....انتى كويسة ...بتاكلى كويس ...حد ضايقك 
أميرة : أنا كويسة ...وعمو هنا طيب أوى 

أخذ الصوت الهاتف من الصغيرة : تمام ...شفت ...طيب أهو ...فيا ريت تخلليني كده معاها على طول 
خالد محاولا التماسك : أنا عملت كل اللى اتفقنا عليه 
الصوت : بس طولت شويه فى القسم 
خالد : كان زحمه شويه ...بس واللهي ما قلت لحد حاجه لا فى القسم ولا فى الشغل وفضلت في صالة البلاغات حتي 
 
الصوت : لا ما أنا عارف ...وحلوه تاهت دى طمنتنى منك شويه ...المهم ...النهارده هتجيلك شنطة على البيت .... أول ما تستلمها هنكلمك وأقول لك تعمل ايه....دلوقتي تدخل تنام علشان ليلتك طويله معايا.
خالد متوترا : شنطة ايه ؟ 
الصوت : قلنا ايه !! مافيش أسئلة 
خالد بخنوع : حاضر ...حاضر

ساد الصمت على الغرفة بعدما أنهي الصوت المكالمة والزوجين ينظران لبعضهما البعض لا يدريان ماذا يقولان   
خالد : أنا هقوم أنام شويه علشان أجهز زى ما قال ...وربنا يسترها معانا 
استيقظ خالد بعد ساعتين فصلى المغرب وتناول وجبة خفيفة وبدأ يجهز حاله للنزول و إذا برنين جرس الباب فتحت أمينه لتجد امامها شخصا غريبا يطلب لقاء زوجها فأمرته بالأنتظار لحين استدعائه من الداخل .

خرج خالد وما أن رأى من بالباب حتى انقلبت ملامح وجه واحمرت وجنتاه : يا ابن الكلب....صح فعلا ...هو انت مافيش غيرك يا ابن الكلب 
ثم هجم على الشاب ممسكا به من ياقة بدلته جارا اياه الى صالون شقته وقبل أن يغلق الباب أمر زوجته بعدم دخول أى أحد عليهما 
خالد وهو لا زال ممسكا بالرجل الذى يحاول أن يفلت من يديه اللتان صارتا كالقيد الحديدي : يعنى أنت اللى خطفتها مش كده  
الشاب : خطفت مين بس ...انت بتقول ايه ...سيب يا أستاذ  

خالد وقد احمرت عيناه من الغضب : بنتى ..بنتى يا ابن الكلب وديتها فين ...مش هسيبك ...هو أنا يعملكم اللى أنتم عايزينه وأسرق الورقة يتخطفوا بنتى 
الشاب : بنتك مين ...وخطف ايه ...أنا ما اعرفش حاجه 
خالد وهو يهزه : اعملهم عليا ...أكيد انت محدش له مصلحة في خطف بنتي الا انت و اللي باعتينك....علشان تساوموني علي الورقة ...مش كده
  
الشاب مختنقا : اقسم بالله أنا ما أعرف حاجه عن كل اللى بتقوله ده ...أنا رسول جاى لك ...الناس اللى بعثوني إمبارح قالوا لى أزود العرض لمليون جنيه وأنا جاى ابلغك 
خالد : والناس دى طبعا هى اللى خطفت البنت 
الشاب : يا عم هيخطفوها ليه ...الناس دى ليها مصلحه عندك وبعتين معايا نص الفلوس فى الشنطة اللي معايا والباقي لما تجيب الورقة...أنا فعلا ما اعرفش موضوع بنتك ده صدقني

خفف خالد قبضته عن عنق الشاب إلا أنه لم يتركه
الشاب : طيب إهدا بس كده واسمعني…. اللى خطفها طلب منك إيه ولا قال ايه ...طلب الورقة اياها برضه 
خالد : لا ...
الشاب : يبقى مش هما...كان من باب أولى قال لك عليا وعلى الفلوس  
خالد بعد تفكير : أومال مين ...مين؟ بس...(ثم نظر الى الشاب الذى لا زال ممسكا به ) بس هما قالوا لى هيبعتوا لي شنطة أوصلها لمكان ...وأهي الشنطة معاك 
الشاب : اللى معايا دى علشانك مش علشان توصلها ...يا أستاذ اهدى وفكر شويه

فرت الدموع من عيني خالد بعد ما استوعب الأمر وصحة منطق الشاب فقرر تركه ليهوي على أقرب كرسي بجانبه دافنا وجهه بين كفيه باكيا , جلس الشاب بجواره وقد بدا على وجه التأثر وبعد دقائق قليله هدأ خالد 
الشاب : ا. خالد ...أنا ممكن أساعدك 
نظر له خالد مندهشا : يا عم أنت ابن كلب أساسا زيهم 
الشاب : لا مسمحلكش ..أنا رسول ...واحد جه قال لى أتكلم معاك وليا نسبه لو وافقت ...غير كده ...أنا نصاب ومزور أنما ايه أعجبك ....

وجد خالد نفسه غصبا عنه يبتسم : ونعم الوظايف ...وهتساعدنى ازاى بقى انشاء الله وليه ؟؟؟
الشاب :الاول ... أنا اسمى حكيم ...عبد الحكيم ( ثم مد يده ليصافحه ) 
تردد خالد أول الأمر ثم صافحه 
حكيم : ثانيا أنا قررت أساعدك رضيت أو ما رضيتش 
خالد : أنسى أنى أسلمك الورقة 
حكيم : يا عم خللي موضوع الورقة دى بعدين ...المهم أحكى ...أنا ليا صحاب فى كل حته يمكن أعرف أساعدك 

قص خالد روايته على حكيم دون أن يدرى أهي ثقه به أم أنه يريد أن يحكى فقط وينفس عما يخنقه  
حكيم يعد تفكير : تمام ....دلوقتي مافيش قدامك غيرأنك تعمل اللى هيقولوا لك عليه وأنا همشى وراك أأمنك و نشوف أخرتها 

دخلت أمينه وهي تنظر بقلق لهما خاصة بعدما رأت حالة الهدوء بينهما ، لتخبره بوصول زميليه فى العمل خارج شقتهم 
خالد : دخليهم هنا ( التفت إلي حكيم ) ما اسمع لكش حس عشر دقائق وتستاذن في الرحيل وبعد نزولهما تعود مرة أخري ...أعطني هاتفك و بطاقتك 
حكيم : ماذا 
خالد : خلص من غير أسئلة ...هات 
بخضوع تام سلمه حكيم ما طلبه : ماشي اتفضل عايز تضمن إني ارجع 

وقف خالد مرحبا بزميليه شاكرا اياهما على الحضور ومقدما لهم حكيم علي أنه جار له جاء ليطمئن علي إبنته وبعد خمس دقائق من كلمات المواساة والإلحاح من فريد بتقديم اي مساعدة و الشكر من خالد.
أستأذن خالد من ثلاثتهم بأن لديه موعدا مع طبيب أخته لعمل جلسه غسيل كلوي
حكيم واقفا : ربنا يطمنكم علي أميرة ويرجعها بالسلامة إن شاء الله عن إذنك 

وقبل خروج الثلاثة ، التفت مسعد لخالد 
مسعد : ممكن ادخل الحمام
خالد : طبعا ...طبعا 
أوصله خالد الي الحمام وقبل أن يرحلا وعداه بالعودة مرة أخرى للاطمئنان غدا وحاول فريد إعطاءه مالا الا أن خالد رفض شاكرا اياه .
عاد حكيم مره أخرى بعد نزوله مع زميلا خالد بعد إن إطمأن من إبتعادهما عن المنزل . 

حكيم : بص أنا هستناك على القهوة اللى على أول الشارع وهتابعك....خللي رقمي معاك ...هات لي الموبايل والبطاقة بقي ...اول ما يكلموك كلمني
أطال خالد النظر إليه وهو لا يعلم أيثق به أم لا ثم تركه ليحضر حاجياته 

أخيرا جاء الرنين المنتظر 
الصوت : أدخل أوضتك ( أنطلق خالد الى غرفته تتبعه أمينه مضطربة ) بص جنب الدولاب 
نظر خالد الى الجانب الأيمن فوجد حقيبة جلديه صغيرة الحجم ، فجذبها وهو ينظر الى زوجته 
خالد : ايه دى ؟ وأزاي جث هنا 

الصوت : مالكش دعوه ...أنا بس حبيت أقول لك أنى أقدر أوصل لك حتى جوه أوضتك ...المهم ...هتاخد الشنطة دى ..وهتروح بيها عند جامع عمرو بن العاص بعد صلاه العشا وتقف قدام الباب الرئيسي لحد ما عربيه نص نقل هتيجى تقف قدامك لونها أحمر ورقمها( ...) محمله عفش ...تحفظ رقمها كويس ...هتركب مع الراجل وهو هيقول لك بعد كده تعمل ايه ...فهمت 
خالد : فهمت 
الصوت : اللى بقول عليه بتنفذ من غير سؤال ...جيب الشنطة القدمانى مفتوح ...هتلاقي فى محمول ...هتاخده معاك وتسيب بتاعك فى البيت ....على الله تاخده معاك
خالد : حاضر 

أغلق الصوت الهاتف ونظر خالد الى زوجته : ازاى دخلوا لحد هنا الناس دى
أمينه : واللهي ما أعرف
خالد : مين دخل البيت غير الثلاثة زمايلي 
امينة : البيت طول اليوم زوار و جيران بييجوا يتطمنوا و يمشوا  
خالد كالتائه : ربنا يسترها 
أمينه : اتطمن عليك ازاى ؟؟؟
خالد : مش عارف ...إدعي لي بس 

المهمة الأولي 
أجري خالد إتصالا بحكيم و أخبره بوجهته الى جامع عمرو بمصر القديمة كما امره الصوت وما إن أغلق الهاتف حتي أخذ يسأل نفسه 
خالد : هو انا ليه كلمته مش يمكن بيكذب عليا مش يمكن مزقوق منهم ...لا حول الله يارب ...يا رب احسن ظني فيه 

وأثناء ركوبه التاكسي نهشت الأفكار عقله وهو يفكر في كيفية وصول الحقيبة هذه الي بيته
خالد لنفسه : مسعد ولا فريد ممكن يكون مسعد لما دخل الحمام ( مفكرا لثوان ) بس ما كنش في أيده حاجة ( ينظر إلي الحقيبة ) لا ممكن يخبيها عادي لأنها صغيرة ( ناظرا إلي السماء من نافذة السيارة ) يا رب ( إعتدل فجأة ) ولا يكون حكيم لما دخلت اجيب له حاجته

ومن وراءه كان حكيم يتبعه من بعيد راكبا دراجته النارية ...
 وصل خالد الى المكان و ظل واقفا مكانه لربع ساعه الى أن أتته مكالمه من الصوت على المحمول الجديد
الصوت : التاكسي اللى داخل عليك ده اركبه بسرعه وما تقفلش التليفون 
خالد : مش قلت عربيه نص نقل 
الصوت بقسوة : اللى أقول عليه يتسمع 
ركب خالد فاذا بسائق ملتحى مرتديا جلبابا عمره يناهز الستين فنظر كلاهما الى بعضهما نظره صامتة انطلق بعدها السائق دون أدنى كلمة.

الصوت : افتح تابلوه العربية ...هتلاقي سماعه تحطها فى ودنك وتشيل المحمول فى جيبك ...الطريق هياخد منك ساعه وربع على ما توصل .....السواق هيغطى لك عينك ...هكلمك قبل ما توصل .
انطلقت السيارة و أحس خالد أنهم ظلوا داخل المدينة لنصف ساعه وبعد ذلك بدا له الأمر وكأنهم على طريق سفر من صوت سرعة السيارات المجاورة وغالبا طريقا صحراويا لسهولة السير .

أخيرا تحدث السائق : وصلنا ...هرفع عنك الغمامة ...نصيحة خليك قافل عنيك بتاع دقيقه كده 
 نزل السائق من السيارة ليستكشف المكان 
وجاءت مكالمه الصوت : قدامك مخزن كبير هتنزل و هتدخل جوه ...هتسلم الشنطة اللى فى ايدك وتستلم شنطة تأنيه أختها بالظبط ...هتكون مفتوحة ...تتأكد أن فيها عشرين كيس ملفوفين ....مد ايدك تحت الكرسي ( مد يده ) خد المسدس اللي هتلاقيه

خالد بتوتر بعدما أمسك بالمسدس : أكياس ملفوفة فيها ايه الاكياس دي ؟؟؟ وليه المسدس؟؟
الصوت : المسدس لحمايتك أما الشنطة تجيبها وخلاص مالكش دعوة فيها ايه ....السواق هيفضل مدور العربية ...تستلم وتمشى طوالى ...أول ما تخرج تمشوا على طول ....الشنطة دى فيها حياه بنتك اياك تضيع منك وهكلمك كمان ربع ساعة أتطمن

بعد تردد نزل خالد وهو ينظر الى السائق الذى عاد مرة أخري وهو ينظر إليه بنوعا من القسوة و أدار موتور السيارة وقر مكانه .
تقدم خالد نحو باب المخزن الذي كان مواربا وأعلاه علقت يافطة مكتوب عليها مخزن أخشاب لشركة توريدات مشهورة.
 دلف خالد الى الداخل فاذا به أمام ثلاثة أفراد جميعهم ملتحون يرتدون جلاليب سوداء ,على رؤوسهم عمم سوداء يجلس أحدهما و يقف وراءه زميلاه أو تابعاه.

صعق خالد فهو يعلم أن من يلبس هكذا هم افراد جماعه داعش الإرهابية أو أحد الجماعات التي تتمسح بهم ، فزاد توتره أكثر وبدأ العرق يتصبب منه الا أنه اتخذ قرارا أن يمسك المسدس الذى كان قد أخفاه داخل الجيب الأيمن الجاكت الذي يرتديه والا يتركه الا بعد ركوبه التاكسي .

الجالس : قرب ..اتفضل ...هات الشنطة 
خالد : آسف ...سلمني و أسلمك...
نظر الثلاثة لبعضهم البعض ثم أومأ الحالي لحامل الحقيبة بتسليمها لخالد  
مد خالد يده واستلم الحقيبة من يد الواقف علي يسار المتحدث آما الثالث فلقد وقف حاملا لمدفعا رشاش وقد ثبت عيناه علي خالد .
فتح خالد الحقيبة الجديدة هو الآخر وعاين عدد اللفات العشرون : تمام ...سلاموا عليكم .
رفع الرجل عيناه بعدما عاين ما بالحقيبة التي أحضرها خالد
الجالس : تمام 

التفت خالد ليخرج فعاجله الجالس : ما تتفضل تشرب معانا كوبايه ينسون 
التفت خالد اليه وقبل أن يجيبه لاحظ تقدم حامل الرشاش من خلف زميليه فى اتجاهه رافعا سلاحه موجها اياه إليه.
أيقن خالد بغدر وخيانة الثلاثة وبأنه ميت لا محالة و تمثلت صورة أميرة و ضياعها في ذهنه وفى اقل من ثانيه كان قد أخرج سلاحه الممسك به من جيبه مطلقا رصاصتين على حامل السلاح ليصيبه إصابة مباشرة بصدره أطاحتا بالرجل .

لمح خالد زميلا المصاب يسحبان سلاحيهما المخفيين تحت أرجلهما وقبل أن يعتدلا .
فعل خالد ما لم يخطر علي باله هو نفسه أن يفعله ذات يوم فبدلا من أن يهرب أسرع بالجري نحوهما 

خالد واقفا فوق رأسيهما : حركة واحدة وهفرتك دماغكم( ثم نظر حوله فوجد حبلا متينا ) أبو بتاع أنت ولا أبوعمرو ...هات الحبل واربط صاحبك كويس ...اتحرك 

بعد ثلاث دقائق كان قد قيدهما ثم مد يده أخذا الحقيبة التي أحضرها معه وشيئا بداخله جعله يأخذ أسلحتهما الآلية التي كانت معهما واسرع بالخروج وعند الباب وجد أضواء التاكسى قد أضيئت و موجهه الى عيناه وخيال السائق يبدو أمامها لا يتبين وجهه ، حذر بدأ خالد في الاقتراب منه وقد بدأت ملامح السائق تتضح شيئا وكان يمسك في يده رشاشا

السائق وهو يسحب زناد رشاشه : لا تمام ...تمام ...ده أنت طلعت وحش بقى ....لحد هنا ومتشكرين لك ...سيب الشنطتين والسلاح اللى ف ايدك وارجع لورا 

فؤجئ خالد بما يحدث : طيب ليه؟؟ مش أنت معانا برضه 
يضحك السائق : انت عبيط يا ابنى زى اللى باعتينك ولا ايه ...أومال اللى على وشى دى ايه ...دقن بابا نويل بتاعكم مثلا ، السواق الاصلي اللي كان هيوصلك راقد فى النيل بيتعشي بيه السمك....أنا أصلا تبع اللى جوه ....وياريتك خلصت عليهم كنت عملت فيا جميله ...بس مش مشكلة هكمل أنا بدالك ... قصر الكلام بقى ...سيب الشنط وارجع ورا جوه المخزن ....خلص

خالد : مش هينفع ...أنا لازم ارجع بالشنطة التانيه ...خد اللى جيت بيها وسيبنى أمشى أرجوك ...حياه بنتى قدام الشنطة دى 
السائق بكل غلظه : خلص يا ابنى... بنتك ايه وبتاع ايه ...مش بقول لك عبيط ...ارجع ياض
 
اقترب السائق من خالد الذى أنزل الأسلحة الألية والحقيبتين أرضا وأخذ السائق يشير إليه بالعودة الى الوراء وما أن إنحني الرجل لالتقاط الحقيبتين حتى هجم خالد عليه ووقع به أرضا.
أمسك خالد بالسلاح الذى بين يدى الرجل مبعدا اياه عن وجهه الا أن الرجل عاجله بضربة قوية من قدمه ألقت خالد بعيدا عنه 
وهنا هب الرجل غاضبا السائق جاذبا صمام أمان سلاحه : حكمت على نفسك بالاعدام ..اتشاهد على روحك

وقف خالد وقد أيقن أن طائر الموت يتراقص فوق راسه فأغلق عيناه اللتان بداتا تبكيان ليس خوفا من الموت أنما على حال ابنته المخطوفة وفشله فى إنقاذها وقرأ الشهادة.
 مرت ثوان قليلة وهو واقف في انتظار اطلاق النارعليه الا أن صوتا أخر اخترق أذنه ...صوت ارتطام شيئا ثقيلا على الأرض أمامه لم يقدر خالد علي فتح عيناه حتى أتاه صوتا متهكما 

الصوت : جرى ايه يا عم أنت...ما تفتح عنيك ...أنت هتنام واقف زى الخيل ولا ايه ...ياللا بينا نخلع من هنا قبل ما حد تانى ييجى 
فتح خالد عيناه فاذا بحكيم يقف أمامه ممسكا بيده ماسورة حديدية تقطر منها دماء السائق الذى كان مكوما على الأرض ينزف من رأسه نزيفا شديدا من أثر الضربة وكانت الدماء تخرج من جرحه كنافورة مياه 

حكيم : ياللا بينا ...أتحرك قبل ما يطلع لهم زمايل
اقترب خالد من السائق فاذا به يخور خوار من يموت : ده بيموت 
أمسك حكيم بخالد من ذراعه : يا عم ما فى داهيه ...ياللا بينا ... اركب التاكسي بسرعة
أخذ خالد الحقيبتين والأسلحة وقد تملك الارتباك منه وما أن ركب السيارة حتى استعاد رباط جأشه  
خالد : أنت تخليك ورايا من بعيد ...ما تقربش 
حكيم :مش عايز تعرف أنت فين طيب ... 
خالد : لا مش عايز ( نظر في ساعة يده ) دقيقتين تلاتة و الصوت هيكلمنى ...ويقول لى أمشي ازاي 

حكيم : مش فاهم 
خالد : الافضل أنه ما يحسش باللى اتعمل ولا أنك بتساعدنى ...خليه فاكر أنه أتخان من ناسه وأنى فعلا تايه ومش عارف أنا فين ..( يصمت ) ...حكيم ..شكرا 
حكيم مبتسما : طيب ياللا ...خلينا نبعد على الأقل لحد ما يتصل الزفت ده 
خالد : خليك ورايا لحد ما نطلع العمار وبعديها نشوف هنعمل ايه 
حكيم : تمام

تعليقات