رواية طلب طلاق الفصل السابع 7 بقلم منه سلطان

 

 

 

 

رواية طلب طلاق الفصل السابع بقلم منه سلطان

_ده..ده حجاب يا سليم!!، فيه حد عاملك أنت ومراتك عمل!!.

وبدون ما أحاول أستفسر منه، كنت قِدرت بكل بساطة أعرف كل حاجة، بس ده حاليًا مش وقته الأهم دلوقتي إننا نعرف كل اللي جوا الصندوق واللي أكيد طبعًا هنوصل منه لحاجة تفيدنا .

وقد كان نفس اللي كنت متأكد منه حصل، بس من صدمة اللي اكتشفته جواه، محدش فينا قِدر يعلق بأي كلمة.

بعد وقت وبعد ما قدرنا نستوعب كل اللي عرفناه، نزلت أنا وباسم لشقتها تحت، وتحت تساؤلات باسم واللي كانت كتير جدًا مقدرتش أجاوبه على ولا سؤال فيهم، خبطت على باب شقتها وهي بمجرد ما فتحت الباب اتفاجأت بوجودنا لكني متكلمتش بالعكس حطيت في ايديها الحجاب بدون ولا كلمة...

بصت للحجاب بتردد قبل ما تسألني بتلجلج حاولت تخفيه:
_ايه ده ؟؟!

بصتلها بغضب لكني معلقتش وهي سابتنا ودخلت ولما دخلت ومعايا باسم بصتلنا بغضب وقالت:
_إيه فيه إيه تاني؟؟، كل شوية هتنزل عليا بمصيبة شكل وتعلق خيبتك عليا؟!

هنا كنت وصلت لأقصى درجات تحملي فصرخت في وشها بقهر وأنا بكلمها بتعب:
_بلاش تلفي وتدوري عليا بالله عليكي عشان أنا تعبت ومبقتش مستحمل كل ده، كفاية عليا بقى يا شيخة هلاقيها منين ولا منين أنا اقسم بالله مبقتش قادر خلاص فُضت وجبت آخري!.

بصتلي بخضة وكأنها مش مصدقة إني بصرخ في وشها فعلًا وقبل ما ترد أو تقول أي حاجة كان باسم اتكلم هو كمان يعاتبها:
_ليه يا مرات عمي؟!، يعني ليه بجد عملولك إيه عشان تقرري تأذيهم بالشكل ده، يعني هي ماشي رغم إن ده مش صح أبدًا، بس ده إبنك؟!، عشان بتكرهي مراته تقومي تأذيه هو كمان؟؟!

ردت بكل بجاحة عليه تقول بسرعة:
_لا طبعًا أنا مستحيل أاذي ابني، العمل اتعمل ليها هي بس!.

عيني وسعت من جرأتها لدرجة إني من الصدمة ضحكت:
_والله؟!، متأذيش إبنك بس تأذي مراته وأم بنته عادي؟؟!، أنتِ بجد مقتنعة أنك أم؟!

هزت رأسها بعدم تصديق قبل ما تجاوبني:
_أنتَ ليه مش عايز تفهم اني عملت كل ده عشانك؟!

عيني لمعت وأنا بكلمها بألم:
_وأنتِ ليه مش قادرة تستوعبي إن أنتِ بتأذيني في أكتر إنسانة أنا بحبها؟؟، ليه مش قادرة تفهمي اني بحبها وانك مهما عملتي أنا مش هسيبها ومش هتخلى عنها؟!

_طب وحق أبوك؟؟، ابوك اللي مات بحسرته بسبب عيلتها!، وسمعة ابن عمك اللي بقت في الأرض بسبب اللي كلام مرات أخوها!

رجعت اصرخ في وشها تاني جايز أفوقها:
_أنتِ مصدقة نفسك بجد؟؟، مصدقة فعلًا إن ناصر ميعملهاش وشروق هي اللي بتتبلى عليه؟!

هزت رأسها بعند وبعدين اتكلمت بنفس الطريقة:
_ايوة طبعًا، إيه اللي يخلي ظابط يضحي برتبته وسمعته عشان بنت زي دي!.

رديت بعصبية:
_نفس السبب اللي يخليه هربان لحد دلوقتي ومحدش يعرفله طريق، ونفس السبب اللي برأ سعد اللي اتسجن 6 شهور ظلم لما أنتوا اتهمتوه إن هو اللي عمل كده في خطيبته!، وفي الأخر القانون يصدر حكم بإن الجا*ني ناصر بعد تحليل الطب الشرعي.

المرة دي مقدرتش تلاقي حاجة جديدة تدافع بيها عنه قصادنا فسكتت بإستسلام خاصًة لما اتكلم باسم وقالها بسخرية:
_ما هو مش منطقي القانون يشهد لسعد برضه يا مرات عمي عشان مقموص مثلًا من ناصر.

سكوتها خلاني أعلق بسخرية:
_ايه معقولة دفاعك عن عيلتنا الوقورة انتهى ببساطة كده؟!

مستسلمتش فعلًا، حاولت تدور على أس حجة تاني لحد ما بصت في عيني بقوة وسألتني:
_طب وأبوك اللي اتهمته زور أنه هو اللي هرب ناصر ليلة الحادثة بعد ما اتصل بيه يستنجده!

وهنا جه دوري إني افجر القنبلة اللي عرفتها من ثواني بس:
_عشان ده اللي حصل فعلًا، بس اللي أبويا رفض يقوله أنه مساعدش ناصر ، بالعكس عين فريق كامل يدور عليه بسرية تامة لحد ما ربنا نهى عمره قبل ما يعرف يجيب حق البنت اللي اتظلمت.

بصت لينا احنا الاتنين بعدم تصديق لدرجة أنها بدأت تهز رأسها بنفي وقوة ورجعت تتكلم تاني بس المرة دي بإصرار وقالت:
_الكلام ده لا يمكن يبقى حقيقي.

شاورلها باسم بلامبالاة قبل ما يسألها بجدية منافية تمامًا لطريقته الغير جدية:
_مش مهم دلوقتي يا مرات عمي، المهم قولي بس العمل ده عملتيه فين عشان نلحق نفكه قبل ما يفرقع في وش حد فينا؟!، سمعت أنه غلط حد يمسكه كده!

ردت بحرج وهي بتحاول متبصش لعيني:
_الشيخ وحيد اللي ساكن في أول الشارع هو اللي عملهولي.

باسم عينيه وسعت بصدمة قبل ما يعلق على كلامها بإستنكار:
_طب الحمد لله أنه طلع عمل fake، عشان كانت هتبقى القاضية لمراتك، مسكينة والله هتلاقيها منين ولا منين!

بصتلها بحزن كبير قبل ما أجاوب على سؤال باسم بحرج:
_مش هتفرق والله، مبروك عليها إثم الكُفر.

خلصت كلامي وخرجت بس خلال ما أنا كنت واقف قدام الباب كنت سامع صوت باسم وهو بيكلمها بآسى وبطريقة مضحكة بيقولها:
_طب على الأقل كنتِ استنضفتي يا مرات عمي، رجب مين ده اللي بقى شيخ عشان ركب دقن صناعية ولا هو أي واحد يو*لع عودين بخور في بيته نقوم نجري نشرك بالله ونقوله أعملنا عمل !!، يعني يبقى غباء وخراب ديار.

********
بعد أسبوعين:

انشغلت تمامًا عن حياة وقليل ما كنت بزورها لكن الدكتورة كانت دايمًا بتطمني أنها في تحسن، في خلال الوقت ده كنا أنا وباسم مشغولين جدًا وعمالين ندور في الورق الخاص ببابا يمكن يساعدنا نوصل لناصر، لحد ما أخيرًا قربنا نوصل للطرف اللي هيحللنا كل حاجة..

وبدون ما نستنى دقيقة واحدة، اتحركنا لبيت سعد واللي بمجرد ما فتح الباب رميت قدامه ملف كله ورق وأنا بقوله:
_امسك!

بص للورق بإستغراب وبعدين علق:
_ايه ده؟!

إبتسمت بإستخاف وبعدين جاوبته ببرود:
_دليل براءة ابويا اللي ظلمته لما اتهمته زور أنه جه على حق مراتك يا سعد.

بصلي بإستنكار في نفس اللحظة اللي قاله فيها باسم بسخرية يفكره:
_وكان الراجل اللي رباك واعتبرك زي ابنه برضه عشان تكون دي مكافئتك ليه.

سعد بص لباسم بتوهان بس معلقش وهو بيبصلي تاني، فأنا شورتله على الورق وقلت:
_بص في الأوراق دي وأنت تفهم كل حاجة.

وفي خلال ثواني بس كان سعد قرأ كل اللي في الورق واللي نجح يخليه يقعد في مكانه بصدمة قبل ما يعلق بإستنكار:
_يعني طول المدة اللي فاتت وعمي محمد بيساعدنا!، طب إزاي؟؟!، وليه سكت كل ده من غير ما يعرف حد فينا الحقيقة!، ليه سابني أخبط من غير ما يفهمني؟!

رد باسم عليه بضيق وكأنه مش قادر ينسى اتهامه لبابا:
_شكلك ناسي إن عمي كان لواء وشغله لازم في أوقات كتير يبقى سري، بالذات لو المتهم حد بعقلية ناصر ظابط وذكي أوي، ده غير أنه هو اللي خرجك من الحبس وتابع تقرير الطب الشرعي وعجل بيه رغم ان عمي مرتضى أبو ناصر كان بيحاول يعطله دايمًا. 

_أنا...أنا لازم آخد الورق ده وأروح بيه الاسم، لازم يفتحوا القضية تاني.

_وتفتكر الاسم ده هيساعدك ازاي؟، مسألتش نفسك ليه بقالك سنتين بتلف في دايرة مقفولة!؟، وليه الظابط اللي ماسك القضية رتيب ومبيقدمش، وازاي ناصر أصلًا هيعرف يخرج برا البلد هو مطلوب!. 

قولتله كلمتين بس نجحوا أنهم يقلوا عزيمته فجأة بعد ما كان على أهب إستعداده يتحرك بأسرع وقت، واللي رد عليا كان باسم اللي جاوبني بتريقة:
_يمكن عشان عمي مرتضى دافعله مثلًا؟!

بصلنا سعد بغضب وسأل:
_والمفروض كده هروح لمين؟!

هزيت كتفي ببساطة وجاوبته:
_بسيطة أنا هدلك على ناس معرفة تبع بابا وهما هيساعدوك ويكملوا اللي بدأه.

قام وقف بسرعة وهو بيشاورلي اتحرك:
_طب قوم نروحلهم مستني إيه؟!

بصيت لباسم اللي إبتسم بخبث وبعدين ربعت إيدي وقولتله:
_عندي شرط الأول. 

_شرط إيه؟!

بصتله بقوة:
_أرُد حياة لعصمتي، في مقابل إني أساعدك توصل للي يجيبلك ناصر حتى لو كان في بطن أمه.

عيونه اتحولت فجأة ده غير طريقة كلامه اللي قلبت فجأة:
_لا طبعًا اللي بتقوله ده لا يمكن يحصل، ده على جثتي.

After a few minutes. 

_حياة، سليم عايز يردك تاني لعصمته..، ردك إيه موافقة ولا لسة مش جاهزة؟

كنا واقفين أنا وهو قدام حياة في اوضتها اللي في المستشفى واللي بعد كلام اخوها عينيها وسعت بغضب وأنا مقصرتش وبصيتلها وأنا ببتسم وبقولها:
_ده كلام برضه!، حياة حبيبتي هتوافق.

ردت بغضب وبدون تفكير:
_بس أنا مش موافقة. 

قربت من مكانها ومن غير ما ادي سعد فرصة أنه يسمعنا قربت من ودانها وأنا بهمسلها بحب:
_لو وافقتي هرجع مهذب تاني، ومش هنكد عليكي والقهوة مش هعتبها وكل يوم هخرجك ولو عايزاني أتبرأ من باسم برضه معنديش مشكلة. 

بصتلي لثواني بتفكير وبعدين سكتت شوية قبل ما ترمي قنبلتها في وشنا:
_موافقة أديلك فرصة بس مشوفش وشك هنا تاني.

ضحكت أنا وسعد على طريقتها وبعدين سعد طلب من باسم يدخل واللي بمجرد ما بقى فيه شاهدين بصتلها بفرحة وقولتلها:
_أرجعتك إلى عصمتي. 

********
في اليوم التاني، أخدت نيلي واتحركنا للمستشفى بعد ما إستأذنت من الدكتورة ورحبت جدًا بالخطوة دي، فتحت الباب ومديت رأسي جواه وأنا بضحكلها بحب:
_صباح الخير يا حبيبة قلبي؟!

بمجرد ما شافت وشي ماكنش غريب عليها إنها تكشر فجأة وبعدين تتكلم بنفس العنجهية:
_هو أنتَ مفيش فايدة فيك؟، هو أنا مش قولتلك متجيش هنا تاني، عشان مش عايزة أشوف وشك.

دخلت قعدت قدامها وأنا ببصلها بعدم رضا وبقولها:
_حياة يا حبيبتي، إيه قلة الذوق اللي بقيتي فيها دي؟، يعني أنا مدرك والله التعب اللي بتمري بيه وإن حالتك النفسية مش في أحسن حالتها، لكن قلة ذوقك دي مش عارف أتقبلها أبدًا!.

شاورتلي بنفس الغضب تاني وقالت:
_امشي اطلع برا.

هزيت رأسي بهدوء وبعدها شاورتلها على نيلي وأنا بتعمد أخليها تاخد بالها من البنت لأن واضح إنها بمجرد ما شافت منظري نسيت وجود البنت!.
_تمام برضه معنديش مانع اني أتطرد زي كل مرة، بس إيه الذنب القمر دي، فيه حد يجيله قلب يطردها؟!

نظراتها اتهزت لثواني لكنها رغم كده بصت لإتجاه تاني وجاوبتني:
_أنا مش عايزة أشوفها.

قُمت من مكاني وقربت لمكانها بهدوء وبعدين شاورتلها على البنت اللي كانت بتضحك وقولتلها:
_بس هي عايزة تشوفك، بصي بتضحك ازاي لما بتحس بيكي !

عيونها اسودت فجأة قبل ما تنتفض في مكانها وهي بتكلمني بصعوبة وبتقول:
_أفهم بقى، أنا بقيت خطر عليها ومينفعش أشوفها وده أفضل ليها. 

حاولت إبتسم لها جايز ده يساعدها تهدأ شوية وبنبرة حنينة جاوبتها:
_أنتِ أرق وألطف من إنك تبقي خطر على بنتك يا حياة، أنتِ لو خطر على حد فهو على قلبي المُغفل اللي بيستسلم بسبب سلاح عينيكي.

رجعت تستكين تاني في مكانها بعد ما قالت:
_خُدها وأخرج يا سليم.

_طب مش عايزة ترضعيها؟!، البنت رافضة اللبن الصناعي ، على الأقل حاولي عشانها يا حياة. 

_بس أنا مش هقدر!

رجعت ابتسملها تاني وبعدين اتكلمت:
_هتقدري صدقيني، أنتِ قدرتي تعملي ده لشهور رغم أنك كنتي بتعاني، فأكيد هتقدري تعمليه دلوقتي.

نظرات عينيها اتبدلت في خلال ثواني بس بعد ما كان التردد ماليها وقالت:
_تفتكر ؟!

رديت بضحك وأنا بحركلها راسي:
_أفتكر جدًا.

بصتلي بصة غريبة وبعدين رجعت تبص لنيلي وملامحها تلقائيًا بدأت تلين وأنا مكذبتش خبر وعلى طول استغليت صفو اللحظة وحطيت نيلي في حضنها، ورغم انتفاضة جسمها اللي كانت واضحة إلا أنها بدأت تسيطر عليها وهي بتعدل نيلي في حضنها واللي تقريبًا حست بأمها لدرجة أنها ضحكتلها!!
_دي، دي بتضحكلي؟!

هزيت رأسي بفرحة وأنا بجاوبها:
_طالعة زي ابوها بتفهم، حد يشوف القمر ده ويكشر برضه.

رجعت تكشر تاني وبعدين شاورتلي:
_امشي اطلع برا.

هزيت رأسي بمشاكسة:
_على قلبك اليوم كله، من هنا لحد ما تقرري تتقبليني .

بدأت تربت على رأس نيلي بحنان عكس ردها إلا جه بسرعة:
_أنتَ الشخص الوحيد اللي لا يمكن أتقبّله.

تجاهلت كلامها بعد ما بدأت تحاول ترضع نيلي واللي كان واضح أنه لسة صعب عليها، لحد ما قاطع حالة التوتر تليفوني اللي رن برقم باسم واللي خلاني أهمس بضجر:
_ده باسم مفرق الجامعات اللي بيرن، استر يا رب!

اتنهدت وأنا بتمنى إن اتصاله يكون فيه خير لأني بصراحة مبقتش حمل خبطات تانية، فتحت الاسبيكر بس قبل ما أنطق أي كلمة كان صوت باسم الفرحان بيكسر الصمت:
_عندي ليك خبر حلو، ناصر ابن عمك اتقبض عليه واعترف كمان في التحقيقات أنه هو اللي خطف شروق.

◇◇◇◇◇◇◇

لو وصلتوا لهنا إدعولي ربنا يتم شفائي على خير لأني تعبانة جدًا وداخلة على فترة امتحانات وللأسف بسبب التعب ده متراكم عليا حاجات كتير...

تعليقات