رواية طلب طلاق الفصل السادس 6 بقلم منه سلطان

 

 

 

رواية طلب طلاق الفصل السادس بقلم منه سلطان

_إلحقني يا سليم؟؟، إلحقني يا ابني...حياة وقعت مني ومبتنطقش!!

_حياة!!

نطقت الاسم بلهفة وبدون شعور مني كانت رجلي بتسبقني لبيتها، كنت بتحرك بإتجاه البيت وأنا الخوف والرُعب متمكنين تمامًا مني وعقلي شبه اتوقف عند الجملة اللي سمعها من ثواني بس...

كان باسم بيجري ورايا وهو مش فاهم اللي بيحصل لكنه سألني برعب:
_فيه إيه يا سليم ؟؟، استنى يا ابني إيه اللي حصل؟؟!

بصتيله وأنا شبه لسة مستمر بسابق الريح لكني رديت عليه بصعوبة:
_حياة يا باسم، حياة مش كويسة..

كنا وصلنا خلاص للعمارة اللي ساكنة فيها حياة وقبل ما ندخلها كان باسم قال وهو بيحاول يطمني:
_طب خير إن شاء الله، هي بإذن الله هتكون كويسة، حاول بس أنتَ تهدأ. 

مكنتش مركز مع أي حاجة وأنا باخد درجات السلم كلها في لحظات لحد ما وصلت للشقة..اكتشفت اني حتى مش قادر أخبط على الباب فقرب باسم واللي بمجرد ما خبط على الباب كانت فتحت لنا حماتي اللي إتكلمت برعب وهي بتعيط أول ما لمحتني:
_تعالى بسرعة يا سليم ساعدني، هي واقعة يا ابني جوا، مرة واحدة دخلت عليها لقيتها واقعة ومبتنطقش.!!

سمعت كلامها وأنا حاسس إن خلاص دي هي النهاية بجد واللي للأسف كانت أقرب مما توقعت، دخلت ببطء على عكس السرعة اللي كنت بجري بيها من شوية وكأني فقدت قدرتي على الحركة!!.

عشان أشوف مشهد مؤلم تاني...كانت حياة واقعة على الأرض وملامحها شاحبة كليًا وجسمها زي ما يكون ضعف فجأة!!، وكأنها مش حياة!

قربت منها وأنا شبه بقدم رِجل وبأخر التانية، ولما وصلت لها نزلت لمستواها وأنا بحاول أرفعها بضعف ولساني بيكلمها بهمس وحنان وكأنه بيعتذر منها عن كل الآسى اللي بتعيشه:
_حياة، قومي يا حبيبتي، اصحي وفوقي معايا .

كنت ببكي وأنا ببص لملامحها اللي كانت بتشبه الأموات بقهر!، حياة البنت اللي كانت بضج بالحياة والتفاؤل واللي كانت مبتبطلش ضحك..فجأة كده وبدون سابق إنذار بقت عبارة عن نسخة ميتة فاقدة لكل معاني الحياة ...

فضلت على نفس الوضع وأنا حاضنها وببكي بقهر، لحد ما فُقت على صوت امها اللي نبهني للموقف واللي فجأة جدد فيا القوة اللي قدرت بيها اتغلب على مشاعري واشيلها واجري على عربية باسم اللي كان جاب العربية فحطتها على الكرسي اللي ورا وجنبها ماما وأنا بكلم باسم بسرعة وقلق:
_اطلع على أي دكتورة نفسية بسرعة يا باسم.

ركبت العربية جنبه من قدام وعلى ايدي بنتي في الوقت اللي كان بيجاوب فيه عليا بتوضيح:
_معرفش دكاترة نفسيين يا سليم، وبعدين دول المفروض تحجز عندهم الأول أصلًا، ده غير إن الساعة لسة 7 الصبح!، دكتور إيه اللي هيبقى فاتح دلوقتي؟!

رديت عليه بعصبية وأنا عيني عليها:
_معرفش...أعمل اي حاجة واتصرف، أهم حاجة نلحقها. 

وفعلًا في خلال ثواني بس كان قدر باسم بسبب معارفه يتصل على دكتورة ويكلمها واللي قالتله على مكان عيادتها، فإتحركنا فعلًا للمكان واللي كانت مستنيانا الدكتورة قدامه..

دخلت أم حياة مع الدكتورة أوضة جانبية في العيادة وفضلت أنا واقف على أعصابي مع باسم اللي أخد مني البنت برا، جزء مني كان قلقان وخايف بسبب إني جايبها عند دكتورة نفسية بدل أي دكتور بشري لكن كان فيه احساس قوي جوايا بيقولي إن حياة مش محتاجة غير لدكتور نفسي...

فضلنا على نفس الوضع لمدة نص ساعة تقريبًا لحد ما خرجوا، فإتحركت ناحيتهم وأنا بسأل الدكتورة بقلق:
_مراتي مالها يا دكتورة؟؟، هي هتبقى كويسة؟!

تجاهلت سؤالي وسألت هي بدهشة:
_أنا عايزة أفهم الأول هي كده من امتى؟!، وكده قصدي بيه مبتاكلش وشاردة وعلى الحالة دي؟

ورغم خوفي من كلام الدكتورة اللي كان واضح أنه ميطمنش إلا اني جاوبتها بإرتباك:
_حياة يا دكتورة بقالها فترة من بعد الولادة تقريبًا وهي شبه أكلها خف خالص، ومؤخرًا حالتها النفسية بدأت تبقى تحت الصفر مع عصبية دايمة منها ، ده غير أنها بتتخيل حاجات مبتحصلش، لدرجة أنها بدأت تكره البنت وامبارح كانت هتأذيها.

فردت الدكتورة بإستغراب وقالتلنا:
_ده واضح أوي أنه اكتئاب ما بعد الولادة!، ازاي محدش فيكم خد باله؟!

خوفي من كلام باسم وشروق امبارح بقى واقع ملموس للأسف دلوقتي، سكوتي خلى ام حياة ترد عليها بحزن وتوضحلها:
_للاسف مكنش حد فينا عنده علم بالموضوع ده، إحنا تقريبًا استنتجنا ده امبارح بس والسبب في التأخير هو أنها كانت دايمًا قافلة على نفسها ومبتكلمش حد وكانت رافضة الأكل خالص.

_حضرتك ده طبيعي، المريضة حاليًا بتعاني من اكتئاب اسمه" اكتئاب ما بعد الولادة "، وده غالبًا بيحصل للأم الجديدة واللي بتبقى أول مرة ليها في الإنجاب!

سألها باسم:
_وده ايه أسبابه؟؟!

هزت الدكتورة رأسها بشفقة لما حست إننا فعلًا منعرفش حاجة عن نوع المرض وقالت بنبرة هادية:
_أسبابه كتير، وأهمها أن الأم بعد الولادة هرمونات الأنوثة الخاصة بيها بتبدأ تخف تدريجيًا وده بيعمل تقلبات مزاجية زي العصبية وغيرها، وممكن تكون بسبب الضغط النفسي والمسؤولية الكبيرة اللي بتتحط فيها الأم زي الأمومة، والسبب التالت واللي أنا برجحه طبعًا هو إن الأم ليها تجربة سابقة مع الإكتئاب بحيث أنها اتعرضت قبل كده لإكتئاب، وأسباب غيرها كتير طبعًا .

كان كل كلام الدكتورة صح ومع كل كلمة كانت بتقولها كنت بتأكد فعلًا إن حياة فعلًا في مرحلة اكتئاب وكنت متأكد من السبب التالت ، أم حياة كانت أول واحدة تعلق على كلام الدكتور فسألتها بصدمة:
_وده ممكن يوصلها أنها تحاول تخنق بنتها يا دكتورة؟!

ردت الدكتورة ببساطة وقالتلها:
_أكيد، وده على حسب مرحلة الإكتئاب اللي وصلت ليها الأم واللي طبعًا مع الوقت بتزيد وبتوصل أنها تبقى أخطر.

اتفاجئنا من البساطة اللي بتتكلم بيها الدكتورة لكني في النهاية حاولت أستوعب صدمتي فسألتها:
_وحياة يا دكتورة وصلت لأي مرحلة بالظبط؟!

اتنهدت قبل ما تجاوبني بطريقة مُبسطة:
_اكتئاب ما بعد الولادة بينقسم ل 3 أنواع يا أستاذ سليم، أول نوع بيبقى اكتئاب خفيف وده بيحصل مع أغلب الأمهات إن ماكنش نسبة كبيرة منهم وده بيخليهم بيعيطوا وفي قلق طول الوقت، بس بعدها بيختفي، والنوع التاني زي النوع الأول بس بيبقى أشد حاجة بسيطة وده ممكن يحتاج لتدخل طبي بس مش لازم، أما النوع التالت بقى اسمه اكتئاب ما بعد الولادة الشديد، وده النوع الأخطر فيهم وده أعراضه بتوصل أن المريضة تفكر أنها تأذي نفسها أو الطفل وبتبتدي تهذي وتتخيل حاجات مبتحصلش وتنفضل عن الواقع واحدة واحدة، وكده المفروض انها تتعرض على دكتور نفسي وممكن يوصل بيها الأمر أنها تتحجز في المستشفى كمان.

كنت بسمع كلامها ولا إردايًا مني كنت حاسس بالعجز ومع وصولها لآخر جزء من كلامها قاطعتها بإدراك:
_وده اللي بتعاني منه حياة.

هزت رأسها بتأكيد وكملت:
_بالظبط، بس بسيطة ان شاء الله، كل المطلوب من حضراتكم بس انكم تدعموها نفسيًا وطبعًا هتحتاج لكورس تأهيل نفسي مع العلاج، وبإذن الله هترجع أحسن من تاني، بس نصيحة مني واضح إن المريضة ليها سجل سابق في الإكتئاب فياريت حضراتكم تتعاملوا مع الموضوع ده لأن العلاج لوحده مش كفاية وهي محتاجة دعم، خاصًة أن عقلها لسة منسيش اللي عاشه.

بعد كلامها سكتنا تمامًا وكأننا مبقاش فينا حيل نتكلم خلاص، على عكس باسم اللي رد على الدكتورة وقال:
_تمام يا دكتورة، اللي حضرتك شايفاه أعمليه وإحنا هنعمل كل اللي حضرتك قولتي عليه.

********
بعد انسحاب الدكتورة عشان تعمل إجراءات النقل لحياة بعد ما أكدنلها نيتنا أنها تدخل مستشفى للأمراض النفسية، استأذنت من الدكتورة إني اشوفها وده بعد ما جبتلها أكل طبعًا وأكدتلها اني الوحيد اللي هقدر اخليها تاكل..

دخلت راسي من الباب وأنا بطلب منها بمشاكسة:
_ممكن أدخل؟!!!

بصتلي بقرف ومردتش بس لما لاقتني دخلت وقعدت على الكرسي قدامها اتكلمت بعصبية:
_أنت جاي هنا ليه؟؟، إحنا مش إتطلقنا وكل واحد راح لحال سبيله!!، راجع تطفل ليه بقى على حياتي؟؟!

فتحت عيني على آخرها بصدمة وأنا بسألها:
_أتطفل؟؟، جبتي الكلمة دي منين يا حياة؟!

تجاهلت صدمتي وشاورتلي على الباب بنفس العصبية وهي بتتكلم:
_أمشي اطلع برا.

قابلت عصبيتها ببرود وأنا برتاح في قعدتي على الكرسي اكتر:
_لا أنا قاعد هنا شوية، برا شمس وأنتِ عارفة بشرتي حساسة وبتتأثر بسرعة.

_أنتَ مبتحسش بقولك اطلع برا، أنا مش عايزة أشوف وشك ولا وش أي حد منكوا.

_طب وشهم هما وعذرك بصراحة، إنما وشي أنا الحلو المسمسم ده مبقاش عاجبك ليه؟!

ابتسمت بإستخاف قبل ما تقصف جبهتي بسهولة:
_مين اللي ضحك عليك وقالك أنك حلو وأنتَ شبه القرود؟؟

كررت الكلمة وراها بصدمة اكبر:
_قرود؟؟؟!!!

هزت رأسها بمنتهى الهدوء وبعدين اتكلمت وقالت ببساطة:
_هو أنتَ متعرفش إنك ساعات بتتحول وبتبقى شبههم ولا إيه؟!

حاولت اتجاهل نظرة الصدق اللي كانت في عينيها وأنا بجاوبها بسخرية:
_عمومًا هزارك بقى بايخ، وبعدين هو أنا مش ميت مرة قولتلك تبطلي تحاولي تهزري تاني عشان كل محاولاتك بتفشل ومبتضحكيش برضه في الآخر!. 

رجعت لنفس العنجهية واللي حقيقي مش عارف جبتها منين:
_وأنتَ تبقى مين أصلًا عشان أهتم أضحكك؟!

رديت ببساطة:
_أنا سليم حبيبك.

هزت رأسها ورجعت تشاور على الباب:
_أمشي أطلع برا.

هزيت رأسي ببراءة شديدة خلتها تبصلي بشك، وبعدين قدمت منها الأكل وأنا بقولها:
_مش همشي غير لما تاكلي الأكل ده كله، ساعتها بس همشي من هنا خالص وهريحك.

ردت بعصبية كعادتها:
_مش عايزة أكل، وملكش دعوة بيا.

رجعت اهز رأسي ببراءة واتكلمت تاني ببرود:
_خلاص يبقى أنا هفضل قاعد من هنا لحد ما تزهقي وتاكلي، أن شاء الله نقعد للأسبوع الجاي...معنديش مانع .

وفي خلال ثواني بس كانت سمعت الكلام وبدأت تاكل فعلًا، وده يوضحلي قد إيه هي حرفيًا مش طايقة تشوفني!!.
_طول عمري بحبك وأنتِ هادية أكتر.

بعد ما اكلت كان لازم أاكدلها اتفاقي وأخرج برا، وبمجرد ما خرجت بصت حماتي للصنية الفاضية بإستغراب وسألتني:
_أكلتها؟؟!

هزيت رأسي وجاوبتها وأنا باخد نيلي من ايد باسم وبحضنها بحزن:
_بعد معاناة.

بصتلي بإمتنان واتكلمت:
_معلش يا ابني تعبتك معايا، بس سعد مكانش في البيت، خرج هو وشروق من صباحية ربنا .

بصتلها بإستنكار قبل ما أرد على كلامها بصدمة:
_ايه الكلام ده يا ماما، حياة مراتي وعاجلا ام آجلا مصيرنا هنرجع لبعض، واللي عملته ده مش جدعنة ولا شهامة...ده واجبي على فكرة.

ابتسمتلي برضا وبعدها اتفاجئنا إحنا الاتنين بصوت سعد اللي احتل تجمعنا وهو بيقول بصوت شبه عالي:
_واحنا متشكرين لأفضالك واجبك خلص لحد هنا، اتفضل بقى أمشي من هنا.

بصيتله بإستغراب لكني رغم كده حاولت أبقى هادي فقولتله:
_سعد...، أنا اقسم بالله ما رايقلك ممكن بقى تحل عني، عشان أنا اللي فيا مكفيني وكفاية أوي عليا اللي عيشته الأيام اللي فاتت.

إبتسم بغل قبل ما اتفاجئ بيه بيقول بشر:
_ولسة الموضوع مخلصش على هنا يا سليم، أنا من اللحظة دي مش هضيع أي فرصة تخلي أي واحد في عيلتكم تعيس. 

اتبادلنا أنا وباسم نظرات عدم الفهم لحد ما اخدنا بالنا من شروق اللي كانت بتعيط بقوة وبماما بتسألها برعب:
_في إيه يا شروق؟؟، بتعيطي ليه يا بنتي؟؟!

شروق اترمت في حضنها وبقت تعيط بشكل أقوى فبصت لسعد اللي قال بجمود:
_الظابط اللي شغال على القضية، كلمني الصبح أروحله، ولما وصلت قالي إن ناصر 
سافر برا مصر .

وكان دورنا أنا وباسم نعلق بصدمة:
_ناصر سافر برا مصر؟!، إزاي!!

*********
خرجت من العيادة ومعايا باسم بعد ما سحبته وهو مش فاهم اي حاجة، وسوقت عربيته بسرعة تحت استغرابه وهو بيسألني بذهول:
_طيب فهمني طيب أنت رايح بينا على فين؟؟

رديت عليه بإختصار:
_على بيتنا.

بصلي بصدمة وبعدين رجع سألني تاني بإستغراب:
_ليه وعشان إيه؟؟، وبعدين حياة لسة متناقلتش المستشفى مش كنت تطمن عليها الأول وتشوف الدكتورة هتمضيلها على خروج ولا لا؟!، ولا هو كلام سعد ضايقك عشان كده خرجت!
بصيتلهه بجمود وبعدين جاوبته:
_حياة هتبقى كويسة إن شاء الله، بس كلام سعد مضايقنيش يا باسم بالعكس خلاني آخد بالي من حاجة.

سأل بضيق:
_حاجة إيه؟؟

_لما نوصل هتعرف.

ضرب كف على كف بتعب وسكت، لحد ما وصلنا البيت فطلعت أنا وهو لشقتي وبمجرد ما دخلناها شاورتله على أوضة في آخر الكوريدور وأنا بقوله:
_بُص يا باسم، أنا هدخل الأوضة الماستر وأنتَ هتدخل أوضة الأطفال، إحنا هندور على الصندوق الخشب الكبير بتاع بابا، واللي يلاقيه يقول للتاني، ولو مقدرناش نلاقيه مش هنخرج من هنا غير لما نلاقيه، أنا متأكد ان حياة مخبياه في أي مكان.

رفع حاجبه بسخرية:
_عايز الصندوق ليه يا سليم؟؟، أنتَ هتصدق كلام سعد ولا إيه؟!

وقفت في مكاني وبصيتله بجدية وبعدين جاوبته:
_الموضوع مبقاش فيه أنا مصدقة ولا لا، الموضوع دلوقتي بقى محتاج مني أدّور المرة دي بجد وأعرف إيه اللي حصل بالظبط قبل سنتين.

هز رأسه بخفة ورجع سأل:
_وده هتعرفه إزاي؟!

جاوبته بتردد:
_من صندوق بابا، أكيد هوصل منه لحاجة تفيدنا .

ضيق عينه بشك وقال:
_اوعى تكون شاكك في ابوك يا سليم؟!

غمضت عيني بتعب بعد ما مقدرتش أجاوبه فسبته ومشيت بتهرب وأنا بقوله:
_بلاش كلام كتير وخلينا نبدأ أحسن. 

وقفني وهو بيمسك دراعي بقوة وبيقول بتحفز:
_استنى بس..، أنتَ مش مصدق إن عمي متورط في اللي حصل صح؟!

بصيتله بصمت ومعلقتش وده دفعه يرجع يسألني لكن المرة دي بنبرة تميل للصراخ:
_جاوبني يا سليم.

صرخت في وشه بنفس الطريقة وأنا بجاوبه بقهر:
_عايزني أجاوبك وأقولك إيه بالظبط!!، أيوة يا باسم بتيجي عليا أوقات كتير بحس إن أبويا فعلًا مُذنب زي ما بيقول سعد، عايزني أعمل إيه وأنا بنفسي سامع شروق وهي بتحكي إن ناصر ابن عمنا بعد ما اعتدى عليها اتصل ببابا عشان يلحقه ويخبيه قبل ما يتقبض عليه بسبب تأثير المخد*رات ، قولي إزاي عايزني بقى أصدق أبويا اللي رفض يحكي أي حاجة واللي رفض حتى يبرأ نفسه قدامنا لحد ما مات !

_خلينا ندور على الصندوق.
قالها باسم بإستسلام بعد ما بدأ جزء منه يقتنع بكلامي، وبعد مدة بعد ما كل واحد فينا بدأ يدور في مكان سمعت صوت باسم وهو بينده عليا وقبل ما أروحله انتبهت لرف في الدريسينج قليل ما كنا بنستخدمه، فقربت منه وفتحته وشُفت جواه قماشة صغيرة شكلها غريب!.

خرجت لباسم اللي كان في ايده صندوق بابا، لكني مكنتش بفكر في أي حاجة غير القماشة اللي في ايدي:
_باسم؟؟، تعرف إيه ده؟؟!

عين باسم وسعت بصدمة لدرجة أنه فضل ساكت لثواني قبل ما يجاوبني بفزع:
_ده، ده حجاب يا سليم ، فيه حد عاملك أنت ومراتك عمل !!

تعليقات