رواية قيصر العشق الفصل الرابع والاربعون 44 بقلم عروبة المخطوب


 رواية قيصر العشق الفصل الرابع والاربعون 

عمار وقد شعر بالأسى لخسارتهم لهذه الصفقة الكبيرة :

مع الأسف ده اللي حصل يا رسلان .. في شركة دافعة اعلى من سعرنا وعرضها اقوى .....

رسلان بتساؤل وشك :

شركة ايه دي اللي ها تدفع سعر اعلى من السعر اللي دفعناه يا عمار !!!! معرفتوش مین صاحب الشركة دي ؟؟!!!!

ابتلع معتز ريقه بتوتر ثم قال :

هو لو معرفناش كان افضل من معرفتنا....

رسلان بشك :

بتقصد ايه يا معتز !!!؟؟؟

معتز بتنهيدة : نوح واخوك امير ........

جز على اسنانه بقوة رافعا " كف يده يفرك جبهته ثم غمغم قائلا ونبرة استهزاء ويأس :

- لا ويسأل كمان ع اساس فى حد ها يعمل كدة غيره ........... نزل يده عن جبهته ثم قال وهو بنظر امامه ونظراته لا تحمل خير ابدا بل نظرات متوعده تناول هاتفه عن طاولة المكتب وهم بالخروج .. امسك معتز بذراعه معترضا" طريقه
- رايح فين !!!

رسلان مبعدا" يده بقوه :

سيبني يا معتز ... ومش عاوز حد يلحقني فاهمين ؟؟؟

معتز محاولا" تهدأته :

بلاش جنان یا رسلان ... اهدى كدة وسيبنا نحل الموضوع ع الهادي....

رسلان وقد نفذ صبره :

كلامي مش هيتعاد... وسع كدة

خرج رسلان بسرعة من المكتب وبداخله يتوعد لذلك المدعو نوح .......

معتز ناظرا" لعمار وعلى عجلة من أمره قال :

انا هاروح وراه يا عمار لاحسن يعمل حاجة يقدم عليها ........

اماء عمار برأسه ثم خرج معتز مسرعا وراء رسلان يلحقه بسيارته .......

" داخل بيت مدحت الدسوقي ""

استمعت لصوت رنين هاتفها ، تناولت زمردة هاتفها واستجابت للمكالمة ....

زمردة مجيبة :

- الووو ؟؟؟

صالح مجيبا" ( نوح ) :

ازيك يا بنت عمي عاملة ايه ؟؟؟

زمردة بنسيان : مين؟؟

صالح : الله للدرجادي نسيتي صوتي يا بنت عمي ، انا صالح ابن عمك .

زمردة بتذكر : أه صالح ... اهلين يا صالح بس انت ازاي معاك نمرة تلفوني ؟؟؟

صالح بمزاح : ما تقوليش كدة يا بنت عمي ازعل منك

زمردة بغيظ هتفت بتساؤل عن سبب اتصاله :

عاوز ايه يا صالح ؟؟ متصل عليا ليه ؟؟؟

صالح مجيبا وقد بدأ يرسم بداخل عقله مخطط بعدما علم بأنها لا تعمل :

اصل في موضوع كدة عاوز اتكلم معاكي عنه يا بنت عمي بس مش هاينفع تتكلم ع

التلفون...

زمردة بتساؤل : موضوع ايه ده اللي نتكلم بيه ؟؟؟ اتفضل اتكلم ....

صالح برجاء : زي ما قولتلك يا بنت عمي مش هاينفع تتكلم كدة الافضل انك لو تملكي وقت

ومش مشغولة تشرفيني هنا بالشركة بتاعتي .....

زمردة بتفكير صمتت للحظات ، ليقاطع صمتها وترددها قائلا : أتمنى ما تكسفنيش وتوافقي.

زمردة مطلقة تنهيدة قالت بموافقة :

- موافقة يا صالح ... موافقة عشان انت ساعدتني المرة اللي فاتت اما اشوف انت عاوز ايه

.... بس متنساش تبعتلى عنوان الشركة بتاعتك ......

ابتسم ثغره وهو يغلق المكالمة قائلا:

دلوقتي ابتدى الشغل الجامد ......

بعد لحظات .....

ارتدت زمردة ملابسها وخرجت من غرفتها لتقابل بالخارج أمها ، زمردة مقتربة من زيتب :

صباح الخير يا ماما ... فين بابا ؟؟؟

زينب بسعادة : الحمد لله رجع ثاني للشغل احسن حاجة عملها رسلان ان جه لابوكي بنفسه و اتفاهم معاه

زمردة بسعادة متبادلة : الحمد لله تصدقي انا مش عارفة ازاي اقتع بابا بالسهولة دي بس بلااا المهم اتصالحو دي اهم حاجة .... ماما انا عايزة اخرج دلوقتي ورايا مشوار مهم و ضروري

زينب باستفسار وفضول :

على فين ؟؟؟؟

زمردة مجيبة : صالح يا ماما كلمني دلوقتي وعاوزني اروحله الشركة عشان عاوز يكلمني

بموضوع ....

زينب باستغراب : وهيعوز منك ايه ؟؟؟

زمردة وهي تقبل امها : معرفش يا ماما اما ارجع هابقى اقولك ... يلا سلام دلوقتي ....

زينب : سلام يا بنتي خلي بالك من نفسك ....

زمردة وهى تحرك من الباب : حاضر يا ماما ......

"" ان الحقيقة تجعل صاحبها مكسور القلب والخاطر .... صعبة وحادة كنصل السيف ""

لم يجد مكان للذهاب اليه افضل من ذلك المكان الذي تلاقي به مع أخيه وجها لوجه ( الصالة الرياضية )

مرت الساعات منذ تلك اللحظة كأنها سنوات محملة بثقل جتى على قلبه وجعله مكلوم ، لم تستطع عيناه النوم بل تبقى ضحيه الصدمة التي تلقاها حتى انهكه التعب ...... لا يستطيع

تصديق هذا بسهولة !!!

- حياته ليست بالعادلة او حتى العادية وليس هناك عائلة احتوته سوى تلك المرأة التي بالنسبة له كل شيء .... صدق كل كلمة تفوهت بها ، وعاهدها على ما هو صعب وتقيل على عقله وقلبه وروحه ... في تلك اللحظات التي حاولت فطرته وشعوره الباطني ونزعته الأخوية السعي والقدوم على أن يحن قلبه اتجاه عائلة ابيه وأخيه ... يحدث ذلك الصراع القوي الذي تغلب على كل تلك المشاعر ويقول .. "" فداكي يا امي سأحارب العالم"" تقتي بما تقوليه تغني عن كل شيء وإعادة حقوقك التي زعمني بأن تلك العائلة سلبتها منك ........

ولو كان قلبه يستطيع الكلام لتقوه قائلا:

ااااخ ...... اشعر بأن جزء عظيم مني قد تحطم بالكامل وتناثر الأجزاء صغيرة صعبة الالتمام.... عذرا ليس بأمر استطيع تخطيه بهذه السهولة ......!!!!!!

ولو كان عقله يستطيع الكلام لتفوه قائلا:

- ماذا أفعل الآن ؟؟؟؟ كيف لي أن اتصرف ؟؟؟؟ لحظة امهلني المزيد من الساعات لاستوعب ما يحدث !!!!!

وحال لسانه يقول دون إصدار صوت :

كيف كيف هذا ياااااا الله من اعاتب ؟؟؟ ومن الوم ؟؟؟ ليس لي احد سواك يا ربي ...... اشعر بأني قد كنت مخطىء طيلة الوقت وان ما اعتقده وما اعيشه مليء بالأكاذيب.... این اخبىء وجهي ان كنت انا على طريق الباطل ؟؟؟!!!!

.... لحظة ... لحظة

عادت ذاكرته للوراء قليلا مستذكرا " ذلك الموقف حينما وقعت تلك المرأة ...... اخخخخ كم انا احمق في أول مرة رأته بها حال بها الأمر الذهاب للمشفى بسبب صدمة تعرضت لها ......

ليعاود لسانه الكلام دون إصدار صوت :

اااااه يا الله كيف لي أن لا أدرك قبل أيام كيف تلك المرأة تبقت بجانبي في حين أن من

اعتقدت بأنها امي لم تكن بجانبي .....!!!!

يشعر بأن رأسه يكاد ان ينفجر من هول الأفكار والمواقف التي بداخله .

تجسدت امامه صورتها وهي تقول :

- مفيش حاجة كذب يا أمير كل حاجة قولتهالك حقيقة وانا يجد معتبراك زي ابني .. ها تفرق معاك ايه ؟؟ ولا ها تسيبني وتروح للست اللي سابتك واختارت تبعدك عنها فكر كويس يا أمير قبل ما تقول اي حاجة ومتنساش ان انا امك ......

رفع كفيه على وجهه يفرك وجنتيه بقوة من تعب التفكير لتعاود هذه الجملة على ذاكرته :

ولا ها تسييني وتروح للست اللي سابتك واختارت تبعدك عنها ؟؟؟

وقف يحدق امامه بعد تفكير وصراع طويل :

في حلقة مفقودة دي مش الحقيقة كاملة ... انا لازم اعرف كل حاجة واتأكد من كلشي واعرف ان الكلام ده صحيح او لا .... انا مبقيتش اعرف اصدق مين ... أخذ نفس عميق وأغلق عيناه ثم قال بحزم امرا نفسه :

فكر يا أمير كويس ... و اعرف ازاي تتصرف ومن فين تبتدي ....

تابع بغموض : انا اعرف أول حاجة لازم اتأكد منها هي ايه عشان الحاجة دي هي أساس كل حاجة

عزم أمره وقرار اتخذه بحزم وقوة للحصول على الحقيقة ... وإيقاف المهزلة التي وجد نفسه ........بداخلها

يجلس على الكرسي الجلدي الاسود بداخل مكتبه وأمامه مساعده الشخصي حليم ، ضحكة واسعة زينت تغره لا يصدق أنه حصل على هذه المناقصة بكل سهولة هتف قائلا :

لحد دلوقتي انا مش مصدق اننا كسبنا المناقصة بالسهولة دي

حليم بضحكة هو الآخر :

بجد احنا مبسوطين اوي يا باشا دي المرة الأولى اللي الشركة تكسب بيها مناقصة كبيرة اوي زي دي ...

افتر تغره عن ابتسامة عريضة ثم تابع وهو ينهض عن كرسيه قائلا بفضول:

- اكثر حاجة متشوق ليها ..... هي أني ابص الرسلان العطار شكله عامل ازاي اما يعرف ان هو خسر اکبر مناقصة السنادي.....

لينه المسكين قد تمنى امنية أخرى ... فقد اتسعت عيناه للوهلة الأولى وقطع حديثه حينما سمع صوت اتى من خلفه يقول بنبرة ساخرة تحمل وعيد :

- ما يصحش اسيبها تفضل بنفسك ...

احمر وجهه وتطلع نحو مساعده الشخصي الذي بانت على ملامحه الصدمة ليتأكد من أن شكه في محله، اقشعر بدنه خوفا" لإدراكه ذلك، وضع رسلان كف يده على كتفه بقوة ليجعله يستدير نحوه مباغتا" إياه بلكمة قوية جعلت جسمه يترنح اثني ظهره واضعا" كف يده على تغره الذي بدأ بالنزيف ، امسكه رسلان من تلابيب قميصه تم شدد قبضاته على رقبته ناظرا اليه وعيونه كأنها تقدح شرار احمر من شدة الغضب :

انا مش قولتلك يا كلب لو لاقيتك خرجت اودامی تانی مش ها رحمك ..؟؟؟؟

شعر بخوف للحظة ثم استجمع شجاعته قائلا بثقة وجحود

انا معملتش حاجة ...!!

رفعه رسلان بقوة ليصبح معلقا" وهو يشدد قبضاته على عنقه تراجع حليم للخلف خوفا"

حتى وصل لباب المكتب وفر هاربا " ......

رسلان بغيظ ونبرة ممزوجة بالحدة والاستحفار :

ايه البجاحة اللي انت بيها دي ...؟؟

تابع بتهديد ونبرة فحيح :

انا دلوقتي هوريك رسلان العطار اما يقول حاجة ازاي تتنفذ ......

زاغت عيناه حوله يبحث عن الخلاص والمفر لمعت عيناه حينما رأى معتز يقترب من رسلان

ويحاول ابعاده عنه ، معتز واضعا " يده فوق قبضتي رسلان :

سیبه با رسلان انت كدة هتموته .....

رسلان بغضب ولم يزحزح يديه محدقا " بنوح ونظرات متوعدة جادة :

ده انا هاخليه يتمنى الموت وما يطولش ....

معتز برجاء لا يريد ان يقع رسلان بالمشاكل هو يغنى عنها ويدرك جيدا" بأن عصبيته ليست محمودة ابدا :

طب سیبه دلوقتی با صاحبی مش كدة الامور تتحل...

صاح رسلان بتشنج وعصبية بالغة :

ملكش دعوة ورحمة ابويا ماني سايبه للكلب ده وهوريه ها عمل فيه ايه .....

رمق رسلان بنظرة حقد ممزوجة بلذة الانتصار ثم توهجت عيناه متذكرا" تلك التي على وصول قرر استغلال هذا الموقف وجعله يصب في صالحه، ليسكب الزيت على النار متسلحا" بدليل قوى وهو رؤيته لها حينما تأتى الى مكتبه ، اتسع ثغره بابتسامة تدريجية سرعان ما بدأت ضحكاته تعلو في المكتب مما أثار المزيد من الغضب والغيظ بداخل كينونته صك على اسنانه وهمس بصوت أقرب إلى الفحيح وهو ينزله على الأرض مبعدا" قبضته :

دلوقتي هوريك ازاي تضحك تاني ....

توقف نوح عن الضحك وقال يثقة وتحدى :

هه مش ها تقدر تمس شعره مني .....

أجابه رسلان باستهزاء وسخرية :

- حلوة الثقة دي

نوح بابتسامة صفراء تابع بثقة متعمدا" ما يقوله :

انا بالنسبة ليا مش فارق اوي انما اعتقد ان ده ها يفرق اوي مع مراتك وأبوها .... اقصد عمي وبنت عمي عشان انا لحد دلوقتي مش مقتنع بالجوازة دي كلها .......

اسبل عينيه مستغربا" ليميل رأسه وهو يتقدم نحوه قاءلا" بعدم فهم :

عيد عيد ثاني انت قولت ايه ؟؟؟؟؟

نوح بضحكة واستفزاز :

انا مش هعيد ولا حاجة هي دلوقتي ع وصول تبقى تسألها برضو هي تعتبر دلوقتي مراتك ولا ايه يا رسلان العطار ؟؟؟

برزت عروق رقبته كأوراق الخريف بعدما احتدت ملامح وجهه ورقبته بأعين متسعة تحاول استيعاب وتصديق ما يقوله هذا الرجل ... اسبل عيونه بغموض بنظرة محذرة وغامضة

انبسطت أسارير وجهه وضع من عينيه بريق الارتياح وهو يرى خطته تسير بنجاح ليضيف :

اسألها ازاي انا كسبت المناقصة دي ... وهي عملت ايه عشان تسيبني اكسب ......

لأول مرة يشعر بأن نيران بجوف صدره تحرقه لتجعل صدره مليء بالرماد الاسود لم تكن هذه النيران سوى نيران الغيرة التي جعلته يتجمد عن الحركة للحظات ويحدق بنوح نظرات شك وحيرة وعدم تصديق مستغريا" مستنكرا ما يسمعه وهو يتحدث بكل ثقة وارتياح ......

اقترب منه معتز فقد نفذ صبره من وقاحة نوح

ما تخرس بقى ، انت ناوي تموت ولا ايه ؟؟؟؟

رسلان بنيرة حادة مقاطعا" معتز مشيرا" له بكف يده بجمود :

استنی یا معتز ...

حرك رأسه باتجاه نوح ونطق بنبرة متسائلة ونظرات غامضة وهو يشير نحوه :

هي مين دي اللي بنت عمك ؟؟؟؟

نوح مجيبا" بكل غرور :

زمردة مش بس بنت عمي هي دلوقتي ها تبتدي شغل هنا بالشركة دي ....

اضاف بنبرة ساخرة

عاوز تتاكد مفيش مشكلة ابقى ادينا من وقتك وهي ع وصول هتلاقيها هنا ....

شدد الضغط على قبضة يده اليمنى وقطب ما بين حاجبيه وهو يسمعه ينطق اسمها ما هي الا ثواني حتى اعاد الكرة ولكمه لكمة قوية ثم هدر بصوت مملوء بالغضب والغيرة :

دي عشان نطقت اسم مراتي ع لسانك .....

فاضت قوته كفيضان النهر في موسمه معلنا" أنه سيلقن هذا الرجل درسا لن ينساه ، هذه المرة لم يستح له الفرصة ليعدل وقفته بل هجم عليه كهجوم الاسد على فريسته رسلان ولكمة قوية معاكسة تماما لما سبقها من لكمات من شدة قوتها جعلت نوح يجثو على الأرض هدر بصوت اجش :

ودول عشان انت فاكرني اهبل وعيل اودامك اصدق القذارة دي اللي انت بتعملها

يحاول معتز إبعاد رسلان بكل قوته لكن دون جدوى وكأنه قد فقد عقله بالكامل وقد جن لا يستطيع السيطرة والتحكم :

رسلاااااا ان خلاص سیبیه سیبه يا ابني ها يموت .....

وأخيرا" توقف وابتعد رسلان عنه تاركا اياه بوضع مدمي ومغيب عن الوعي تقريبا" والدماء التي تنزف من وجهه بغزارة ... تراجع رسلان خطوات للخلف ليلتقط أنفاسه وهو يحدق امامه بنظرات حادة غاضبة .

غمغم معتز وهو ينظر لحالة نوح :

الله يخربيتتتتكككك انت اللي جبت ده لنفسك ....

ترجلت زمردة للطابق الذي بداخله مكتب نوح، لاحظت تواجد عدد من الموظفين بالخارج ينظرون الداخل المكتب ويتهامسون ، رفعت حاجبها باستغراب وهي تتقدم خطواتها للأمام لتصل باب المكتب مزيحة موظفة ما ، كل ما استطاعت عيناها رؤيته هو ذلك المسجى على الأرض والدماء تنزف منه بغزارة ... لتهرول راكضة مستجيبه للنزعة الانسانية وصلة القرابة

التي بينهم ، هتفت زمردة بصراخ : صالح !!!! .....

جنت على الأرض تمسك بنوح ( صالح ) تحاول ايقافه ......

رجت الصدمة كيانه وهو يراها امامه عيناه لا تصدق ما تراه ليطبق عليها لعله يرى خيالها او و هم ، ثغر معتز فاه بدهشة واستغراب من تواجد زمردة هنا ، ثم تمتم قائلا:

ايه المصيبة دي يا رب !!! مش مصدق !! معنى كدة الكلام اللي قاله الكلب ده صحيح .....

عاود النظر لرسلان الذي كان يقف وكل انتباهه وتركيزه معها يستطيع أن يرى النيران التي تشتعل بداخل قلبه وعيونه ، فوجهه وكأن الدماء الحمراء احتقنت بداخله وتشنج فكه من شدة الضغط عليه

استفزها وقوف الموظفين فقط ينظرون دون قدوم احد للمساعدة جاهلة السبب ، رفعت رأسها نحوهم وقالت بتوبيخ :

انتوا بتبصوا لايه ؟؟؟ حد يساعدتي ...

نظرات الموظفين باتجاه ما جعلت الشك يتسلل لقلبها انه يتواجد أحد ما التقنت سريعا " بالاتجاه الذي يحدقون اليه ....

تلاقت عيناهم لتتسع عيناها بقوة ، تعجبت من ملامحه والحالة التي هو بها كيف يناظرها اسبلت عيونها ثم هتفت بتساؤل ودهشة :

رسلان !!! انت بتعمل ايه هنا ؟؟؟ !!

صمت مريب أطبق عليه لتعاود النظر لنوح تيقنت انه هو الفاعل ولكن أنكرت بذاتها وأرادت السماع منه هو ، مررت نظراتها ما بينهم وهي تقول بتساؤل :

متقولش انك انت اللي عملت كدة يا رسلان يصالح .

استفاق من شروده الغامض بها على صوت سؤالها لتلووح ابتسامة ساخرة على ثغره حينما سمع الاسم الذي نطقت به اجابها ببرود :

ايوا انا اللي عملت كدة يصالح بتاعك ....

توجهت نحوه ورمقته بغضب مستنكرة ما يقوله :

انت بتقول ايه يا رسلاا ان مش ممکن !!! انت ازاي تعمل كدة بيه .

قاطعها معتز بتساؤل :

انتي مصلحتك ايه مع الراجل ده ؟؟؟ انت تعرفيه منين ؟؟

زمردة بعفوية : ده ابن عمي ايوب ... مش ده موضوعنا يا معتز انا عايزة اعرف ليه رسلان

يعمل كدة .....

وجهت نظراتها نحوه ثم قالت بصوت مرتفع :

ايه الوحشية اللي انت بيها دي .... انت مفيش بقلبك رحمة يا رسلان تعمل كدة !!! قالت جملتها ليقابلها رسلان بصمت، حركت رأسها بيأس لتعاود للخلف نحو نوح الذي بدأ

يفتح عينيه ويدرك ما حوله امسكت يديه تحاول ايقافه ....

سحبة قوية جعلتها تبتعد عن نوح وقبضته المشددة على ساعدها ليقول بحدة ونبرة غاضبة:

لو الأيدين دوول لمسن الكلب ده ثاني يبقى تنسي انك تعرفي حدا اسمه رسلان.....

زمردة وهي تحاول إبعاد قبضته عنها صرخت بقوة :

- سيب ايدي .... نظرت له وهو يشدد قبضته اكثر لتهتف بتحذير :

قولتلك سبييب أيدي وجعتني .... ملكش دعوة بيا

رسلان بعناد :

مش هاسيب الا وانتي خارجة اودامي

زمردة بإصرار انت اكيد اتجننت ازاي عاوزني اسيبه وهو بالحالة دي والمصيبة ان انت السبب بده ....

شدد على حنكه تاركا" يدها ، اماء لها بعينيه قائلا بغموض يبقى انتي اللي اخترتي ....... قال جملته وخرج من المكتب بأكمله لاكما " الباب بقوة ... معتز وقبل خروجه نظر الزمردة

وقال بعتاب :

اللي عملتيه ده غلط غلط اوي .....

سالت دمعه على خديها بصدمة من تصرفه .

فتح عيناه منذ لحظات وشاهد ما حدث بينهم ليبتسم ابتسامة خبيثه صفراء وهو يرى انتصاره ونجاح خطته امامه

تأوه يألم ليلفت انتباهها وحقق ذلك ، زمردة مقتربة منه امسكت به ونادت على احد الموظفين لمساعدتها وطلبت صندوق الإسعافات الأولية ........

"" في الخارج .

توقف فجأة وثقلت حركته رفع كف يده اليمنى على صدره يستشعر تزايد انفاسه ، ضيق يقتحم صدره وانفاسه التي بدأت تعلو وتهبط حاول تنظيمها والسيطرة عليها .. سعل عدة مرات حتى بدأت تزداد سعلانه ، نظر امامه ليتكيء على الحائط وهو يستنشق الهواء بصعوبه، جحظ معتز عيناه وهو يراه بهذه الحالة ليهرول راكضا" باتجاهه وهو يصيح باسمه :

رسلاااااااان


تعليقات