رواية خلف النقاب كامله جميع الفصول بقلم مصطفى جابر
أنا بجد بدأت أشك إن فيه مربية محترمة في البلد دي مش فاهم اي القرف اللي انا فيه دا .
ياسر بسخرية: لا يا عم المربيات تمام بس إنت اللي ما بتتستحملش حد كل واحدة تدخل بيتك تطلع منه وهي بتدعي عليك ومش طايقاك ولا طايقة اليوم اللي شافتك فيه.
عيسى بعصبيه: يعني العيب بقا فيا دلوقتي؟ وبعدين هما اللي بيخلوني اتعامل معاهم كدا عشان ما حدش فيهم بيخاف على ابني زيي .. وبعدين أنا مش طالب حاجة مستحيلة انا عاوزها تعامل ابني كويس هو دا مستحيل يعالم؟
ياسر بهدوء : آه مستحيل لانك طالب واحدة تمشي على مزاجك انت وتفهمك من غير ما تتكلم وتربي ابنك زي ما إنت عايز بالظبط فا ده حلم مستحيل وبصراحة الناس مش روبوتات عندك يا عيسي.
عيسى بغضب وبيضرب على المكتب بإيده: بقولك اي يا ياسر بطل تريقه عشان مش طايق نفسي أنا لازم ألاقي حد كويس لأبني .
ياسر باستغراب : انا عندي حل ينفعك ومش هيخليك تبقا محتار اوي كدا.
عيسي برفع حاجب: اشجيني ب حلولك وربنا يستر منها.
ياسر بهدؤء: اي رايك لو تفكر ترجع مراتك محدش هيخاف علي ابنك قدها.
عيسى بغضب: ياسررر ما بلاش الكلام ده احسن لك.
ياسر بيتوتر: ليه يعني وبعدين بصراحه لحد دلوقتي ما حدش فاهم إنت طلقتها ليه حتى أنا
عيسى بيبصله ببرود : مش شرط تفهمو لأن دي حياتي انا وانا حر فيها فاهم.
الشغاله بتخبط على .
عيسي ببرود؛ ادخلي
بتدخل بهدؤء : بعد اذنك يا أستاذ عيسى في واحدة برا منقبة بتقول إنها جايه بخصوص اعلان شغل المربية اللي حضرتك طالبه ادخلها؟
ياسر بضحكة مستفزة: منقبة؟ هو فيه بنت منقبة جالها قلب ڤيلا عيسى عز الدين برجليها طب دي بقا أمها كانت داعيه ليها ولا داعيه عليها؟
عيسى بعصبية: ياسر احترم نفسك البت جاية شغل مش جاية عشاني ولا عشان حاجه وحشه.
ياسر بهزار: خلاص يا عم عيسي بهزر إهدى كدا .
عيسى للشغاله : خليها تدخل المكتب وقدمي ليها الضيافة و أنا جاي وراكي.
الشغاله بهدؤء: حاضر يا عيسي بيه.
خرجت وهو بص ل ياسر بغيظ و خرج بسرعة من المكتب وياسر فضّل قاعد مكانه عينه فيها توتر وفضول.
عند البنت.
ام رضا بأبتسامة: اتفضلي يا بنتي عيسي بيه جاي ورايا حالا.
رقيه بهدؤء: تمام يا حجة احم هو بس سؤال هو صحيح طبعه حامي ومحدش بيعرف يتعامل معاه.
ام رضا بابتسامة: بصي يا بنتي عيسي بيه اطيب من الطيبة بس ظروفه بتجبره يكون كدا عاوزة بجد تعرفي تتعاملي معاه كون هادية وردودك سريعه ومتشكيش من حاجه ابدا.
رقيه بهدؤء: ربنا يستر بقي
فجاءة عيسى بيفتح الباب و بيوقف لحظة وهو باصص قدامه بذهول
رقيه واقفت قدامه قصيرة شوية، لابسة دريس اسود واسعة، ونقاب مغطي وشها كله، مفيش غير عنيها باينين.
عيسى بابتسامة فيها سخرية: إنتي كده هتخضّي ابني مش هتربيه انا نفسي اتخضيت .
رقرقه بهدوء وثقة: اكيد ابنك مش هيخاف من لبسي علشان هيكون علي فطرته..وعمتا الخوف مش من اللبس الخوف بييجي من الناس واسلوبها
عيسى سكت لحظة كأنه ما توقعش الرد ده و بيشاورلها تقعد .
عيسى ببرود: اسمك وسنك وهل عندك خبرة معا الاطفال ولا علي الله حكايتك.
رقيه بهدؤء: اسمي رقيّة عتمان و عندي سبعه وعشرين سنة و
اشتغلت في بيتين قبل كده مرة مع توأم ومرة مع طفل عنده توحد.
عيسى بهدؤء: طيب يا انسه رقيه هو انتي مرتبطة مخطوبة مثلًا او متجوزه.
رقيّة ببرود : اولا دي حاجة شخصية ومحدش له دعوة بيها انت ليك مربية ل ابنك .
عيسى برفع حاجب وبيرد بنفس البرود:
ضحكتيني دي مش شخصية لما تدخلي بيت عيسي عز الدين وتبقي حوالين ابني من حقي أعرف عنك كل حاجة.
رقيّة بجمود : نفرض إني لا مرتبطة ولا مخطوبة ده هيغير حاجه يعني؟
عيسى بهدؤء: هيغيّر كتير طبعا الافضل متكونيش مرتبطه من الاساس علشان يكون تركيزك واهتمامي بأبني بس وتركزي معاه لانه محتاج معاملة خاصه ودا المطلوب.
رقيّة بفضول : هو حضرتك بتدور على مربية ولا على واحدة فاضية مورهاش حاجه؟
عيسى بغيظ : انا بدوّر على واحدة تبقى مسئولة عايز أطمن على ابني مش هدخّل حد في حياته وهو مش فاهم حتى هيا مين.
رقيّة بهدؤء: وأنا مش هدخل حياة طفل إلا وأنا عارفة هو في بيت إزاي واللي حواليه بيفكروا إزاي.
عيسى بهدؤء: واضح إنك دماغك ناشفة ولسانك عاوز يتعدل.
رقيّة ببرود: والواضح إن حضرتك متعود اللي حواليك ما يجادلوش ويتعاملوا معاك علي حاضر ونعم بس.
عيسى بجمود : ميخصكيش ثم انتي ليه سيبتي الشغل اللي فات؟
رقيّة ببساطة: الأولاد كبروا وأنا ما بحبّش أشتغل في بيت مفيهوش طفل محتاجلي.
عيسى بخبث: يعني لو ابني ماحبّكيش هتمشي ولا هتعملي اي.
رقيّة بهدوء: لا مش همشي بالعكس هأحاول أخليه يحبني، ولو ما قدرتش ممكن وقتها امشي.
عيسى بخبث : طب لو أنا ما حبتكيش؟
رقيّة ببرود: اولا انا مش جايه علشان حضرتك.. أنا جاية علشان أكون مربية لأبنك فا حكاية انك تحبني او لأ ده ميهمنيش... اللي مطلوب مني هو حاجة واحده اني اخد بالي من ابنك.
عيسى بغيظ: أنتي بتردّي عليا كأنك جاية تقابلي ضرتك مش صاحب شغلك.
رقيّة ببرود:
وأنت بتسأل كأنك بتحقق معايا مش بتعمل انترڤيو
عيسى بجمود: إنتي جاية تشتغلي عندي ولا جاية تتحديني ب لسانك دا؟
رقيّة بهدوء :
أنا جاية أشتغل بس ما عنديش استعداد أتنازل عن احترامي عشان أُقبَل الشغل هنا يا عيسي بيه.
عيسى ببرود: يعني من الواضح بالنسبالي ان حضرتك شايفة نفسك زياده
رقيّة بنظرة سريعة : أنا شايفة نفسي من جوّا وعارفه مقامها مش زي ناس بتشوف وبتحكم عالمظهر الخارجي
عيسى بغيظ: ماشي يا أستاذة رقيّة تعالي بكرة لو ابني ما خافش منك ولا من لبسك ده ممكن نكمّل.
رقيّة وهي بتقوم :
تمم ميرسي علي المقابلة اللطيفه دي باي.
مشيت وبعد شويه ياسر دخل المكتب لسه ماسك كوباية القهوة.
ياسر بفضول: إيه شكلها سابتك بسبب طريقتك صح صدقني أنت اللي محتاج مربيه.
عيسى بشرود:بالعكس البت دي مش سهلة وانا هعرف اتعامل معاها كويس.
ياسر بتوتر: يعني صمدت قدامك وهتشتغل؟ ربنا يستر عليها.
عيسي بغيظ: انجز اطفح قهوتك ساعة ونص عمال تشرب فيها.
ياسر بضحك : من البن بتاعي ياعم الله براحتي.
عيسي بص له وضحك..
تاني يوم..
رقيّة وصلت ودخلت لأم رضا الشغاله :الأستاذ عيسى راح شغله وقالي اقولك اوضة ياسين فين هتلاقيها فوق أول أوضه علي ايدك اليمين .
رقيّة بهدؤء: تمام هطلع اشوفه انا عن اذنك يا حجة.
في الاوضة ياسين قاعد في ركن بعيد سرحان مع نفسه وماسك في ايده دب.
رقيّة بهدوء بتدخل عليه: هااي... أنت ياسين صح ازيك يا ياسو عامل اي أنا رقيّة هكون معاك هنا علشان أساعدك.
بتمد إيدها عشان تسلم عليه لكن ياسين بيتجاهلها ومش بيبص ليها
رقيّة بابتسامة :
مش هتسلم عليا خلاص ياعم مش مشكلة انا هبتدي أكون معاك وإن شاء الله معا الوقت هتعرفني اكتر وتحبني...ها بقي تحب تعمل اي.
قعدت جنبه بتحاول تكسب ثقته. ياسين مش بيبص عليها بردو.. عينيه على الأرض.
رقيّة بهدوء: علي فكره أنت مش لوحدك في المكان ده لازم تتعود على وجودي.
لكن ياسين لسه ساكت مفيش أي علامة تفاعل رقيّة بتبص عليه للحظات بعدها بتنزل رأسها وتفكر في الطريقة المناسبة للتعامل مع الطفل ده.
ياسين بيتعصب فجأة ويزقها بعيد.
ياسين بغضب طفولي : أنا مش عاوز حد يلا امشي من هنا ابعدي عني اطلعييييي براااا انتييي وحشه
رقيّة بهدؤء وجمود :
انا مش وحشه يا ياسين انا بحبك وأنا هنا علشان أكون معاك ونلعب سوا
ياسين بيصرخ مرة تانية ودموعه على وشه:
انتي كدابة انا محدش بيحبني كلهم بيضربوني وبيزعقوا لي كلهم بيكرهوني.
رقية بتبص له بحزن وبتقرب منه وتحضنه بدون اي كلمة.
ياسين حضنها وعيط.
رقيّة بحنان: اهدا يا حبيبي محدش هيزعق لك نهائي.. طول منا هنا هكون معاك هعمل كل اللي انت عايزو .
ياسين بدوموع : لا انتي هتمشي زي أمي اتحيلت عليها انها متسبنيش لكنها سابتني ومشيت.
رقيه باستغراب: هيا راحت عند ربنا يا حبيبي ولا
ياسين بحزن: لا بابا طلقها وكان بيزعق ليها وضربها وخلاها تمشي وانتي هتمشي زيها.
رقيّة بابتسامة: هات صبعك الصغير ده كده... وادي وعد والله اهو اني مش هسيبك وهعاملك حلو علطول وهخليك مبسوط .. اتطمنت كده يا ياسين
ياسين بيفرح وبيحضنها ويحس بأمان لأول مرة
بعد شوية كانت قاعده بتتكلم معاه..
رقيّة بهدوء: يلا احكي لي يا بطل إنت بتحب تعمل إيه وتاكل اي.... قولي كل حاجه عنك يا ياسين
ياسين ببراءة:
بحب العب بلايستيشن بالعربيات وبحب اكل تفاح كتير عشان ابقا بطل و بعضلات زي بابي وأحيانًا برسم.
رقيّة بتبتسم: الله.. شطور الرسم ده حاجه حلوة وأنا بحب الرسم جدا انا كمان... لما تحب اني أساعدك ترسم قولي وانا هساعدك... وإنت بتحب الألعاب الإلكترونية ممكن نلعب مع بعض بعد كده.
ياسين بسعادة: أيوه بحبها جدا وبحب العابها بس مكنتش بلاقي حد يلعب معايا لكن دلوقتي مش هلعب لوحدي.
رقيّة بتشجعه: صح يا ياسوو هنلعب سوا.
ياسين بتوتر : هو انا ممكن اطلب منك تشيلي النقاب عاوز اشوف وشك
رقيّة بتبص له بأبتسامه وتشيل النقاب بهدوء. وشعرها بينزل على كتفها وتبص له بابتسامه
ياسين بص ليها بصدمة وانبهار:الله إنتي جميلة اوي اوي شعرك لونه حلو اوي وعيونك قمر اوي انتي حلوة اوي.
رقيّة بضحك: دنتا بتعاكس بقي.. بس هقولك حاجه... متاخدش بالشكل دايما يا حبيبي لان المظاهر خداعه ف لازم تاخد بالك من الحتة دي.
ياسين بصوت مبهور: كان بيجيلي ناس كتير شكلهم حلو هنا وكنت فاكر إنك زيهم بس طلعتي غيرهم .
فجأة الباب بيتفتح وبيدخل عيسى وبيلاقي نفسه واقف قدام رقية وهيا من غير النقاب
رقيّة بصدمه :
