رواية قيصر العشق الفصل الخامس والاربعون
نعتقد بأن وقوعنا في الحب واختيارنا لنصفنا الآخر هو الخلاص من زحمة الحياة ومعاناتها.
وأننا بهذا الاختيار وهذا المكسب أصبحت السعادة قريبة منا وتحتل وتيرة أيامنا ، لتدور الأيام بعد ذلك وتكتشف بسرعة بديهة بأن معاناتنا قد بدأت للتو فقد ثقلت المسؤولية ونقل الحمل على القلب ، ندرك بأن قلبنا تداوي جروحه من كل ماسي الحياة سوى مأساة الحب ونتيجة لذلك قلب قد تحطم واصبح حطام صعب المنال وصعب الجبر .......
اقترب معتز من رسلان بقلق وملامح مضطربة وهو يراه يترنح يحاول الاستناد على الحائط، امسك معتز برسلان وهتف بقلق شديد وسط سعلات رسلان المتكررة والتي تتزايد بحدة :
رسلان الدوا الدوااا فين ....؟؟؟
- ضغط كبير وإحساس موحش بعدما تركت بده و اختارت مداواة عدوه وعدم التنازل و معرفة الأسباب التي قادته لفعل ذلك به، فمن يحب يقف بجانب محبوبه ويبحث عن الف
عذر في سبيل عدم تركه والتخلى عنه ، ضاق نفسه وصدره من الضربات المتتالية التي يتلقاها في هذه الحياة وما هو اصعب هو أنه مجبر على العيش بقوة وعدم التهاون فهو الذي اعتاد على الشموخ والكبرياء ومصارعة الأمه وحده دون اللجوء لأحد سوى الله ..... صراع وضجيج خارجي وضجيج داخلي مؤلم يحاول الفكاك والتخلص منه تشدق رسلان بصعوبه وهو يكابد لالتقاط انفاسه وتنظيمها حتى يستطيع النطق والإشارة لمعتز
"" - العررربية ...
ما هي الا ثواني حتى أسرع معتز باتجاه سيارة رسلان يبحث عن الدواء ليعود مسرعا" وبيده العلبه يناولها اياه ، سعل بقوة وهو يضع يده على صدره للحظة ثم رفع البخاخ محاولا" السيطرة عليه بيده و وضعه بداخل فمه، لكن دون جدوى ليتدخل معتز متفادي الأمر واضعا اياه بداخل فمه، ليبدأ برحلة الشهيق والزفير حتى بدأت أنفاسه تنتظم تدريجيا" وتعود لوضعها المستقر، رفع رسلان كف يده مبعدا" يد معتز التي تمسك بالدواء .... ليبدأ يراوده شعور التحدر بعد وجع اليم احس به وكأنه كان بغيبوبة واستيقظ منها لا يتذكر شيء !! فالأمر يصبح أشبه بكذية بعد أخذه للدواء، سبحان الله الذي جعل لكل مرض دواء وعلاج حينما تتناوله تشعر بأنك كنت مغيب تماما" ويختفي ذلك الشعور المؤلم .......
رمى معتز بنفسه على الأرض واضعا " كف يده على فمه ينظر لصاحبه بأعين متسعة وقلقة للغاية ، ثم هتف قائلا ينيرة يشوبها الخوف والقلق:
في ايه يا صاحبي ؟؟؟ دي تاني مرة يحصلك كدة !!! احنا مش خلصنا خلاص من ام البتاع ده!!!؟؟؟
رسلان متجاوزا" ما يقوله معتز وصدمته بما حدث قبل قليل هتف بجمود وبرودة أعصاب
معتز انا عايز اعرف كل حاجة عن الكلب الجواده .. وايه اصل حكاية أن هو ابن عمها الزمردة واسم صالح ده ، كلم فادي وهو ها يتصرف عاوز كل حاجة تخصه الاقيها عندي النهاردة ......
رفقه معتز بغضب وتوقف وهو يقول باستنكار لعدم مبالاته :
رسلان انا بكلمك في حاجة اهم من كل الزفت ده، انت عارف يعني ايه البتاع الزفت ده يرجعلك ثاني !!! اصحى ع نفسك انت كنت هتروح بيها دلوقتي ، لو انا مش هنا كنت ها تعمل ايه بلاش عناد یا رسلان و اس...
قاطعة رسلان وهو ينهض من المقعد قائلا وهو يربت على كتف معتز بهدوء :
كثر خيرك يا معتز انت روح دلوقتي من هنا واعمل اللي قولتهولك وهنبقى تتكلم بعدين متخافش
معتز بتساؤل ورفض قاطع : هو مين ده اللي يروح من هنا ؟؟؟ رجلي ع رجلك مش هغور من هنا الا وانت و معایا عايز تهيب ايه تانی یا رسلان .....
رسلان بجدية ووجه متجهم
اعمل اللي قولتهولك يا معتز وبلاش عناد معايا عشان زي ما انت شايف روحي واصلة للسما ، وبعدين مش هاعمل حاجة انت روح وتتكلم بعدين متتعبنيش أكثر من كدة .......
معتز باستسلام : ماشى يا صاحبي اما اشوف آخرتها معاك ايه
بعد ذهاب معتز ، حدق امامه بغموض واضعا " يده بداخل جيبه تم استدار ناظرا" لمبنى الشركة اسبل عيناه بصمت تم رفع يده على فكه يفرك به وغمغم قائلا:
ماشي يا نوح الكلب وقعت وما حدا سمى عليك نهايتك ع ايدي
داخل فيلا رحيم السيوفي
حاولت عفاف الاتصال والوصول لمريم عدة مرات لكن دون جدوى ليتسلل القلق إلى قلبها .
قاطع شرودها صوت ابنتها ريم تأتي من الأعلى:
صباح الخير يا ماما
عفاف بذهن شارد :
صباح النور يا بنتي
لاحظت ريم شرود امها وملامحها الضيقة لتقترب منها وقالت بتساؤل :
مالك يا ماما ؟؟؟ في حاجة مزعلاكي ؟؟
حركت عفاف رأسها بحيرة واردفت القول :
بقالي من الصبح برن ع خالتك مريم ومش بترد خايفة يكون حصلها حاجة وانا معرفش
ریم برفض لهذه الفكرة :
متقوليش كدة يا ماما جایز خرجت وتسبت الموبايل بتاعها او موجود بحتة بعيدة عنها
قاطع حديثها مع امها صوت رنين هاتفها لتستجيب على الفور للمكالمة بعدما رأت أن
المتصل صديقتها سمر، رفعت حاجبيها باستغراب وفلق حينما استمعت لصوت بكاءها .
هتفت ريم بتساؤل وتوجس
- سمر !! في ايه يا حبيبتي مالك بتعيطي ليه ؟؟
سمر بصوت باكي وهي تكرر باسم يوسف :
يوسف ... يوسف
ريم بتعجب واستفسار :
- يوسف !! يوسف ماله يا سمر ؟؟ في ايه حصله حاجة ؟؟؟
سمر مجيبة :
يوسف ها يسافر خلاص وانا زعلت اوي ع خالتو با ريم هي دلوقتي بالمشفى اتصلت عليكي
عشان تساعديني مفيش غيرك يا ريم انتي الوحيدة اللي تقدري تقنعي يوسف ان ما
يسافرش
ریم بارتباك : انا ؟؟؟؟
سمر بتاکید : ایوا انتی با ريم عشان يوسف عاوز يسافر لان خلاص هو مبقاش قادر يكمل حياته كدة هو مبارح كلمتي وقال خلاص مفيش امل ان ريم ترتبط بيا ولا حتى تحبني وهو معاه حق يا ريم لان صبر عليكي اوي حتى لما سبتيه واتبهدل اودام اهله هو مسابكيش . سامحيني يا ريم ع اللي ها قوله بس انا حاسس ان انتي بقيتي وحدة أنانية وميتفكريش الا بنفسك ويوسف عمال يتعذب معاكي واهو دلوقتي ها يسيب كل حاجة ، انا مش ها طلب منك حاجة غير ان انتي تتكلمي معاه وتخليه ينسى فكرة ان يسافر عشان انا متأكدة ان هو مش
هبرد غير عليكي انتي .
تنهدت ريم بحيرة من أمرها ثم هتفت بعد تفكير وتردد : هو فين دلوقتي ؟؟؟
غمزت سمر ليوسف الذي كان يقف امامها ورفعت رأسها بفخر لتشير له بأنها نجحت بالتمثيل والخطة في سيرها للنجاح .... بعد لحظات انتهت مع مكالمتها ومن ثم قالت :
هي دلوقتي جاية، تابعت قولها بنبرة يطغى عليها الحزن والندم : انا حاسس بالذنب
تابعت بندم بص با یوسف لو بيوم فكرت انك تأذيها لريم صدقني هتلاقيني واقف ضدك مش
معاك انا اهو و ينبهك وبحذرك
يوسف بضحكة : متقلقيش يا سوسو مش هاذيها ولا حاجة بس انا عاوز اكسب حبها وهي
دي الطريقة الوحيدة اللي ها قدر احصل فيها على حب ريم
اماءات سمر رأسها وشعرت ببعض القلق ........
عودة للشركة
في الداخل
انتهت من تضميد جراحه بصمت تحت نظراته التي سببت لها الإحراج وعدم الاطمئنان هنفت زمردة بضيق وتساؤل :
انا عايزة اعرف ايه علاقتك مع رسلان ؟؟ وايه السبب اللي خلاه يعمل بيك كدة ؟؟
نوح يكذب : فيه ما بينا منافسة بالشغل وآخر فترة كان في مناقصة كبيرة اوي وربنا كتب ليا ان انا اكسبها وباين كدة ان رسلان العطار مش بيتقبل الهزيمة .....
زمردة باستغراب : ازاي انت مش قولت ان انت ورسلان ها تشتغلوا مع بعض ؟؟؟
نوح بتأكيد ابوا وهو ده اللي لازم يحصل بس رسلان العطار مع الأسف ما وافقش أننا نتشارك انا وياه، مع إنى اتكلمت معاه كذا مرة ووضحتله قوة الشركة بتاعتنا بس هو فضل مصمم ع رأيه ، وادیکی شفتی اول ما خسر ماستحملش و ابتدي يهدد ويعمل حاجات
ميصحش حد بالمركز اللي هو فيه يعملها .
زمردة باستغراب : يهدد ؟؟؟ انا مش مصدقة اللي بتقوله اكيد في حاجة انت مش عاوز تقولها لان رسلان اللي اعرفه مستحيل يعمل كدة بس عشان انت كسبت الشغل وخلاص ......
نوح متصنع البراءة والصدق : احلفلك بإيه يا بنت عمى ان انا يقول الحقيقة ، حتى انا ندهتلك النهاردة عشان أعرض عليكي تشتغلي هنا بالشركة ....
زمردة باستغراب : اشتغل !!! اشتغل فين ؟؟؟
نوح وهو يومىء برأسه : هنا بالشركة انا اللي عرفته من عمي مدحت ان انتي مبقتيش تشتغلي بشركة العطار
زمردة بإيجاب : ایوا ده صحیح ، بس مش هاينفع اشتغل هنا بعد اللي حصل النهاردة
نوح بتساؤل : مش هاينفع ليه ؟؟؟
زمردة بجدية : اللي حصل النهاردة كان كافي ان انا موافقش ع عرضك ده ، متعملش نفسك اهيل ومش فاهم حاجة ، ودلوقتي عن اذنك انا عاوزة امشي
نوح معترضا" وهتف يبرأ نفسه من ما حدث :
في ايه يا بنت عمي هو انتي تعصبتي كدة ليه ؟؟ انا مليش ذنب باللي حصل ، وعرض الشغل ده مجرد عرض انا مش ها جبرك ان انتي تشتغل معايا بس منز عليش نفسك ، ولو عاوزة تروحي يبقى انا هوصلك بنفسي .
زمردة برفض وهمت بالخروج :
متشكر مش عاوزة منك حاجة
نوح بابتسامة خبيتة أردف القول :
پس متنسيش العرض بتاع الشغل ده هيبقى المفعول بناعه ساري لحد ما انتي عاوزة ....... تمتمت زمردة بتأفف :
استغفر الله صبرني يا رب
في الخارج
خرجت من بوابة الشركة مبتعدة قليلا" تسير على الرصيف لتوقف تاکسی ما ، تفاجأت بید تمسك بها لتتخذ وضع دفاعي وقد شعرت بأن قلبها قد سقط من الخوف ، جحظت عيناها وهي ترى رسلان امامها مرة أخرى بعدما غادر وينظر لها بملامح غاضبة وقاسية ، تلعثمت يقولها تهتف باسمه :
ررسلان !!!
اماء برأسه قائلا : ايوا رسلان اومال فاكرة اني هاسيبك عند الكلب اللي جوا ؟؟؟ هه تبقي غلطانة .
سحبت يدها من يده و هتفت بنبرة توبيخ ونهي :
متقولش كده يا رسلان صالح يبقى ابن عمي ، وأنت لو بتحترمني يبقى ها تحترمه هو كمان
ضحك رسلان بشدة بعدما نادت نوح باسم صالح حتى أن وجهه اصبح محمرا" من الضحك بدى لها انسان مستفز للغاية وقالت والحنق يعتلي نبرتها ووجها :
اعتقد ان انا مقولتش حاجة تسيبك تضحك بالشكل ده ..!!!
رسلان على عند منها قال وهو يحرك رأسه للأعلى ومن ثم اماء به بالإيجاب :
لا قولتي وللأمانة حاجة تضحك جدا جداااا
قطبت ما بين حاجبيها باستغراب وتساؤل وهي تعقد ساعديها امام صدرها :
بجد ؟؟ ممكن حضرتك تعرفني ايه اللي انا قولته سابك تضحك بالشكل ده !!؟؟؟
رسلان وقد تغيرت ملامح وجهه وأطلق تنهيدة وحمحم قائلا: ع اسمه اصل اسمه جميل اوي .....
زمردة بغيظ : انت اكيد بتهزر صح ؟؟؟
احتد فكه بعدما ضغط عليه بشدة ورمقها بنظرة حادة ثم قال بنبرة صارمة :
اسمعيني كويس يا زمردة الكلام ده مش هيتكرر تاني الراجل اللي كنتي عنده دلوقتي تنسیه خاااالص فاهمة ؟؟ لا تقوليلي ابن عمك ولا زفت، ورحمة ابويا لو ما سمعتيش الكلام ده هنقد الكلام اللى قولته جوا وتنسي أن انتي تعرفي حد اسمه رسلان ....
ابتلعت ريقها بخوف ونظرت له بتعجب وحيرة من أمرها تساءلت بذاتها عن سبب غضبه من ابن عمها بهذا الشكل ثم طرحت سؤال راودها باستغراب :
كل ده عشان هو كسب المناقصة ؟؟؟؟
اغمض عينيه للحظة يكتم غضبه ثم قال :
انا بعمل كدة يا هاتم عشان هو مكانش بيحلم يكسب مناقصة زي دي لولا مراتى اللي هي انتي حصل على مساعدتك وسيبتيه يكسب...
زمردة بمحاولة منها لاستيعاب ما يقول :
نعم نعم نعم ؟؟؟ انت بتقول ايه يا رسلان اساعده ؟؟!!! انت اكيد اتجننت يا رسلان انا
مستحيل اعمل حاجة زي دي .....
رسلان ببرود : والله ده الكلام اللي قاله ابن عمك المحترم واللي بتدافعي عنه ....
اغرورقت عيناها بالدموع وبدأت بالبكاء فشعور الظلم قاسي ولا يحتمل ، وهي لا تتحمل هذه التهمة فكيف لها أن تخون محبوبها وهي على استعداد لفعل أي شيء من أجله، فقد شعرت بذنب كبير وأنها على خطأ حقا" هتفت من بين بكاؤها:
انت انت اكيد مش مصدق الكلام ده صح ؟؟ وحياة بابا وماما معرفش بحاجة ولا اعرف
حاجة عن الشغل بتاعه
نظرت امامها وامسك بيده وهي تقول :
ولو مش مصدق تعال معايا واسمع منه الكلام ده بنفسك .
رفع يده الأخرى على يدها التي تمسكه بها وأغمض عينيه بسرعة ثم فتحهما وهو يقول بهدوء :
انا قولت ايه مش هكرر تاني الراجل ده مش عاوزك لا تتكلمي معاه ولا تقابليه ولا حتى تديه اي اعتبار... وبعدين مفيش ليه اي لازمة انك تعيطي كدة عشان انا مش اهبل ولا عيل اصدق اللي قاله ، انا كل اللي عاوزه منك يا حبيبتي ان انتي تصدقي اللي بقوله انا وبس وانا ها فهمك كل حاجة بس مش دلوقتي ....
زمردة بنبرة حانية صادقة وتساؤل :
انتي عارفة انتي بالنسبالي ايه ؟؟؟
اماءات برأسها وهي تمسح دموعها
رسلان مضيفا " : يبقى اللي عملتيه وان انتي سبتي ايدي ومتسمعيش کلامی مینکررش
ثاني مفهوم ؟؟؟
زمردة بإيجاب وصوت منخفض بالكاد يسمع :
- مفهوم
رسلان بابتسامة : كدة تمام
زمردة بتساؤل : يعني انت مصدق ان انا معملتش كدة ؟؟ بجد ؟؟
رسلان بابتسامة : هو انا لو صدقت يبقى مكونتش واقف اودامك دلوقتي ، يحاول تناسي الموقف الذي وضعته بداخله حينما تركت يده بكل سهولة ولم تنشبت به ، احدثت جرحبداخل قلبه وكسر في كبرياءه مفعوله پسری کسریان مفعول السم في الدماء متغلغل بداخله محدث ذلك الخوف الذي تسرب له بأنه معرض لخسارتها هي ايضا ، محبوبته التي حصل عليها بعدما دق قليه للمرة الأولى في حياته لامرأة بعدما كان الحب والعشق والإعجاب شعور بعيد المدى عنه، ولا يعرف طريقه سرح قليلا في بحر عيناها، ليستيقظ على صوتها -:
رسلان انت روحت فين ؟؟
رسلان بانتباه :
مفيش ، تابع بابتسامة ساحرة تصب في القلب سهام : سرحت بعنيكي فيها حاجة دي ولا ايه ؟؟؟
زمردة بابتسامة وقد شعرت بسعادة تتطاير بداخل قلبها كينونتها واعتذار : طب انا اسفه بجد انا معرفش ازاي عملت كدة !! سامحني يا حبيبي انا مستحملتش ان اشوف حد بالمنظر ده واسيبه من غير مساعدة
اماء برأسه قائلا يريد إثارة غيظها والتسلية قليلا رافعا رأسه وهو يسبل عيونه :
اممم هابقى افكر بالموضوع واردلك جواب ، أصل انا متحير اوي .....
زمردة وهي تضيق عيناها :
- لا والله ؟؟ لا انت دلوقتي هتقول إن انت خلاص سامحتني .... و مش بس كدة كمان انا عاوزة اروح الملاهي
رسلان معيدا" رأسه للخلف ثم قال باستغراب :
الملاهي !! ها نروح نعمل ايه بالملاهي ؟؟ انت بتهزري !! خلاص خلاص انا مسامحك بس
زمردة بضحكة : لا يا حبيبي مش بهزر و هنروح دلوقتي ومين قال اصلا ان الملاهي بس عاملينها للعيال لاااااا ده انت غلطان اوى ......
رسلان وقد رأى حماسها واستنشق من نبرتها مدى حماسها وفرحتها أراد جبر خاطرها وعدم کسره ليقول باستسلام :
امري لله ... امشي اودامي
زمردة وقد رفعت بداخل بنصر : يسسسسسسس
ليتوجها كلاهما للسيارة ورسلان بتعجب تام لمدى سعادتها وفرحتها ولكنه شعر و ان روحه قد عادت له من جديد
وضع القرص الصلب على الطاولة أمام فوزي الذي يجلس وامامه جهاز الحاسوب الخاص به هتف بصوت أجش وأمر :
عاوزك تعرفلي حالااااا" الفيديو ده حقيقي ولا فبركة
اماء فوزي برأسه :
- حاضر يا فندم
ابتعد امير عن فوزي قليلا ووقف ينظر امامه يتمتم :
انا لازم عملت كدة من زمان ، قلبي مش متطمن حاسس ان كل حاجة ها تبقى كذب ... يا رب ساعدني دي اول خطوة بس وانا اعرف اعمل ايه لو الفيديو ده طلع مش حقيقي ... وحياة ربنا ما هاسيبها....
داخل قصر امیر
تجلس على الطاولة الخشبية في الحديقة التابعة للقصر تنظر بابتسامة لآدم الذي يدور
ويلعب لوحده، تناولت كأس العصير ترتشف منه :
كل الجمال ده كنا محرومين منه ، منك لله يا هند اللي حرمتيني انا وابني من الحياة والجمال ده ، ده انا بحياتي كلها مشوفتش حد كذاب زيك .. دي حتى حرام تتصنف من ضمن البشر
أضافت بسخرية : لااا وعاملة نفسها حنينة اوي وعاوزانا نيجي للقصر هنا اا... ده انا والنبي لو بس اطولك كنت عملت منك شيبسي ... دي حتى مختفيه من ساعة اللي حصل مبارح
يخربيتها اكيد دلوقتي بتخطط لحاجة حقيرة زبها .
وضعت الكأس على الطاولة ونظرت حولها لتتأكد من عدم تواجد أحد:
كويس اللي مفيش حد هنا لاحسن افتكروني مجنونة وانا بكلم نفسي كدة .... منها لله السبب
نکست رأسها تنظر للساعة التي بيدها ثم قالت بقلق :
يا ربي لحد دلوقتي امير مرجعش ...
انتبهت جومانة للخادمة وهي تأتي وبجانبها امرأة يظهر عليها الرقي والفخامة ، لمعت
عيناها وهي تراها امامها تقول بإعجاب وهي تنهض متوجهة نحوها :
واوووو مش انتي تبقى مريم العطار ؟؟؟ يجد انا مبسوطة اوي ان انا شوفتك ع الحقيقة
مريم ولأول مرة ترى جومانه رفعت حاجبيها باستغراب لتقول بتساؤل :
ابوا صحيح انا مريم العطار بس انتي مين؟؟؟
جومانة بضحكة وعفوية : انا ابقى مرات ابنك
قطبت حاجبيها بدهشة قائلة وكل تفكيرها صب نحو رسلان لطالما لا أحد يعلم ان امير ابنها التقول وعلامات الحيرة على وجهها :
- مرات ابني ؟؟؟!!!
جومانة بضحكة ايوااا مرات ابنك امير .....
تم نظرت للخادمة تقول لها :
اجري من هنا وحضري حاجة للست الهانم متفضليش واقفة كدة ..... هرولت الخادمة للداخل وما زالت علامات الصدمة على مريم لتقول بتساؤل :
انني ازاي تعرفي ان امير ابني ؟؟
جومانة بتقة وابتسامة :
انا اعرف كل حاجة يا طنط ...اه نسيت اوريكي حفيدك....
مريم باستغراب : حفيدي ؟؟!!
نادت جومانة بصوت مرتفع على آدم :
آدم یا آدم تعالا يا ماما ......
ركض آدم نحو امه فور استماعه المناداتها :
yess mom -
نعم ماما
جومانة بابتسامة وقد جئت يجسدها لتصبح على مستوى آدم : بص يا حبيبي دي تبقى تيته سلم عليها .....
آدم بعدما استدار باتجاه مريم ، وقف بخجل وكأنه ينتظر من مريم ان تنادي عليه ، اماءت جومانة المريم برأسها لتستجيب مريم على الفور واضعة حقيبتها على الطاولة ، شعور ابن الابن الذي راودها شعور غريب مميز لأبعد الحدود ممزوج بالجمال والحنو والسعادة، وكأنها ملكت ابنا" آخر ، صدق من قال بأنك ان كنت تعتقد بأنك لا تستطيع أن تحب احدا" أكثر من أبناءك انتظر حتى ترى عيون احفادك، فقد وقعت يحب هذا الطفل المرح منذ الوهلة الأولى ايتسمت بسعادة ولمعت عيناها متعجبة وكأنها ترى امامها عمه رسلان ، مدت مريم يدها
تقول : ازيك ؟؟
آدم نظر ليدها ثم نظر لأمه التي أشارت له بأن يسلم : انتي تيته ؟؟
مريم بضحكة : ابوا تيته يا حبيبي ... بدأت تمسح على شعره وهي تقول :
تعرف يا روح التيتة انت تشبه اونكل اوي ....
آدم بتساؤل طفولي : اونكل ؟؟ هو فين ؟؟ .... انا زعلت منه اوي يا تيته انا هنا يلعب لوحدي
هو ليه مش بيجي عاوزه يجي يلعب معايا .
مريم بابتسامة هايجي يا حبيبي ان شاء الله بس هو دلوقتي ميعرفش إن انت هنا اول ما
يعرف هيجي ع طول ....
آدم بزعل طفولي : لاااا انا عاوز يجي دلوقتي والعب معاه مش عاوز العب مع بابا عشان بابا شرير وبيضرب ماما .....
اتسعت عيناها بدهشة ونظرت لجومانه باستغراب وتساؤل ، حرکت جومانة رأسها ثم اثنت جسدها نحو آدم قائلة :
انت روح دلوقتي يا حبيبي كمل لعبك واونكل أول ما يخلص شغل هايجي ....
اماء آدم برأسه مستجيبا لامه ، تطلعت جومانة لمريم لتقول مريم بغضب :
ايه الكلام اللي بقوله آدم يا بنتي ، ازاي عمل بالعمر الصغير ده بقول عن باباه كدة ؟؟؟
جومانة مشيرة بيدها لمريم أن تجلس على الكرسي :
اتفضلی با طنط القعدى وانا ها فهمك كل حاجة ...........
