رواية عشق ودموع الفصل الخامس 5 بقلم سوسو أحمد


رواية عشق ودموع الفصل الخامس بقلم سوسو أحمد 

 حين التي لا تُرى المسافه 


استيقظت مريم ذلك الصباح بإحساس غريب بالهدوء، هدوء لا يشبه الطمأنينة، بل يشبه لحظة السكون التي تسبق العاصفة. كانت تعرف في داخلها أن شيئًا ما تغيّر، ليس حولها، بل فيها. نظرت إلى السرير المجاور، يوسف لم يكن موجودًا، سمعت صوته الخافت يأتي من المطبخ، يتحرك بهدوء، كعادته، كأن الليلة الماضية لم تترك أثرًا واضحًا، أو كأن كل شيء ما زال قابلًا للإصلاح.


خرجت إليه، تبادلا صباحًا عاديًا، كلمات قليلة، ابتسامات محسوبة، لا جفاء ولا دفء زائد. ذلك التوازن الهش جعلها تشعر أن العلاقة بينهما صارت أشبه بغرفة مرتبة أكثر من اللازم، لا شيء في غير مكانه، لكن لا روح فيها. يوسف كان مهتمًا، حاضرًا، يسألها عن يومها، عن خططها، وهي تجيب، لكن جزءًا منها كان يراقب المشهد من الخارج، كأنها ضيفة في حياتها نفسها.


في طريقها إلى العمل، حاولت أن تستعيد إيقاعها القديم، أن تُقنع نفسها أن ما تمر به مجرد مرحلة، تعب، ضغط، لا أكثر. لكنها كانت تعرف، بصدقٍ مؤلم، أن بعض المراحل لا تمر… بل تستقر.


في المكتب، لاحظت الغياب بوضوح أكبر. مكتب آدم كان خاليًا، اسمه لم يُذكر، حضوره اختفى بطريقة منظمة، وكأن الإدارة قررت محو أثره تدريجيًا احترامًا لقراره. لم تشعر بالارتياح كما توقعت، بل بشيء يشبه الفقد المؤجل، ذلك النوع من الفقد الذي لا يُعلن عن نفسه، لكنه يعمل في الداخل بصمت.


حاولت التركيز، انغمست في العمل، الأرقام، الملفات، الاجتماعات، لكنها كلما شعرت أنها عادت لنفسها، تسلل سؤال صغير خبيث:


هل البُعد علاج… أم مجرد تأجيل؟


في استراحة الغداء، جلست وحدها لأول مرة منذ فترة، لم تشارك أحدًا الحديث، اكتفت بمراقبة الوجوه، الضحكات، التفاصيل اليومية البسيطة، وشعرت أن الجميع يعيش حياة واضحة الاتجاه، بينما هي تقف عند مفترق لا تملك فيه الشجاعة للسير، ولا الراحة للبقاء.


في المساء، عادت إلى البيت، يوسف كان بانتظارها مرة أخرى. جلسا يشاهدان التلفاز، كتفه قريب من كتفها، المسافة الجسدية صغيرة، لكن المسافة الداخلية كانت واضحة أكثر من أي وقت مضى. شعرت أنها لو مالت قليلًا ستكذب على نفسها، ولو ابتعدت ستجرحه، فبقيت كما هي، في المنتصف، المكان الأكثر إرهاقًا.


قال يوسف فجأة، دون مقدمات:


— مريم… إحنا كويسين، صح؟


سؤال بسيط، لكنه أربكها. نظرت إليه، حاولت أن تجد إجابة لا تكذب فيها ولا تفتح أبوابًا لم تُقرر فتحها بعد، فقالت بهدوء:


— إحنا بنحاول.


ابتسم ابتسامة خفيفة، لم يضغط، لم يسأل أكثر، لكنه شد على يدها قليلًا، وكأن اللمسة كانت محاولة أخيرة للتأكد أنها ما زالت هنا.


في تلك الليلة، عادت مريم إلى الشرفة، المكان الذي صار ملاذها الوحيد. لم تمسك الهاتف، لم تنتظر رسالة، فقط جلست مع أفكارها، ومع حقيقة بدأت تتضح ببطء:


أنها لم تعد تبحث عن شخص، بل عن إحساس، إحساس كانت تظن أنه رفاهية، فاكتشفت أنه ضرورة.


وفي مكان آخر، كان آدم يبدأ يومه الأول بعيدًا، يحاول أن يقنع نفسه أن القرار كان صائبًا، أن الابتعاد حماية لا هروب، لكنه، رغم انشغاله، وجد نفسه يتساءل للمرة الأولى بصدق:


هل يمكن للإنسان أن يبتعد جسديًا… ويبقى حاضرًا بهذا العمق؟


انتهى اليوم، ولم يحدث شيء يُذكر، لا مواجهة، لا اعتراف، لا قرار.


لكن ما لم يحدث كان أثقل مما حدث.


لأن المسافة بين مريم ويوسف اتسعت خطوة أخرى دون أن يتحرك أحد،


ولأن اسم آدم، رغم الغياب، صار أكثر حضورًا في وعيها… لا كاختيار، بل كسؤال مفتوح.


كانت تعرف، وهي تغلق عينيها تلك الليلة، أن الصمت لم يعد مجرد حماية،


بل صار اعترافًا مؤجلًا،


وأن الأيام القادمة لن تترك لها رفاهية الوقوف في المنتصف طويلًا


لم تنم مريم سريعًا تلك الليلة. أغلقت عينيها، لكن عقلها ظل مستيقظًا، يعيد ترتيب المشاهد، الكلمات، الصمت، كأنها تشاهد فيلمًا تعرف نهايته لكنها ترفض الاعتراف بها. كانت تشعر أن قلبها لم يعد مكانًا آمنًا، لا ليوسف ولا لآدم، ولا حتى لها هي.


في منتصف الليل، استدارت على جانبها، سمعت حركة خفيفة في الغرفة المجاورة، يوسف كان مستيقظًا هو الآخر. لم يدخل، لم ينادِ، ترك المسافة كما هي، واحترمها أكثر مما كانت تحتمل. ذلك الاحترام بالذات كان يؤلمها، لأنه يجعلها تشعر بالذنب دون اتهام، وبالخطأ دون صراخ.


مع مرور الأيام، صار الروتين أكثر هدوءًا، وأكثر ثقلًا. يوسف لم يتغير، بل ربما زاد اهتمامه، دقته في التفاصيل، حرصه على ألا يضغط، ألا يطلب، ألا يواجه. كانت ترى ذلك وتدركه، وتشعر أن كل تصرف منه هو حبل إضافي يلف حول قلبها، لا ليخنقها، بل ليذكّرها بما قد تخسره.


في العمل، بدأت تلاحظ نفسها أكثر. تلاحظ كيف تسرح فجأة، كيف تتوقف يدها فوق لوحة المفاتيح دون سبب، كيف تقرأ الرسالة الواحدة أكثر من مرة دون أن تستوعبها. لم يعد الغياب مجرد فراغ، بل صار حضورًا معاكسًا، يفرض نفسه في اللحظات الهادئة تحديدًا.


ذات مساء، وبينما كانت تعود إلى بيتها، وجدت نفسها تتوقف عند إشارة المرور أطول من اللازم، تنظر إلى الناس وهم يعبرون، كل واحد يعرف وجهته، أو على الأقل يتحرك نحوها. شعرت بحسد خفي، ليس لأنهم سعداء، بل لأنهم يسيرون، بينما هي واقفة عند فكرة واحدة لم تُحسم.


قالت لنفسها بصوت خافت:


أنا مش تايهة… أنا بس متأخرة عن نفسي.


في تلك الليلة، حاول يوسف أن يفتح حديثًا أطول. جلس إلى جوارها، حكى عن يومه، عن موقف بسيط في العمل، ضحك قليلًا، حاول أن يستعيد المساحة التي كانت بينهما يومًا طبيعية. شاركته الضحك، لكن قلبها لم يلحق بابتسامتها. لاحظ ذلك، لكنها هذه المرة رأت في عينيه شيئًا جديدًا… قبولًا مؤلمًا لفكرة لم ينطقها بعد.


قبل أن يناما، قال بهدوء:


— لو في يوم حسيتي إنك محتاجة وقت… قولي.


التفتت إليه بسرعة، كأنها فوجئت من اقتراح لم تكن مستعدة لسماعه. سألته:


— وقت إيه؟


ابتسم ابتسامة باهتة وقال:


— أي وقت… لنفسك.


لم تجبه. فقط أومأت. لكن قلبها خفق بعنف. لأنها أدركت أن يوسف، دون أن يدري، فتح بابًا كانت تخشى الاقتراب منه.


وفي مكان آخر، كان آدم ينهي يومه الطويل. المدينة الجديدة لم تكن قاسية، لكنها لم تكن دافئة أيضًا. جلس في غرفته، فتح هاتفه، توقّف عند اسمها، لم يفتحه، لم يكتب، لكنه لم يحذفه. أدرك أن الابتعاد لم يُنهِ شيئًا، بل وضعه في مكان أوضح، مكان لا يملك فيه سوى الصدق مع نفسه.


قال بصوت منخفض، كأنه يعترف:


أنا ما مشيتش علشان أنسى… مشيت علشان ما أضعفش.


ومع كل يوم يمر، كانت المسافة التي لا تُرى تكبر.


مسافة لا تُقاس بالخطوات،


ولا بالكلمات،


بل بالأشياء التي لم تُقال بعد،


وبالقرارات التي تنتظر لحظة شجاعة… لا أكثر.


وكان واضحًا أن تلك اللحظة تقترب.


في تلك الليلة، وبينما كانت مريم تحاول أن تنام، رنّ هاتف يوسف. رنّة واحدة فقط… لكنها اخترقت السكون كطلقة. تجمّد الاثنان في مكانهما. يوسف لم يمد يده فورًا، كأنه تردّد، وكأن داخله إحساس غامض أن تلك الرنّة ليست عابرة. نظرت مريم إلى الهاتف دون وعي، لم تحاول أن ترى الاسم، لكنها شعرت بانقباض حاد في صدرها، كأن شيئًا ما انكشف قبل أن يُقال. أجاب يوسف أخيرًا بصوت منخفض:


— أيوه؟


استمعت مريم، لا للكلمات، بل لتغيّر نبرة صوته. ثوانٍ مرت، ثم قال:


— تمام… حاضر.


أنهى المكالمة، ظل ممسكًا بالهاتف، لا ينظر إليها، ولا يعود إلى مكانه. سألته بهدوء متوتر:


— في حاجة؟


التفت إليها، وفي عينيه شيء لم تره من قبل… حذر، ودهشة، وربما بداية فهم. قال:


— الشركة… المشروع اللي كنتي شغالة فيه.


تسارعت أنفاسها:


— ماله؟


تردد لحظة، ثم قال:


— آدم راجع.


شعرت مريم أن الأرض تميد تحتها. لم يكن الخبر صدمة بقدر ما كان اعترافًا صريحًا بأن كل ما حاولت دفنه ما زال حيًا. حاولت أن تبدو متماسكة، سألت:


— راجع… إزاي؟


— الإدارة طلبته. واضح إن النقل كان مؤقت.


ساد الصمت، ذلك الصمت لم يكن فراغًا، بل امتلاءً خانقًا بكل ما لم يُحسم. يوسف نظر إليها أخيرًا، نظرة طويلة، كأنه يرى الصورة كاملة للمرة الأولى. لم يسأل، لم يعلّق، فقط قال بهدوء موجع:


— شكل الأيام الجاية… مش هتعدّي بسهولة.


لم ترد، لأنها في تلك اللحظة أدركت أن المسافة التي لا تُرى لم تعد صامتة… بدأت تتحرك. وفي مكان آخر، كان آدم يغلق حقيبته، هاتفه في يده، يقرأ رسالة قصيرة من الإدارة. لم يبتسم، لم يتفاجأ، فقط زفر ببطء وقال لنفسه: واضح إن في قصص… ما بترجعش فجأة. بترجع لما نكون جاهزين نواجهها. وفي تلك اللحظة، كانت مريم تقف عند نافذة غرفتها، تنظر إلى الليل، تشعر أن كل الطرق التي حاولت تأجيلها بدأت تتقاطع أمامها دفعة واحدة. لم يكن هذا لقاءً بعد… لكنها كانت متأكدة أن القادم لن يسمح لها بالاختباء.


لم تُغلق مريم النافذة فورًا. ظلّت واقفة، كأنها تخشى أن تعود للغرفة فتعود معها كل الأسئلة دفعة واحدة. الليل في الخارج كان هادئًا على غير عادته، هدوء مخادع، يشبه الهدوء الذي يسكن القلوب قبل أن تُجبر على الاختيار. وضعت يدها على الزجاج البارد، وهمست دون أن تشعر:


— ليه دايمًا الحاجة اللي بنهرب منها… هي اللي بترجع؟


في الداخل، كان يوسف يجلس على حافة السرير، رأسه منحني قليلًا، وعيناه مثبتتان على الفراغ. لم يشعر بالغضب، ولا الغيرة الصريحة، بل بشيء أثقل… شعور رجل أدرك أن قلب المرأة التي بجانبه لم يعد مكانًا مضمونًا. تذكّر كل اللحظات الصغيرة، كل الصمت الذي تجاهله، كل مرة اختار فيها التهدئة بدل المواجهة. وسأل نفسه للمرة الأولى بصدق مؤلم:


هل كنت بحميها… ولا بأجّل الخسارة؟


عادت مريم إلى الغرفة أخيرًا. تبادلا نظرة سريعة، لم تحمل عتابًا ولا دفئًا، فقط وعيًا جديدًا بأن شيئًا ما انكسر بصمت. تمددت على السرير دون كلمة، واستدار كلٌّ منهما إلى جهةٍ مختلفة، وبينهما مسافة صغيرة في الجسد، لكنها بدت كمسافة لا تُجتاز.


وفي تلك اللحظة تحديدًا، أدركت مريم أن عودة آدم لم تكن مجرد حدث عابر، بل علامة. علامة على أن الحياة لن تمنحها مزيدًا من الوقت لتتظاهر بأنها بخير. أغمضت عينيها، وقلبها يخفق بإيقاع لم تعهده من قبل، ليس خوفًا… بل انتظارًا.


في مدينة أخرى، أنهى آدم تجهيز حقيبته، أغلق الضوء، وجلس على السرير للحظة أخيرة قبل النوم. لم يفكر كثيرًا، لكنه شعر بثقل غريب في صدره، ثقل شخص يعرف أن الرجوع لا يعني البداية من جديد، بل المواجهة. قال لنفسه بصوت خافت:


— المرة دي… يا أكون صادق، يا ما أرجعش تاني.


أطفأ الهاتف، لكن اسمها ظل حاضرًا، لا على الشاشة، بل في الوعي.


وهكذا انتهت الليلة، لا باعتراف، ولا لقاء، ولا قرار…


لكن بخطوة أولى نحو اقترابٍ لا يشبه الأمان،


اقتراب يختبر القلوب،


ويكشف من سيبقى… ومن سيتراجع.


ومع انطفاء الضوء في تلك الليلة، لم تكن مريم تعلم أن ما تعيشه الآن ليس ذروة الألم… بل بدايته فقط.


لم تكن تعرف أن عودة آدم لم تكن لتجمع، بل لتفصل أكثر،


وأن القدر أحيانًا يُعيد الأشخاص لا ليمنحهم فرصة،


بل ليختبر قدرتهم على الفقد مرة أخرى.


مرت الأيام بعدها ثقيلة، متشابهة، كأن الزمن تعمّد أن يبطئ خطواته.


آدم عاد إلى العمل، لكن لم يحدث اللقاء.


كلٌّ منهما كان قريبًا بما يكفي ليشعر بالآخر،


وبعيدًا بما يكفي ليتجنّب المواجهة.


ثم… حدث ما لم يكن في الحسبان.


قرار مفاجئ.


سفر لم يُناقَش طويلًا.


وحقيبة أُغلقت على أسئلة لم تجد إجابة.


غادر آدم مرة أخرى…


لكن هذه المرة، لم يكن هروبًا،


كان اقتلاعًا كاملًا من الجذور.


عشر سنوات مرّت.


عشر سنوات تغيّرت فيها مريم أكثر مما تخيّلت يومًا.


لم تعد تلك الفتاة التي تقف في المنتصف.


كانت الآن امرأة عبرت خسارة زواجها من يوسف،


الرجل الذي كان حب عمرها،


وانتهى بينهما كل شيء دون ضجيج…


كما بدأ، بصمت موجع.


وفي تلك السنوات، لم يكن آدم حاضرًا،


ولا غائبًا تمامًا.


كان ذكرى مؤجلة،


وسؤالًا مؤلمًا،


واحتمالًا لم يُغلق بابه.


لم تكن تعرف أن القدر، الذي فرّقهم ذات يوم،


كان يعيد ترتيب المشهد بهدوء…


لينتقم، أو لينصف، أو فقط ليُكمل لعبته.


وفي اللحظة التي ظنّت فيها أن كل شيء انتهى،


كان آدم يعود…


لكن ليس كما كان،


ولا في توقيتٍ رحيم.


وهنا، فقط هنا،


ستكتشف مريم الحقيقة الأصعب:


أحيانًا، لا يكون الفِراق لأن العاشقين لا يحبون بعضهم،


بل لأن القلوب العاشقة تقع في أقدارٍ لا ترحم،


أقدار توجع قلوبهم…


لتكشف لهم أقدارًا أخرى.


في تلك الليلة، لم يحدث شيء يُذكر، لم تُرفع أصوات، ولم تُكسر أشياء، ولم تُنطق كلمات فاصلة، لكن شيئًا ما كان يتهاوى ببطء داخل مريم، شيء لا يُسمع صوته وهو ينكسر. نام يوسف على بُعد خطوات منها، لكنها شعرت للمرة الأولى أن بينهما سنوات كاملة، سنوات من الصمت، ومن الأسئلة التي لم تجد شجاعة الخروج. أغمضت عينيها، وحاولت أن تقنع قلبها أن عودة آدم مجرد صدفة، وأن الماضي لا يملك حق الرجوع، لكن قلبها لم يكن طفلًا لتخدعه الكلمات. كانت تعرف أن بعض الأبواب حين تُفتح مرة ثانية لا تُفتح لتُغلق بسلام، بل لتسحب خلفها كل ما حاولنا دفنه. وفي تلك اللحظة، بين نبضة قلب وأخرى، أدركت مريم الحقيقة التي كانت تهرب منها طويلًا: أن المسافة التي لا تُرى لم تعد بينها وبين آدم، بل بينها وبين نفسها، وأن القادم لن يكون اختبار حب، بل اختبار قرار، قرار سيغيّر كل شيء، حتى الأشياء التي ظنت أنها انتهت. فتحت عينيها على ظلام الغرفة، وتنفسّت بعمق، كأنها تستعد لمعركة لم تخترها، لكنها لم تعد تملك رفاهية الهروب منها. وفي مكانٍ آخر، كان القدر يبتسم بصمت، لأنه أخيرًا وضع الجميع على حافة الاختيار.

الفصل السادس من هنا

stories
stories
تعليقات