رواية مليكة الايهم الفصل الثاني 2 بقلم اسماء علي

 

رواية مليكة الايهم الفصل الثاني بقلم اسماء علي

_ للأسف المريضه دخلت في غيبوبة!! 

هزيت رأسي بعدم فهم، أو بالأصح بعد تصديق وقلت: 
_ غيبوبة!!! إزاي؟؟ 

_ مليكة إتعرضت لِ صدمه عصبية كبيرة، وده آثر علي الدماغ بشكل كبير.. بالإضافة إن دي مش أول مرة مليكه تتعرض للحاله وتدخل في غيبوبة. 

ضيقت عيني بإستغراب، وعلامات الإستفهام مرسومه علي ملامحي. 

_ ممكن توضحي كلامك لو سمحتي، وبعدين إنتِ تعرفي مليكه منين؟ وعرفتِ منين إنها إتعرضت للحاله دي قبل كده؟ 

حركت الدكتور نظرها في ممر المستشفي، وقالت بهدوء: 
_ مينفعش نتكلم هنا! 
 إتفضل معايا وأنا هشرحلك كل حاجه. 

بصيت لها بترقب، إبتسمت بخفه، وقالت: 
_ متقلقش حضرتك، إحنا هنتكلم في حالة مليكه ودي حالة تطول شرحها.. حتي يمكن تسمع حاجه إنت مسمعتش عنها قبل كده. 

حركت نظري من علي الدكتورة لِ باب الأوضه اللِ فيها مليكة، 

حاسس إن مليكه وراها ماضي كبير أنا معرفهوش، 
وحاسس إني محتاج وقت كبير عشان أفهمه وأكتشفه. 

_ هو أنا ممكن أدخل أشوفها؟؟ 

_ مش دلوقتي. 

_ أومال إمتيٰ؟ 

_ هبلغ حضرتك بالوقت المُناسب، بس حاليا ممنوع عشان صحه مليكه. 

هزيت رأسي بهدوء، وأنا عيني مُثبته علي باب الأوضه. 

شعور بالذنب عَمال يأنبني، 
وصُداع جوا دماغي مش بيسكت. 

إتنهدت بتعب، وأنا بقعد علي الكرسي اللِ في مكتب الدكتورة. 

_ إنت خطيب الآنسه مَليكه؟ 

_ زوج المدام مَليكة. 

هزت الدكتورة رأسها بهدوء، وقالت: 
_ ليه إتجوزت مليكه؟ 

رفعت نظري اللِ كان علي اللاشيء بإستغراب، وقلت: 
_ وده ماله بالموضوع. 

_ لا، ده جزء مهم جداً بالموضوع، وعلي حسب إجابتك هقرر لو هقولك اللِ هقوله أو لا. 

ضيقت عيني بعدم فهم، وحسيت بقد إيه الموضوع كبير ومهم، 
وأخدت نفس عميق، وقلت بهدوء: 

_ مش عارف بس حسيت ناحيتها بالمسؤلية، في حاجه فيها شديتني وشديتني أوي. 

كنت بقول أي كلام طبعاً، مش دي الإجابة اللِ جوايا، 
بس جزء من الإجابة صح او كلها عامةً.. حقيقي مش عارف. 

_ مليكة من الناس الجميلة اللِ ممكن تقابلهم وتتعامل معاهم، أي نعم متعاملتش معاها لمدة طويلة، بس الوقت اللِ كانت بتقعد معايا فيه كان من أحسن الأوقات عندي حقيقي. 

إبتسمت بُحب لِ كلامها علي مليكه ، وقلت بهدوء: 
_ ممكن أعرف حضرتك عرفتي مليكه إمتي؟ 

_ من سنتين! 

_ قابلتيها فين؟ 

_ هنا. 

_ هنا فين؟ 
قلتها بإستهزاء، 

_ هنا في المستشفيٰ. 
وإتحركت لقدام وهي بتحط إيدها قدامها علي المكتب، وقالت: 

_ مليكه جات هنا بنفس الحاله اللِ حضرتك جايبها بيها دلوقتي، بس زمان كان علي أسوأ شويه. 

_ إزاي؟؟ 

_ بسبب وفاة مامتها، مليكه مستحملتش الصدمه، ودخلت في غيبوبة لمدة كبيرة أوي، حتي إننا كُنا يإسنا من حالتها. 

_ كبيرة أوي! قد إيه يعني؟؟ 

_ 6 شهور. 

فتحت عيني بصدمه، 
إزاي أنا معرفش الكلام ده، 
إزاي مليكه محكتليش، 
أنا أي نعم كنت أعرفها أثناء وفاة مامتها بس مكنتش أعرف إنها في غيبوبة.. 

قالوا إنها سافرت برة عشان تقدر تتخطيٰ أو تنسيٰ. 

_ ومين يا دكتورة اللِ كان قاعد معاها المُدة دي؟ 

هزت الدكتورة كتفها بهدوء، وقالت بإستخفاف: 
_ مُراد طبعا، نن عين مَليكه. 

ضحكت بخفه علي جملتها الأخيرة، وقلت: 
_ كانت دايما تناديلة كده عشان تغيظني. 

إبتسمت الدكتورة، وقالت: 
_ مليكة روحها في مُراد، ومُراد روحه في مليكة. 

_ دي حقيقة، أنا شُفت علاقتهم  والصراحه يا بختهم ببعض. 

_ عشان كده مُراد فضل 6 شهور بايت في المستشفي، ومكنش حد من أهله بيجي يطمن علية ولا علي مليكه. 

_ حتيٰ باباهم؟ 
قلتها بصدمه، 
وأنا غير متوقع إن الكره ممكن يوصل لكده. 

_ دا ما يتسماش أب، دا إنسان قلبة من حجر. 

_ أنا شُفت تعامله كذا مرة مع مليكه، ومكنش بيعجبني وكنت دايما بتصداله.. بس متوقعتش توصلة لحد كده. 

_ وبالرغم من ده كله مليكه بتحبه. 

_ حد زي مليكه ميعرفش يكره. 

_ عامةً يعني مُراد كان الشخص الوحيد اللِ فضل ساند مليكه، ودايما كان في ضهرها، ولا مرة سابها هنا لوحدها، وكان بيعمل كل اللِ عليه عشان مليكه مضعش منه. 

إبتسمت بحزن، وقلت:
_ حظها الحلو جه في أخوها. 

_ دي حقيقه فعلا. 

_ طب وهي بعد ما فاقت من الغيبوبه حالتها كانت عامله إيه؟ 

_ كانت مستقره قبل ما تيجي، وغير كده مُراد هو اللِ عرف يهديها، لولا كده مكنش حد قدر يسيطر عليها، وخرجت من المستشفي في نفس اليوم اللِ فاقت فيه بناءًا علي طلبها. 

_ راحوا فين؟ 
سؤال سألته بتلقائية. 

أصل بعد المرمطه دي مستحيل يرجعوا لأبوهم، 

_ بيتهم! 
قالتها الدكتورة بقله حيلة. 

_ بالبساطه دي؟؟ 

_ هُما متعودين علي عدم الإهتمام من باباهم، وبعدين مليكه كانت قالتلي 
" مستحيل يعني يا دكتورة كُنت أسيب بيت أُمي للأفعي أم أربعين وش دي". 

ضحكت بخفه علي تقليد الدكتورة لِ جمله مليكه، وقلت: 
_ مرات أبوها. 

_ بتاعة كده يا دكتورة متعرفلهاش وش من قفا، مش عارفه نظر أبويا كان فين وهو بيتجوزها. 

قالتها الدكتورة بضحكه، 
ضحكت بصوت عالي، لما إستوعبت إن الجملة دي لِ مَليكه. 

_ مليكه ما بتحبهاش ولا هيٰ ولا بنتها ولا إبنها. 

_ لإنهم ما كانوش بيحبوها، وكانوا دايما يعملوها بطريقه وحشه، وشهد  بنتها كانت بتغير من مليكه وكانت دايما تحرض باباها عليها، أما سعد ده ملهوش مِلة وكان عايز مليكه بأي طريقه، حتيٰ أنه مرة فكر يقرب من مليكه بس مُراد علمه الأدب وبعدين دخله الحبس، ده السبب اللِ خَلا العلاقه ما بين مُراد ومليكه وباباهم مستحيلة وكله بسبب مرات أبوهم. 

_ أنا أول مرة أسمع عن الموضوع ده. 

قلتها بتوهان، وڪأني دخلت نفق ملهوش آخر، 
والنفق ده هو حياة مليكه، وأنا الطرف التاية في الحكاية. 

_ قلت لحضرتك إنك ممكن تسمع ححات مسمعتهاش قبل كده. 

هزيت رأسي بتوهان، وقلت: 
_ طب وهيٰ مليكه هتفوق إمتيٰ؟ 

_ ممكن تفوق النهاردة، وممكن بكره ممكن بعد أسابيع، وممكن بعد شهر أو إتنين أو تلاته.. وممكن بعد سنه، حقيقي الحاجه دي مش بإيدينا. 

_ مستحيل. 
قلتها بهمس وأنا بتنفس بصعوبه، وڪأن كنت بجري علي أخر جهدي وبعدين وقفت. 

رفعت نظري للدكتورة، وقلت: 
_ مفيش أي حل يخليها تفوق؟ 

_ مليكه بتهرب من الواقع في هيئة غيبوبة، قوقعتها السودا والألم اللِ جواها بيشدها ويقنعها إنها هنا في أمان ولازم تفضل كده. 

_ وعقلها الباطل بيسمع الكلام. 

_ بضبط، ف مليكه بتفضل في غيبوبة لحد ما تتغلب علي الألم وصدمتها. 

_ مفيش أي طريقه نحاول نقنعها إنها تفوق؟ 

_ ممكن لو حد بتحبه، ويحاول كل يوم معاها، وممكن تقوم لوحدها عادي. 

حطيت رأسي بين كفوفي بتعب، وأنا معتش قادر ولا عارف أعمل إيه، 

أنا لو مكانها مش هقوم، 
اللِ مليكه إتعرضتله مش شويه، 
والصدمه الآخيرة باين جت علي الجروح كلها، 
أنا لو أعرف إن ده هيحصل مكنتش إتكلمت ولا قُلت حاجه، 
كنت خايف عليها، وكل همي إنها تبعد عن الصحبه السامه اللي كانت مصحباهم. 

مليكه طول عمرها بتطلع الأولي علي الدُفعه، ودايما بتجيب إمتياز، 
ودايما تلاقيها في حاله، ملهاش علاقه  بحد، 
تخرج من الجامعه علي البيت، ومن البيت للجامعه، 
ونادرا جدا ما بتخرج عن الروتين ده. 

وكنت بلمحها في البريك تروح الحرم الجامعي، 
أو تقضيه في المكتبة، 
مكنتش بتنزل الكافيتريا قد كده، عشان التجمعات وهي مكنتش بتحب الإختلاط، 
ده اللِ عرفته من فترة مُرقبتي لها. 

بس جات في آخر سنه، وإتعرفت علي بنات لا هما شبها ولا نوعها، 
وكانوا مصحبنها عشان يستغلوها نظرا إن مليكه شاطرة وممكن تغششهم. 

حاولت أنبها كتير، بس هي كانت مبسوطه عشان بقي عندها صحاب، ومبقتش لوحدها، بس... 
كل حاجه كانت غلط من البداية، 
أو يمكن أنا اللِ مفكر كده. 

رب الخير لا يأتي إلا بالخير. 

_ وعلي كده بتحبها يا أسُتاذ أيهم؟ 

فقت علي جملة الدكتورة، 
بصتلها بهدوء وإبتسامه بسيطه، 
ورجعت ضهري لورا، وقلت: 
_ أنا بـ....

_ دكتورة رحمه المريضه لازم تفوق في أسرع عشان...

تعليقات