رواية قيصر العشق الفصل الثاني والاربعون
وقف رسلان أمام الطبيب يخلق للاطمئنان على حالة امير وخلفه كل من عبد الحميد ومريم وهند وفطيمة جميعهم بترقب لما يقوله الطبيب بعدما سأله رسلان عن حالة امير .
الدكتور مجيبا " :
طبعا مكانش ينفع يقوم دلوقتي من على السرير عشان الجرح لسا ما التمش اديناه حقنة
منوم عشان يرتاح ......
كبس على شفتيه واماء برأسه بإيجاب :
متشكر يا دكتور .....
الدكتور : عن أذنكو.....
استدار رسلان بالاتجاه الذي تتواجد فيه هند ضاغطا على قبضته ورمقها بنظره جعلتها ترتعد ريبة تفسيرها بانك انتي السبب ارتبكت هند و تحركت من مكانها تبتعد عنهم ، قاطع نظراته المراقبة الخطوات هند صوت عمه عبد الحميد وهو يقول :
طيب يا ابني احنا لازم نمشي دلوقتي ابقى طمنا .....
حرك رسلان رأسه بإيجاب وهو يقول :
ان شاء الله يا عمي .....
نظر باتجاه امه ليقول بتساؤل :
وانتي مش عاوزة تروحي ولا ايه ؟؟؟
مريم برفض وهى تتحرك باتجاه المقعد تجلس عليه :
لا انا هافضل هنا ......
رفع رسلان حاجبيه بعدم إعجاب ثم استدار بصمت يلتزم بما يشغل تفكيره وهو يجوب بالطابق واضعا" يده اليسرى على عينيه بتفكير بمقصد امير ثم غمغم قائلا بحديث نفسي :
انا اللي فهمته ان الست دي ما بتقولش الحقيقة ومخبيه حاجة كبيرة اوي بس ايه هي .... ده اللي لازم اعرفه .....
ترجلت زمردة لداخل الطابق وهي تحمل بالملف بالبداية تعلقت نظراتها باتجاه مريم
89
Try Premium
التتوجه نحوها تسلم عليها ......
ازيك يا طنط عاملة ايه ؟؟؟
احتضنتها مريم وهي تقول بهدوء وحنان :
الحمد لله يا يا بنتي ......
التفتت باتجاه رسلان لتقول :
معلش يا طنط انا عايزة ادي الورق ده ارسلان وراجع ثاني...
اقتربت منه وهو يطالعها بنظرات غير مفهومة توقفت ومدت الملف باتجاه يده ليلتقطه :
اتفضل يا حبيبي الملف اهو ... ده اللي انت عاوزه مش كده ؟... حرك رسلان رأسه بإيجاب ثم نكس رأسه ينظر لداخل الملف قائلا: ابوا هو ده .... متشكرة يا حبيبيتي غلبتك معايا
زمردة باعتراض وابتسامة : متقولش كدة يا حبيبي .. المهم اسيبك يقى تركز بشغلك انا ها روح ايص لطنط .
جلست بجانب مريم وهي تقول بتساؤل : مالك يا طنط حاسس ان في حاجة مزعلاكي ، مفيش داعي تزعلي نفسك خلاص امير دلوقتي يقى كويس اوي ....
مريم النهاردة جت اللي ما تتسماش ....
زمردة بتساؤل : بتقصدي مين ؟؟
مريم : هو في غيرها هند .....
زمردة : الكلمتي معاها ؟.؟
مريم : لا انا ما تكلمتش بس اتكلمت مع ابني رسلان وقدام عبد الحميد كمان وع شوية كان میصدقها وقالت ان انا اعرف ان امير كان عايش بس مقولتش عشان خايفة عالفلوس لتطير من ايدي .....
فتحت فمها بصدمة وهتفت بغيظ : يخربيتها ايه الست الكدابة دي انا بحياتي كلها ما شوفتش اكدب من الست دي ... دي بومة والعياذ بالله ، طب رسلان عمل ايه صدق الكلام
اللي قالته ؟؟؟
حرکت مریم وهي تقول بفخر
انتي مش ها تصدقي لو قولتلك عمل ايه ده حتى وقف قصاد عمه وقال مستحيل امي تعمل كدة والست دي ما بتقولش الحقيقة
ابتسمت زمردة بإعجاب وهي تقول :
هو ده رسلان اللي اعرفه بصي ازاي يا طنط بحبك أد أيه مهما حصل ها يفضل يحبك ...... استمع لصوت رنين هاتفه لبخرجه من جيبه ناظرا" للشاشة ليجد اسم المتصل عز الدين استجاب له ووضع الهاتف على أذنه قائلا يتسرع قبل أن يستمع لما سيقوله عز : ایوا با عز انت فين ؟؟؟ انا مش وصيتك اول ما تجيب الهانم تبقى تطلعلي عشان عاوزك ....
عز الدين مجيبا" : ايوا يا باشا انا اهو بالسكة نص ساعة وابقى عندك ......
رسلان بتساؤل واستغراب : روحت فين ؟؟ من ایمنه كلامي يتكسر يا عز ؟؟؟
عز : لا يا باشا انت فهمتني غلط اصل الهاتم مش انا اللي وصلتها انا خرجت دلوقتي من عند بينهم وامها قالت انها خرجت مع ابن عمها .....
يحاول استيعاب وترتيب ما يسمعه رفع حاجبيه باستغراب ولوی حنكه وهو يغلق المكالمة فجأة مستديرا" نحوها ينظر لها بغيظ .
ذهب نحوها واقترب منها وعلامات الغضب تظهر على وجهه هتف موجها " حديثه الزمردة التي كانت تطالعه باستغراب من نظراته :
مین ده اللي جيتي معاه ؟؟؟
وقفت زمرده بنوتر تقول :
تقصد مين يا حبيبي مش فاهماك
رسلان : انتي عارفة القصد ايه مين ده اللي وصلك وازاي تركبي معاه من غير أذني. وتعالي هنا هو مين ده ابن عمك ازاي انا معرفش أن ليكي ابن عم ولا شايفاني طرطور
قدامك ؟؟؟
زمردة وهي تحاول امتصاص غضبه :
اهدى يا حبيبي مالك متعصب كدة مفيش حاجة مستاهلة ..... ده صالح ابن عمي هو كان مسافر عشان كدة ما جنش الفرصة انك تتعرف عليه ، وبابا صمم ان هو اللي يوصلني اعمل ايه يعني محبيتش اكسفه.
رسلان وهو يحدق بها بغيظ : يستاهل أو ما يستاهلش انا اللي يقرر ده ، وابقي خدي بالك من هنا ورايح مفيش خطوة ها تخطيها من غير علمي فاهمة ؟؟
ضحكت زمردة وناظرته يحب :
انا ليه حاسس انك غيران على ....
رفع حاجبيه ولوی حنكه :
هو انتي نسيني ولا ايه انتي بقيتي مراتي يعني ما تحسيش لا انتي تتأكدي وكلامي مش ها يتعاد ثاني يا زمردة فاهمة .. انا لا يهمني ابن عم ولا ابن خال فاهمة ؟؟؟ معنديش الكلام
استدارت زمرده اتجاه مريم وهي تضع كف يدها على فمها تنظر لها حمحمت مریم و اخفت ابتسامتها هي الأخرى
رسلان بحنق من نظراتهن : انا يكلمك ع فكرة .
لتعاود زمردة النظر له وهى تقول بهدوء امتص غضبه وغيظه :
حاضر يا حبيبي اللي انت عاوزه ... بس ارجوك من غير التكشيرة دي .....
ابتلع ريقه وحرك رأسه بيأس على ردة فعلها ، تم لاحت على تغره ابتسامة استهزاء من نفسه
ترجل مدحت لداخل الدكانة وتفاجأ بوجود محمود جالسا على الكرسي ، اقترب مدحت مرحبا" به وبنفس الوقت مستغربا من مجينه فقد اتفقا على أن يأتي كل اخر شهر واليوم ليس بنهاية الشهر، هتف مدحت بترحيب :
نورت دكانك يا محمود... واد يا عمروهات كوباية شاي للمعلم.....
سلم عليه محمود ومن ثم جلس فائلا بتساؤل :
ازيك يا مدحت عامل ايه ؟؟
مدحت مجيبا" : الحمد لله يا محمود وانت ازيك اخبار الشغل الجديد معاك ايه ؟؟؟
محمود بسعادة : والله الحمد لله ربنا فتحها من أوسع ابوابه والنهاردة انا جاي عشان ابلغك با مدحت ان انا خلاص ها نتقل للاسكندرية ....
مدحت باستغراب : تنتقل ازاي يا محمود ودكانتك دي ها تعمل بيها ايه ها تبيعها ؟؟؟
محمود بهدوء : مهو ده اللي انا جاي اوضحلك اياه يا مدحت ان الدكانة دي مش ليا انما ليك انت وباسمك .
مدحت باستغراب : انت بتقول ايه يا محمود !!!! انا ولا يمكن الاقبل حاجة زي دي .. لو عاوز تتبرع لحد في ناس أولى انك تتبرع لهم انما انا الحمد لله ما قبلش صدقة من حد .
محمود : استهدى بالله يا مدحت .. واسمعني ها قول ايه الدكانة دي جوز بنتك هو اللي اشتراها وسجلها باسمك .....
مدحت باستنكار لما يسمعه : هي وذلك سامعه لسانك بنطق ويقول ابه با محمود جوز بنتي مين ؟؟؟
محمود : الباشا رسلان العطار يا مدحت
مدحت بغضب احمر وجهه خجلا" وهتف قائلا:
لو الكلام ده صحيح يبقى ليا كلام ثاني انا ها طلع من هنا دلوقتي ومش ها رجع ثاني .
محمود بنداء : استنى هنا یا مدحت رايح على فين ؟؟؟
لم يستمع مدحت لكلامه وغادر ......
محمود : لا حول الله يا رب ...
...
ترجل عمار الداخل المطعم وهو يدندن بكلمات اغنية ... "" حطيتك براسي ""النور مار . توقف قليلا يجوب بناظريه المطعم باحثا عن رقم الطاولة التي احتجزها، اقترب منه الموظف وساعده للوصول للطاولة ، جلس مسندا" ظهره على الكرسي مستمر بالدندنة
والغناء بصوت منخفض ينتظرها بفارغ الصبر، غمغم عمار بتساؤل :
معقول تطلع ما بتهزرش وفعلا جايبالي وحدة أتعرف عليها !!! هي هبلة ولا ايه معقول
مفهمتش كلامي وانا القصد ايه ؟؟؟
بعد عدة لحظات بدأ بارتشاف القليل من كأس العصير الذي وصى عليه ومن ثم امسك بهاتفه الموضوع على الطاولة ينظر للساعة ، تأفف قائلا :
شكلها كدة مش هاتيجي
قاطع تفکیره صوت فتاه وهي تقول موجهة حديثها له : الا بقولك يا جدع انت ..... هو انت نفسه عمار السيوفي الى عاوز يرتبط بياااا!!!
رفع ناظريه نحوها قفز عن الكرسي يرعب مبتعدا للوراء وهو يتمتم : بسم الله ... ايه ده انتي
مین !!!
كانت ترتدي ملابس مبتذلة وواسعة وقديمة وشعر اشعت غير مرتب من يراها يعتقد أنها مجنونة لا يعرف كيف استطاعت أن تدخل المطعم بهذا الرقى وهي بهذا الشكل .....
ضحكت على حالته وشعرت بلدة الانتصار ومن ثم جلست على الكرسي تلتقط كأس العصير ترتشف منه بعطش
الله انا كدة ازعل ... مالك كدة اول ما بصيت ليا الفزعت كدة واتخضيت........
تمتم عمار : يخربيتك ده انتي شكلك يقطع الخلف .... انتي مين يا ست انتي !!!
ضحكت بقوة وقالت : هههههه ده انا ملوكة اللي انت ها تتجوزها .... تابعت بدلع: ولو و مش مصدق يا باشا اخر جلك البطاقة ......
معتز بتركيز لصوتها هتف : ما تتعدلي يا بنت انتي وملوكة مين ؟؟؟ انا معرفش حد بالاسم ده
ملك وهي تنهض عن الكرسي: اهوو و انت قلتها .... خلاص انا كدة عملت اللي على .
اسبل عيونه وقد تيقن من صوتها انها هي ، ابتسم بخباتة ثم هدأ قليلا ليجلس على الكرسى واضعا " قدما فوق الأخرى على فين يا عروسة ؟؟؟ ده احنا لسا ما اتكلمناش تصدقي ان انا
اعجبت بيكي من اول ما بصيت لعنيكي ......
ملك بغيظ : انت بتتكلم بجد ؟؟؟؟ انت باصص لشكلي عامل ازاي ؟؟؟ انت اكيد بتنريق علي مش كدة ؟؟؟؟ لو سمحت انا ما اسمحش لحد يستهزا بيا ....
عمار بضحكة ما عاش اللي يتريق عليكي بالعكس انا يتكلم يجد وانتي عجبتيني اوي و حابب تبقي عروستي ........
سكت على أسنانها بغيظ ومن ثم نظرت له يقهر الفشل خطتها نزعت البروكة من على شعرها وهي تنظر له لتقول : انت واحد كداب اكيد عرفت ان انا نفسي ملك، لو بجد كان شكلي وحش ما كنتش قبلت بيا ......
عمار بضحكة واضعا " ذراعيه على الطاولة :
وانت ازاي تحكمي على بالشكل ده .... و ازاي تعرفي ان انا مش ها قبل بيكي ؟؟؟؟
ملك بسخرية : عشان انتوا الشباب كلكوا كدة اول حاجة بتبصوا ليها الشكل حاجة ثانية تبقى اخر اهتما متكوا .........
عمار بثقة وصدق : لو ده تفكيرك تبقي غلطانة ... عشان انا عندي ايمان أن الشكل مش كل حاجة وبالذات لو القلب حب حد .... ها يبقى حبه عشان حبه بجد اخر حاجة بيص ليها القلب هي الشكل أو بالأحرى هو ما ببخش عشان خلاص بيبقى واقع .
ناظرته بتركيز وانتباه لا تصدق بأن من امامها هو نفس الشخص الذي رأت به شاب لا يؤتمن على افكاره ولا حركاته وانه لعوب، هنفت ملك باستغراب: هو انت عمار نفسه صاحب اخويا معتز ؟؟؟
عمار بضحكة ايوا انا نفسه عمار صاحب اخوكي .... ايه السؤال ده ......
ملك : مفيش بس انا افتكرت ان حياتك كلها هزار ومفيش جد ودايما بتاخد كل حاجة كدة ع الماشي ، انا مش مصدق ان الكلام ده يخرج منك ......
ابتسم عمار وقال : انا مش ها كدب عليكي لو قولت ان حياتي فعلا هزار وكنت معتبرها كدة بس في حاجات بحياتنا بتحصل بتغير كل حاجة من جوانا واللي يتشوفيه بهزر ودايما بيضحك من كثر ما يشوف بيكتشف أن الحياة عاوزة جد وان الهزار بحياتنا مش كل الأوقات ينفع عشان هاييفى سبب اننا نخسر وسبب عشان تزعل ........
فتحت فمها بلاهة وهي تقول : اوووووهاااا انا بجد مش مصدقة ......
عمار بغرور : لا صدقي ودلوقتي بما انك خلاص جيتي يبقى عازمك ع الغدا ......
ملك بتفكير : بصراحة بعد اللي سمعته النهاردة انا موافق ....
عمار : موافقة ع ايه ؟؟
ملك : هو و و و ما يروحش دماغك لبعيد موافقة ع العزومة طبعااا ....
عمار: ع فكرة انتي ظالماني اصل انا مفكرتش بحاجة .
ملك : امممم باين كدة المهم اطلب اكل عشان بجد انا عاوزة اكل جهانة اوي .....
عمار : اوكككك
عند كمال وحمدي
كمال : الكبير من ساعة مبارح وهو ملوش أثر ... معقول اتمسك أو حصله حاجة ؟؟؟ ده احنا
ها يتخرب بيتنا لو ده حصل
حمدي : تف من بوك ياض .... انا كل اللي شاغل دماغي ومش قادر افهمه مين ده اللي كان مع الكبير وازاي خرج وراح للقصر من غيره !!! انا اللى فاكره ان هو قال ان مش عاوز حد معاه واكدع ده .
كمال وهو يتناول ساندويش الطعمية التي امامه :
مفيش حد ها يجاوب ع السؤال ده غير الكبير بنفسه ...... احنا نصير كدة ولا اقولك ايه رأيك
نتصل عليه ....؟؟
حمدی : نتصل ازاي ؟؟؟ افرض ان هو اتمسك زي ما انت قولت !!! لا احنا مش ها نتصرف غير لما تجينا علامه من الكبير نفسه
في المساء
امر رسلان عز الدين بتوصيل زمردة ومريم، وبقي بجانبه معتز الذي مر عليه حديثا .....
معتز بتساؤل وانتباه : انا من اول ما جيت وانت مشغول بالفايل ده بتاع ايه ده ؟؟؟
امال رأسه ووضع يده على رقبته بعدما أحس بتشجنها وهو يقول : بتاع المناقصة ..... انت
عارف یا معتز ان المناقصة دى مهمة بالنسبالنا قد ايه ولازم نكسبها ......
معتز بثقة : هو انت عندك شك انك ها تخسرها ؟؟؟ خليك متطمن يا صاحبي كل حاجة
ها تبقى تمام وها تكسبها ان شاء الله
رسلان وهو يوميء برأسه :
إن شاء الله يا معتز ان شاء الله ...... لمح الممرضة تخرج من غرفة امير فأقبل عليها بتساؤل
فاق ؟؟؟
الممرضة : ايوا حضرتك فاق لو عاوز تدخله تقدر ....
استدار رسلان واماء برأسه المعتز بحركة قد فهم معتز انه يريد الدخول ليوميء له
......أخير...
دخل رسلان لداخل الغرفة بعدما طرق الباب عدة طرقات ، وجده ينظر للسقف بشرود .
تتحتح رسلان وهو يقترب منه بتساؤل
عامل ايه دلوقتي ؟؟؟؟
أجابه امير بهدوء بعدما وجه انظاره نحوه :
الحمد لله ......
رسلان بتساؤل : انت كنت عاوز تقول ايه ؟؟؟ القصد بالكلام اللي قولته قبل ما تتعب ؟؟؟
يتقصد بيه مين ؟؟؟
امير وقد تراجع عن قوله : انا مقولتش حاجة انت عارف ان انا مكنتش بوعي واكيد فولت كلام ملوش لازمة ....
رفع رسلان حاجبيه وهتف بتساؤل ونظرات شك :
انت متأكد ان انت مقولتش حاجة ؟؟؟؟
امیر : انا ما بعيدش كلامي
اطلق رسلان تنهيدة تدل على البأس تم قال بصدق :
انا عاوز اشكرك بجد عائلي عملته معايا ، انا معرفش انت ليه عملت كدة !! بس اللي اعرفه ان انا بقيت مديون ليك بحياة ......
امیر بغرور : انا عملت كدة عشان تعرف ان انا راجل واحسن منك بمليون مرة وابن اصول
هر رسلان رأسه وابتسامة اخفاها بعدما تأكد انه بخير ثم قال : خلاص انا دلوقتي ها قول للدكاترة يخرجوك عشان انا اتأكدت إن انت بقيت كويس واوى كمان ....
نهض رسلان من مكانه واثنى جسده واضعا يده على كتف امير : ع كل حالة الحمد لله ع سلامتك يا خويا ومتعيدهاش تاني .....
هم رسلان بالخروج ليستوقفه امير بتساؤل :
امی راحت فين ؟؟ ومين اللى بلغها ان انا اتصاويت ؟؟
استدار رسلان بجسده ثم أجابه ببرود :
والله يا اخويا هي عرفت من غير ما حد يبلغها ازاي معرفش وجت لحد هنا وعملت حنة تمثيلية وبعدها مشيت .
امير بعصبية كاد أن ينهض عن سريره :
انت ازاي تتكلم عن أمي بالشكل ده.
رسلان وهو يقترب منه :
اهدى كدة واسمع للآخر، أمك مش هنا سابتك بالحالة دي ومشيت وأن جيت للحق وعايز تعرف مين اللي مستعدة تضحي بابنها عشانك فهي مرات ابوك مريم اصلها من مبارح مش مفارقاك ......
نطق بكلماته وجملته وهو يعي ومستقصدا ما يقول .
ليخرج رسلان تاركا" امير بصدمته، تمتم محدثا " نفسه وهو يضغط على قبضة يده :
بس ما يكونش اللي بدماغي صحيح ........ وتبقى امي ورا كل حاجة حصلت وهي السبب ان ............ انا هنا
داخل بيت مدحت الدسوقي
ترجلت زمردة لداخل البيت فوجدت امها تضع اطباق العشاء على الطاولة ردت زمردة
السلام على امها ...
زمردة : السلام عليكم ازيك يا ماما
زينب بترحيب : وعليكم السلام يا بنتي خشي غيري هدومك وتعالي عشان تتعشي
زمردة وهي توزع نظراتها بمحيط المنزل تبحث عن ابيها هتفت بتساؤل وهي تنزع حذاءها
من قدمها :
اومال فين بابا يا ماما مش شايفاه هنا هو ما رجعش من الشغل ولا ايه ؟؟
زينب مجيبة وهي تومي برأسها : ده حتى راجع من بدري اوي ومن ساعة ما رجع يا بنتي وهو حابس نفسه في الأوضة وما خرجش منها .....
زمردة باستغراب وقلق : ازاي يعني يا ماما طب ما كنتي سألتيه جايز يكون حصلت مشكلة بالشغل او تعبان انا ها دخل وابص ماله .....
زينب بموافقة لها : خشي جايز يسمع منك انما انا حاولت بس مفيش فايدة .
قاطع حديثهن صوت طرفات الباب .....
زمردة بتساؤل وهي تنظر لأمها : مين ها يكون جای دلوقتي ؟؟ انتوا مستنين حد يا ماما ؟؟
زينب وهي تتوجه نحو الباب : لأ مش مستنين استني اما اشوف مين اللي بخبط...
نظرت زينب من فوهة الباب فوجدته رجل كبير في السن ، فقالت بتساؤل وهي تضع رأسها على الباب :
- مين اللي بخبط ؟؟
محمود مجيبا" : السلام عليكوووو مش ده بیت مدحت الدسوقي بلغيه يا اختي ان انا
محمود اللي كان شغال معاه عاوز اشوفه
زينب باعتذار له لأنها لا تستطيع ادخاله الآن الا بعدما تخير مدخت بتواجده : ما تواخدناش با اخويا ها بلغه واسيبك تستنى
توجهت زینب باتجاه الغرفة لتخير مدحت، قاطعت زمردة طريقها بتساؤل : مين ده يا ماما
زينب بعدم معرفة : معرفش بقول كان شغال مع ابوكي
ترجلت لداخل الغرفة فوجدت مدحت يجلس بشرود
زينب وهي تقترب منه : قوم يا مدحت في راجل يقول اسمه محمود كنت تشتغل معاه
مستنيك برا
مدحت برفض : مش عاوز اشوف حد يا زينب خليه يمشي
زينب بإصرار : ما يصحش با مدحت الراجل وصل لحد باب بيتنا هايقول ايه دلوقتي لما انت ما ترضاش تطلع وتبص هو عاوز ايه
مدحت باستسلام : لا حول ولا قوة الا بالله أمرى الله
خرج مدحت وأذن لمحمود بالدخول للصالون للتحدث، وتوجهت زينب الإعداد الشاي اما زمردة توقفت قليلا تنظر بفضول لضيف ابيها فقد احست بوجود شيء مقلق .....
مدحت بتساؤل : عايز ايه يا محمود ؟؟
محمود : الله في ايه يا مدحت هو انت زعلان ؟؟ اسمع مني يا مدحت وبلاش زعل الراجل كل هدفه ان يساعدك والله يا اخويا هالايام صعب جدا تلاقي واحد تأمنه ع بنتك ويبقى
شايل همك كمان
مدحت وبإصرار على موقفه بنبرة غليظة : انت عملت اللى عليك يا محمود وخلاص دكانتك انت تتصرف بيها زي ما انت عاوز انما انا مليش شغل بيها واللي اشتراها هو اللي ياخدها انا
مليش دعوة
محمود بيأس بعدما رأى بأن مدحت ثابت على موقفه : خلاص يا مدحت اعمل اللي انت عاوزه بس انا اللى يهمني اني ما اسافرش من هنا وانت زعلان منى وبينا عشرة عمر وفكر كويس باللي قولتهولك يا اخويا ده بالنهاية جوز بنتك ومش حد غريب ......
مدحت وهو ينظر للطريق الآخر ويظهر عليه الزعل اي ان كلامه منافض لما يظهر عليه :
انا مش زعلان منك يا محمود وكويس اللى قولت ليا عن حاجة زي دي ، بالسلامة وربنا يسهلك
وضعت يدها على فمها بصدمة مما سمعته انتظرت قليلا حتى يغادر محمود ومن ثم خرجت
الأبيها ...
زمردة بصدمة هتفت بتساؤل : بابا انتوا كنتوا بتتكلموا عن رسلان ؟؟
مدحت بغضب : وانتي من ايمته يا بت يتتجسسي ع الأبواب
زمردة وكل ما يهمها أن تتأكد مما سمعته : ارجوك يا بابا فهمني ايه اللي حصل ؟؟ وايه
علاقة رسلان ....
مدحت بعصبية : ملكيش دعوة يا بت
زينب بتدخل : في ايه ؟؟ ايه اللي حصل يا مدحت
زمردة وهي تقترب من ابيها برجاااء : ارجوك يا بابا فهمني ايه اللي بيحصل
زینب : الکلم یا مدحت وفهمنا في ايه ؟؟ من ساعة ما رجعت من الشغل وانت مش على بعضك في ايه ؟؟
مدحت وقد عاد للجلوس على الأريكة ينظر امامه بنظرات ممزوجة بالخجل والغضب : جوز بنتك المحترم مشتري الدكانة اللى انا يشتغل بيها وقال ايه !! مسجلها باسمى انا طول عمري بشتغل بكرامتي ومحدش داس ليا ع طرف وآخرتها اللي كنت معتبره زي ابني يسبب
لیا احراج زي ده ويحرجني اودام خلق الله ...
في بداية استماعها تفاجأت لكن سرعان ما تقبلت الأمر ووجدته انه لا يستدعي هذا الزعل وموقف كهذا وبالنهاية من اشتراه ليس بغريب وإنما جوز ابنتها ، لكن أدركت بأن موقف زوجها وردة فعله مخالفة تماما لها فهو يعتبر هذا الفعل يمس بكرامته، قالت وهي تحاول
امتصاص غضيه وتهدأته :
في ايه يا مدحت يص لبنتك قلبها ها يوقع الله الراجل اكيد كان قاصد يساعدك فيها ايه دي
نطقت زمردة بحزن شديد وشعرت بمدى الإحراج الذي سببه شريك حياتها لأبيها :
انا اسفة يا بابا ع الإحراج اللي سببهولك رسلان، تصبحوا على خير انا عاوزة انام
زینب : استنى يا بنتى كلى لقمة
زمردة برفض ونبرة مختلفة تتوجه نحو غرفتها :
معلش يا ماما مش عاوزة
دخلت زمردة لغرفتها وأغلقت الباب بغضب عضت على شفتيها بغضب وتناولت هاتفها من على السرير تريد الاتصال به تراجعت والقته و هتفت بوعيد :
لااااااا كدة طفح الكيل معاك يا رسلان وصلت لبابا انا هايبقى ليا كلام تاني معاك ......
في الخارج
زينب بتأنيب : ينفع كدة يا مدحت البنت وشها اتخطف وجاب ألوان ما تكبرش الموضوع
وبعدين ده بمقام ابنك يا مدحت زعلان ليه
مدحت يندم : الظاهر ان انا غلطت ساعة اللي ادينها لواحد وانا عارف ان هو أغنى منها
ومكانته بتختلف عننا .....
زينب : يووووووووه ابتدينا ، ربنا يستر
في صباح اليوم التالي
في المشفى
فتح عيناه معدلا جلسته ليجده مستيقظا " ينظر بشرود، نهض رسلان متوجها" نحوه يسأله :
في حاجة ناقصاك ؟؟ او عاوز حاجة ؟؟
امیر مجيبا" : فين تلفوني ؟؟
رسلان بتساؤل : ليه ؟؟؟
امیر بغيظ : وانت مالك يا عم انجز وهات التلفون بتاعي
رسلان بعناد : اما تتكلم عدل ها بقى اديك اللي انت عاوزه
امير وهو يصك على اسنانه بغضب:
ممكن تديني التلفون بتاعي
رسلان وهو يخرج الهاتف من جيبه وأعطاه اياه بنظرات محذرة ، امسك امير هاتفه ينتوي
الاتصال على حمدي ، هتف رسلان قائلا بتحذير :
يكون يعلمك خروج من هنا مفيش غير أما الجرح بتاعك يلم
امیر : مش لايق عليك دور الام
رسلان بتصحيح الجملة امير :
تقصد الاب انما الام دي عاوزة دماغ يفكر بيها وبالذات ان امك سايباك لوحدك
ضغط امير بشدة على الهاتف ورمق رسلان بغضب، رسلان بعدم مبالاة بادله بنظرة برود
ومن ثم توجه للحمام للاغتسال .......
بعد لحظات خرج من الحمام واضعا المنشفة على وجهه يمسح به نظر امامه ليجد امیر يقف ويهم بالخروج
رسلان باستغراب وتساؤل : على فين ؟؟
امیر : ها خرج النهاردة عشان ورايا شغل بلا مؤاخذة مش زيك فاضي
رسلان : ومين قال ان انا فاضي ؟؟؟ بس حاسس باتجاهك بالذنب وان انا مديون لحياتك و مجبور اني افضل معاك
امیر : ريح نفسك يا اخويا ونصيحة مني تحسش انك مديون لي بحياتك ولا حاجة تقدر تمشي الباب اهوو...
رسلان بتساؤل وقد تذكر اتصال نوح : انت بتخطط لايه مع نوح ؟؟؟ ملقيتش غير الكلب ده !!!
امیر بغرور : اظن ان دي حاجة تخص الشغل بتاعي وملكش دعوة بيها
رسلان بنبرة ممزوجة بالسخرية ومن ثم التحذير :
لا واضح انها تخصك ، انا من هنا ورايح مش هاتعب نفسي واتكلم معاك او حتى احذرك وانا قبل كدة قولتلك ان انت جبت اخرك خلاص ولو لاقيت الكلب ده بوشی ها تتحاسب انت .......معاه
خرج رسلان من الغرفة وأخرج هاتفه من جيبه :
ابوا يا عمار اسمعني كويس اتصل بمعتز وبلغه أن النهاردة اجتماع بخصوص المناقصة
داخل بيت مدحت الدسوقي
خرجت زمرده من غرفتها ترتدي ملابس الخروج .
زينب بتساؤل :
على فين من وش الصبح كدة ؟؟؟
زمردة بتساؤل وكل تفكيرها بأبيها:
- بابا فين ؟؟
زينب : ها يكون فين يعني ٢٠ بالاوضة مانتي عارفة خلاص مش ها يرجع للدكانة ثاني
تنهدت زمردة بقهر وتوجهت نحو الباب للخروج ،
زينب : على فين ؟؟؟
أجابه زمردة بوجه متجهم : هاروح اشوف رسلان
زینب بنصيحة : ما تعمليش مشاكل يا بنتي مع الراجل انا هحاول اتكلم مع ابوكي واقنعه ان مکانش رسلان قاصد حاجة وحشة لاسمح الله او حتى أن يحرجه
زمردة : انا عارفة هاعمل ايه يا ماما يلا سلام
زينب : ماشي يا بنتي خلي بالك من نفسك
خرجت من البيت ورفعت سماعة الهاتف تنتظر استجابته للاتصال ،
زمردة بعدما سمعت صوته : انت فين ؟؟؟
رسلان باستغراب من نبرة صوتها وطريقتها بالكلام :
في ايه ؟؟ صوتك مش عاجبني في حاجة حصلت ؟؟
زمردة بإيجاز : انا سألتك سؤال يا ريت تجاوبني
رفع حاجبه وتنهد قائلا : مع إني ما بحبش الأسلوب ده في الكلام بس اما تيجي ها عرف في ايه انا دلوقتي خارج من المشفى ورايح ع الشركة
أغلقت الهاتف بسرعة دون ان تضيف اي شيء متوجهة للشركة ،
أبعد الهاتف عن أذنه واحتقن وجهه بغيظ من اسلوبها وطريقة إغلاقها للمكالمة تأفف يتعب فاركا" وجهه ومضى في طريقه نحو الشركة
"" داخل قصر امیر ""
توجهت هند للخزنة وأخرجت ثلاث رزم من المال ووضعتهن على الطاولة الخشبية التابعة للمكتب وهي تقول : دوول اول دفعة الدفعة الثانية هاديهالك اول ما الشحنة تتسلم
تناولت توران المال وقالت سيبينا دلوقتي من الشحنة هاتي المهم ها تعمل ايه مع امير افرضي دلوقتي فاق و ملاقكيش جنبه ها تعملي ايه ؟؟؟
هند ووشها اصبح كسواد الليل قتامة : ها عمل نفسي تعبانة او اي حاجة هو ها يصدق مش ها شغل نفسي بيه وهحاول انجز قبل ما يرجع للقصر
"" داخل الشركة ""
في غرفة الاجتماعات التابعة لمكتب رسلان
وزع رسلان الملفات التي تحتوي على معلومات تخص المناقصة على كل من معتز وعمار . تم قال :
اما نكسب او تكسب مفيش حل اودامنا غير كدة سامعني يا عمار
عمار وهو يدقق بالأرقام والمعلومات التي بداخل الأوراق : ما تقلقش يا رسلان ما اعتقدش ان في حد ها يدفع أكثر من كدة ... نسبة ربحنا المناقصة دي بتتجاوز ال 70%
معتز وهو يومي رأسه بإيجاب ومن ثم تطلع الرسلان : الحلو انها هاتبقى سرية ومفيش حد ها يعرف احنا اد ايه ها ندفع ....
رسلان بتحذير وجدية : انا مش عاوزكوا تبقوا مستريحين اوي كدة لا انا عايز عينيكوا تبقى مفتحه ومركزين باللي بيحصل حواليكوا من هنا لحد ما يتم الإعلان عن الكسبان ........
فتحت الباب بقوة لتجعله يخبط الحائط، نقر كل من رسلان وعمار ومعتز واستداروا باتجاه الباب تطلع كل من عمار ومعتز باستغراب الزمردة وطريقتها بالدخول ، نهض عن الكرسي وتوجه نحوها يتعجب قائلا : زمردة ! احنا دلوقتي باجتماع بعدين تتكلم
زمردة وهي تنظر لمعتز وعمار وهي تتظاهر الهدوء :
لو سمحتوا ممكن تسيبونا لوحدنا
تبادل عمار ومعتز النظرات ومن ثم نظروا الرسلان، اطلق رسلان تنهيدة ووضع يد على جنبه واليد الاخرى على رأسه ليقول :
خلاص يا معتز انت وعمار الاجتماع انتهى ما تنسوش اللي اتفقنا عليه
اماء معتز برأسه واشار العمار ليخرجا كلاهما ، أغلق رسلان الباب خلفهم وعلامات الحيرة على وجهه، توجهت بخطواتها نحو المكتب وألقت حقيبتها بلا مبالاة وغضب ، هتف رسلان بتساؤل :
ايه الحالة اللي انتي بيها دى ؟؟؟؟؟ في ايه يا زمردة وايه اسلوب الزبالة ده ؟؟؟ زمردة بصراخ وغضب :
انا اللي اسلوبي زبالة ولا انت يا رسلان العطار هاااا؟؟؟؟ انت ازاي تعمل حاجة زي دي لبابا |||||؟؟؟؟؟
رسلان بغيظ من اسلوبها اقترب منها ممسكا بذراعها وهدر بغضب : صوتك ما يعلاش واتكلمي زي البني آدمين ها عمل ايه يعني لابوكي !!! ايه الكلام الغريب ده ؟؟؟
ابعدت يدها عنه وصدح صوتها ببكاء واختناق :
سيبني ، انت ازاي ازاي تعمل كدة لبابا ده حتى كان متعلق بالدكانة اوي انت ازاي تتصرف من دماغك انت متعرفش اد ايه سببت لبايا احراج ......
قالت كلماتها بصوتها المختنق وجلست على الكرسي تبكي ، رسلان وقد فهم ما سبب زعلها وان هناك سوء فهم ، أثنى ظهره وركبتيه وامسك بيدها يقبلها ليقول يصدق ونبرة حنونة :
دلوقتي انتي زعلانة عشان حاجة زي دي حبيبتي انتي وعمي مدحت فاهمين الموضوع غلط الحكاية مش كدة خالص
مسحت دموعها ورمقته بنظرات متسائلة وقالت :
ازاي يعني مش انت اللي اشتريت الدكانة اللي بيشتغل بيها بابا ؟؟
رسلان مجيبا اياها واماء رأسه بإيجاب
ده اللي حصل فعلا اشتريته بس مش زي ما انتوا فاكرين
زمردة بانتباه وتساؤل :
ازاي يعني ؟؟
رسلان انا هاقولك ازاي بس اوعديني انك مش ها تعبطي ثاني .... يلا بقى مش هتكلم غير
لما توعديني
زمردة وقد مسحت كفها على خدها وقالت يفضول :
خلاص مش ها عيط بس اتكلم
تراجع رسلان للخلف وجلس على الكرسي المقابل لها.
القصة وما فيها أن محمود اللي هو صاحب الدكانة اللي بيشتغل بيها ابوكي كان عليه دين بمبلغ كبير ومفيش اودامه غير ان يبيع دكانته ، وأنا كنت سايب حد يتابع وضع الشغل بتاع عمي مدحت وبالصدقة عرفت باللي حصل ، طبعا انا مش ها قعد واتفرج ع تعبه وهو يروحف مكانش اودامي حل غير اندخل من غير ما هو يعرف واشتري الدكانة واسيبه هو اللي يمسك الشغل والراجل صاحب الدين احل المشكلة بتاعته وساعدته أن يبقاله رأس مال ثاني غير الدكانة صدقيني يا حبيبتي انا كل هدفي اني اساعده لعمي وابقى واقف جنيه .
وضعت كف يدها على عينيها بعدما احست بالإحراج والندم : انا مش عارفة أقولك ايه بجد
انا مصدومة انت ازاي كدة !!!!
حرك رسلان رأسه بتساؤل ورفع شفتيه بتعجب :
مش فاهم بتقصدي ايه
زمردة وهي تنظر له يحب وأعين لامعة :
ممكن اطلب منك طلب
رسلان بعفوية : عيوني ليكي
زمردة : ممكن توقف
رسلان باستغراب من طلبها وقف امامها لتقترب منه وتحضته بين ضلوعها وتشدد قبضاتها على ظهره ورأسها يتوسد صدره ، اطلق تنهيدة راحة وابتسامة ابتعدت قليلا" عنه وامسك
بيديه وهي تطالعه بحب وصدق :
خوفك وقلقك على عيلتى وانك تسبق الظروف عشان تبقى معايا وف ظهري وقت الشدة دي حاجة بتبسطني اوي يا حبيبي وانا اسفة ان الدنيااااااااا بس بابا ازاي هنتصالح معاد اصل هو زعلان منك اوي
رسلان بهدوء : متقلقيش ها روح معاكي وافهم عمي واحل الموضوع معاه المهم دلوقتي ان انتي متزعليش مني
زمردة بابتسامة:
هو انا اقدر يا حبيبي ربنا يخليك ليا
" عند امير
حمدي : احنا متأسفين يا باشا اننا سبناك لوحدك
امير : بتتأسفوا ليه ده أمري ليكوا وانتوا نفذتوه
حمدي : أصل يا باشا في حاجة مهمة لازم تعرفها
امير ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حمدي وقد بدأ بشرح ما حدث :
احنا يا باشا مكناش ناويين نسيبك بس اللي حصل ان في حد خرج من نفس المكان اللي انت خشيت منه و اضطرينا تلحقه وكان عندنا شكوك ان هو شغال معاك عشان كدة ......
قاطعه امير وهو يقول بأعين متسعة :
یعنى افهم من كلامك ان انتوا لاحقتوه !!
کمال : ایوا يا باشا بس في حاجة حصلت مش مظبوطة
امير وقد دار حول نفسه يشدد قبضته على خصلات شعره : أنطق يا زفت حاجة ايه 111 انا اتهيب وادفن نفسي من غباء كوا انتوا الاثنين يا اغبيا ده اكيد اللي ضرب نار انتوا ما تعرفوش ان مفيش حد دخل معايا ايه الغباء اللي انت وهو فيه.....
حمدي باعتراض : مستحيل يا باشا ان هو ده نفسه اللي ضرب النار اصل الشخص ده راحللقصر بتاعك وبعدها ما خرجش .....
توقف للحظة بأعين متسعة يحاول ترتيب افكاره وترتيب ما يسمعه بذهنه و استيعابه ، ابتلع ريقه ليقول ينيرة أشبه بالفحيح وتساؤل يتمنى النكران
انت وهو متأكدين من الكلام ده ؟؟؟؟
حمدي : ايوا يا باشا متأكدين
رفع قبضة يده ووضع طرفها بفمه يضغط عليها بشدة معبرا عن غضبه العارم بداخله ، تم
على اسنانه ورمق حمدي يغضب وتيرة أمرة :
هات مفتاح العربية
حمدي باعتراض : انا ها سوق يا باشا انت تعبان
امير بإصرار وتيرة حادة : هات مفتاح العربية وغور انت وهو من وشي ......
امنتل حمدي لأمره وأعطاه مفتاح العربية لينطلق امير وبداخله ببراكين من الغضب والقهر .......
ضحكة قوية جعلته يترنح قليلا بعدما أنهى تلك المكالمة وهو يشعر بلذة النصر ونشوته، اطلق تنهيدة ممزوجة بالراحة والخباثة ومد ذراعيه بانفراد أمام صدره وهو يقول بابتسامة :
واخيرااااا هاخد حقي منك يا رسلان العطار .... ها نشوف مين اللي ها يبقى نمبر وان
دلوقتي ........
"" داخل قصر امير ""
خرجت هند وراء توران وهى تلقى عليها أوامرها بخصوص الشحنة، ركبت نوران سيارتها وفتحت بوابة القصر لكي تخرج بسياراتها لم تمضي لحظة حتى دخلت سيارة أمير القصر بسرعة كبيرة ، جحظت عيناها بقوة وهي تراه امامها لم تكن تتوقع انه سيخرج بهذه السرعة نزل امير من السيارة غير مبال بالمه الجسدي اقترب منها وعيونه حمراء تشتعل من الغضب، هتفت هند بلا وعي :
- امممم امیررررر
امیر بصوت عالى وصراخ :
انتي اللي ضربتي النااااارر ؟؟؟؟؟؟ انتي اللي كنتي عاوزه تقتلي رسلاا ان مش كدة
ااااا انتتتت بننتتقوووول اااايه يا ابيبتيي
امير : جاوبيييييي انتي السبب بالحالة اللي انا فيها دي الطفييييييييي وبلاااش تحوير
هند برعب وقد حاولت التماسك وإظهار القوة بعدما وجدت نفسها بمأزق : انت نسبت ان انا امممك ازاااي تتكلم معايا بالطريقة دي
امیر بصراااااخ : انطقييبي ودينيييي لو مقولتيش الحقيقة دلوقتي ما انتي قاعدي ثانية بالقصر ده .....
هند :
صوت أتي من الخلف يتكلم بكل ثقة :
ما تتعبش نفسك هي مش ها تقول الحقيقة عشان دى حياتها كلها مبنية على كذبة
ومعيشاك جوا الكذبة دي ........
استدار امير نحو الصوت الآتي من الخلف بعدما توقف للحظات بتركيز بالكلام الذي يقال . اتسعت أعينه بصدمة وهو يراها امامه وبجانبها ذلك الطفل الصغير تغر فمه وهتف بعدم تصديق
جومانه !!!
