رواية مليكة الايهم كامله جميع الفصول بقلم اسماء علي
_ مَليكه!
بلعت ريقي بصعوبه، بعد ما فتحت عيني بصدمه من معرفه صاحب الصوت.
لفيت بضهري لصاحب الصوت، وبصيتله بتوتر، وقلت:
_ أيهم!
_ أيوة أيهم يا هانم.
نبرته كانت حاده،
وملامحه مليانه غضب،
ونظراته مخيفه، وعيونه حمرا من كتر العصيبه.
_ بتعملي إيه هِنا يا مليكه؟
قالها وهو بيبصلي ببرود مخيف.
بلعت ريقي وأنا ببصله بخوف، وقلت وأنا بفرك إيدي:
_ مش أنا قلتلك هخرج مع أصحابي.
_ وأنا كان ردي واضح، وقلت إنه مفيش خروج.
رفعت عني له بغضب، وقلت بصوت عالي نسبياً:
_ ومعطتنيش رد عن سبب الرفض يا أيهم.
قرب مني خطوة بتحذير، وقال بنفاذ صبر:
_ مَليكه، صوتك إحنا في الشارع.
وكمل، وقال بهدوء مخيف:
_ شَكلي هنفد اللِ حذرتك منه، بسبب سمعانك الكلام أوي يا مليكه هانم.
ضغَط في كلامه علي جملته الأخيرة،
رفعت نظري له بخوف من كلامه، ومن إنه يعمل أي حاجه من اللِ قالها.
_ لا خلاص، أنا.. أنا آسفه.
ضحك بسخريه، وقال:
_ هتفضلي ساذجه لحد إمتي يا مليكه، إمتي هتشغلي ده.
كان بيشاور علي رأسي وهو بيبصلي بغضب،
بصتيله بحزن.
شديني من إيدي، ولف ضهري، وشاور بإيده ناحيه حاجه معنيه، وقال:
_ وإمتي هتبعدي عن دول، وتبطلي تمشي ورا كلامهم؟!
صحابي..
الشمال في نظر أيهم.
أنا وأيهم مكتوب كِتابنا من أسبوع، بالغصب عامةً.
أنا مكنتش موافقه، وكنت رافضه رافض تام، بس بابا حطني تحت الأمر الواقع وقالي أن هو وافق من غيري ما يعرفني أو يرجعلي حتي.
وافقت برغم إني رافضه من جوايا بس هتقولي لمين علي مين،
فَضّلت أسكت وأشوف القطر هينزلني عند أنهو محطه.
فكرت أقول لِ أيهم علي رأئي، وأنه لو الرفض جه منه هبقي بعيدة أنا عن المشاكل، وهكون خلصت من الهم اللِ إبتليت بيه فجأة ده.
وياريتني ما قولتله إني رافضه..
رفض أيهم قراري وقال أنه مستحيل يفركش،
وبالعند فيا أتكلم مع بابا وقدم معاد كل حاجه،
وما إتوقعتش سُرعان الأحداث وغير والمؤذن بيقول جملته الإعتياديه:
" بارك الله لڪما، وبارك عليڪما، وجمع بينڪما في خير. "
ساعتها فقت،
وعرفت إن خلاص مفيش هروب
وإن كل حاجه مشت عكس ما كنت عايزاها،
وڪأن الدنيا بتتحداني، لِ مجرد إني فكرت حاول أحربها.
وكل الجامعه عرفت إني مرات أيهم المنشاوي،
دكتور كبير في الجامعه، وليه كيانه وكاريزمِته،
وبيحسدوني عليه، وميعرفوش اللِ فيها.
وصحابي،
اللِ من ساعت ما إتخطبت وإتكتب كتابي، وهما بيتصرفوا بطريقه غريبه.
وأيهم حذرني أكتر من مرة منهم، وقالي أبعد عنهم، ومليش دعوة بيهم، لإنهم مش شبهي، ولا شبه أخلاقي، ولإن سمعتهم وتصرفاتهم زفت.
والمرء علي دين خليله.
كنت بطنش كلامه علطول، وبقوله أنهم صحابي، وأنا مش هعمل اللِ هما بيعملوه.. أنا مش هكون زيهم في كل حاجه.
بس للحقيقه حصل الكعس، كنت بسمع كلامهم وكنت بحاول أقلدهم لما بكون وسطيهم، حتي إني بطلت أذاكر، وبعدت جداً عن ربنا، وكنت بسمعلهم دايما وهما بيقولولي إعملي كده مع أيهم ومتعمليش كده، متخلهوش يفرض سيطرته، إعملي اللِ إنتِ عايزاة.
لحد ما لبست في الحيط،
وطلعت معاهم بعد ما أقنعوني نخرج، بالرغم إن أيهم قالي متخرجيش.
_ إنتِ عاجبك حالك دلوقتي بعد ما ڪنت آيه ماشية علي الأرض.
رفعت نظري له بدموع، كمل وقال:
_ لازم تعرفي يا مليكه إنك لو مبعدتيش عن الناس ديه بإرادتك، أقسم بالله لأبعدك أنا وبأسلوبي.
وقرب مني، وبص في عيني، وقال بنبرة مهتزة:
_ وأقولك حاجه هتصدمك كمان؟؟
رفعت عيني له بدموع، وأنا ببصله بإستغراب.
_ شايفه دول، هما اللِ قالولي إنك خرجتي معاهم وبعتولي المكان.
فتحت عيني بصدمه كبيرة، وفضلت باصه لأيهم بعدم تصديق،
دموعي عارفه طريقها وموقفتش،
هزيت رأسي بعدم تصديق وأنا بحركها ناحيه صحابي،
اللِ واقفين يضحكوا مع بعض، وصوت ضحكتهم واصل من الودن للودن.
حركت نظري من عليهم لِ أيهم،
اللِ كان بيبصلي بأسف وحُزن عليا.
أيهم مش بيكرهني، بس.. بس أنا مش هتسحمل أكتر من كده،
كل حاجه أكبر مني ومن طاقتي.
قرب أيهم مني، وحاول يمسك إيدي وهو بيقول:
_ مَليكه.
نطرت إيده بغضب، وقلت:
_ بلا مليكه بلا زفت.
ورجعت خطوة لورا، وقلت بصوت عالي:
_ إبعدوا عني بقي، إنتوا عايزين مني إيه؟
حرك إيده في الهواء، ڪمحاوله منه أنه يهديني، وقال:
_ أنا عايزك إنتِ مش عايزة حاجه منك.
وڪأن اللِ قاله موصلش ودني من الأساس، كملت كلامي بدون وعي:
_ أنا عملت إيه ل ده كله، إنتوا بتعملوا فيا كده ليه؟ حرام عليكو.
أنا كنت بهذي بغير وعي مني، مكنتش شايفه حاجه قدامي غير الشريط المؤلم في حياتي، من أول بابا لحد صُحابي.. أيهم معمليش حاجه ده اللِ لسه مستوعباه.
كان بيحاول يساعدني، بس أنا ذي الغبية كانت فيه غشاوة علي عيني.
_ مليكه حبيبتي إهدي.
كان بيقرب مني بخطوات هادية، كنت واخده بالي منها وكنت برجع أنا كمان بنفس الخطوات بس لِ ورا.
_ متقربش مني، سيبني في حالي بقي، أنا تعبت.
محستش بنفسي غير..
وانا في حُضن أيهم، بعد ما شدني في الثانية اللِ مرت عربية بسُرعة البرق في نفس المكان.
_ إهدي يا مليكه، إهدي يا ضَي العين.
كنت بتنفس بسرعه، وبأخد نفسي بالعافية،
وبدأت أعيط بشكل هستري، أنا مش قادرة أمسك نفسي، مش قادرة أوقف عياط، حاسه إني عايزة أصوت بأعلي صوتي عشان أطلع الألم اللِ جوايا،
بس في حاجه منعاني مش عارفه إيه.
_ مَليكه.
خرجني أيهم من حُضنه، وبص عليا، كنت فاتحه عيني بالعافيه،
كنت نص واعيه، بصيت لِ أيهم دقيقة ورمشت بعيني أكتر من مرة.
لحد ما سبت نفسي للألم، والغشاوة السودة تصحبني.
وكانت آخر حاجه سمعتها، صوت مالك وهو بيقول:
_ لا لا، مليكه.
قلبي وقف لما غمضت عينها مرة واحده ومفتحتهاش،
هزيتها أكتر من مرة بلطف لعلها تستجيب.. إطلاقا.
_ لا لا، مليكه.
لاحظت إن نفسها بدأ يقل، وجسمها بارد أوي.
شلتها بسرعه، وجريت ناحيه العربية برُعب من إني أخسرها.
ركبت ومليكه مازالت في حضني، وإتحركت بسرعه ناحيه أقرب مستشفي.
_ مليكه، موكا.
قالتها بلطف وأنا بحاول أتحكم في أعصابي.
بس مفيش أي رده فعل منها.
زدت من سُرعه العربيه، وبعد عشر دقايق كنت وصلت.
شلت مليكه بسرعه ودخلت المستشفي.
_ عايز دكتورة بسرعه.
قالتها بصوت عالي،
إتقدم مني دكتور، وقال:
_ حطها هنا لو سمحت.
مسكت في مليكه أكتر، وقلت بفحيح:
_ أنا قلت عايز دكتورة.
_ خمس دقايق والدكتورة تكون عند حضرتك، بس لازم نشوف المريضه الأول.
حطيت مليكه علي الترول، ودخلوها العنايه،
وبعد ثواني جات الدكتورة ودخلت الأوضه بسرعه.
أنا كنت واقف بره علي أعصابي، رايح جاي ومش عارف أثبت.
كل اللِ هاممني دلوقتي أشوف مليكه وأطمن عليها،
ومقلتش حتيٰ لحد من أهلها، اللِ هما أصلا مش مهتمين بيها.. عشان كده طلبت إننا نستعجل في الجوازة وتكون مراتي.
في الوقت اللِ كنت رايح وجاي بقلق، خرجت الدكتورة من الغرفه.
إتحركت ناحيتها بلفهه، وقلت:
_ ها يا دكتورة طمنيني، مليكه عاملة إيه؟
_ للأسف المريضه دخلت في غيبوبه!!!
