رواية عشق لا يضاهي الفصل الثلاثمائة والتاسع والثلاثون 339 بقلم اسماء حميدة


  رواية عشق لا يضاهي الفصل الثلاثمائة والتاسع والثلاثون 


أصيب جون بدهشة حقيقية؛ فقد ظنّ في بادئ الأمر أنّ هؤلاء الصغار جاؤوا للّعب أو السباحة أو طلب الحلوى لا للبحث عن *مرافقين*.

ثم ازدادت حيرته:

لِمَ يطلبون مرافقين من الرجال تحديدًا لا من النساء؟

لكنّه رغم ذلك لم يشأ التصرّف بما قد يُغضبهم؛ فملامحهم وحدها كانت كافية لتدلّه على أنهم أبناء رجال ذوي نفوذ ومال.

قال چون بتأنٍّ محاولًا إخفاء ارتباكه:

**”حسنًا… سأقوم بترتيب الأمر فورًا.”**

ولم يكد يفكّر في الاتصال بالعاملين لمعرفة خلفيات هؤلاء الأولاد الثلاثة حتى قاطعه زكريّا بنبرة حادّة، تكسوها ثقة تُناقض سنّه:

**”لا تفعل… صدّقني… آخر ما تريده هو أن يعرف والدي بما يحدث هنا… فهو لن يكتفي بغلق هذا النادي بل سيأتي بنا فوق أنقاضه ولن يخرج من الأمر شيءٌ حسن لك.”**

تجمّد جون في مكانه وقد شعر بأن هذه الكلمات الصغيرة تحمل ثِقل تهديدٍ كامل… تهديد لم يشكّ لحظة واحدة أنّه غير جادّ.

شعر جون بالرهبة من كلمات زكريّا وبعد لحظة من التفكير العميق قرر الامتثال لنصيحته ووعده قائلاً:

**”لا تقلق، سأبقي جولتك الصغيرة مع أصدقائك سرًا.”**

لم يكن جون مهتمًا بحقيقة أنهم ليسوا أبناءه لكنه حرص نظرًا لصغر سنهم على توفير صالة كبار الشخصيات لهم واستبدل الكحول بالمشروبات الغازية لضمان سلامتهم.

وفي تلك اللحظة خرج طارق من المصعد فور مغادرة الأطفال للردهة متجهين إلى صالة كبار الشخصيات… كان طارق قد أفرط في الشراب مع أصدقائه قبل فترة وجيزة وما إن استعاد حواسه قليلًا حتى وقع نظره على زكريّا وأصدقائه.

وبعد لحظات عاد جون إلى الردهة، فسأله طارق بدهشة وفضول:

**”ماذا يفعل هؤلاء الأطفال الثلاثة في النادي؟”**

أوضح جون أن زكريّا ورفاقه جاءوا للبحث عن “رجال جذابين”.

ابتسم طارق بتنهّد فضولي وتخلى عن فكرة مغادرة النادي مؤقتًا… قائلاً:

*”راقبهم عن كثب، أريد أن أعرف كيف سيتصرفون معهم.”**

ردّ المدير مطمئنًا:

**”بالطبع سيد طارق.”**

تجوّل مالك ودارين في صالة كبار الشخصيات بفضول شديد قال دارين متسائلًا:

**”زاك، يبدو أنك تعرف الكثير… هل تأتي إلى هنا دائمًا؟”**

حدّق مالك بترقب في زكريّا الذي كان جالسًا على الأريكة وبدت عليه علامات الذنب والحياء… بالطبع لم تكن سيرين لتأخذه إلى النادي أبدًا فكل ما يعرفه تعلمه من التلفاز فقط. فكذب زكريّا قائلاً:

**”من حين لآخر.”**

ارتسمت على وجهي مالك ودارين نظرات الإعجاب فورًا ولا سيما مالك الذي لم يزر ناديًا من قبل… كان والده زيدن وزوجته مارلين يتشاجران دائمًا بعد عودة زيدن من النادي لذلك كان للزيارة طعم مختلف تمامًا.

كشف زيدن لمالك سرًا مفاده أنه يستطيع هو أيضًا زيارة النادي كشخص بال وليس في عمره الصغير هذا، فزاد ذلك من إعجاب مالك بزكريّا الذي صار في نظره **”رجلًا حقيقيًا”** بالفعل.

سرعان ما استدعى جون مجموعة من المرافقين الرجال الوسيمين إلى الصالة… كان لدى زكريّا خطة محددة:

كل ما يحتاجه هو رجل وسيم ليُزيّنه لحفل الزفاف.

اندهش المرافقون عند رؤية الصبية الثلاثة وقال أحدهم بتردد:

**”سيد آدامز… هل هؤلاء زبائننا اليوم؟”**

هز جون كتفيه بلا مبالاة فزادت دهشة المرافقين عندما استمعوا إلى شرح دارين الذي غرد قائلاً بحماسة:

**”نحن هنا مع زاك لاختيار أب له!”**

قشعرّ جسد زكريّا وكاد أن يفقد صوابه من مفاجأة هذا الإعلان بل وندم على اصطحاب دارين الأحمق معه لكنه لم يملك خيارًا سوى التعامل مع الوضع فنهض عن الأريكة وبدأ يفحص المرافقين بعين متأني مستعدًا لاختيار الرجل المناسب وفقاً لخطته الذكية.


تعليقات