![]() |
رواية ما وراء الاسرار الفصل الثاني بقلم هدير اسامة
صباح الخير؟
"خير منين وانت عملتلي بلوك من غير ما تفهّمني عن التمثال؟"
ردّ ببرود قاتل:
– أفهّمك إيه؟ وانتي فهمتي كل حاجة.
كتبت وأنا متلخبطة:
– فهمت إيه؟!
جالي الرد كأنه بيزعق:
– مين قالك تفتحي الصندوق؟!
– فتحته علشان كان لازم أعرف فيه إيه!
ساعتها كتبلي آخر جملة…
جملة قطعت عني النفس:
– خلاص… اتفرّجي على العواقب في هدوء.
اتوترت. وكتبتله:
– عواقب إيه؟ أنا شُفت التمثال اللي جواه بس!
وبدون مقدمات…
عمللي بلوك تاني.
---
رجعت للأوضة بقلق، شيلت التليفون، الحمد لله الرسالة كانت لسه على الشاشة:
"آخر مرة اتفتح فيها الصندوق… كان جواه تمثال صغير جدًا. متبهدل بتراب أسود."
افتكرت اللحظة دي…
أنا فعلاً لمعته بالمنديل…
وساعتها بانت تفاصيله، منحوت بدقة تخوّف أكتر ما تبهِر.
فرعوني… لكنه حيّ.
فضلت ألمع في التمثال وأنا مش مستوعبه ، مره واحده لقيتني يبص للتمثال جامد كده ومره واحده
التمثال لقيته بيغمز
غمزلي.
غمز.
تمثال حجري… غمز.
حدفته من الرعب وأنا بصوت وحسيت كإن قلبي مش قادر يستوعب
أنا أصلا جبانه
فجأه لقيت التمثال واقع على الأرض ومكسور نصين 💔.
قلبي وقتها كان بيدق لدرجة إني حسّيته بيكسر ضلوعي.
وبعدها سمعت صوت تنتنة رسالة على الواتساب
خدت التليفون بسرعه افتح الرسالة ، لقيت نفسي الرقم باعتلي رسالة ترعب ..
"خدي بالك من اللي انكسر منك…
واستعدي للعنة بعد ٣ أيام.
كل حد يعرف… هياخد من اللعنة نصيب."
كتبتله:
– لعنة إيه؟ والله وقع مني غصب عني!
رد!
رد بقى!
…
بلوك.
تاني.
حدفت التليفون على السرير ، وقعدت على السرير في زهول.
بصيت للتمثال اللي وقع واتكسر…وأنا مش عارفه أعمل ايه
ومرة واحدة افتكرت أمينة صاحبتي اللي جاية تزورني.
وفضلت قاعدة مستنية…
مدارِية الخوف بقلبي اللي بيدق زي مطرقة.
اخيرا خلاص اتشجعت ووطيت اجيب التمثال من على الأرض وأنا مغمضه عيني وبقرب منه وإيدي بترتعش
وفجأة… ايدي لمست الأرض
فتحت عيني أشوف في ايه ملقتش حاجه
التمثال اختفى.
اختفى.
من قدام عيني.
جريت برا الأوضة…
وبمجرد ما خرجت، جرس الباب رن.
لقيتني يصرخ مع دقة الجرس .
مش وقته…
مش دلوقتي بالذات!
وسمعت تليفوني بيرن جوا الأوضة.
مش هدخل. مستحيل أدخل.
فضلت واقفة، دقّات الجرس بتقرب…
حاولت أقنع نفسي:
"مفيش لعنة. مفيش حاجه. افتحي الباب وخلاص."
رغم رعشة إيدي… فتحت.
– يا بنتي! ساعة علشان تفتحي!
أمينة.
حضنتها، وعيطت كأني كنت غرقانة وحد سحبني لفوق.
– في إيه؟ مالك؟
– مش عارفة… محتاجلك أوي.
دخلنا الصالون.
وبدأت تخمّن
ارتبطتي وفركشتي ؟
لأ
لقيتي شغل ؟
لأ
عيانه ؟
لا ده ولا ده.
بس لسانی اتربط…
افتكرت الرسالة
كل حد يعرف… هياخد نصيب من اللعنة.
مره واحده شرقت جامد وفضلت أكح
.
أمينة جريت عالمطبخ تجيب ميّه
صرخت وجريت وراها
– أمينة لأ! المطبخ لأ!
دخلت أمينة المطبخ لكن الصدمة محصلهاش حاجه .
ليه؟
ليه أنا اتقالّي "متدخليش المطبخ"؟
ليه هي دخلت عادي؟
وفي وسط ما أنا سرحانه لقيتها طلعت برطمان القهوة وبتسألني .
– تشربي قهوة؟
اتصدمت.
– انتي… فتحتي الدرج؟
– أيوه؟ هو كان معصّلج معاكي؟
حاولت أستجمع نفسي.
ومره واحده لقيتني بكل عفوية بقولها
ممكن تباتي معايا .
انتي كويسه؟.
لأ .. اه كويسه ، ممكن تيجي معايا الأوضة أجبلك حاجه تلبسيها
حسيت المسافة بين المطبخ والأوضة بقت طويلة جدًا…
زي ممر جواه خطر مش ظاهر.
أنا فضلت واقفه على باب الأوضة وفجأه لقيت أمينة بتقولي
– دا التمثال اللي خدتيه من المتحف؟
ايه دا انتي كسرتيه ؟
لقيتها جابته من على الأرض وطلعت ماده كده من شنطتها وفضلت تلزق فيه
.
وبكل بساطة… حطّته على الشفونيرة وقالتلي هنا مكانه أحلى
وكملت كلام كأن مفيش حاجة:
مره واحده لقيتها بتقولي
– دا شكله شبه تمثال كان عند جدي زمان…
لقاه تحت البيت وهو بيحفر علشان يبني بيت جديد
وبعد ٣ أيام بالضبط… جدي الله يرحمه .
أنا حسّيت إني هقع.
ثلاث أيام.
نفس الرقم.
وأول ما خلصت كلامها فجأه
التمثال وقع تاني.
اتكسر.
وقع على الأرض من غير ما حد يلمسه
وأمينة قربت تشيله.
ناديت عليها بخوف
– أمينة… متقربيش.
متقربيش.
بس هي ما سمعتش.
وحسّيت…
إن التمثال عاوزها.
مش عاوزني أنا
ليه؟
ليه هي؟
إيه علاقة جدها؟
