رواية غوثي الفصل الثامن 8 بقلم اسماء علي

 

رواية غوثي الفصل الثامن بقلم اسماء علي

_ علي إسم غزالتي. 

بصتله بإبتسامه واسعه، ومعرفتش أرد، 
إبتسم مؤمن عليا، ومسك خدي بلطف وهو بيقول: 

_ يلا ننزل يا غزالتي. 

مسكت خده بلطف وأنا بهز رأسه، وقلت وأنا ببصله بمرح: 
_ يلا يا مؤمن. 

ضحك مؤمن، ومسك إيدي، وقال: 
_ عيون مؤمن. 

سحبت إيدي بكسوف وفتحت باب العربية، ونزلت، 

وقفت قدام العربية، وأنا ببص علي مؤمن اللِ في مكانه وهو باصصلي، 
حركت رأسي بمعني " يلا". 

خرج مؤمن بهدوء، وإتقدم مني، ومسك إيدي وإتحركنا ناحية المكان اللِ مش عارفاله مِله. 

_ هو إية ده يا مؤمن؟ 

_ مطعم. 

_ تصدق وتؤمن بالله. 

ضحك مؤمن وقال وهو بيبص قدامه: 
_ لا إله إلاّ الله. 

رفعت عيني له، وقلت: 
_ إن أنا كنت هموت وآكل. 

_ عارف. 

رفعت حاجبي بإستغراب، وقلت: 
_ ومن وين هاي الثقه؟ 

_ عيب لما تقولي كده لِ مؤمن الجارحي. 

بصتله بطرف عيني، وقلت وأنا بحرك شفايفي بحسرة: 
_ ياختااااي، أول القصيدة كُفر. 

ضحك مؤمن جامد، وشدني ودخلنا المطعم. 

أول ما دخلت جوا، 
وقفت من كم الإنبهار اللِ موجود في المكان. 

المطعم كبير، كبير أوي. 
ومتصمم بطريقة مبهرة للعين، 
حيث أن تحت كل ترابيزة في سجادة حمرا مرسومه علي قد الترابيزة بضبط، 

وكل ترابيزة علي بعد معين من التانية، 
ومرصوصين بطريقه أنيقة ومنظمه. 

وحتي إن المكان كان مليان ورد بمختلف الألوان، وريحه المطعم كانت ولا أروع، 

وكانت خارجه موسيقي هادية جدا مناسبه مع إستايل المكان، 

وغالبا يعني المكان كان فاضي مكنش فيه ناس كتيرة، 
وده اللِ خلاني ألمح المكان كله بعيني. 

_ مريم! 
قالها مؤمن وهو بيحط إيده علي كتفي، 

فُقت علي صوته، ورفعت نظري، 
رفعلي حاجبه بتسليه، وهو بيقول: 
_ غزالتي مالها؟ 

_ مبهوره من الجمال. 

مسك إيدي، ومشي وهو بيقول: 
_ طب تعالي أخطف قلبك. 

إتحركت معاه وأنا بوزع نظراتي هنا وهناك، 
طلعنا علي سلم مفروش بسجادة لونها حمرا، 
وطلعنا علي سلم تاني بعد ما حودنا وكان مفروش عليه سجادة لونها أزرق. 

ضيقت عيني بإستغراب من الموضوع، بس فضلت أكتم فضولي وأستني لما أوصل للنهاية. 

طلعت مع مؤمن بحماس، وكنت هقع علي وشي علي السلم لولا إن إيد مؤمن لحقتني. 

_ براحة يا مريم. 

_ حاضر. 

حطيت رجلي علي أخر سلِمه، وأنا بغمض عيني من نسمه الهواء اللِ هبت علي وشي. 

_ واو. 

خيال، 
نسخه من المكام اللِ تحت بس ده علي أتحف شوية، 
السجاد كان باللون الأزرق، والترابيزات كانت بتصمميم مختلف، مستطيلة وصغيرة، 

والمكان بيطل علي البحر دغوري،وفيه جنب كل ترابيزة شجرة صغيرة. 

والمكان كان مليان جدا. 

شدني مؤمن وقعدنا علي ترابيزة في الأخر بطل علي البحر، 
وكان علي الترابيزة وردة حمرا، 
مسكتها بإبتسامه، ورفعتها قدام مؤمن، وقلت: 

_ أنا هأخدها. 

ضحك مؤمن، وقال: 
_ إعتبريها ليكِ يا ستي. 

قربتها مني عشان أشم ريحتها، خدت منها نفس عميق، وخرجته في الهواء، 
كان ريحتها مختلفه ومميزة. 

_ ها.. غزالتي تأكل إيه؟ 

_ زي اللِ هتأكله. 

_ علي ذوقي يعني؟ 

_ وأمري لله. 

رفع حاجبه، وقال: 
_ لا والله. 

_ لا يسطا مقدرش، دا أنا ليا الهنا اللِ أنا هأكل علي ذوق مؤمن الجارحي. 

_ شامم ريحة تريقه. 

_ حاشا لله، إنت تعرف عني كده؟ 

_ للأسف! 

_ شُفت. 

_ أعرف. 

بصتله بصدمه مصطنعه، وقلت: 
_ أنا يا مؤمن، أنا. 

_ أيوة يا عيون مؤمن، إنتِ. 

_ ماشي يا مؤمن، وإطلبنا حاجه نأكلها بقي. 

ضحك، وقال: 
_ حاضر يا حبيبي. 

وطلب الجارسون، 
وبرطم معاها شوية بالإنجليزي، وبعدين مشيٰ الجارسون. 

وبعد حوالي رُبع ساعه الآكل جه، 

_ مابدري يجدعان، أنا بدأت أخلل منكم وانا قاعده. 

ضحك مؤمن جامد، وقال، وهو بيقرب وشه مني: 
_ مريم محدش فاهمك هنا خُدي بالك يعني قولي اللِ في قلبك. 

هزيت رأسي بحسرة مصطنعه، وقلت: 
_ جوايا كلام كتير لا أستطيع البوح به يا أسطا مؤمن والله. 

_ أسطا مؤمن؟؟ 
كُلي يا مريم، كلي. 

_ من عيوني!. 

_ يسلمولي. 
وبدأنا نأكل، 
الأكل كان حلو جدا، مع إني مش عارفه أنا كنت بأكل إيه. 
بس أنا واثقه في مؤمن وكده. 

خلصنا آكل وخرجنا من المطعم، بعد ما عملت مشكله، 
ومؤمن ماشي جانبي عايز يرميني تحت عربية من اللِ ماشين دول. 

هو كل الحوار إني دخلت في بنت وأنا رايحه الحمام، 
وشتمتني بالإنجليزي... أسكت؟ 
والله كنت أتشل، 
فشتمتها بالإنجليزي برضو. 

فحاولت تضربني، أسيبها؟ 
والله ما أكون مصرية لو سبت حقي، جبتها من شعرها، 

والمطعم كله أتلم علينا، 
ومؤمن جه، والواد بتاع البنت ولا مش عارفه إيه نظامه معاها،
وإتعارك مع مؤمن، وكانت ليلة سودة. 

_ مؤمن! 

كنت قاعدة جانبة في العربية، وأنا مش عارفه أقول إيه، ولا أعمل إيه. 

مؤمن من ساعت ما خرجنا وهو متكلمش، 
بس ركب العربية وساق من غير ما حتي يبصلي. 

بس هو مردش عليا برضو. 

بصيت قدامي وأنا بلعن نفسي علي كوارثي اللِ وخداها معايا في كل مكان بروحه. 

وصلنا البيت، 
نزل مؤمن من العربية من غير كلام، 
وفتح ليا باب العربية من غير ولا كلمه، 

بلعت ريقي بندم وأنا ببصله برجاء، بس هو أصلا محركش عينه عليا. 

شكلها جات في وشي المرادي. 

نزلت من العربية، ووقفت جانبة، 
قفل الباب وإتحرك ناحية البيت. 

إتنهدت بضيق ودخلت وراه. 

وعلي نفس الحال ده طول اليوم. 
عملت آكل مرضاش يآكل، 
ومنداش عليا طول اليوم ولا طلب حاجه مني، 
وحتي هو طول اليوم قاعد في أوضه الرياضه يا إما المكتب. 

معرفتش أنام، ومؤمن لسه قاعد تحت، 

نزلت علي السلم بهدوء وأنا بوزع نظري بتوتر في الصالون. 

وأنا ماشية لمحت مؤمن قاعد علي السفرة في الصالون، 
وعلي السفرة في ورق كتير، وهو مشبك إيده وحططهم تحت دقنه بتوهان. 

إتقدمت منه بتوتر، ووقفت وراه وأنا بفرك إيدي ببعضها. 
وقربت بهدوء وأنا بحاوط رقبته بإيدي، 
وطبعت قبلة علي خده دامت لفترة، فتحت عيني لقيت مؤمن بيقرب وشه مني وهو مغمض عينه. 

_ أنا آسفه. 

قولتها جانب ودنه بهمس. 
بس كل اللِ صدر منه تنهيده طويلة، 

_ مؤمن! 

بصيلي فجأة، وهو بيهز رأسه بضيق: 
_ نعم! 

بعدت عنه، وأنا بقف قصاده، وقلت بتوتر: 
_ هو يعني.. 

وسكت وأنا مش عارفه أقول إيه، بس كملت وقلت: 
_ أنا آسفه. 

_ وبعدين؟ 

_ مش هقررها تاني. 

_ وغيره؟ 

_ مش هعمل مشاكل مع حد. 

_ وغيره. 

_ مش هطلع تاني من البيت وأسببلك إحراج. 

كنت بتكلم وأنا نظري في الأرض، 
سحبني مؤمن بسرعه، وقعدني علي رجله، وهو بيقول بغضب: 

_ أنا مش جايبك هنا عشان أحبسك يا مريم، و اللِ حصل النهاردة ده أنا مش هقبل بيه نهائياً، مش عشان الإحراج والهبل ده، بس إفرضي مكنتش معاكِ والواد ده مد إيده عليكِ، هيكون موقفي إيه؟؟ 

نزلت رإسي للأرض، وقلت: 
_ آسفه. 

رفع رأسي بإيده، وقال وهو بيحرك إيده علي وشي: 
_ أنا مش عايزك تعتزري، عشان أنا أصلا مش زعلان منك، بس الموقف اللِ حصل عصبني وتهورك في المواقف خلاني مش طايقك. 

_ مش طايقني؟ 

_ آه والله. 

_ ليه يعني؟ ما هي اللِ غلطانه. 

_ يا حبيبتي مش لازم تأخدي علي خاطرك من كل حاجه. 

رفعت سبابتي قدام وشي، وقلت بشحتفه: 

_ ولو ولو كانت لازم تتربيٰ. 

هز رأسه بيأس، وقال: 
_ عوضني عوض الصابرين يا رب. 

_ آمين يارب. 

ضحك مؤمن عليا، وقال وهو بيمسكني من وشي: 
_ أعمل فيكِ إيه؟ أعمل فيكِ إيه؟ تعبتيني. 

هزيت كتفي بدلال، وقلت بمرح: 
_ فدايا يا حبيبي. 

_ نصيبك أن ده ميقدرش يشوف غير إبتسامتك. 

كان بيتكلم وهو بيشاور علي قلبة. 
إبتسمت بفرحه، وأنا ببصله، 

إتنهد بتعب، وشدني وهو بيقول: 
_ هموت وأنام. 

_ وأنا. 

_ يومنا كان طويل. 

_ أيوة والله ومُتعب. 

بصيلي بطرف عينه، وقال بترقب: 
_ البركه في حد كده. 

وقفت في نص السلم، وقلت بزهق: 
_ ما خلاص يا مؤمن إنت هتزلنه.. آله. 

ورجعت خصله بغضب، وأنا بقول: 
_ هيطلعوا أوحش ما فيا وانا والله كيوت. 

ضحك مؤمن بصوت عالي، ومسك إيدي وطلع وهو بيقول: 

_ أوي أوي. 

تعليقات