رواية العراف كامله جميع الفصول بقلم حسام العجمي
العراف : الأولي : هجرة
حسام العجمي
إنتهت حرب 1967م وبدأ العشرات من المهاجرين بالتوافد على إسرا*ئيل بعد أن ظنوا أنها لم تعد فقط أرض الميعاد و جنة الله لهم فى الأرض فالآن و بعد ان انتصارها علي الجيوش العربيةدارت آلة الإعلام و روجت بانها اصبحت اقوي دول المنطقة وأن حرب يونيو هي آخر الحروب وان مواطنيها قد باتوا علي الطريق نحو تحقيق الحلم الأكبر حلم دولة إسرائيل الكبري.
وفوق احد السفن القادمة من تركيا , اصطفت طوابير المهاجرين أمام بوابة المعاينة الأمنية بميناء حيفا ينتظرون دورهم فى الدخول ومن على مكتبه الذى يعلو مستوى الأرض حوالى نصف متر انطلق صوت ضابط الأمن عبر ميكروفونا أبيض مناديا : داڤي كرينهال ..دافى فلاديمير كرينهال أين هو ؟
ومن بين الصفوف , صدح صوت شاب فى أوائل العشرينات بقول نعم ليتقدم من الضابط الذى أخذ ينظر الي جسده النحيل و بنيانه الضعيف ليهمس لنفسه : كأن الوطن ينقصه المرضي و الضعفاء
اقترب حاملا علي كتفه حقيبة من القماش البالي مرتديا ملابس غاية في الرثة
الشاب بخجل : أنا داڤي كرينهال
نظر الضابط له متفحصا جيدا ثم نظر في جواز سفره : أنت سوڤيتي
داڤي : نعم
الضابط : حسنا ,تفضل هذه اوراقك المؤقتة لحين اصدار بطاقة هوية لك و الآن عليك أن تتوجه الي ذلك المكتب
داڤي : ما هذا المكتب ?
الضابط : مكتب التوزيع سيسألونك عدة اسئلة حتي يحددوا ماذا ستفعل و اين ستسكن
جلس داڤي أمام أحد الافراد
الرجل : هل تمتهن مهنة محددة
داڤي : كلا لقد كنت أعمل كعامل
الرجل : حسنا خذ هذا الرقم ستركب أتوبيس رقم ١٧
داڤي : ثم ?
الرجل : ستذهب الي احدي مستعمراتنا الزراعية حيث ستعمل كمزراع وهناك سيتم تقييمك
داخل الاوتوبيس , تعرف دافي علي إيجور شابا روسيا ايضا يجلس بجواره لكنه كان يختلف عنه إذ كان متحدثا طلقا و يمتلك جسدا رياضيا
إيجور : كنت العب الملاكمة في احد نوادي موسكو
دافي : لكن ماذا كنت تعمل ? هل كنت تتكسب من وراء هذه الرياضة ؟
ايجور : كلا بالطبع كنت أعمل عاملا بالنادي الذي كنت اتدرب به و أنت قل لي لما حضرت الي هنا ? الارض الموعودة ايضا !!
نظر دافي الي سقف الاوتوبيس ثم تنهد قائلا : انا عاملا بسيط لم اكمل تعليمي بالتالي فمستقبلي سواء في روسيا او في اسرا*ئيل لن يختلف كنت عاملا و ساظل عاملا لذا فجحيم الحياة واحد و لن يختلف ما بين روسيا أو اسرا*ئيل
ايجور : فوجدت ان جحيم اسرا*ئيل افضل
دافي : نعم فقررت الرحيل لعلي اجد من يحتويني بين بني جلدتي انت تعلم ان الحياة في روسيا متزمتة و تعتبر سجنا كبيرا للروس فعلي الأقل سأجد حريتي هنا
إيجور ساخرا : يا لنظرتك التفائلية لكن هل تأمل في ذلك فعلا
دافي : ان تعيش يتيما في ملجا للأيتام خيرا من ان تعيش وحيدا
إيجور : وجهة نظر
دافي : وانت لماذا اتيت الي هنا
إيجور : اريد ان اصبح مدربا لأحد الصالات الرياضية ففي روسيا لن استطيع آما هنا ففرصتي اكبر
دافي : وهل يمكنك ان تفعلها
ايجور : مؤكد
وصل دافي الي المستعمرة التي سيعيش فيها و تم تسكينه في احد المنازل في غرفة يشاركه فيها اربعة رجال آخرين من بينهم إيجور الذي لم يفارقه بدعوي انهم حاملى نفس الجنسية .
في اليوم التالي استدعاه آمر المستعمرة فاسرع الي مكتبه وانتظر علي بابه لعشر دقائق حتي فتح الباب فإذا بإحور يخرج من الغرفة وما ان رآه حتي ابتسم و حياه
ايجور هامسا في اذنه وهو يمر بجواره : لا تقلق
داخل داڤي ليجد آمر المستعمرة جالسا وبجواره شابا في الثلاثينات
الآمر : اسمي شاؤل تفضل بالجلوس - بعد جلوسه – هذه جلسة تعارف بيننا و بينك نقوم بها مع كل الوافدين
اوما دافي برأسه
الآمر : ستروي لنا كل شئ عنك منذ ولادتك حتي هذه اللحظة و اعلم ان كل شئ ستقوله ستكون ملزما به بالثواب ان كان صدقا و العقاب ان كان كذبا ...يمكن البدء ...هيا
خرج دافى من المقابلة بعدما روى كل شئ عنه و جاوب علي كل اسئلة الضابطين و قد أعطوه ورقة توجه لها الى مكتب العمل بالمزرعة حيث قابل المسئول عنه الذى شرح له ما سيفعله كعامل بالمزرعة يزرع , يحصد و ينظف أو أى ينفذ أى أمر يوكل اليه حتى و ان كان تنظيف زرائب الماشية أو الحمامات و بلا أى اعتراض استلم دافى عمله و بدأ فى تنفيذ كل ما يطلب منه بلا كلل أو ملل أو امتعاض
آما إيجور فلقد عين هو أيضا مثل دافى كعامل فترة الصباح اما فى المساء فلقد حظى بوظيفة مدربا لالعاب القتال لكل شباب و اطفال المستعمرة طمعا في تكوين فريق ينافس به في المنافسات الرياضية التي تتم بين المستعمرات.
وكل ليلة كنوعا من الترفيه , كان اهالي المستعمرة يتجمعون في صورة جماعات يتسامرون و يحتفلون باي مناسبة و بالطبع لم يفوت دافي تلك التجمعات و ذات مرة سأله احد جيرانه و يدعي حزقيل عن حكايته في روسيا و كيف جاء الي هنا خاصة و ان اغلب الموجودين روس و قد رووا حكايتهم و لم يتبق سواه
اعتدل دافى فى جلسته ثم بدأ يروى قصته : كنا نعيش في موسكو انا و والدي و الدتي و في سن الحادية عشر اعتقل الحزب الشيوعي والدي بحجة مناهضة الشيوعية
حزقيل : وهل كان كذلك ?
دافي بحزن :لا , كل ما في الأمر انه كان يطالب بحقه في العيش كإنسان من حيث توفر الغذاء و المسكن و العمل المجزي فما كنا نتحصل عليه لم يكن يكفي اي شئ
حزقيل : أكمل
دافي : فذات مرة كان يتحدث مع احد الجيران في ذلك و الذي للاسف ابلغ عنه ولم أره بعدها مرة أخرى و علمت امي بعدها بعدة اشهر انه مات في سجون سيبريا من احد زملائه
حزقيل : وهل كانت أمك تعمل ؟
دافى : كانت تساعد السيدات فى البيوت
حزقيل بصلف : عاملة نظافة بالبيوت
التفت دافى اليه و لكز ايجور حزقيل وهو يهمس فى أذنه : تأدب يا رجل
حزقيل وكأنه لم يهتم بما سمعه : أكمل دافى
دافى : و بعد عدة اشهر جديدة عرض عليها رجلا يوغسلافيا الزواج فوافقت حتي يومن لنا قوت يومنا فعشت معهما حتي توفت والدتي فجأة و انا في الخامسة عشر فخيرنى زوجها ما بين البقاء بروسيا أو الرحيل معه الى تركيا فاخترت مصاحبته فلقد كان رجلا طيبا يعاملنى بشكلا جيد وهناك عملنا في الكثير من الوظائف حتى توفي بأزمة قلبية و لحق بها قبل حرب يونيو بقليل
احد جيرانه : وكيف أتيت الي هنا؟ا
دافي : مع كل الدعاية التي انتشرت عن دولة إسرا*ئيل القوية و عن إنتهاء العرب وعدم وجود اي خطر عليها بعد الآن مع كل المميزات التي قامت الوكالة اليهو*دية بنشرها بيننا عن الوظائف التي سينالها المهاجرين , السكن و الأموال قررت ان آتي الي هنا واشتريت بكل ما أمتلك تذكرة سفري و ركبت إحدي السفن القادمة إلى الوطن ممنيا النفس بأن اجد فى ارض الميعاد ما يعوضني سنوات شتاتي
.
ما ان انهي دافي حكايته حتي بدا جيرانه يهونون عليه ماضيه و يحفزونه و انفسهم و ياملون و يتمنون ان احلامهم تتحقق علي هذه الارض فجميعهم كانوا مثله
مرت الليالى و أثناء احتفالهم بعيد ميلاد أحد الأطفال و أثناء حديث دافى مع جارته الفاتنة ( راشيل ) وأمها العجوز ( استير ) اللتان كانتا قد وقفتا استعدادا للانصراف و كانت يد راشيل فى يد دافى تصافحه
فجأة زاغ بصره وشردت ملامحه و نظر الي السماء وتحشرج صوته وتخشبت أطرافه و أصيب بارتعاشة و تصلبت عضلاته فأمسك فى كف راشيل بقوة ثم أحذ يزوم لثوان فانتبه جميع المتواجدين و اقتربوا منهما
فجأة و يقول بصوت عميق نطق :
لقد اخطأ ( يارون بلونسكى ) كثيرا عندما رفض الاعتراف بما فعل , لقد شعر بالخزي و الندم وقرر أن يدفع الثمن … وسيدفعه قريبا !!
تسمرت راشيل وأمها إستير فى مكانيهما من هول ما سمعا و أخذت راشيل تحاول سحب كفها من يد رافى التى تحولت الى كلابة أمسكت بها و الأغرب أن ايجور حاول بنفسه سحبها الا أنه لم يستطع مندهشا من تلك القوة التى دبت فى دافى الضعيف فجأة
و اذا بدافى يكرر جملته مرة أخرى لترتخي عضلاته بعدها و يحرر راشيل من قبضته ومالت رأسه على كتفه فاقدا للوعى
أمسكت استير بذراع ابنتها ساحبة اياها بعيدا عنه ثم اقتربت من دافى و مالت عليه
إستير : ماذا تقول ? أعد ما قلت
إلا ان داڤي كان علي ما يبدو فاقدا لوعيه فلم يجيبها
كان ايجور قد احضر كوبا من الماء و أخذ يمسح به علي راسه حتي أفاق
إستير : ماذا قلت ?
داڤي متلجلجا : ماذا ? انا لم اقل شئ ..
ايجور : كيف ?
داڤي و قد دارت عينيه في محجريه : لا ادري ..هل قلت شيئا حقا؟
إلتفت استير الي ابنتها : حمدا للرب أنك أفقت من إغمائك – ثم أمسكت بذراع إبنتها - هيا راشيل
وخرجتا , تاركتين داڤي وقد التف حوله زملائه يطمئنون عليه وعلي حاله
ايجور : ما الأمر دافي
دافي مندهشا : ماذا حدث ?
ايجور : من يارون بلونسكى هذا ؟ و هل له علاقة براشيل أو السيدة استير مما جعاها تهب هكذا ?
دافي دهشة اكبر : انا ? لا ادري حقا
نظر إيجور اليه نظرة شك الا انه لم يعقب مرة اخري
اسرعت الأم وإبنتها الي منزلهما وبكل غضب اغلقت الباب و أمسكت ذراعي إبنتها بقوة
استير : ما علاقتك بذلك الروسي
راشيل : لا شئ نهائيا
استير : اذا فكيف علم بأمرك و أمر يارون ؟
راشيل و قد ترغرغت الدموع فى عينيها : لا أدرى اقصم برب مةسي أنى لا أدرى
أخذت استير تلف و تدور بالغرفة مكرة ثم استدارت اليها مرة أخرى
إستير :قول لي هل تحدثت مع أحد عن يارون؟
راشيل بغضب : ماذا تقولين ? أجننتي !! هل سأفضح نفسي الم يكن هذا اللعين هو السبب فى هجرتنا من العراق بعدما خدعني و اوهمني بالحب ثم رفض الإرتباط بي بعد ...بعد ..-ثم بكت - بعد أن فعل فعلته بي و لم يكفه خسته ونزالته بل اسرع بالهروب من العراق كله ولم نجد له أثرا
إستير تاركة ذراع إبنتها : فمن أين إذا علم بأمره – وأخذت تلف وتدور – هناك شئ غامض في هذا الفتي مؤكد أكاد أجن
راشيل : حسنا وماذا سنفعل الآن ?
إستير : لا شئ ...لا شئ ... علينا ان نتجاهل ما حدث ونتعامل كأن شيئا قد حدث وننتظر ونري خاصة و ان كلامه لم يكن موجها إلينا
بعد اسبوع , قبل تجمع ليلة السبت, استدعي آمر المستعمرة راشيل الي مكتبه فاسرعت هي و امها الي هناك
إستير : خيرا
آمر المزرعة : هناك خطاب قادم الي ابنتك من اوروبا
إستير : من اين بالضبط ?
نظر آمر المزرعة الي طوابع و أختام المظروف : انه من بولنداو غير مدون عليه اسم الراسل
ثم قدم لها مظروفا بدا لثلاثتهم متخما
نظرت راشيل لأمها ثم مدت يدها لتستلم المظروف لتفتحه فأمسكت امها يدها
إستير : بالمنزل
وفي الطريق الي البيت
إستير : من تظنينه ارسل الينا هذا الخطاب ليس لدينا احد ببولندا و حميع من نعرفهم قد قدموا معنا الى هنا هيا اسرعي الي المنزل
وما ان دخلتا المنزل حتي اسرعت راشيل بفتح الخطاب الذي كان مكونا من صفحتين و ورقة اخري صغيرة داخلهما وقعت علي الارض فمالت استير لالتقاطها
استير : ما هذا ? – واتسعت عيناها عن آخرهما – ما هذا ? امر لا يصدق
راشيل برعب : ما الأمر ?
نظرت استير لابنتها انه شيك ...شيك بالف دولاريا رب موسي انظري من صاحب التوقيع
تلجلجت الفتاة و ارتجفت يدها فمدت الام يدها و امسكت بالخطاب و اخذت تبحث عن توقيع صاحب الخطاب وما ان قرأته حتي اتسعت حدقتا عيناها اكثر من ذي قبل حتي قاربتا ان تخرجا من مقلتيهما
إستير : إنه ...إنه يارون ...يارون بلينسكي
الي هنا ووصلت الإثارة حدا مع كلا السيدتين لم تستطيعا تحمله فخرتا سويا علي اقرب اريكة لهما و لدقيقة او يزيد ظلتا صامتتين ثم نظرتا بعدها لبعضهما
استير : إقرائي الخطاب
و بدأت راشيل في قرائته ...لقد كان اعتذارا عن كل ما فعله بها و يبلغها انه عاد ليبحث عنها الا انه علم انها سافرت و ظل يبحث عنها فلجأ للوكالة اليهودية و عن طريقها علم بمكانها فارسل اليها هذا الاعتذار و هذا المبلغ الذي هو كل ما يملكه متمنيا ان تتقبل اعتذاره و ذلك التعويض البسيط
ولاكثر من ساعة , ظلتا علي وضعهما لا يصدقان ما حدث و فجأة هبت إستير من مكانه
استير : دافي , انها نبؤته...يا إلهي لقد تنبأ بحدوث ذلك الامر
راشيل : فعلا منذ اسبوع يبدو انه فتي مبارك
و طارت الإثنتان من الفرحة و أسرعتا إليه فوجدتاه جالسا بين جيرانهم
استير : دافي اتتذكر الاسبوع الماضي لقد غبت عن الوعي لدقيقة و قلت – ثم رددت ما قاله – اتذكر ?
دافي بخجل : عذرا سيدتي لكني لا أتذكر اي شئ مما تقولانه
فتدخل إيجور : ما الذي حدث سيدة استير و ما علاقتكما بالذي قاله
هنا بدأت إستير في رواية ما حدث وكيف ان نبوءة دافي تحققت
إيجور : ومن هو يارون ? و لماذا اعتذر ? و لماذا ارسل إليكما ذلك المبلغ ?
أمسكت إستير يد ابنتها : كان المبلغ دينا عليه كان قد استدانه من زوجي و هرب و يبدو انه شعر بتأنيب الضمير فأرسل يسدده
اصيب المتواحدين بالذهول و ما بين غير مصدق و مصدق انتشر أمر النبوءة فى المزرعة كلها
و بين ليلة و ضحاها صار دافي اكثر شخصية مشهورة بالمستعمرة فالحميع باتوا يحيونه يتوقفون معه لدقائق لعله يتنبأ لهم بشئ يخصهم , ينظرون اليه فى انبهار في الوقت الذي كان دائما ما يستنكر فيه كل ذلك ويخبرهم انه لا يعلم شيئا عن اي قدرة لديه ولا يدري عن ماذا يتحدثون
وفي ليلة السبت التي تلت امر راشيل و أثناء سهرة صاخبة , فاجأ زاغ بصر داڤي مرة أخري وشردت ملامحه وتشنجت أطرافه و التف حوله الجميع يحاولون إفاقته دون فائدة هنا تدخل إيجور
إيجور : امسكوا اطرافه حتي لا يؤذي نفسه ثم دعوه هو سيستفيق لحاله قد يكون مصايا بمرض الصرع
نفذ الاهالي ما قاله و لدقيقتين كاملتين اخذ دافي ينتفض و يهتز ثم فال
داڤي : خسارة كبيرة أن يتلف محراث جديد جميل كهذا !!!
فأخذ الاهالى يسألونه عما يقول و عن أى محراث يتحدث فاذا به يكرر جملته مرة خرى
و إن هي إلا دقائق حتي بدا الهدؤ ينساب الي جسده و استعاد وعيه شيئا فشيئا ليلتف الجميع حوله يسالونه عن الأمر و عن حاله و عما قاله
دافي : انا لا ادري شيئا عما تقولون
إيجور بحماسة : كيف ? كلنا سمعناك
دافي : صدقني ايجور انا لا ادري شيئا عما تقولون
اخذ الجميع ينظرون الي بعضهم بعضا
إيجور : بالمستعمرة خمسة محاريث هيا يا شباب لنفحصه
انطلق الشباب يفحصون كل المحاريث فى المزرعة والتي كانت جديدة تماما ثم عادوا ليعلنوا أن المحاريث بحالة جيدة ولتبدأ نوبة من السخرية من نبوءته العجيبة
بعد يومين و مع منتصف نهار يوم الاحد مباشرة انكسر المحراث الرئيسي فى المزرعة والذي كان يعد اكبر المحاريث و اقواها دون أي سبب فبالكشف عليه وجدوا ان عمود الحركة قد كسر و الكسر ناتحا عن عيب بالصناعة لينتقل الخبر سريعا بين اهالي المستعمرة و بنهاية اليوم تجمع الأهالي في مكان تجمعهم ينظرون إلي دافي فى ذهول
