Ads by Google X

رواية القلب الملعون كامله

 


✿ القلـــب الملعـــون ✿
« رعـــب سحـــر رومانســـي خيـــال غمـــوض »
الحـــلقة الأولـــى

هل سمعت من قبل عن قصة القلب الملعون؟..ذلك القلب الذي كان هائمًا دون مرسى..
بكل شاطيء يظل يبحث عن ما ينقصه, ولا يجده..وحين وجد الحب, وجد ما كان ينقصه؛
لكن رغم أنه كان هو مفتاح نجاته؛ كان أيضًا جحيم هلاكه..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"تعالي إليَّ .. تعالي إليَّ .. المسيني .. حرريني .."

شهقت تفتح عيناها على إتساعهما, تفغر شفتيها تتنفس بإضطراب؛ ذلك الصوت مازال يغزو عقلها، ولا تعلم ما الذي يحدث معها!..تنهدت بيأس, ونهضت تجر ساقاها بإرهاق، اتجهت للمطبخ ترتشف بعض المياه وعقلها مشغول بذلك الصوت..

"كابوس آخر.."

التفتت برأسها تنظر لجدها, إبتسامة صغيرة ترتسم على ثغرها تهز رأسها بضعف.. تحرك خارج المطبخ متمتمًا بهدوء :

" اتبعيني.."

وضعت الكأس على المنضدة, وتحركت خلفه فوجدته جالسًا على الأريكة بدعوى للإنضمام إليه؛ فاتسعت إبتسامتها, وأسرعت تجلس بأحضانه, تتشبث به كعادتها منذ الصغر .. رفع يده يداعب بأصابعه خصلات شعرها بحنان،
يقول بخفوت دافئ :

" هل مازال الكابوس يخيفكِ؟!.."

تنهدت بيأس، قائلة بحيرة :

" المشكلة أنني لا أشعر أنه حُلمًا يا جدي .. أنا أشعر به حقيقيًا كأنه يناديني .. ذلك الصوت كأنني أعرفه بطريقة ما، ولكن......"

قطعت حديثها بزفرة قوية, لا تعرف كيف تكمل؟.. هذا الصوت رغم أنه يثير بقلبها الخوف, لكنه مألوف بطريقة غريبة، كأن به سحر يجذبها إليه؛ رغم تلك القشعريرة التي تنتابها كلما حلمت به، لكنه حقيقي وأقوى من أن يكون حلمًا..

أغمضت عينيها بتعب واضح تحاول الإسترخاء بين ذراعي جدها؛ الذي نظر لرأسها المنكس بإشفاق، لا يدري ماذا يفعل ليساعد حفيدته المسكينة, التي ما إن بلغت التاسعة عشر وذلك الصوت يطاردها بأحلامها!..

مع قلق بدأ ينتابه من الأمر الذي أصبح يتزايد مع الوقت, وشكوك باتت مريبة..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بجامعتها تتابع محاضراتها بنشاط متحمسة, تعشق ذلك القسم الذي تخصصت به, قسم التاريخ يساعدها في البحث عن كل ماهو خاص بالماضي, الأساطير, تلك القصص القديمة التي تستهويها دومًا, ما جعلها محبة للتاريخ عمل جدها بالتحف الأثرية, متجره القديم الممتلئ بهم .. كم تحب أن تذهب إلى هناك لتبقى معه, تتطلع حولها بإنبهار لم يفارقها حتى الآن ..

منذ أن أتت للعيش معه بعد وفاة والديها بحادث سيارة, نجت هي منه بأعجوبة حين كانت بالثانية عشر.. هاهي الآن مولعة بالتاريخ القديم خاصة تلك الأساطير, تسجل كل ما يقوله محاضرها بنهم شديد مندمجة معه؛ كأنها بعالم آخر مسحورة به..

بعد إنتهاء المحاضرة نوه المحاضر عن رحلة لأحد القصور القديمة المعروفة ببلدة مجاورة بعد يومين.. بصورة إجبارية سيتم بعدها عمل بحث عنه.. همهمات متباينة صدرت من حولها منها متذمرة, فالبعض يرى زيارة تلك الأماكن مملة للغاية لا ينتج عنها سوى الكثير من الأحاديث حول قصص أغلبها خرافية تم تحريفها مع الزمن بأقاويل مختلفة..

غير أنها ليلة رأس السنة تعبر عطلة يحتفل بها الجميع, يذهبوا لزيارة مكان كهذا.. والبعض الآخر وهي منهم أبدوا حماسهم للأمر, فرؤية معالم أثرية من تحف ومعالم معمارية قديمة لا تزال محتفظة بقوتها, تتحدى الزمن هو شيء رائع بل مبهر بحق..

انتهت المحاضرة وخرجت برفقة صديقتها تتحدثان عن الرحلة التي ستكون بعد يومين.. لتسرع إلى منزلها تبحث عن جدها بمتجره أسفل البناية بالحي القديم, تجده منشغلاً بترتيب بعض الأرفف, فقد استلم لتوه شحنة جديدة من المستحضرات المستخدمة في إعداد بعض الوصفات الطبية, وأيضًا الخلطات السحرية, برغم أنهم أصبحوا بعالم متطور لا يزال البعض يتشبث بالعادات والتراهات القديمة من مزاولة للسحر..

هي مولعة بذلك الأمر حين وجدت الصناديق تركت ما بيدها من كتب, ملقية حقيبة يدها, تتحرك إتجاه جدها بحماس, تهتف بلهفة:

" لقد وصلت الوصفات التي كنت تنتظرها جدي .. ستعلمني فائدة كل وصفة, وفيما تستخدم كما وعدتني .."

التفت ينظر إليها بإبتسامة هادئة, وهو يرى حماسها المعتاد بهذه الأمور, حفيدته الجميلة تبدو مناسبة جدًا لتخلفه في الأمر, سيخبرها فيما بعد عن ذلك الإرث رغم عدم إقتناعه بمصداقيته, لكن لن يضر أن يخبرها من باب العلم..تنهد بروية, ثم قال بصوته الدافئ :

" بالطبع عزيزتي لقد وعدتكِ, والآن اخبريني كيف كان يومكِ؟.."

اتسعت إبتسامتها, مع لمعة عينيها ببريق يعرفه جيدًا, تنحني لتجثو على ركبتيها تنظر لتلك الأوعية الزجاجية المتراصة على الأرفف السفلية, تقول بسعادة :

" هناك رحلة إلى بعض القصور التاريخية.."

ضحك بخفوت, يهز رأسه بإيماءة, يقول بتقرير :

" هكذا إذًا لذلك تبدين سعيدة .. لا أدري ما هو سر تعلقكِ بتلك الأمور لهذه الدرجة؟.. لقد أصبح هوسا بالنسبة إليكِ ستيلا!.."

رفعت رأسها تنظر إليه بحاجبين معقودين إمتعاضًا, تقول بعتاب :

" جدي كيف تقول هذا وأنت تعمل بهذا المجال!.. إنه رائع .. يجعلك تشعر بأنك بعالم آخر.."

تنهد بتثاقل, يقول بإرهاق :

" في الواقع لقد ورثت الأمر عن أجدادي لم أختر هذا الطريق.. في بعض الأحيان لا تختار طريقك, بل تجد نفسك وضعت به دون شعور.."

رمقته بإستغراب, لا تعرف ما سر ضيق جدها من الأمر, لكنها عادت تقول بإبتسامة رقيقة :

" لكنني سعيدة بهذا الطريق وأريد أن أمشي به, سأتعلم كل شيء منك كما تعلمت أنت قبلي.."

حماسها جعله يبتسم بإستسلام, يومئ برأسه قبل أن يجثو جالسًا بجوارها, قائلاً :

" ستتعلمين كل شيء بوقته ستيلا.. لا تتعجلي.."

مدت يدها تتلمس بعض الأوعية تتساءل عن ماهيته فأجابها جدها برحابة صدر لتتوالى أسئلتها مع متابعتهما لترتيب الأرفف..

يبدو أنه سيخبرها بتلك الأسطورة التي توارثتها عائلته بأقرب وقت..


                    الحلقة الثانيه من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-