رواية سيد الكبرياء الفصل الثالث
كانت فلك قد دفعت القسط وانتوت ان تعود للبيت الا ان قربها من الجيم جعلها تقرر ان تذهب لخطيبها وتعود معه الي البيت . دخلت فلك الجيم تبحث عنه بعيونها كان الجيم خاليا ليتواني الي سمعها صوت هتاف وشجار مكتوم .تجمدت لحظه في مكانها ثم اندفعت نحو الصوت بخطوات متسارعه وما ان انعطفت حتى انصعقت عندما وجدت رجلا ذو بنيه عريضه يمسك خطيبها من ياقته يهزه بعنف ووجه عماد محتقن بالاحمرار وانفاسه متقطعه كمن يختنق والرجل كالمجنون يصرخ فيه ظنت انه يضربه وبلا تفكير اندفعت و امتدت يدها سريعا تمسك أحد الاسطوانات الخاصه بالجسم وبغضب وخوف معا هوت بها على ظهر صهيب وترزعها في ظهره.
كان صهيب مهتاجا يصرخ بجنون في عماد وفجاه شعر بخبطه مفاجاه قويه اطاحت بتوازنه وجعلته يرتمي على عماد من شدتها
تسمر مره واحده ثم استدار بعنف...وما ان استدار حتى توقف فجاه بلا حراك ..امامه فتاه تقف كالعاصفه عيونها تقذف شرارا ووجهها متجهم ونظرتها حاده.عيناها متسعتان تلمعان بغضب مشتعل
شعرها الكيرلي الكستنائي ينسدل حول وجهها بعشوائيه جذابه
جميله جمالا خلابا يخطف العقل ويشل الحركه.
دق قلبه بعنف امام تلك القوه التي تقف امامه كانت عيونها كامواج البحر الهائجه لا تهدا ولا ترحم.توقف صهيب فجأه بلا حراك
ثباته لم يكن هدوءا بل صدمه مشحونه عيونها كانت تشتعل غضبا ومع ذلك جذبه بريقها بقوه غريبه
نظرتها اصطدمت به جذبه بريقها بقوه غريبه .نظره تحدته فاشتعل داخله شيء لم يعرف له اسما شراره انطلقت بينهما في صمت ثقيل قلبه خانه دق بعنف لا يليق بالموقف ولا بالغضب الذي كان يملؤه منذ لحظه
تلاقت العيون لثانيه بدت اطول من العمر وفي تلك الثانيه
سكن غضبه واشتعل شيء اخر لكنها لم تتراجع شدت قبضتها حول الاسطوانه ورفعت ذقنها بتحد نظرتها كانت سلاحا ىعلن حربا عليه.
عاد الغضب الي عينيه اشتعال يقابل اشتعالا.لم ير مثيلا لها.
كان مترنحا وفي الوقت نفسه مشدوها بطلتها قوه حضورها ضربته على حين غره سمع صراخها فانتفض مره واحده وعاد لنفسه
يستعيد غطرسته صرخ فيها بحده.....
انت مين يا حيوانه .وازاي اتجراتي على اسيادك.
هاجت هي لم تتراجع ولم خافت صرخت في وجهه...
هي مين اللي حيوانه يا حلوف.
اتسعت عيناه لم يعتد ان يكلمه احد بهذه الطريقه صرخ هو الاخر...
هو مين اللي حلوف يا جربوعه.
صرخت فيه رفعت اصبعها في وجهه....
الجربوعه دي انت وعيلتك وصنفك يا كسر رجاله يا مجايب ابليس
هاج وتقدم بخطوه عنيفه ومسك يدها بقسوه كل ذلك وعماد يقف مرتعشا يحبس انفاسه .الخوف على وظيفته يشل جسده. وما ان امسك يدها حتى رفعت يدها الاخرى وقبضت على ملابسه من الامام بعنف.
صرخ هائجا.....
انت يا بت معتوهه بتمسكي قميصي يا زباله.
كلبشت في القميص تعتصره بقوه وكأنها تريد ان تقتلع صدره من مكانه هدرت بهياج ........ زباله لما تقطع وشك سيب وانا اسيب ياض. لتكون فاكر اني هخاف منك.
هزته من ملابسه بعنف فاهتز جسده تحت قبضتها....
ايه عامل مجنح على خلق الله..زغدته في صدره ... فوووق .
صوتها كان يجلجل في المكان
فاكملت .... انت ايه ماحدش عارف يلمك طايح بهيم بتنام وتتعلف.
صرخ فيها بجنون وهو يعصر يدها على قميصه بعروق بارزه ونفس منفلت من هياجه .... يا بت هموتك انت مش عارفه انا مين نهارك اسود ههرسك في ايدي .
قالت باشمئزاز وهي تميل براسها وتنظر له من اعلى لاسفل ....مين ..ابن بارم ديله ..سيادتك جناب الدوق حكمدار المركز ولا تكون خط الصعيد... ما تقول مين عرفني... ايه بتزمر وتصفر لوحدك يلا اتشقلب نقف نتفرج ونرميلك شويه سوداني...
سخريتها كانت كسكين يمزقه ....لوت فمها بقرف ... هتكون مين حلوف من الحلاليف بلا دين ولا اخلاق.
هنا لم يقدر على روحه فاندفع يمسكها من شعرها بقسوه فصرخت صرخه اخترقت المكان. واقترب عماد برهبه وخوف يتعثر في خطواته قائلا بتلعثم ... خلاص ..خلاص يا صهيب بيه انا اسف سيبها بالله عليك .
صرخ فيه بجنون وعيناه تقدحان شررا ....مين الجربوعه دي انا هطلع روحها.
هتف عماد بصوت مرتعش... خطيبتي سيبها خلاص انا اسف.
اهتاجت فلك والدم يغلي في عروقها.... اسف ..اسف... ورددت الكلمه بسخريه موجعه ثم رفعت قدمها بكل ما فيها من غضب ونزلت بها على قدمه ضربه عنيفه موجعه.
صرخ صهيب وترك شعرها فجأه وتراجع مترنحا من الالم وهي تلهث انفاسها متلاحقه صرخت وقد تصاعد الدم الى وجهها ودفعت شعرها للخلف بعصبيه.... لو هتمد ايدك هقطعهالك عشان تبقى حلوف مكسح. انت تلم نفسك هاه بدل ما ابعتر كرامتك في الارض يا جناب الدوق.
صوتها كان نارا تحرق كبرياءه وغروره... انت مين ياض وعايز من خطيبي ايه.
قال بغضب جحيمي وعروقه بارزه ...... ياض انا يتقلي ياض .عارفه لو ما كتيش ست كنت موتك بايدي.
هتفت ساخره وهي تميل براسها باستهزاء.... لا بجد خوفت يا غضنفر لتكون فاكر ياض انك تعدي من على عيني او اخاف لا يا شاطر انت تقف تحترم نفسك وتعرف انت قدام مين .
صرخ غاضبا وصوته كتهديد واضح... قدام جربوعه تناطح اسيادها ماتشتغليش عندي خدامه تمسحي جزمتي .
اغمضت عينيها بقوه والغضب يعميها تشعر ان الدم يغلي في رأسها وانها على حافه جريمه لتلمح احد اكواب النسكافيه القريبه منها فامتدت يدها في لحظه خاطفه والتقطته وقذفته بكل ما فيها من قهر في وجهه.
تجمد صهيب مكانه وشعر وكأن شياطين العالم اندفعت الى داخله في لحظه واحده اندفع اليها وهنا اندفع عماد هاتفا برعب وخوف من منظر صهيب ... خلاص يا فلك بقه ما تخربيهاش انا غلطت لما خدت الساعه.
صرخ صهيب وهو يدفعه بعنف... اوعى اوعى هموتها انا هموتك واخلص عليكي يا جربوعه.
صرخت هي بغضب ورفعت يدها .....تناديه بتحدي تعالي يا حلو وريني نفسك كده بتتشطر على الستات ...اوعي يا عماد دا ناقص ربايه ابوك فين يا هباب البرك سايبك كده ولا انت زرع شيطاني مايعرفش يتعامل لا مع ست ولا راجل.
هتف هو غاضبا وصدره يعلو ويهبط وانفاسه متلاحقه.... هو فين الستات انا شايف كسر يا وقيع دانا ما ببصش لاشكالك.
ضحكت هي ضحكه عاليه مستفزه وقالت ....ازغرط ارقع زغروطه. وسع كده اعمل فقره التنوره .الحمد لله الحلوف مش شايفني . لا انقهر لو تشوفني حلوه. اعجبك نهار اسود والله ساعتها اموت روحي. اصل اللي زيك اخره سوق النخاسه يجيب جاريه تملس على المقام.
هتف عماد بنفاذ صبر وخوف وصوته يكاد يبكي ....خلاص بقه ارحمني .
صرخت فيه وهي تشير عليه باحتقار ....مش شايف قله ادب سيادته فاكر اننا عبيد عند اهله .
هتف عماد بياس ....انا غلطت لما خدت الزفت.
نظرت اليه بغضب حارق وقالت.... هو الحلوف ده بتاع الساعه. ما قولتلك دي اشكال واطيه. تاخدها ليه دا اللي تلاقي حاجته تدعسها تحت جزمتك وتفركها برجلك وتلمها تحشرهاله في بقه. عشان يفهم ان هو وحاجته تحت الجزمه.
كان صهيب واقفا يحدق بها وشيء غريب يشتعل في صدره لا غضب بل دهشه ممزوجه باحتراق وهي تتكلم. لاول مره يقف احد امامه بهذه الجرأه.
فصرخ بصوت اجش.... ليكو عين تتكلموا يا زباله واحد حاطط في ايده حاجه مش بتاعته ما يحلمش يقربلها ايه الوقاحه دي .
فاشتعلت اكثر وصاحت تخاطب عماد ...... شفت اخرتها.. اهو شفت قله الادب جه واحد ما يسواش قال كلام شبه خلقته .
هتف عماد بانكسار ...خلاص بقه هترفد .
فقالت بحده ... ،تترفد والا تولع المهم تاخد منه حقك شتمك اشتمه مسكك تخلص عليه هو و صنفه فاهم ماتقفش توطي راسك لحيوان زي ده انا لو اطول اشقه نصين اعملها .. ايه سيد وعبيد ماتوطيش كده ..واحد ايه قيمته من الزباله ...الزباله متفرعة علي خلق الله ...ايه القرف ده هيخش جنه ربنا ازاي تقوم تاخد زبالته انت وكمان تسكتله.
لمعت عينا صهيب وهو يتأملها بذهول واعجاب رغما عنه كفرسه جامحه لا ترى شيئا امامها وتوقفت انفاسه لحظه وهو يحدق في وجهها المحمر .
فصرخت فجأه ...شوفت اهو واقف يتفرج زي الاهبل بوادر الاعاقه واضحه عليه بياخد منشطات تخلف ..
انتفض وعاد لوعيه وصرخ ...انت يا بت طايحه ما حدش عارف يلمك.
فاستدارت نحوه بسخريه... ..ايه ده .انت لست واقف تقريبا مخدتش جرعه تهزيق كفايه عايز تتهزا ماوراييش حاجه .. اه يا جناب الدوق طايحه لك فيه ليك عندي حاجه ماسك عليا حاجه ...
اقتربت منه فابتلع ريقه لا يعلم لماذا يقف يدعها تتكلم وهو ليس هكذا ..فاكملت ... اهزا براحتي واشتم براحتي اللي بشوفه ناقص ربايه لازم ياخد نصيبه ..
اقتربت اكثر وزغدته في كتفه بسخريه لاذعه وقالت.. ..بقي يا حلوف ترمي ساعه في الزباله بالوفات عشان حته كسر حقك ماقلناش حاجه واحد هايف وفاضي ومش مقدر النعمه اللي باذن الله هتزول من وشك...جه حد خدها تغل ويطلع دود قلبك وتبصله فيها ليه .ايه القرف ده دانت مدود يا جدع من جوا ...
قالت بقرف واضح ..
انا اصلا مش موافقه عالقرف ده بس لو حد خدها فيها ايه ماتسيبه بنفس راضيه والا الرضا مابيعديش علي قلبك يا ساتر ايه الغل ده .
صرخ بهياج وصوته مبحوح....حاجتي وبتاعتي انا حر اولع فيها مال اهلك ..
نظرت اليه بقرف واضح وابتسمت بسخريه...واقف تقول حاجتي وبتاعتي وبتتفرد قوي ايه جايبها من الجنه ياخي .حد جه جنب حاجتك .
واشارت بيدها بازدراء...ايييييه مقام واقف فارد وطايح علي ايه كت ربنا .انت اخرك تربه متر في متر يا اخي منك لله دا النفس الهينه سهله تدخل القلب وانت القلب مليان غل ودود. حد كان قالك انك مخلوق لوحدك. احنا كلنا عبيد ربنا يابن بارم ديله. ايه كفنك هيبقي من ايه ماهو كفن هتترمي فيه لوحدك عادي ويلقحوك وماحدش هيترحم علي صنفك .
اندفع صهيب صارخا وقد انفجر غضبه... ...لا انت لازم تتقتلي يا زباله عشان تعرفي سيدك تقفيله ازاي دانا صهيب الشامي .
ضحكت هي ضحكه مستهزئه قاسيه....صهيب الشامي دا ايه راخر ..ربنا يشفيك انت خارج من الخانكه برخصه صح هربان عايز ترجع زمانهم بيدورو عليك بالجلابيه البيضه ...اخرك تمسك عصايه وتلف زي المجازيب .. عايش من ايام السينما الصامته وفرق الطبقات. يلا ياض غور يا حلوف بقه انا تعبت تهزيق علي الاخر وبطني قلبت. منك لله اعوذ بالله له .
واستدارت غاضبه لعما بعصبيه ثم صرخت ... فين الطين اللي خدتها.
لتجدها في يده.... مش دي بتاعتك يا حلوف.... خطفتها منه ورمتها على الارض ثم اتجهت لاحدى الاسطوانات ورفعتها بكل ما فيها من غضب وهشمتها بعنف دوى صداه في المكان وصرخت بتحدي ..ايه رايك حلوه ..
هاج صهيب واندفع صارخا ... انت مجنونه انت عارفه دي بكام ..
مدت يدها فجأه وقبضت على يده بقوه.... خد يا شاطر حاجتك كنا بنحاول ننضافها بس تقريبا الوساخه مابتطلعش منها حطها في حضنك.. والا اقولك ابلعها. انت واحد رميت حته منك عاملها قيمه وهيا مالهاش .. حطها في حضنك ما ينفعش تاني وساختك تحدفها عالناس توسخهم .
هتف هو بغضب حارق وصدره يكاد ينفجر ...بقي عايزاني مارميش حاجتي للناس انتي تطولي تقربي من حاجتي انت مش من الدنيا وماتعرفيش انا مين دانا ادكي ورا الشمس .
هتفت بسخريه بارده ..توديني ورا الشمس قدام الشمس برضه قيمتك هتفضل زي مانتا .اللي زيك بيتحامي في مركزه ونفوذه اللي مهما علي مابتعملش قيمه انت في نظري مالكش قيمه .
هنا اندفع صهيب نحوها بعنف محاولا الامساك بملابسها فواجهته دون تردد وشدت قميصه بكل ما لديها من قوه فتمزق بين يديها تمزقا واضحا جعله يتجمد لوهله غير مصدق ان فتاه تقف له بهذا الشكل بينما كان عماد يقف على بعد خطوات يرتجف جسده ولا يجرؤ على النطق بحرف.
صرخ صهيب بهياج اعمى ... انت قد المسكه دي انا هندمك ازاي تمدي ايدك علي اسيادك .
فرفعت يدها في لحظه خاطفه تكبش وجهه ودفعته للخلف بقوه وقالت بحده....طب يلا بقه بدل ما اهرس وشك.
نظر اليها مذهولا فهي لا تبدو اكثر من فتاه رقيقه وبنيتها ليست ضخمه ومع ذلك كانت جراتها تصدمه وهو صاحب البنيه العريضه .
هتف بغضب متقطع تقريبا ....تقريبا انت واحده مريضه مش عارفاه اتحطيتي في ايه .
ضحكت باستهزاء ..اتحط عليك الهم أكوام يا شيخ ما تغور بقه كل ده عشان حته ساعه ايه القرف ده .
امسك معصمها يعصره وهو يلهث ... انت عارفه دي بكام .
نظرت اليه بثبات في عينيه وقالت ...طز ايه رايك..طزين تلاته .. انت وساعتك وفلوسك . ها لسه هتتكلم ماهتزهقش عشان انا ممكن اقف وهزق فيك للصبح .
عماد بغضب وانكسار ...ما خلاص بقى اتفضحنا.
فالتفت صهيب اليه وهو يغلي ... ...ماهو لو سيادتك راجل كنت قدرت عليها كسرتلها دماغها. ايه غول طايح حنش بيعض انت راجل انت ازاي .
فاحنى عماد برأسه في صمت فدفعته هي بعيدا وقالت بصرامه ...
راجل عنك وعن اللي يتشددلك ايه رايك ومش شايفه حواليا غيره اصل فيه رجاله تتشاف ورجاله تنداس .
صرخ هو في عماد بعينين محمرتين....انت عارف لو مالمتهاش فاهم هجبهالك نصين ماترجعش تنح زي النسوان ..
ضحكت هيا ضحكه مستفزه وهي تراقب عماد حين هم بالكلام .. تجيب مين نصين يا حلوف غور من وشي بقه بدل ماطابق وشك .
هتف عماد بتوسل وتوتر... ماتعمليلي حساب بقه وتسكتي .
نظر صهيب اليه بسخريه..لا والله حمدالله بالسلامه انت جيت يا دكر .
فاقتربت منه وزغدته في كتفه باستخفاف...دكر عن عين اهلك .
رفع يده يهم ان يصفعها فتراجعت في اللحظه الاخيره واشتعلت تنظر اليه بجنون ...ايه ده نهارك اسود ..
راحت تتلفت حولها بجنون فارتد للخلف لبرهه فقد بدت خارجه عن السيطره تبدو غير طبيعيه صرخت وهي تدور في المكان تتلفت حولها بهياج ... انت عايز تمد ايدك والله لااوريك ..
اندفعت نحو احزمه الالات الحديديه والتقطت واحدا منها اشبه بسلك قاس واندفعت تجري خلفه... انا هخلص عليك عشان تبقي تمد ايدك ...
كان السلك خطر لو اصابه سيجرحه ولامع ومع كل خطوه يقطع الهواء يرج الصاله وهيا ترزعه عالارض ..كان يجري وهي خلفه وعماد خلفهما فصرخ ...ماتحوشها يا زباله انت جايب مجنح البتاع ده ممكن يكسر ايدي يا بهيم .
اندفع عماد يحاول اللحاق بها وهي تجري خلف صهيب لكنها افلتت وتركت الحزام فجأه ثم قفزت خلف صهيب وقفزت على ظهره وتمسكت برقبته بقوه.... انا تمد ايدك عليا كنت عايز انا ماحدش مد ايده عليا يا حلوف يا بواقي راجل ..
كانت تمسك في شعره ورأسه وتعض في يده التي تحاول الفكاك
وهو يصرخ مهتاجا ليدخل صديقه ادهم ..تسمر مكانه فامامه منظر عجيب فتاه علي ظهر صديقه ووجهه احمر من كثره الضرب الخرابيش وهو يتلافاها باعجوبه وهناك رجل يقف و لا يفعل شيئا .
صرخ برهبه ... فيه ايه .
هتف عماد بصوت مرتعش ...حوشهم بالله عليك .
اندفع ادهم دون تردد واحتضنها بقوه محاولا انزالها عنه وهي تصرخ وتقاوم
.... اوعي سيبني عليه اموته..
وقف صهيب امامها يلهث وعيناه ممتلئتان غلا تنظران اليها بحقد خالص وهي تقف بثبات تنظر إليه بقوه لا تنكسر فهتف بصوت فحيحي...
...هتندمي والله لاندمك .مابقاش راجل ان ماندمتك .
صرخت فيه بينما ادهم يكلبش فيها ويمنعها من الاقتراب.. ...ومين اللي هيندمني مش شايفه حد عدل وراجل ايه فينه ..عامل دكر علينا ..عادي مالدكوره كتير فيه دكر الحلوف ودكر الخنزير ماتفرقش ..
هم صهيب ان يهجم عليها فتركها ادهم واندفع نحوه
ليدفع ادهم صارخا بهياج...اوعي هموتها ..
شده ادهم بكل قوته محاولا ابعاده وفي لحظه استدارت هي تلهث نحو عماد بلا اهتمام ولا خوف.
...يلا نروح كفايه قرف لحد كده انا تعبت وخرجت من سكات ولم تنظر خلفها كانها لم تفعل شيئا . كأن شيئا لم يكن.
وقف صهيب مكانه مترنح بين الغضب والدهشه وعيناه تلاحقان كل خطوة تخطوها بعيدا عنه. قلبه ينبض بعنف لم يعتد على شعور كهذا كان يشعر بغرابة وكأن جزءا منه يتفتت وهي تخرج من المكان بلا خوف ولا اهتمام. حركة جسدها الواثقه ونظرتها الصافيه حرقته من الداخل كأنها تقول له بصمت ان لا احد يستطيع تقييدها.
لم يستطع ان يحرك ساكنا ولا حتى ان يتكلم كل ما استطاع فعله هو متابعة خطاها بعيون مليئه بالدهشه والانكسار والاعجاب المختلطين بغضب مكتوم كان يريد الصراخ لكن صوته ضاع في حنجرته لم يستطع منع نفسه من الانجذاب لكل تفاصيلها الشعر المتطاير على كتفيها خطى قدميها السريعه استقامتها رغم الفوضى من حولها كل ذلك جعله يشعر بالارتباك وكأن العالم كله توقف للحظه واحدة ليجعلها هي محور كل ما حوله.
وقف عماد في مكانه يشعر بالخجل يضغط صدره واقترب متلعثما يحاول ان يبرر وهو يقول....
..والله اسف ماعرفش مالها دي رقيقه والله وكيوت مين دي .
قاطعه صهيب بحده قاتله .اخفي من قدامي بدل ماقتلك .
فتجمد عماد لحظه ثم استدار وخرج مسرعا دون ان يلتفت خلفه وما ان خلا المكان حتى استدار صهيب مهتاجا التقط احدى الاسطوانات الحديديه ورزعها في الارض بعنف اهتز له المكان وصرخ من اعماق صدره بغضب مكتوم.
اندفع ادهم نحوه برهبه ...فيه ايه مين اللي كانت قافشه فيك دي فيه ايه.
صرخ صهيب بغيظ اعمى..جربوعه مسكت فيا ونازل قله ادب الهانم اللي ماستعناش اشكالها تمسحلي جزمتي .
هتف ادهم ..انا ماشفتهاش كويس بس شكلها بت جامده اللي تقف لصهيب الشامي بالشكل ده تبقي جامده .
اغمض صهيب عينيه رغما عنه فاندفعت صورتها الى ذهنه عيونها المشتعله ثباتها الوقح ثم فتحهما فجأه وهو يهتف بغضب
..بقي انا مايتبصليش بقي انا حلوف .
انفجر ادهم ضاحكا ...هي قالتلك كده... فضحك بصوت عال فنظر اليه صهيب بشرر..... انت بتضحك علي ايه يا طين انت .
رد ادهم وهو مازال يضحك..أول مره الاقي ست مابتترميش تحت رجلك ..بجد قالتلك يا حلوف .
ضحك اكتر فاقترب صهيب منه ووجه له لكمه غاضبه من غير وعي من غيظه فصرخ ادهم ....منك لله .
قال صهيب مهتاجا .. اخرس بقه هموت هموت البت وقفت تتبجح مش هاممها حد. اتنين حيطان واقفين انا والحلوف خطيبها وهيا طايحه مش عامله حساب لحد هموت واقتلها دا مسحت بيا الأرض...
شرع يردد كلامها بذهول .... انا بواقي راجل انا حلوف انا ماستعناش تبصله دانا اجيب منها الوفات ادعكهم بجزمتي .
هتف ادهم وهو يحاول يفهم... اهدي كده مين دول و ايه الحكايه .
حكي له بغضب فضحك ادهم فصرخ صهيب... انت هقوم ارقدك بتضحك علي ايه .
هتف ادهم بسعاده ..كان نفسي اجي بدري اتفرج دا تتحط في التاريخ صهيب الشامي تم بعتره كرامته من فتاه .ابتسم ...حلوه يا واد ماشفتهاش .
صرخ صهيب بغيظ ...انت يا طين بتقول ايه انت منك لله بلا حلوه بلا زفت كنت هموتها . دي عامله زي الوحش .دا خطيبها الحيوان ده بتدافع عنه كانه حاجه غاليه قوي .ماهمهاش وهو مايسواش دا مسكت في طوقي كاني عيل صغير ولاهمها فرق الطول والا الجنس.
ايه فيه حد كده انا ماشفتش بت كده وأقولها احترمي نفسك متعرفيش انا مين تلافيني بموشح... انا جربوع انا واهلي انا ..انا وسخ انا وحاجتي .. هموت هموت اروح فين صهيب الشامي تيجي جربوع زي دي حنش بيعض تعمل كده ..لا و الواد الزباله واقف الدلدول مش قادر عليها عبوشكلك ايه هتتجوز حنش تعض في اهله ..بتحبه قوي كده ولا هاممها والزباله واقف مرعوب من الاشكيف اللي معاه .
رد ادهم وهو يبتسم بسخريه..الواحد لما يبقي قدامه فرسه كده مابينطقش..بت فرسه يا حزين كان نفسي اشوفها .
تنهد صهيب وسهم قليلا وصوته هدي رغما عنه.. ...فرسه واي فرسه ...
كان فيها عنفوان وغضب لم يرهم في كل الفتيات حوله فهم يتصفون بالخنوع والخوف لجذبه لصعوبه طباعه ..
هتف ادهم باستغراب... بقي الواد السيس اللي اسمه عماد خاطب الفرسه دي دا عيل بتاع مصلحته هيقدر عليها ازاي ..اكمل بغزل واضح ...البت جامده دانا شفتها بالعافيه والا هيا ايييه كانت حاجه تجنن .
نظر إليه صهيب قاطبا بتقول... ايه انت هو ايه ده .
ضحك ادهم... بقولك مسكتها يا واد حاجه طريه تخبل .
اشتعل فجاه صهيب وخبطه ....ما تحترم اهلك هو ايه اللي مسكتها منك لله عبوشكلك انت واقف متاجر تحرقلي دمي مالك طريه و الا طين غور بقه انتو ايه ده الاقيها منين والا منين .
ضحك ادهم باستغراب ...وانت غضبان ليه انت ملبوس مش شتماك البت .
نظر صهيب إليه وعيونه تشع غاضبا..انا بقه هعرفها الحلوف ده هيعمل فيها ايه ان ماكت اندمها علي تطاولها علي أسيادها بقي انا
حاجتي عندها تحت جزمتها بقي انا مايتبصليش. ،طيب يا جربوعه انا هعرفك .
انصرفت فلك وهيا مشتعلة تشعر لأول مره بهياج فهيا فتاه لطيفه لم تثور هكذا من قبل ولم تمر بموقف اشعلها لم تعرف ماذا حدث لها فهيا رقيقه في حالتها الطبيعيه ...كانت تسير مسرعه وعماد خلفها يشعر بأن هناك مصيبه ستنهال عليه ظلت تغلي ...انا مش عارفه مابطحتوش ليه ال ايه جربوعه.
لتستدير لعماد وتصرخ ....انا جربوعه انا يا عماد اعمل ايه ارجعله اه ارجعله وهمت ان تستدير ليمسكها عماد بغضب... ماتهمدي بقه فضحتينا .
صرخت في وجهه ...بقي انا اللي فضحتك يا سي عماد انا والا انت وعمايلك الطين اتبسط بقله القيمه عشان حته ساعه ندوسها بجزمتنا.
البيه واقف يقل ادبه وانت فاتح بقك مابطحتوش ليه .
هتف ساخطا... انت اداتيني فرصه وابور.. انت مالك ايه أول مره اشوفك كده عمرك ماتخانقتي ولا عليتي صوتك . انت مين انا ماعرفكيش دانا واقف ببص عليكي وخايف ..انت اتجننتي اتبدلتي دانت طول عمرك رقيقه وصوتك مابيعلاش .
هتفت بغضب .ماعرفش ماعرفش ايه اللي هيجني كده هو هو اه الحيوان ده هبلني منه لله هموت اللي ماستعناش اشغله عندي خدام.
هتف عماد ....هو مين انت مجنونه انت مش عارفه ده مين دا غول يشترينا ويكيلنا بالفلوس .
صرخت هيا ..هيا مين اللي يشتريها يا سي عماد .دانا كنوز الدنيا ادعكها بجزمتي ولا ان واحد زي ده يقفلي .. فيه ايه عاجبك في ايه دا شكل الديناصور المجنح عملاق الحلوف بلا أخلاق. ايه القرف ده بيربي عضلات من غير أخلاق طالقهم علي خلق الله هموت كله بسببك اعمل ايه .
هتف ساخطا.... ماتنبطي بقه في يومك الجاز انا عارف هيقلب عليا .
صرخت هيا .....امشي يا عماد ماشي امشي روح في اي حته عشان هزعلك وتركته ومشت.
وقف مقهورا....هترفد الله يخرب بيتك منك لله أول مره تهيج كده مين دي هيا اتجننت .. دي قطه بسكوته عمرها ماعملت كده .. مالها يا رب الهم ورايا ورايا وذهب وراءها يكلم نفسه ...
انا لازم اروح اعتذرله امال اسكت دا هم ايه اللي اتحط عليا دا هيرفدني.
دخلت فلك البيت ودخلت حجرتها غاضبه لتأتي.... امه فيه ايه مالكم متخانقين يادي الهنا .
هتف عماد بغضب...بطلي بقه انا فيا اللي مكفيني .
هتفت امه مستفسره....عملت فيك ايه ...
تنهد وحكي لها فصرخت ... نهار اسود بهدلت الراجل كده يا لهوي هتعمل ايه يا زفت .
هتف هو بغلب....هروح اعتذرله هعمل ايه .
ليسمع صرختها ...هو مين اللي هتعتذرله هاه قلي مين انت عايز تعتذر للحيوان ده والله اموتك .
هتفت امه بغضب حاد ...انت عايزه تبوظي شغله مالك هو الراجل وانت تكتمي دا ايه الهم دي ما وراكيش الا القرف.
نظرت إليه غاضبا. انت هعتذر للي قال علينا جرابيع الزباله ده انت بتقول ايه .
هتف هو حانقا... اعمل ايه يعني شغلي .
صرخت بحرقه.... يولع الشغل واللي عايزه فاهم الشغل اللي يذل من قيمه حد يغور الشغل اللي يوطي الرأس يبقي ذل مش شغل .
هتف غاضبا.. انا ماقدرش استغني عن شغلي .
صرخت بحده ..و تستغني عن كرامتك صح.. يعملك ممسحه في الراحه والجايه مش كده وآخرتها نبقي جرابيع .
وقفت امه امامها.. انت بتوحيه عالخراب مش كفايه فضحتينا قدام الناس زمانهم بيقولو دي راكبه ومدلدله .
صرخت فلك ..ده كل اللي همك راكبه وزفت انما نتهاون من حد زي ده.. ماتعرفيش ابنك اتمسك في طوقه و اتقله جربوع عندك عادي انا مش مصدقه نفسي ايه الهوان ده انا فين انت يا عماد دانت نزيه وبتحب نفسك اكتر حاجه تقبل عليها كده .
هتف هو مبررا..لا مااقبلش بس الظروف تحكم ساعات اننا ماناطحش اللي اعلي مننا قيمه ما ينفعش .
صرخت هيا ...مافيش اعلي مننا قيمه احنا قيمتنا عاليه.. فيه طبقات اه ربنا خلقنا غني وفقير انما القيمه محفوظه في نفس صاحبها واحنا اعلي من اهله وصنفه .
هتف هو ...خلاص بقه هنقضي اليوم بنتخانق خلصنا .
نظرت إليه بتحذير .... عماد إياك اسمع انك رحت فاهم.
نظر إليها قاطبا.. لتستدير بغضب وتذهب وتغلق علي روحها اقتربت امه ...ماتعبرهاش روح للراجل واستسمحه دي مجنونه وظيفتك يابني فاهم اوعي .
تنهد عماد وهتف ...هروح يا ماما انا ماقدرش اسيب وظيفتي حتي لو ايه ..ودخل وهو ينوي علي الاعتذار من وراء فلك.
دخل صهيب مكتبه محترقا ...اروح فين حرقه دم في كل حته والحيوان يقلي طريه مزه بقله ادبه ماهو حضنها الاهي كان حضنه قطر البعيد..دار هائطا انا والع ليه دا ايه ده البت عملت فيا ايه حاسس اني هتشل. لااا انا لازم اجيب قرارها مين دي مين دا وحش مطلوق ...ماشي ماشي ..ورفع سماعه التليفون و.....
