رواية قيصر العشق الفصل السابع والاربعون
" داخل قصر العطار ""
نظرت من أعلى عليهم وهم يجلسون في الصالون والابتسامة الخبيثة التي تلوح على شفتيها متراقصة مع أفكارها الخبيتة، تراجعت للخلف مستجيبة لصوت الخادمة :-
اتفضلی یا نورهان هانم حضرتك ندهتيلي ؟؟
وضعت ساعدها ممسكة بهاتفها امام صدرها، واليد الأخرى ترفعها واضعه إياها على رقبتها
هتفت قائلة بنبرة منخفضة بعض الشيء :-
ركزي كويس باللي بقولهولك ... انتي دلوقتي ها تنزلي لتحت وتبلغي مريم هانم وتيته فطيمة ان رسلان باشا اتصل دلوقتي وبلغنا ان هو اضطر يسافر شرم ومش ها يرجع النهاردة فاهمة ؟؟ ....
هزت الخادمة رأسها مرتبكة حينما أدركت أن هناك شيئا" ليس على ما يرام وأنها ستكذب هتفت خاضعة للأمر :-
تحت امرك يا هانم
رفعت رأسها بغرور قائلة بنصر:
برافو عليكي .. ودلوقتي نفذي من غير زيادة أو نقصان .
اماءت الخادمة رأسها واستدارت متوجهة للأسفل، راقبت تحرك الخادمة بعيناها ومن ثم
رفعت الهاتف بعدما ضغطت على رقم ما منتظرة الاستجابة :-
انا دلوقتي سيطرت ع الوضع هنا ... الباقي عليكي انجزي شغلك بسرعة ... انتي عارفة
ها تعملي ايه
أغلقت المكالمة ومن ثم عاودت تتطلع نحو الأسفل بترقب لسير خطتها .
"" في الأسفل ""
يجلسون جميعهم عبد الحميد وزوجته فاتن ومريم وزمردة وفطيمة وامير ، تبادل عيد الحميد الحديث مع امير والاستفسار اكثر عن حياته العملية، شعر امير بسعادة غير مسبقة وراحة وهو في وسط عائلته وبينهم ، لا ينكر بأنه يشعر بغرابة ما ، وأن هناك تغيير كبير
حدث في حياته لكنه لم يتردد للحظة باختيار هذا الطريق ........
نهض أمير من مكانه قائلا بهدوء بهم بالمغادرة :-
عن إذنكم انا متضطر امشي دلوقتي
نهضت مريم وهي تقول باعتراض ورجاء :-
تمشي تروح فين يا ابني اخليك يا ابني شوية
فطيمة بتدخل :-
ا اقعد يا ابني مش ها تمشي من هنا غير اما تتغدى معانا
يخشى مجيء أخيه الآن وهو ليس على استعداد للمواجهة هتف بإصرار :-
مش هاينفع انا لازم تمشي
قاطع حديثهم دخول الخادمة معتذرة من الجميع على المقاطعة هتفت قائلة وهي تنظر المريم:
مریم هانم رسلان باشا اتصل دلوقتي وبلغنا أن حضرته سافر للغردقة .....
اسبلت زمردة عيناها باستغراب من سفره المفاجئ وأحست بضيق لعدم اتصاله بها تمتمت قائلة :-
- غريبة !! رسلان مجابش سيرة السفر ده !!
التفتت مريم الأمير قائلة وكان هذا الخبر نزل عليها من السماء لتتمسك بوجود امير :-
بص يا ابني اخوك اهو النهاردة مش هايجي، ارجوك يا ابني افضل هنا ع الاقل اتغدى مع عيلتك مش ها يحصل حاجة
فطيمة موافقة لرأي مريم :
اسمع كلام امك يا ابني واقعد اتغدى خلاص بقى متكسفهاش
امير باستسلام بعدما رأى إصرارهن
خلاص لو عاوزين كدة يبقى ماشي
أخرجت زمردة هاتفها من حقيبتها وتطلعت له تتفقد اي مكالمة صادرة من رسلان أو حتى
ای رساله ، تسلل لقلبها شعور مزعج وحيرة ممزوجة بالقلق.
"" امام شركة العطار ""
أوقف سيارته مترجلا منها بخطوات سريعة دلف لداخل الشركة حتى وصل مكتبه في الأعلى ، فتح الباب وعيناه ثبتت على عمار الذي كان يجلس على الكتبة الجلدية التابعة للمكتب قائلا يتساؤل :-
- هو فين ؟؟؟
عمار معدلا" جلسته أشار برأسه نحو طاولة المكتب لتلتفت أعين رسلان لنفس المكان . خطى بسرعة نحو الطاولة متناولا" العلبه وقام بفك الغلاف المتواجد عليها ، ضيق عيناه مستغربا" فقد كانت العلبة تحتوي على ورقة فقط، قام بفتحها وقراءة محتواها بعيناه
عمار بفضول وتساؤل وهو يتوجه نحو رسلان :
- مكتوب ايه ..؟؟؟
رسلان بغضب مكتوم :
هو بيستهبل ده ولا ايه ؟؟؟
تناول عمار الورقة من رسلان وبدأ يقرأ محتواها :-
"" لو عاوز تعرف مين انا نتقابل بالعنوان ده .. ""
عمار ناظرا" لرسلان بتساؤل واستغراب :-
- ها تعمل ايه ..؟؟؟
رسلان بحيرة فاركا" جبهته أخذ يدور حول نفسه بتفكير :
- معرفش معرفش یا عمار بس دي حاجة تخص بابا والراجل يقول ان هو صاحب بابا مش ها قدر اسيبه كدة من غير ما اعرف هو عاوز ايه
عمار مستنتجا " من قول رسلان :-
يعني ايه ؟؟ هنروحله ؟؟
رسلان بجدية وقرار :
مفيش اودامي غير كدة
عمار مقترحا " :-
يبقى اروح معاك يا رسلان مش هاسيبك تروح لوحدك .......
لا يريد إيقاع عمار وإشراكه في الأمر لربما يتواجد هناك خطر ما هتف برفض قاطع :
لا يا عمار زي ما انت شايف الشركة دلوقتي اجازة ، يبقى تروح وتبلغ خالتي عفاف ان النهاردة المسا هايجي معتز وعيلته يطلبوا ريم وابقى كنسل الموضوع بتاع الواد اللي اسمه يوسف ده
عمار برجاء لا يريد ترك رسلان لوحده :
پس یا رسل
رسلان مقاطعا" متوجها " نحو الباب :-
خلاص يا عمار سلام بقی
" البشر بطباعهم يميلون للسعادة والراحة وهداية البال ، متناسين بأن هذه الدنيا ما هي إلا طريق ممهدة لحياة أخرى، وحينما تطرق المصيبة أبوابهم يتخذون طرق مختلفة ومغايرة . منهم من يتخذ الصبر مفتاحه والرضا بباله يقول ويردد إنا لله وإنا إليه راجعون كما أوصى القرآن الكريم، ومنهم من يسخط ويتخذ طريق منحنيه تمتلئ بالتعرجات، يباشر بالنظر حوله وتنفيس الغضب الكامن بداخله ، بإحدى الطرق إما بالصراخ وإما بالأذية .
تقف تلك السيارة السوداء من نوع مرسيدس على بعد من القصر، في داخلها امرأة ترتدي عباءة سوداء تقذف من حدقتيها نظرات كارهة تحمل بطياتها حقد دفين ، أطلت على ذاكرة عقلها تلك الذكريات التي تختبيء في عقلها الباطن لتتمثل أمام عيناها .
Flash back
في ليلة مظلمة يكسوها السواد ماطرة شديدة الغزارة حريق بداخل قلبها ، ووجع ليس مثله وجع يغزو جسدها كانت تبلغ من العمر عشرون عاما" ، تقف تتكيء على المنضدة تصرخ بأعلى صوتها تناجي رب السماء من الألم توشك على الولادة وهي لوحدها لا أحد بقربها . تناولت الهاتف بأيدي راجفة وملامح وجهها التي برزت عروقها من ضغطها عليها ، هتفت بتيرة ممزوجة بالبكاء والرجاء :-
رررررددددد ددددددددد یا سسسسسلییییمممممم ااااااااااااااه .....
ما هي الا لحظات حتى وقعت على الأرضية الباردة والدماء تنزف منها بغزارة
Back
نفضت تلك الأفكار من عقلها ، وحدقت امامها بنظرات تلمع تخفي بداخلها نيران مشتعله وقيد بركان على وشك الإنفجار وإحراق ما حولها ، غمغمت متوعدة :-
بقى كدة يا اميررر .... عاوز تشتغلني ده انا ها ولع بيكم كلكم ميبقاش اسمي هند إن ما
خدت بشاری و حرقت قلبك يا مريم ......
"" عند رسلان ""
اوقف سيارته ال jeep مترجلا منها جاب بناظريه المكان رافعا شفتيه بتعجب وهو يرى
أنه لا يوجد امامه سوى مبنى قيد الانشاء :-
ايه الحنة المقطوعة دي !!!!
سار بخطوات حذرة للداخل توقف لحظة مستشعرا" صمت يسود المكان ولا ظاهرا" لبنى آدم ، قبض قلبه و رفع حاجبه متعجب نفوه بنداء :-
- الوووووو ؟؟؟ حد هنااااا؟؟؟؟؟؟ هو ايه الهبل ده ؟؟؟ ده بیستعبط ولا ايه !!!!
دار حول نفسه مترقبا ظهور ذلك الرجل ، بانت على وجهه علامات الاستغراب والحيرة فلا
أحد هنا 11111
نفخ متأففا" مغلقا " عيناه يصك على أسنانه بغضب ، مدركا" أنه وقع بفخ ، فرجت عيناه محدقا " امامه أثر ضربة قوية انهالت على عنقه كالصاعقة، اسبل عيناه بوهن رافعا كف يده على عنقه محركا" رأسه للخلف ، رمش بعيناه عدة مرات يفتحها تارة ويغلقها تارة دون جدوى الأرض تدور حوله وعيناه مطلية بطبقة مشوشة للغاية بشكل مجابه ومعاكس قوى عدم الاتزان سيطرت عليه لتجعله يخر ساقطا" ورأسه يرتطم بالأرضية الصلبة ، فتحعسليتيه وهو يرى خيال رجل ذو بنية جسدية ضخمة يدنو منه وبیده ابره، رفع يده ووضعها على ذراع الرجل بقوة يقبض عليها متمسكا بقواه الواهنة وهو بهذه الحاله . بحركة مباغتة نزع الرجل غطاء الأبرة بصعوبة وقام بتوجيها على الفور اتجاه ذراع رسلان ليدسها بقوة ، ليبدأ مفعول الأبرة يسري بجسده ممزوجا " بألم الضربة ، ابعد رسلان يداه بتعب مغمض العينين ليغوص بعالم مغيب عن العالم الحقيقي .
" داخل قصر العطار ""
يجلس الجميع على الطاولة يتناولون وجبة الغداء صبت مريم اهتمامها وتركيزها على أمير وأغدقت عليه بإصرار لتناول أطيب الأكل المتواجد على السفرة .....
رسمت زمردة ابتسامة باهته الفطيمة التي تضع بداخل طبقها الطعام وتهتم بها .. منذ أن علمت بموضوع سفره صب بفؤادها قلق وارتباك لا تعرف ماهيته ، ضيق اشتعل بكينونتها . هل بسبب عدم إبلاغه لها عن سفره !! ام شيء آخر لا تستطيع تفسيره ؟؟ ، حركت الملعقة بيدها لتصوبها نحو فاها ، نار ديت في أوصالها لتجعل يداها تسقط الملعقة في الطبق منتفضة عن كرسيها ، التفت الجميع لها باستغراب وتساؤل ، هتفت مريم بقلق :-
في ايه يا بنتي مالك ؟؟؟
فطيمة نطق لسانها يذكر الله ومن ثم تساءلت :-
بسم الله عليكي يا بنتي خير مالك ؟؟
نهضت مریم من على كرسيها وملات الكأس الزجاجي بالماء بعدما رأت زمردة ترتجف بخوف ، مريم مناولة الكأس الزمردة لتلنقطه الأخيرة بأيدي مرتجفة :-
خدي يا بنتي بللي ريقك ، مال وشك اتخطف فجأة كدة يا بنتي ؟؟ حصل حاجة ؟؟؟
همست زمردة : معرفش يا طنط فجأة حسيت بشعور وحش خالص .
تبادل عبد الحميد النظرات باستغراب هو وزوجته فاتن، استمرت نورهان بتناول طعامها بلا مبالاة فكيف لها أن تبالي وهي مكسوة بالخيث من الداخل والخارج ......
تابعت زمردة قولها بتلعثم :-
انا انا خايفة يكون يا ماما حصل حاجة الرسلان ....
تابعت وهي تشير الحقيبتها التي تضعها بالصالون :-
انا انا ها روح اتصل واطمن عليه انتوا كملوا اكلكم.... ترجلت مريم بسرعة وراء زمردة، شدد امير قبضته ونكس رأسه بقلق خوفا من أن تكون هند قامت بأمر معاكس اتجاه رسلان، رفع رأسه و ثبت نظراته نحو زمردة بترقب متمنيا"
استجابة أخيه المكالمتها .....
مرة ، مرتين لم تجد رددددد !!!!
اتسعت عيناها وأخذ القلق يثبت مسكنه بداخل قلبها لتتسارع قبضاته لمجرد التفكير بأنه قد يكون قد حدث له شيء سيء، حرکت رأسها بعد عدم استجابته للمرة الثالثة بنبرة بائسة وهي تطالع مريم مكررة قولها : مش بيرددد الفون بتاعه برورن پس درسلان مش برد یا طنط ......
تهاوت بجسدها على الكتبة التي خلفها تقول بخوف ممزوج بنيرة باكية وعيناها تتلالاً من
الدموع :-
انا خايفة اوي خايفة يكون حصل الرسلان حاجة يا طنط .
اقتربت مريم مبعدة هذه الأفكار وقد أحست هي الأخرى بشعور غريب نابع من أمومتها
تداعت عكس ما تشعر به وهي تقول :-
متقوليش كدة يا بنتي ... تفي من بوك
نهض الجميع عن الطاولة ما عدا نورهان ، فطيمة وهي تتمسك بالعصى التي تتكيء عليها
بمحاولة منها لنقض تلك الأفكار من عقل زمردة :
يا بنتي انتي عارفة رسلان وشغله جايز يكون باجتماع أو حاجة متعمليش بنفسك كدة .....
هنفت نورهان يمكر وصوت لا يسمع وهي تتابع ما يحدث :-
- ما لسا بدري الدراما مش دلوقتي ها تبتدي....
امسكت بخصلة شعرها الشقراء تلوح بها وهي تقول مغترة بنفسها :-
انا عاوزة اهني نفسي ع العقلية الفذة دي ... بصوا واتعلموا ازاي تضرب عصفورين بحجر واحد ......
اخرج هاتفه من جيبه على عجله وقام بالاتصال على الحارس الذي وكله بمراقبة هند :-
ابوا یا راجی هند هانم موجودة دلوقتي فين ؟؟؟ حالاااااااا اتأكدلي انها موجودة بالقصر او لا .....
هرول راجي الداخل القصر باحثا عن هند بعد عدة لحظات .....
يا باشا دورت بالقصر حنة حنة مفيش أثر ليها ....
اتسعت أعين امير بتوجس وهتف قائلا بصوت منخفض : ازاي مش موجودة في القصر يا كلب منك ليه انا مش قلتلكم مش عاوز تتزحزح من قصر الزفت ... ربنا يحرقكوا
اغلق المكالمة وشدد قبضته على الهاتف بغضب :-
غارت وراحت فين دي ؟؟ بس متكونش عملت حاجة الرسلان .....
التفت حوله ثم قرر المغادرة هم بالرحيل لتأتيه مريم واضعة كف يدها على ظهره وهي تقول
برجاء :-
رايح فين يا ابني استنى حتى تتطمن ع أخوك وبعدها تمشي ......
امیر مبتلعا" ريقه وقد شعر بأنه مقيد، فلا يستطيع المغادرة والتسرع ، اماء برأسه
مستجيبا" برجاء وفي داخله توجس وقلق ............
"" داخل مشفى التعافي ""
يقف عاقدا ساعديه امام صدره يتحدث مع الطبيب مستفسرا " عن حالة مصطفى ، هتف فادي بتساؤل :-
بتقصد يا دكتور ان القرف اللي كان يطفحه نظف من جسمه ...؟؟؟
اماء الدكتور رأسه مجيبا " :
فادي بيه المريض مصطفى من ساعة اللي جه عندنا وحالته مش مستعصيه اوي .
و دلوقتي يقدر يخرج من هنا بس عاوز مراقبة
فادي بتفهم قال بشكر وهو يوميء برأسه :-
متشكر لحضرتك يا دكتور انا ما تكلم معاه ..
"" في الداخل "".
دلف فادي للغرفة مقتربا " من مصطفى الذي كان يجلس على السرير :-
مبروووك يا مصطفى الدكتور صرح بخروجك وقت ما انت تعوز تقدر تخرج .....
مصطفى بملامح بائسة متذكرا" أن خروجه من هنا يعني ذهابه للسجن :-
- يعني خلاص انا ها خرج من هنا أروح السجن ع طول ان كان كدة انا مش عاوز اخرج هنا ارحم ....
فادي بمزاح وغمزة :-
ابوا هنا ارحم السجن مفيش ستات مش كدة ..؟؟
حمحم مصطفى بارتباك قائلا:
مقصدش كدة يا باشا .....
فادي مقاطعا" بنيرة جادة :-
ع العموم يا مصطفى انت مش ها تخرج من هنا وتروح السجن
مصطفی باستغراب وتساؤل :-
ازای یعنی یا باشا
فادي بابتسامة :-
الباشا رسلان العطار سامح بحقه وانت دلوقتي حر
مصطفى بسعادة لا تقدر بتمن :-
بصلاة النبي يا باشا بتتكلم جد ؟؟؟ يعني ايه ؟؟ يعني هو سامحني ع اللي عملته ومش
ها يسجني ؟؟؟
فادي وهو يومي، براسه :-
ابوا یا مصطفی مسامحك بس الباشا عنده شرط وهو أن انت ها تبقى بعيد عن أي حاجة بتخصه وبالذات مراته زمردة هانم ... مش بس كدة هو هايديك شغلانة محترمة وها تكسب منها أكل عيشك وتقدر تقول انها هي ها تفتحلك أبواب الجنة بالدنيا
مصطفى بعدم تصديق يكاد يقفز من على السرير بسبب السعادة التي امتلأت بقلبه، بعدما علم بأنه اصبح حر طليق بل ليس هذا وحسب وإنما منح حياة جديدة ، هتف قائلا بنبرة صادقة :-
الله اكبر ايه الكرم ده ده الباشا طلع راجل جدع اوي وابن اصول ربنا يديه ويكرمه واللهي ما اعرف ازاي هقدر ابص بوشه بعد اللي عملتهوله انا غلطت اوي اوي يا فادي باشا انا
مستهلش المعاملة دي منه بعد اللي عملته بيه .
فادي بهدوء وابتسامة : ومين فينا ما بيغلطش ؟؟؟ مفيش حد بالدنيادي يا مصطفى مبيغلطش الأهم من ده اننا تعترف بغلطنا وتعالجه.
حرك مصطفى رأسه موافقا " فادي وهو يقول :-
تصدق يا باشا ان انت والباشا رسلان العطار اجدع ناس انا معرفش ازاي اردلكم اللي عملتوه معايا ده متشكر ليكم بجدددد كثر خبركم
"" داخل فيلا رحيم السيوفي "
بدور نقاش حامي الوطيس بين أخ وأخته أحدهما متمسك بكبرياءه وعناده في الحب
والآخر منيقن من هذا الحب وبإصرار تام .......
انت بتهيب وبتقول اببيه يا عماااار ؟؟؟ اناااا؟؟ انا ولا يمكن الجوز معتز فاهم دي حاجة مستحيلة .
عمار غير مكترتا" لما تقوله هتف :-
وماله المستحيل يتحول ممكن مفيهاش حاجة دي كل حاجة مباحة بالحب هما بقولوا
كدة مش انا ....
ريم بقيظ من طريقته الباردة :-
يص يا عمار انا وصاحبك معتز مش ها نتجوز لو الدنيا كلها اتغريلت من الرجالة ومفضلش غیره مش هتجوز بیه برضوا
عمار بمثل وهو متأكد من حبها لمعتز :
ما بلاش یا ریم جووو الغرور بتاعك ده كلنا عارفين انتي بتحبي معتز قد ايه فكيها بقى . كلامي واضح واوي مش ها عيده انتي و معتز هتتخطبوا والنهاردة
ريم بسخرية ثم هتفت بتحذير : لا والله خفت بص يا عمار ملكش دعوة بيا وسيبك من
حياتي وركز وخليك بحياتك
عمار بنفاذ صبر وصوت عالي لفت انتباه امه لتأتي مهروله لأبنائها :-
اكتمي يا بنت ، وبطلي رغيك ده اللي ملوش لازمة اصلا جاتك القرف ....
اقتریت عفاف وهي تبادل نظراتها ما بين عمار وريم : ايبيه في ايبيه مال صوتك انت وهي جایب لآخر الشارع .... وانت يا عمار مالك بتزعق ع اختك كدة ليه ؟؟؟
ريم مستنجدة بأمها :-
تعالي يا ماما وبصي لأبنك بقول ايه
عفاف بتساؤل : خير بقول ايه يا ريم ؟؟؟
ريم محدثة امها تشكو لها : قال ايه قال يا ماما انا مش ها تجوز غير صاحبه ولو معوزتش
ده مفيش جوزاة نهاءي ينفع الكلام ده يا ماما بذمتك ؟؟
ضمنت عفاف بتفكير وقد استساغ لها ما سمعته موافقة لرأي ابنها بل مؤيدة للنهاية ، هتفت مدلية برأيها :-
طيب وانتي زعلانة ليه بقى ؟؟
ريم مسيلة عينيها باستغراب تنظر لأمها ، لتتابع عفاف قولها :-
كلام اخوكي مفهوش حاجة غلط يا ريم مش انتى بتحبيه للراجل وعاوزاه من زمان ، ليه متعصبة يا بنتي بالشكل ده ؟؟!!
ريم بقيظ وقد ضربت قدماها بالأرض ضغطت على أسنانها وهي تقول : مامااااا انتي تعرفی آن ده زمان انما دلوقتي خلاص ميحبهوش انتوا ليه مش عاوزين تفهموا ده .
قاطع هذا النقاش المحتدم بينهم صوت رنين هاتف عمار، رفع عمار حاجبه ومن ثم نظر الرسم وهو يقول مشيرا " لاسم معتز : ابن حلال
عمار بترحيب : اااااه يا صاحبي عامل ايه؟؟
معتز متحدثا : ازيك يا عمار عامل ايه ؟؟
عمار بضحكة : انا كويس يا حوب وهايفي كويس اوي النهاردة المسا
رفع معتز حاجبه بفضول وهو يقول :-
النهاردة بالليل !! ليه ها يحصل ايه المسا متكونش يا واد عاوز تتجوز !!!
عمار مبتعدا بعض الشيء عن ريم وامه :
استنی استنى كدة ، هو انت متقابلتش یا معتز انت ورسلان لحد دلوقتي ؟؟؟
معتز بنفي :-
اومال اتصلت بيك ليه عشان اسألك عن رسلان أصل بقالي من الصبح مستنيه واحد
دلوقتي مشرفش الباشا، وعمال اتصل عليه مش ببرد
صمت عمار يريبه وتفكير، معتز بتوجس من صمت عمار :
انت روحت فين يا ابني ؟؟ يقولك ايه انت مخبي حاجة مش كدة ؟؟ اصل سكونك ده
مبيجيش من وراه غير المصايب .... انطق يا عمار رسلان فين ؟؟
عمار مجيبا" : اصل النهاردة وصل طرد للشركة باسم شعبان الحكيم يبقى صاحب ابوه لرسلان ورسلان خرج من الشركة على أساس أن هيروح يقابل الراجل ده ......
هب معتز واقفا" وهو يقول :-
انت بتهرج مش كدة يا عمار ؟؟ ازاي تسيبه يروح لوحده انت غبي ؟؟؟
عمار بتبرير : اعمل ايه يا معتز انت تعرف عناد رسلان عامل ازاي و مفيش حد يقدر يكسر کلمته
معتز بعصبية يريد إنهاء المكالمة :-
ا اقفل دلوقتی یا عمار ........
عمار برجاء وطلب : معتز لو وصلك خبر من رسلان ابقى اتصل وطمني ...... لم يكمل جملته ليستمع لصوت إغلاق المكالمة .
معتز وقد عاود الاتصال مرة أخرى على رقم رسلان غمهم قائلا بتساؤل :-
روحت فین یا رسلان !!!
"" بعد مرور ساعة ""
تململ بجسده بحركة بطينة، ثم فتح جفونه المتناقلة بصعوبة لتبصر عيناه النور المشع بقوة في الغرفة، رفع كف يده على عيناه يحجب الإضاءة حتى يستعيد صحونه ، شعر ببروده في طرفه العلوي الجسده ليشيح نظره نحوه حملق بعيناه بقوة ثم قفز من على السرير ملتقطا" التيشيرت الصوفيه الموضوعة على الكرسي يرتديها ، رفع بداه يتحسس مكان الجرح الذي يشعر به في رقبته ليجده مغطى بلاصق طبي تضاعفت حيرته وتمتم وهو يشعر بأن ذاكرته في رحلة من الضياع والمتاهة آخر ما يتذكره هو أنه فقد توازنه بعد تلقيه لضربة قوية على الجزء الخلفي من عنقه، وخيالات رجل متلاشيه دقة ملامحه عن ذاكرته ........
هتف قائلا والحيرة تعصف به فهو الآن بداخل شقته بأكثر من سؤال :-
ايه ده !! انا ازاى جيت هنا !!! ازای ده حصل !
رفع كف يده يفرك جبينه ضاغطا" عليه بشده :-
با رب انا مش فاكر حاجة !!
خرج من الغرفة يبحث بالشقة بأكملها، لا يوجد أحدا! دارت عيناه باحثا عن هاتفه ليعود.
بأدراجه للغرفة مرة أخرى ، انحنى يسحب هاتفه الذي أوشك على الوقوع من جيب جاكيته
الجلدي الأسود ، هتف بتذمر بعدما وجده مغلق :-
وبعدين مع أم الحظ المهيب ده !!!
توجه للخارج ووضع الهاتف بالشحن ما هي الا ثواني حتى عاد تشغيله، ضيق ما بين عينيه وهو يرى الكم الهائل من المكالمات :-
انا حاسس نفسي تايه اوي ، مش عاوز اتكلم مع زمردة واشغل دماغها هاكلمها بعدين ...... اول ما تبادر على ذهنه هو الاتصال على معتز وطلب منه المجيء على الفور لشقته ، مرت
ربع ساعة حتى استطاع معتز الوصول للشقة ، دلف قائلا بعتاب :-
انت فين من الصبح ؟؟؟ مش كنت تقول ان انت هنا بالشقة بتاعتك
رسلان بتنهيدة متوجها" نحو الأريكة :-
- شوية يا معتز انا جايبك هنا مش عشان عاوزك تنفخ دماغي ...
معتز وقد لفت انتباهه الجرح الذي في عنقه، هتف بتساؤل : هو انت اتخانقت تاني يا
رسلان ؟؟ ايه الجرح اللي يرقبتك ده ؟؟
رسلان مغمضا" عيناه بتعب وجهل :-
معرفش یا معتز معرفش ايه اللى حصل بالزبط انا كل اللى فاكره الى روحت اقابل واحد ع اساس ان هو صاحب بابا ، بعدها في حد جه من ورا ظهري وضربني بحاجة مش فاكر ايه اللي حصل بعد كدة غير اني فقت لقيت نفسي هنا بالشقة بتاعتي !!
معتز بسخرية : والله جه اليوم اللي اشوفك بيه يا صاحبي مضروب كدة ومش اي ضربة دي ضربة ع دماغك مثقلين العيار عليك يا صاحبي ....
رسلان بغيظ وحنق من كلام معتز :
تصدق الحق مش عليك الحق ع اللي اتصل بيك .....
معتز باعتذار :-
خلاص يا بني متزعلش ده انا كنت بهزر متبقاش قافش كدة
رسلان بضيق : هو ده وقت الهزار يا معتز ؟؟ يقولك انا اتغفلت عارف يعني ايه اتغفلت ؟؟
كل اللي أعرفه دلوقتي إن في مصيبة ها توقع ع دماغي .......
كاد معتز أن يعترض على ما قاله رسلان لولا تلك الرئة التي صدرت من هاتف رسلان معلنة عن وصول رسالة من أحد ما ... صمت رسلان للحظة تم نفخ ماسحا" على وجهه ناظرا" المعتز :
مش بقولك في مصيبة ......
نهض متوجها" لهاتفه يلتقطه وهو يمعن النظر به فاتحا" إشعار الرسالة التي وصلت له . لتبدأ اصابعه تقلب المحتوى بنظرات مصدومة، تجمدت أطرافه واحمرت عيناه العسليه .
رفع حاجبه وهتف بنبرة مذهولة :- ايه ده !!!
أضاف باستنكار للذي تراه عيناه ومن ثم هتف بصوت غليظ وعيناه قائمة :-
انا يتلعب على لعبة رخيصة زي دي !!! اللي عمل كدة فتح على نفسه أبواب جهنم وحياة ابويا
معتز متعجبا من قول رسلان اقترب ملتقطا " الهاتف لتححظ عيناه بصدمة ، اهنز الهاتف معلنا" عن رسالة أخرى وقعت أعين معتز عليها ليقرأها على مسامع رسلان محتواها :
"" الصور دي يقت عند حبيبة القلب "" ..............
